بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 يناير 2012

عشرون مرضاً إسقاطياً في منير الماوري (بقلم : احمد الشمسي ) الخميس, 26 يناير 2012 00:19


عشرون مرضاً إسقاطياً في منير الماوري (بقلم : احمد الشمسي )
الخميس, 26 يناير 2012 00:19



في آخر إسقاطاته النفسية على الحراك الجنوبي، أتحفنا منير الماوري بعشرين توضيح للحراك الجنوبي، مع علمه بأن الحراك تعريفه واحد لا يتجزأ، وهدفه واحد أوحد هو استعادة الدولة واستقلال شعب الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى. فهل الماوري مصاب بمرض الإسقاط النفسي؟ لا ندري، لكن من خلال كتاباته وتحدياته وبهرجته على غيره/ وتركه أمور أهله وبلده، ففي مايلي تشخيصه نفسباً لله وفي الله!

ما هي علامات مرض الإسقاط النفسي عند الماوري؟

1/2/3/ يُعرّفُ الاسقاط علمياً بأنه "مجموعة من التبريرات والأعذار التي تـُـلقى من الشخص المريض على من حوله سواءً كانوا أشخاصاً بعينهم أو على أحوال وظروف تجري من حوله (كحال وظروف الحراك الجنوبي)، ومقصده من إلقاء هذه التبريرات والأعذار هو التهرب من مسؤولية الفشل أو الخلل الذي وقع به في ناحية من نواحي حياته" (عندما أسهم عبر ما يسمى بمجلس النفاق الوطني في القضاء على انتفاضة الشباب في بلاده). إذاً الإسقاط هو حيلة دفاعيه يلجأ إليها الفرد الفاشل باتهام الآخرين بالفشل ويرمي الآخرين بعيوبه ونواقصه.

4/5/6 يكون الإسقاط في العادة على مرحلتين: يظهرُ في الأولى عجز الفرد عن معرفة خصائصه الحقيقية وإدراكها. وفي الثانية اعتماد الفرد على رمي شخص أخر بعيوبه في حين لا تكون هذه العيوب موجودة في هذا الشخص. مثل إن الشخص الذي لا يلتزم قواعد الأخلاق يصف غيره بسوء الخلق. وفي هذه الحالة يهدف إلى تخليص نفسه من صفه غير مرغوبة ويرميها على الآخرين، وقد لا يكون ذلك بإدراك وشعور. لكن عند الماوري فذلك يتم بإدراك تام وشعور شامل.

7/8/9 اللجوء إلى الإسقاط قد يكون سلوكا واعيا أو فعلا لا شعوريا، وفي الحالة الأولى: هو نوع من الكذب على النفس من خلال رمي العيوب الذاتية على الآخرين واتهامهم بها، أما عندما يكون فعلا لا شعوريا فان الشخص يميل إلى عدم الاعتراف بمشاعره السلبية كالظلم والقهر والكبت. فالإسقاط حيلة نفسية يحمِّـل الفردُ من خلالها عيوبَه ورغباتَه غير المشروعة الناس حتى يبرئ نفسه ويبعد الشبهات عنها. فالكذاب عادة يتهم الناس بالكذب. وهذه الحالات تشير الى خلل نفسي ما، وهي قد تتطور إلى اضطراب نفسي شديد وحتى إلى خلل عقلي عندما يُعزي المصابُ بمرض الإسقاط النفسي للآخرين فشله وسقوطه.

10/11/12 مرض الإسقاط حيلة دفاعية، يُنسِبُ فيها الفرد عيوبَه ورغباتَه المحرمةَ والعدوانية أو العنصرية للناس/ حتى يبرئ نفسه ويبعد الشبهات عنها، فالكاذب يتهم الناس بالكذب (مكرر).

13/14/15 والإسقاط قد يؤدى بالمصاب به إلى عدوان مادي في صورة جرائم، فيحمل مشاعر عدوانية نحو قوم ويسقط عليهم المشاعر الحاقدة، ويتصور أن كيده يعينه فيتربص بهم لكى يؤذيهم اعتقاداَ منه أنهم يؤذوه وما هم بمؤذيه، ولأنهم مسالمون يبادر بالهجوم والاعتداء عليهم بالكلمة أو البندق.

16/17/18 يقول عالم النفس سيغموند فرويد رائد التحليل النفسي: يشيرُ الإسقاط أولا إلى حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا... بمقتضاها يَنسُِب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكارا مستمدة من خبرته الذاتية يرفض الاعتراف بها لما تسببه من الم وما تثيره من مشاعر الذنب. فالإسقاط بمثابة وسيلة للكبت أي أسلوب لاستبعاد العناصر النفسية المؤلمة عن حيز الشعور. ويضيف فرويد: " إن العناصر التي يتناولها الإسقاط يدركها الشخص ثانية بوصفها موضوعات خارجية منقطعة الصلة بالخبرة الذاتية الصادرة عنها أصلا، فالإدراك الداخلي يلغى ويصل مضمونه إلى الشعور عوضاً عنه في شكل إدراك صادر عن الخارج بعد أن يكون قد لحقه بعض التشويه.

19/20 الإسقاط آلية مرضية نفسية يعزو الشخص بوساطتها أو عن طريقها للآخرين أحاسيس وعواطف ومشاعر يكون قد كبتها بداخله. ونلاحظ أن هناك العديد من الأمثلة في حياتنا اليومية نعايشها وندرك من خلالها سلوك الآخرين، ومن أمثلة ذلك أن الرجل الذي يخون وطنه كثيراً ما يتهم شعبه بالاستسلام ويشك في قدراته على الثورة وعلى الفعل الثوري...كل هذا لتبرير خيانته...!

الخلاصة

هناك أيضاً العديد من الأمثلة الأخرى في حياتنا اليومية. حيث يقول علماء النفس ان الأفراد الذين يستخدمون الإسقاط هم أشخاص سريعون في ملاحظة وتجسيم السمات الشخصية التي يرغبون في تحميلها الآخرين ولا يعترفون بوجودها في أنفسهم، ويظن الكثير من الناس ان هذه الإستراتيجية أو(الحيلة الدفاعية) تقلل من القلق الناتج من مواجهة سمات شخصية مهددة، وتظهر هنا مرة أخرى آلية القمع أو الكبت. ووجد علماء النفس ان الأفراد العدوانيين لا يدركون مدى شرههم.

إن آلية الإسقاط هي آلية نفسية لا شعورية بحتة، وهي عملية هجوم لاشعوري يحمي الفرد بها نفسه بإلصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة أو المستهجنة بالآخرين، كما أنها عملية لوم الآخرين على ما فشل هو فيه بسبب ما يعتقد المريض بالإسقاط أن الآخرين يضعون أمامه عقبات ويوقعونه في زلات أو أخطاء، فيقول الشخص في لا شعوره: "أنا اكره شخص ما ولكني أقول هو يكرهني، هنا أريد أن أخفف من إثمي ومشاعري الدفينة تجاه ذلك الشخص".

ويقول علماء النفس إذا ما قارنا الإسقاط بالتبرير، وكلاهما حيل دفاعية يلجأ إليها الفرد، فأننا نجد إن الإسقاط عملية دفاع ضد الآخرين في الخارج، أما التبرير فهي عملية كذب على النفس. ويزيد علماء النفس بالقول: إن الإسقاط إذا كان قائماً على شعور عنيف بالذنب أدى إلى حالة اضطراب (البرانويا) أو ما يصاحبه من هذيان و هلاوس. ففي المرض العقلي "الذهان" يُسقِطُ المريضُ مخاوفَه على العالم الخارجي (كما يفعل الماوري على الحراك) وفي الهذيانات والهلوسات يعتقد المريض أيضاً ان جميع الناس ضده ويريدون أن ينالوا منه، والعكس هو الصحيح، فالكل يريدون أن ينالوا من الحراك الجنوبي...لكن الحراك محصن بلقاحات قوية ضد مرض الإسقاطات النفسية...وهذا خلاصة الخلاصة.

أحمد الشمسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق