بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 أكتوبر 2010

الحراك السلمي الجنوبي ملك لكل للشعب الجنوبي بكل اطيافه السياسية والإجتماعية بقلم العميد /طيار عبد الحافظ العفيف


خاص ببريد الحراك الجنوبي ****** الوفاق الجنوبي


بريد الحراك الجنوبي تعيد نشر هذ ا المقال لأهميته ولتمكين البعض مممن لم يتمكنوا الإطلاع عليه من الإطلاع عليه والإستفادة منه في العمل النضالي الموحد لكل ابناء الجنوب في الداخل والخارج والبحث تم القائه في احد الندوا ت لإبناء الجنوب من قبل العميد / طيار عبد الحافظ العفيف والذي كان على النحو التالي :


افاق المستقبل الجنوبي وما هي السيناريوهات لهذا المستقبل في ضل الحراك الجنوبي السلمي المتصاعد

استطيع القول اننا لا نستطيح الحديث عن موضوع كهذا دون الخوض بمقدمة ولوبسيطة عن ماضي وحاضر اليمن بشكل عام و الجنوب بشكل خاص لعلاقتهما المترابطة فيما يخص الماضي والحاضر والمستقبل وخاصة وانهما يعيشان صراع الوحدة وفك الإرتباط للعودة الى ما قبل العام 1990م والذي على اساس ذلك يمكن لنا استقراء من هو المخطئ ومن هو على الصواب والأهم معرفة اجندة كل منهما اي الشمال والجنوب عن المستقبل المنتضر لليمن وهذا لا يحتاج التدليل بما هي مسببات وصول الوضع الى ما وصل اليه الآن لأنه واضح منذو اللحضة الأولى لأعلان الوحدة المبنية على ردود الأفعال وما بني على رد فعل فعمره قصير و ما بني على باطل فهو باطل وهذا الحال ينطبق على وحدة 22من مايو 1990م ففعلا كان التوقعات لها بالفشل صارت حقيقة لا تقبل الجدل وخاصة بعد اقدام نظام صنعاء على غزو الجنوب بقوة السلاح في الحرب التي شنها على الجنوب في صيف 1994م..

بما يتعلق باستقراء المستقبل لليمن بصورة عامة وللجنوب بصورة خاصة بعد حرب صيف 1994م وهو البند الأول من بحثي هذا فأستطيع القول ان الكثير من المفكرين والكتاب واصحاب الراي المستقل قد قالوا كلمتهم فيما يخص هذا الجانب سلبا وايجابا قالوها من خلال الحرص على مستقبل اليمن وامنه واستقراره من ناحية ومن ناحية اخرى من اجل تجنيب المنطقة برمتها دورات عنف جديدة اوصوملة جديدة في المنطقة اثارها السلبية ستعنكس على كل المنطقة التي هي حبلى بمثل هذه المشاكل , وتوجد بين ايدي كل اليمنيين الكثير من الدراسات والأبحاث والكتيبات المتمخضة عن المؤتمرات المحلية والأقليمية وعن المراكز المستقلة بمختلف انتماآتها السياسية وألأجتماعية ووجدنا انه لا احد في مراكز القرار عمل بهذه الأراء والمقترحات ولو بنسبة بسيطة لكي تحل مشكلة الوحدة والأنفصال بطريقة سلمية وودية كما تم انجازها وديا وسلميا عشية التوقيع عليها في 22 من مايو 1990م

الخص لكم ما ورد في احد البحوث عن الوحدة اليمنية وسيناريوا المستقبل الذي قدمه كل من المفكرين العرب المشهورين بحبهم للقضية القومية العربية ووحدتها وقلقهم على مستقبل اليمن وامنه وتفهمهم للقضية الجنوبية وعدالتهم في الطرح المحايد والمنصف وهم عادل الجوجري رئيس معهد الغد العربي والكاتب حسن حامد وهذا الأستنتاج كان بعد عشرة اعوام على اتفاقية الوحدة السلمية بين شطري اليمن في 22/من مايو 1990م.
وكان اهم ما جاء في هذا البحث ما يلي ::

رسمت حرب صيف 1994م المدمرة خطا فاصلا بين وحدة طوعية تحققت في اليمن قبل اربعة اعوام وبين وحدة فيها قدر كبير من غطرسة المنتصر في الحرب وهيمنته.
ولم تكن حرب 1994م سوى صدام بين رؤيتين , رؤية تقليدية مثلتها القوى المحافظة المعبرة عن تحالف المؤتمر الشعبي العام من جهة و الأصوليون المتطرفون في حزب الأصلاح من جهة اخرى , وبين رؤية تحديثية مثلها الحزب الأشتراكي اليمني والقوى التقدمية , وكانت وثيقة العهد ولأتفاق هي ضمير المواطن اليمني وطليعته السياسية , والتي تم اجهاضها ودفنها تحت جنازير الدبابات التي اجتاحت عدن وبقية مدن الجنوب يوم 7/7/1994م

وبعد فشل الوحدة ومشاريع القائمين عليها في تصورنا ان القضية المطروحة اليوم وللمستقبل في اليمن تتعدد مستوياتها هناك التفاصيل اليومية التي يتعامل معها المواطن , في الواقع محصلة سياسات نظام الحكم ورؤيته ومنهجه و ورغم المعاناة التي لا يختلف عليها اثنان , بما في ذلك نظام الحكم الحالي في اليمن ذاته و الذي يعترف في مناسبات عديدة بوجود ازمة اقتصادية طاحنة وفساد مستشر ومشكلات امنية الا ان القضية اعقد من ذلك وهي ما يتعلق بالمستقبل واهم ما فيها هي الأسئلة التالية التي تقلق الصغير قبل الكبير والصديق قبل العدو وهي:
الى اين اليمن ذاهبة الأن وفي المستقبل؟ - ما هو مشرو ع المعارضة للتغيير على مستوى اليمن اولا وعلى مستو الجنوب ثانيا ؟ - ما هو مستقبل الوحدة اليمنية بعد رفض الجنوبيون لها وما هو مستقبل فك الإرتباط في ضل التباينات الجنوبية – الجنوبية على مستقبل الجنوب ما بعدتحقيق الإستقلال من النظام الشمالي وعدم وجود رؤياء موحدة ومرجعية موحدة على مستوى الداخل والخارج ؟ -
ارى ان كل هذه الأسئلة والتساؤلات مقلقة لكن الأجابات حبلى بالقلق , من ذاك الذي يعرف على وجه التحديد ما تخبئه الأيام لليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص التي تعيش في قلب الأسطورة والحدث؟

وللإجابة على بعض الأسئلة الواردة اعلاه يمكن لنا ان نستعرض البعض منها في هذا البحث ومن خلال وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمستقبل الجنوب والقضية الحنوبية التي هي في الأخير مستقبل شعب الجنوب باسره دون استثناء فعلينا التعلم من تأريخ الحقبة الزمنية المنصرمة الذي عاشها الجنوب سواء أكان في العهد ما قبل 22 من مايو 1990م أو بعدها وكلنا يعرف حجم المآسي والمعاناة التي عاشها الشعب في الجنوب من جراء اتباع سياسات خاطئة أو القفز عن الواقع المعاش للجنوب وشعبه او من جراء اتخاذ قرارات مصيرية بردود الأفعال والتي حتما مصيرها الفشل .

اننا هنا لسنا بصدد اسستعادة شريط الذكريات المؤلمة في حياة الجنوبيون لكننا ملزمين من الإستفادة القصوى من اخطاء الماضي ومآسيه وخاصة ما يتعلق بوحدة اللحمة الجنوبية والإتفاق على القواسم المشتركة لمختلف القوى السياسية في الساحة الجنوبية علينا معرفة اسباب ا لصراعات الدموية على السلطة في الجنوب والتعلم منها لكننا للأسف لا نرى ان احد قد تعلم من تلك الدروس شيئ يذكر بل العكس نرى اننا مستمرين بنفس الأخطاء اذا لم يكن اكثر وبنفس المدارس السابقة ان صح القول .

انا ارى انه يتطلب منا ان نبني مستقبلنا الجنوبي على قاعدة صلبة غير قابلة للإنهيار وانه يجب علينا اختيار قيادات ذات مقدرة كبيرة من الوعي والإدراك لمتطلبات المرحلة القادمة لإنه وللأسف ان غالبية من يتبنى قضيتنا اليوم لم يكن في المستو ى المطلوب بحكم الماضي لهذا او ذاك ممن تقدموا القافلة فالبعض ما زال اسير الماضي وبنفس المدرسة الشمولية والعمل بسياسة الأمر الواقع وهذ ا ما نراه اليوم من عمل غير مدروس في الإنتقال بالقضية الجنوبية والحراك الجنوبي \من وضع الى آخر وبشكل متسارع لن يكون
مستقبله سوى الإصطدام بجدار صلب قد تكون نهاية مؤلمة لهذا المنجز على الصعيد الجنوبي لا سمح الله .

كما ارى انه ينتظرنا مستقبل صعب للغاية وخاصة وان البعض منا يريد أن تسير الأمور وفقا لمشيئته ورؤيته ولا يهم ان وافق معه الآخرون ام لا وهذا يذكرني بفترة ما قبل وبعد الإستقلال 30 من نوفمبر الذي نحتفل اليوم بذكراه الواحد والأربعون عندما كان الصراع والتسابق على استلام الإستقلال والسلطة من قبل رفاق النضال لتحرير الجنوب حينها مما ادى ذالك الإختلاف والتجاوزات الىحرب اهلية مدمرة نعيش مآسيها ومؤثراتها حتى هذه اللحظة بل ورافقتنا تلك السلبيات خلال المسيرة ما بعد الإستقلال حيث تكونت قوى غير متجانسة حتى عشية الإرتماء الغير مدروس الى احضان الإستعمار الداخلي والذي نعيش محنته اليوم وصار شغلنا الشاغل في كيفية التخلص منه وبدلا من ان نستخدم طاقاتنا وقوانا وامكانياتنا الجنوبية ضد الإحتلال الشمالي تحولت هذه الإمكانيات الى سلاح يدمر قدراتنا الجنوبية وذلك لأسباب انانية يفتعلها البعض بقصد او غير قصد المهم انها في الأخير تضر بمستقبل عملنا الحراكي وثقته بين اوساط الشعب الجنوبي وهذا ما نراه فعلا سواء اكان على مستوى الداخل او الخارج على حد سوى.

اؤكد لكم و بما لا يدع مجالا للشك انه وفي نهاية المطاف اذا ما استمرينا بنفس المسلك فاننا سنواجه امورا ومستقبلا صعبا لا احد يتكهنها على الإطلاق وان المستفيد من هذه السلوكيات نظام الإحتلال ومرتزقة الجنوب لا احد سواهم .

اذا وبعد ان شخصنا جملة مما ينتظرنا في المستقبل فلماذا لا نستفيد من الشيء الإيجابي الذي يضمن لنا مستقبلا اكيدا للقضية الجنوبية وتحرير الجنوب من براثين الإحتلال وهي كثيرة اهمها:

- الوفاق الوطني والإجماع الجنوبي حول القضية الجنوبية في فك الإرتباط مع النظام الشمالي والذي منحنا الحق هو النظام نفسه عندما اقدم على غزو الجنوب واحتلال ارضه باستخدام القوة في حربه المدمرة للجنوب وشعبه في صيف 1994م.

- الإستتفادة من القرارات الدولية بهذا الخصوص والتي تمنحنا نحن الجنوبيون في استعادة حقنا في الحرية والعيش بكرامة حيث انه ما زال هناك قراران دوليان والمتعلقة بالقضية الجنوبية لم يكن قد تم اغلاقها بالمره لما تتضمنه من التزامات دولية تقع على عاتق نظام صنعاء والذي لم يفي بها حتى اللحظة وهذان القراران هما 924 لعام 1994م والقرار 931 لنفس العام وهذان القراران ما زالا يدعوان نظام الإحتلال للجنوب الى الإلتزام بتعهداته في الجلوس مع الجنوبيون على طاولة واحدة للحوار حول الجنوب ومستقبله ومستقبل الإستقرار في اليمن والمنطقة والتي ما زالت مهددة حتى اللحظة وخاصة وبعد ان استانف الجانب الجنوبي في .المطالبة بحقه في الحرية والإستقلال سلميا كما تمت عليه الوحدة والشراكة سلميا في 22 من مايو 1990م. لكنه وللأسف فان من عقد تمرير هذ ان القراران هو سبب متعلق بنا نحن ابناء الجنوب والسبب الأهم هو غياب الدور للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والذي بهذا الوضع عزز من تكريس بقاء الجنوب محتلا عن طريق القوة وان وحدة القوة تتعارض تماما ومع القرارات آنفة الذكر كما انه الى جانب ذالك يمكن لنا نحن الجنوبيون الإستفادة من تفعيل قرارات الإتحاد الأوربي بهذا الخصوص.

وان من اهم الجوانب الإيجابية التي تخدم قضيتنا الجنوبية وانه من حقنا كجنوبيون الماطالبة بالتحرر وفك الإرتباط مع نظام صنعاء هو ماتم ارتكابه من جرائم بحق الجنوبيون والتي يمكن تفنيدها بالجرائم التالية :
-
الجريمة الأولى : - جريمة الإخلال بالسلم المحلي والدولي من قبل نظام صنعاء من خلال اقدامه على غزو الجنوب عسكريا وعن طريق القوة وهذا ما يمكننا من عدم الإعتراف بهذه الوحدة وانه من حقنا رفضها وفك الإرتباط بها.

الجريمة الثانية : - تتمثل بجريمة الحرب ذاتها لأنه وبهذا الصدد نهج قادة الحرب لنظام صنعاء سياسة الأرض المحروقة واتجهوا بكل ثقلهم نحو غزو الجنوب تحت شعار ( عدن او الموت )
وشعار آخر يقول( الوحدة بالقوة او الموت ) وهذان الشعاران صاحبهما اصدار فتاوى دينية اباحت باسم الإسلام قتل نساء واطفال وشيوخ وشباب الجنوب ونهب ممتلكاتهم وهذا ما يعطيهم الحق عدم البقاء مع هذا النظام تحت سقف واحد مهما كان المبرارات التي يختلقها نظام صنعاء باسم الوحدة الذي فقدت مشروعيتها بفعل الحرب.

الجريمة الثالثة - والتي ارتكبت بحق الجنوبيون هي الجريمة الإنسانية وهي الأهم في بحثنا هذا اذا ما اردنا تحريك قضيتنا على المستوى الدولي والتي يجب توضيحها للعالم وخاصة وان نظام صنعاء قد ارتكب ابشع جريمة بالتاريخ بحق الإنسانية قبل ان تكون بحق الجنوبيون وحدهم من خلال استمراره في فرض وحدة بالقوة عبر ضم الجنوب والحاقه كتابع للشمال مما عكس نفسه على فتح ملفات الإنتهاكات التي لم يشهد مثلها الجنوب في تاريخه القديم والحديث بما حوته من نهب وسلب وتمييز وانتهاك اعراض وقمع الحريات الأساسية واحراق السجلات للمواليد الجنوبيون والمدارس والمعاهد والكليات وملفات الخدمة المدنية والشئون الإجتماعية والأسكان بهدف محو الهوية الجنوبية برمتها كما طرد كافة القوى العاملة الجنوبية من وضائفها دون وجه حق واحالة القوة العسكرية الجنوبية كاملة الى التقاعد الإجباري دون السن القانوني وهذا كجزء من مسلسل يستهدف التغيير الديموجرافي للجنوب كما هو حاصل اليوم في الهجرة من والى المحافظات الجنوبية حيث ان بعض المحافظات قد تجاوز المهاجرون السكان الأصليون كما هو الحال في محافظتي عدن وحضرمو ت كم ان من اخطر الأمور هو تهجير الجنوبيون الى خارج البلاد سواء اكان لغرض البحث عن عمل او لأسباب سياسية والدليل ان اغلب النازحين من جراء حرب 1994م ما زالوا خارج البلاد حتى اللحظة.

كما ان من الأمور الأكثر خطورة التي تهدد مستقبل الشعب الجنوبي هي الوضع الإقتصادي والإجتماعي المتدهوور والذي كان سببه الرئيسي الجرائم الثلاث الآنفة الذكر وكاهم نتائج للحرب المدمرة للجنوب واحتلاله عن طريق القوة في 7/7/1994م وهناك بعض الأرقام والمؤشرات التي توحي بمستقبل مظلم للجنوب وشعبه بل ولليمن برمتها ونوجز اهمها بما يلي:

ازدياد تفاقم الأزمة الإقتصادية على المستوى اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص حيث عم الفساد وازداد الوضع الإقتصادي تدهورا ودخل في مستنقع خانق وصلت فيه المديونية للبلاد الى ارقام خياليةلألكثر من عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية والتي كل هذه المديونية تذهب الى جيوب الحكام والفاسدين وحياة الملايين تزداد سوء حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني لا تمكن المواطنون محدودي الدخل من شراء شيء يقتاتون به حتى صار البعض يقتات من الزبالات وهذا بسبب ارتفاع الأسعار للمواد الساسية لأ كثر من 400% وزادت البطالة لتصل الى اكثر من 80% في الجنوب على وجه التحديد وفرضت ضر ائب خيالية على العاملين وان صح القول فالكل في الجنوب اصبح مرميا في قارعة الطريق بسبب سياسة الإحتلال والتمييز العنصري المفروضة على الجنوبيون بسبب الحرب والحاق الجنوب الى الشمال .

كل هذه العوامل المذكورة سلفا تعطينا الحق كجنوبيون باتباع سياسة التمسك بحيثيات المشكلة وتوضيحها للراي العام المحلي والعا لمي ويمكن لنا حينها ان نقنع العالم بالوقوف الى جانبنا لإيجاد حلا عادلا وشاملا للقضية الجنوبية ولكن كما سبق وان قلت انه لا يمكن اقتناع احد بقضيتنا محليا ا و خارجيا الا متى ما تم الإجماع على راي واحد ومشروع واحد ومرجعية جنوبية واحدة وتمثيل دولي واحد به فقط يمكن ان نكسب عدالة القضية الجنووبية ويتم ارغام نظام صنعاء للأعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس مع الجنوبيون على طاولة واحدة وباشراف الأمم المتحدة التي هي معنية بالدفاع عن قراراتها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية .


وبهذ الحيثيات آنفة الذكر تولدت لدينا قناعات بان فك الإرتباط بين الشمال والجنوب قادم لا محالة وهذه التوقعات ما زالت رهن اصرار الجنوبيون على تمسكهم بما تم انجازه على هذا الصعيد ومن خلال تصعيد الحراك السلمي الجنوبي واتفاق جميع من هم اليوم في الميدان يواجهون التواجد الشمالي على وحدة الهدف الذي اتفق عليه الجميع وهو فك الإرتباط بين الشركاء الموقعين الشراكة التعاقدية في وحدة اندماجية مقرونة با تفاقيات بين الطرفين تسمح لكل طرف فض الشراكة في حالة خرقها وعدم الإلتزام بما تم الإتفاق عليه من قبل الطرف الآخر ومرهون بما يفكر فيه النظام من ردود فعل بهذا الخصوص وكل المؤشرات ان النظام متمترس بشماعة جدار الوحدة الوهمية لكنه مستفيد من ذلك الى حد بعيد وهو ما طال امد بقائه لكن المثل يقول حبل الكذب قصير حتى وان طال.

لهذا فانني استدل من هذا االطرح بانه يتوجب علينا اليوم ومن اجل تامين مستقبل افضل لنا ولأجيالنا القادمة ان ناخذ بعين الأعتبار تجربة الفترة المنصرمة في التاريخ الجنوبي التي تدفعنا الى ضرورة توجيه مزيدا من الأنتباه وخاصة ونحن اليوم نعيش في ضروف الوحدة الظاهرية والأنفصال الخفي قبل وقت من الزمن لكنه اليوم صار واضحا بما لايدع مجالا للشك فيه وهذا مطلب شعبي قبل ان يكون نخبوي اي ان ظاهرة طموح غالبية الجوبيون في العودة الى ما قبل 1990م اصبح حقيقة ونحن جزء منها وهذا ناتج عن السياسات للوحدة الظاهرية للمنتصر وحدة الظم والألحاق ووحدة القوة والهيمنة والأطرسة حتى اوجدت تفرقة بينة في النظر والتعامل بين الشمال والجنوب بما يؤكد وجود تفرقة لا توحد ومن هذ ا المنطلق لا يمكن للمرء انكار واغفال حقيقة ان رد الفعل السلبي لايولد سوى ردا مماثلا , فالكثيرون ممن عانوا ويلات عنف السلطة الدموية – من التعرض للمضايقات والمطاردات والسجن دون وجه حق والتعذيب والتهميش والطرد من العمل والتسريح المبكر والأفقار اي التجويع والتشريد والأنقاص في المواطنة كل هذه العوامل ادت الى ان الجنوبيون لم يعد امامهم خيار للمستقبل سوى النضال السلمي من اجل تحقيق مصيرهم واستعادة حقهم في الحرية وللأنعتاق من خلال الألتفاف الشعبي حول هيآتهم الوطنية المعبرة عن ارادتهم السياسية في التحرر وتحقيق المصير وهذا ما هو حاصل اليوم وما يكون في المستقبل المنضور رغم انه مسلك له تبعاته من المخاطر لكنه هو الحال الذي اراده القدر لنا نحن الجنوبيون ولا شيء غيره فهو براي الكثيرين الطموح المستقبلي للغالبية العظمى من ابناء الجنوب في الداخل والخارج.

ماتم طرحه انفا لكلام استدليناه من طرح لعقول نيرة المراد منه هو لغرض ازالة الشكوك لكل من لا زال يراهن ان هناك امل في بقاء اليمن موحدا على شاكلة وحدة 7/ 7/ 1994م بعد اليوم وان هناك امل في اصلاح ما دمرته الحرب على المستوى االسياسي والأجتماعي والنفسي في الجانب الجنوبي وذالك لكي ننطلق الى ما هو اهم بالنسبة لنا نحن الجنوبيون وهو المضي قدما الى الأمام بما تم انجازه على صعيد القضية الجنوبية والمنجز لا يستهان به رغم انه لم يكون المطلوب وخاصة ما يتعلق بالرؤية المستقبلية لما هو الجنوب الذي نفكر فيه وما هو الشكل الذي يكون اكثر قابلية لدى الشعب الجنوبي واكثر امنا واستقرارا مستفيدين من تجربة العقود المنصرمة الحبلى بالأختلافات والتباينات التي ادت الى مزيدا من التشرذم والحروب الأهلية بين ابناء الوطن الجنوبي الواحد والذي توحد فعلا بعد الأستقلال الأول من الأستعمار الأجنبي في 30/ من /نوفمبر /1967م وبسب تلك التباينات ودورات العنف ادى بنا جميعا للأرتماء الى احضان استعمار جديد ندفع ثمن ذلك غاليا حتى اللحظة وها نحن اليوم نتداول معا كيفية الخروج من هذا المأزق الذي فعلا اصبح شغلنا الشاغل جميعا كجنوبيون احرار.

انا بتصوري لتامين مستقبل ناجح للقضية الجنوبية وللجنوب القادم هو وحدتنا والأتفاق على هدف واحد وقيادة ومرجعية واحدة عدى ذالك لم نتمكن من تحقيق ما نطمح اليه جميعا لكن الطموح شيء والوقع شيئ آخر فاقل لكم وبصراحة اذا استمرينا على شاكلة الوضع الحالي للحراك الجنوبي او بالأصح وضع القوى السياسية التي اخذت على عاتقها حمل الراية للقضية الجنوبية في قيادة الحراك الجنوبي على ما هو عليه الآن فاعذروني هناك الكثير والكثير ما ينتضرنا من مخاطر وتعقيدات قد تؤدي الى افشال الطموح والأنجاز برمته لأننا اولا نحن كجنوبيون في المعارضة اتينا من مدارس مختلفة اثرت فينا الصراعات السابقة بالكاد استطعنا فهم بعضنا البعض بعد ان استشعرنا ان الخطر يحدق بالجميع وان العدو اشرس مما نتصور وطموحه القضاء على الجميع وهذا شيء تمثل في اعلان التصالح والتسامح وتوحيد العمل السياسي من خلال الهيآت الوطنية المنتخبة شرعيا رغم وجود بعض الهفوات هذا ما يخص الداخل ولكن للأسف لم يرافق هذه التطوارات على مستوى العمل الوطني في الخارج والدليل ان الهوة بين الأخوة الجنوبيون في الخارج ما زالت كبيرة للأسف وهذا ليس سرا فكلنا نعايش هذا الوضع الذي لا يبشر بخير اذاما استمرينا على نفس الموال والمكايدة السياسية بل وللأسف تحولت من وضع عام الى وضع شخصي في بعض الأوقات والحالات للأسف مجددا لكن الأسف والندم لا يقدم في الأمر شيء ان لم يجلس ابناء الجنوب في الخارج على طاولة مستديرة في حوار جاد للخروج من هذا الوضع والأتفاق على رؤياء موحدة وواضحة لمستقبل الجنوب وعلى ما يتم الأجماع عليه في الداخل حتى نستطيع فعلا الأنتقال بقضيتنا الجنوبية الى طور التدويل والأخذ بعين الأعتبار للمطلب الشعبي الجنوبي في التحرر والأنعتاق وتحقيق المصير حتى لا تخرج القضية الى ما هو اخطر وهو العنف والعنف المضاد وسنصبح صومالا جديدا في المنطقة لا سمح الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق