حضرموت : قضيةٌ تنمو في أحشاءِ قضيه
الجمعة , 15 يونيو, 2012, 01:51
ALWEFAK-ALGANOBY
بقلم : د. احمد عبداللاه
حضرموت : قضيةٌ تنمو في أحشاءِ قضيه
احمد عبد اللاه
................................................
لم تعد بعيدة عن العين او القلب حضرموت الجديده ، ففيها يتشكل تنوع حيوي اليوم ضمن خصوصية تاريخيه واجتماعيه لشعبها الكبير بعقوله وثقافته بأمجاده وحاضره .
لحضرموت حضور متميز في ذهن إنسان الجنوب وإنسان اليمن بشكل عام ، مبني على طيف واسع من الخصائص الانسانيه والطبيعيه للبشر منذ التاريخ المنظور وحتى المستقبل التي تقف حضرموت اليوم على مشارفه ضمن جغرافيا الجنوب او خارجها اوكيفما تطمح اليه كثير من القطاعات الشعبية هناك ، إن كان بالطبع للجنوب مدخل جاد نحو تحقيق ارادته ، إذ ان مشهد الكتل والاحتراب النفسي والمعنوي بين جهابذة التيارات يشير الى عكس ذلك .
لحضرموت كما نسمع ونعلم ، منذ فهمنا الناشئ البسيط للواقع السياسي ، قدرات بشريه وطبيعيه.. موارد كثيرة ومتنوعه بين البحر وحدود المملكه في جنوب الربع الخالي ،
أبناؤها حملوا الرساله الاسلاميه الى أقطار الدنيا بعقولهم النيره ودون سيف او رمح ..
ونشأت مجتمعات حضرمية مهاجره في مناطق كثيره ابدع من خلالها الانسان الحضرمي في مجالات كبيره ولعب دوراً حاسما في رفد كل الثقافات بخصائص الانسان المنتج المستقر الذهن والقلوب النيره البسيطه الخالية من طباع القسوه والتشدد ، فتعاظم ثراؤهم المادي والروحي بين كل أمم عاشوا فيها .
ولحضرموت فضل الرافد الاساسي لدخل الدوله التي يعيش في إطارها دون ان يذهب لمحاصصة ما او مَنٌّ او تَجَنِّي على احد . وحضرموت وفَّرت الارض دون ضغينه او ضيق لكل من يسعى فوق اوديتها او على سطح هضبتها الوسطى التي توفر لشمس النهار مرآة قاريَّة واسعه تعيد للكون رحلة ضوء معاكسه فهي غنية بحرارتها ومخزونها ، وعلى صحرائها الكبيره ورمالها المستكنَّه منذ سكون الارض وخلوها من تعب البشريه ، وشطآنها الناضجة الناضحة بالخير والعطاء .. ولم تكن حضرموت غير ارض عطاء وخير ولم يكن اهلوها غير اهل علم وشموخ وانسانية وحتى قبائلها تعيش في ارتواء القيم الاصيله النادره خارج خرائط الجشع وحب الهيمنه ، يجمعهم جميعاً التواضع وترفع شانهم الحكمه ، بالرغم من كل ما وقع عليهم من أمور كثيره ومحاولات اختزالهم باسماء قليلة هنا وهناك .
اليوم قضية حضرموت بعمقها الحضاري والسياسي تطرح نفسها لاول مرة بشكل حيوي وجاد وتطرق أبواب العقل السياسي الجنوبي بصوت تسمعه مجمل الجهات .
ولا يجب على احد ان يتفاجأ او يضجر او يدق اجراس الخوف او حتى العزوف عن ممارسة التفكير الخلَّاق لان ما يطلبه الجنوب بالمعنى العام لنفسه تطلبه لحضرموت اعداد من نخبها وقطاعاتها الشعبيه ، فالعدل لا يجتزئ من شعائره وفقاً لمآرب سياسيه لان صفة العدل تحمل محتوى انساني صرف بمجمل مفاهيمه وتطبيقاته .. ولحضرموت الحق الكامل وغير المنقوص بان تتشكل فيها نخب تضع اولويتها في اي استحقاق تاريخي لشعب حضرموت .. دون تفسير ذلك بانه تناسخ لفكر الانفصال او قضية ستربك قضية الجنوب ولكن يجب فهم ذلك على نحو يقبل الجميع به ، وهو ان لحضرموت حقوقها في ان ترفع مطالبها مهما عظمت وتنتظر من الجميع ان يتعامل بنضج سياسي وعقلية حديثه ، والبحث عن كيفية التعامل مع المسارات وفق رؤيا ومشاركه في صنع المصير الذي يبحث الناس عنه ،
وحتى لا يتم النظر الى مسألة حضرموت العزيزه بانها معضله او عقبة تكبر على الطريق فيجب التعامل معها الان حتى يقتنع اخواننا في حضرموت بان لهم حق تاريخي وطبيعي يتم التفاعل معه بجدية وحكمة ولا يجب ان نرضى على اخواننا ما نخافه على انفسنا او نفرض عليهم ما نسعى للتحرر منه .
وكما انه يصعب الان تحديد اي امر بشكل مُفَصَّل او الكيفيه التي تكون عليها جغرافيا رئيسيه كحضرموت وأهل يشكلون صفوة كابنائها ... الا اننا ندعو الى عدم الضيق او الوقوف بشكل مضاد امام ما يطرحه اهلنا هناك بل يجب التعاطي السياسي وفقاً للقواسم المشتركه وما تقتضيه الظروف الحاليه والواقع السياسي ، دون تدافع خارج الفكر ودون تضييق الخيارات بين أمرين لا ثالث او رابع او خامس لهما .
والجميع على ثقة تامه بأن شعب حضرموت بكل أطيافه يعرف حقوقه ومصالحه ويفهم ثقله في الميزان وسوف يتحدث بلغة العقل ولغة المستقبل ، وما على الاخرين سوى تقبل فكرة الحوار دون املاء من احد ، من اجل تحديد ما يمكن الاتفاق عليه حالياً . لان النفور يعظِّم الشق ويحول الشراكه في اي مرحله الى استقطاب وتعصب لا يحمد له عقبى إن حصحص الحق وبات الجنوب على مرمى فصل قريب من تحديد مستقبله .
الجنوب باسره معلق اليوم بين مسارات سياسية وخيارات وتنوع غير حميد في قياداته ونخبه ، وكلها مسائل تدعو للوجع او التوجع العلني .. ويكون على من سكن الجنوب ضمن دولته الراحله ان يوسع قلبه تماماً مثلما عليه ان يجعل فكره متَّقًداً يتسع لكل الاقدار القادمه .
لكن قبل ذلك يجب ان نعلم ان الرهان على اسم او اسماء ، على كتلة او كتل ، على وصفة او وصفات ، دون ان يكون هناك تكامل يكون الماضي آخر ما يفعل فيه اي فعل ، بدون ذلك عليكم ان تغطوا وجوهكم حتى جيل آخر .
احمد عبد اللاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق