بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 2 ديسمبر 2010


الجنوب اليمني من الإستعمار البريطاني القديم الى الإستعمار اليمني الشمالي المتخلف
بقلم العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف

تم استعمار الجنوب اليمني في 19 من يناير 1839م بعد غزو استعماري من قبل بريطانيا تحت مبررات مهاجمة صيادي عدن لل سفينة البريطانية داريا دولة وتحت هذه الذريعة الواهية اعد البريطانيون حملة صليبية على عدن وتم مهاجمة عدن وكل الصيادين في شواطئها ولعدم توازن القوى في الإسلحة والعتاد فقد استطاع البريطانيون من احتلال مدينة عدن عبر شاطيئ صيره وذلك في 19 من يناير 1839م ومن ذلك الوقت صارت عدن تحت الإحتلال البريطاني وتم توقيع اتفاقية حماية مع سلطان لحج حينها الذي كان مقر حكمه الرئيس في عدن .

استمر الإحتلال البريطاني يسقط المناطق الجنوبية الواحدة تلو الأخرى حتى تم استكمال سيطرته على كل ارضي الجنوب العربي من ميون غربا الى اقصى حدود الجنوب شرقا وم الضالع شمالا وحتى سقطرة جنوبا مع ضم بعض الجزر الى محمية عدن الواقعة راس البحر العربي وارخبيل ميون.


بعد مقاومة شعبية في الجنوب العربي من قبل العديد من مناطق الجنوب نضجت اعلان الثورة المسلحة ضد المستعمر البريطاني بقيادة الجبهة القومية وذلك في 14 من اكتوبر 1963م وبعد نضال استمر اكثر من اربعة اعوام استطاعت الجبهة القومية والى جانبها جبهة التحرير وبعض الفصائل الأخرى المؤمنة بالكفاح المسلح اسلبا كفاحيا في اخراج المستعمر البريطاني من ارض الجنوب استطاعوا معا من تحقيق الإستقلال في 30 من نوفمبر 1967م وبهذا اليوم تم الإعتراف بالجنوب العربي كدولة مستقلة موحدة لكل المشيخات والسلطنات والإمارات التي كانت تحت حكومة الإتحاد العربي لجنوب اليمن وكذلك لكل السلطنات والمشيخات التي كانت خارج الإتحاد وتم تسمية الدولة الوليد للإستقلا بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وتم حكمها من قبل الجبهة القومية منفردا بعد توقيع على وثيقة الإستقلال من قبل رئيسها قحطان محمد الشعبي الذي عين كاو ل رئيس لدولة الإستقلا .


شهداء الثورة 14 من اكتوبر 1963م هم من صنع الإستقلال وصاروا بين عشية وضحاها في اعداد المنسين بسبب تزوير التاريخ والإهمال لتاريخهم من قبل رفاق دربهم في النضال ... لكن التاريخ لن ولن ينسى هؤلاء الأبطال مهما بلغت وقاحة المستعمر اليمني من تزوير التاريخ وسرقته ومحاولة طمسه ومن عدم الشعور بالمسؤولية التاريخية من قبل من سلموا الأمانة فلم يحافظوا عليها بل ما هو افضع واسوء في ذلك انهم ما رسوا العدوانية ضد بعضهم البعض الى ان صاروا جميعا في قارعة الطريق وصار ما تم انجازه على الصعيد الجنوبي في خبر كان. .


اليس هذا ظلما بعد ان عاش الشعب الجنوبي فرحته في الحرية والإستقلال لأكثر من عشرين عام رغم بعض التشوهات التي حدثت خلال الفترة الممتدة منذ الإستقلال الأول وحتى عشية التوقيع على الشراكة الوهمية مع نظام الجمهورية العربية اليمنية نتيجة للصراعات بين رفاق الحزب الواحد والدولة الواحدة والذي بسببه قبل الشعب العربي في الجنوب من الدخول بشراكة مع الشعب العربي المسلم في الشمال اليمني هروبا الى الأمام كما هو الحال لدى الأخوة الأعداء في الشمال... يعود اليوم مجددا تحت وطاة استعمار جديد اكثر وحشية وقسوة اسمه الإستعمار اليمني الشمالي والذي يمارس ابشع صور ا اشكال الإستعمار المتخلف الذي لا يميز بين الحق الإنساني في العيش بامن واستقرار وبحرية ورخاء وبين الباطل الشيطاني الذي يعبث بماشاعر البسطاء من ابناء الجنوب الأحرار دون وازع ضمير يذكر تحت مبررات واهية وعناد متخلف وعنجهية واطرسة شيطانية يدفع الشعب العربي في اليمن الجنوبي ثمن ذلك حتى اللحظة. .


هناك رجال صنعو تاريخ النصر في التحرر من الإستعمار البريطاني واستشهدوا من اجله واليوم يزيف التاريخ وينسب كل ما تم انجازه الى عصابة قبلية وعسكرية اتت من اقصى الشمال لا علاقة لها بثورة الجنوب ولا استقلاله ويتغنون بهذا المنجز ويتحد ثون عنه زورا وبهتانا عبر وسائل الإعلام المختلفة ويريدون من خلال هذا التزوير والإصرار على الإبقاء على الوحد بالقوة حتى ولو ادى ذلك الى طمس وانهاء شعب باكملة بل ويريدون ان يهجروا شعبا باكمله ويستبدلونه بمستوطنين قادمين من اقصى شمال اليمن حتى الإستعمار البريطاني لم يقم بهذه الخطوة العنصرية المتخلفة.
هذا هو حال الشعب العربي في الجنوب اليوم يعيش تحت وطأة استعمار جديد وصار يمارس ضد ابشع انواع القهر والظلم والتهميش والتهجير والإفقار من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية فهل من مغيث وهل من منقذ ؟

نعم هناك وسائل عدة لإنقاذ الشعب العربي من ورطته هذه وفي مقدمة هذه الوسائل هو الحفاظ على ثورته السلمية وتعزيزها بوحدة الأداء والقيادة والإستمرار في تصعيد النضال الحراكي السلمي على مستوى الوطن الجنوبي كله من اقصاه الى اقصاه مع عدم السماح للخونة المهزومين والمتآمرين الحاقدين الذين لا هم لهم سوى البحث عن الوجاهة والشهرة والمناصب حتى ولو كان على حساب مستقبل القضية الجنوبية وديمومة ثورتها السلمية والحراكية من الوصول الى موقع القرار في مفاصل الثورة السلمية حتى لا تجهض في وقت مبكر من عمرها الحديث ...لكن للأسف ان ما نلا حظه بان هذا الفصيل والقطيع من تماسيح الوحل المريضة بنوازع العضمة والمتباهية بمسلكها الأناني الإنتهازي قد استطاعت ان تنبعث من بين الركام مجددا بعد ان كانت في نوم وسبات عميق وصارت بين عشية وضحاها في مقدمة الصفوف وعلى راس القرار المصيري للشعب العربي في الجنوب بل وما هو افضع وافدح لا ترضى بالعمل مع الآخرين من نابع المصلحة العلياء للشعب ومن ان خيار الشعب الجنوبي هو فوق كل الخيارات بل للأسف ما زالت تسلك مسلك الإعتماد على القرار الخارجي والإملاء المرتبط بمصالح دول خارجية تسيطر على توجيه هؤلاء بطريقة الريموت كانترول بل وتقوم باملاء شروطها على من يناضل بصمت وعزيمة المناضل الشريف المضحي من اجل القضية ووحد تها بصمت وبروح المسؤولية من دافع الضمير الثوري النضالي بعيدا عن المصالح الشخصية والأنانية مستغلة امكاناتها المادية واللوجستية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق