دلالات المشهد في ميدان التحرير - بقلم : فيصل الصفواني
الثلاثاء, 15 فبراير 2011 21:47
بريد الحراك الجنوبي
نقلا عن " عدن برس " -
مااقوله هنا ليس من قبيل الانطباعات المسبقة في ذهني بل هو ما ستخلصته من معايشتي ومتابعتي للاحداث في صنعاء بعد ازاحة نظام مبارك
،اذ لاحظت ان القبائل المواليه للحاكم تتدفق من كل المناطق المجاوره لصنعاء الى ميدان التحرير والساحات العامة بشكل بربري ، معلنين مناصرة الحاكم ضد معارضيه كونه يمثل هويتهم الجهوية بحسب اعتقاداتهم التعبوية ، مستفزين بشائعات امنية مفادها ،ان دعاة الثورة في صنعاء حاليا أغلبهم من ابنا تعز واب ।
في ميدان التحرير يوجد تجمهر قبلي يثير الرعب من الحاضر والقلق من المستقبل ، ويدحض اوهام ومزاعم " صنعاء عاصمة كل اليمنيين"، وللأسف الشديد انه يحدث برعاية رسمية رفيعة المستوى .
الادهى والامر من هذا كله ان موقف قبائل صنعا ء من أحزاب المعارضة اليوم هو نفسه موقفهم من القادة الجنوبيين القادمين من عدن للمشاركة في ادارة دولة الوحدة بعد 22مايو 1990 ، الذين بالغوا بتضحياتهم من اجل الوحدة وأفرطوا في تنازلاتهم حرصا على مشاعر الإخوة ، ومع ذلك اهدرت دمائهم في شوارع صنعاء وطوردوا واوذوا في نفوسهم وحقوقهم ،من قبل التحالف(العسقبلي) الذي يشكل القوة الفاعلة والمهيمنه على مجتمع العاصمة.
وما أشبه اليوم بالأمس ، انه نفس الموقف يتكرر ونفس الرجال المرابطون في ميدان التحرير حاملين العصي بايديهم والجنابي والمسدسات على خصورهم تحيطهم السيارات الفارهة بارقام حكومية واطقم عسكرية ، يرفعون شعارات تنبئ عن رغبات قمعية في اعماقهم ويبدون استعدادهم لممارسة العنف بابشع صوره ضد اخوانهم دعاة التغير، إنهم يشكلون لوحه جهوية ،ينتمي كل افرادها الى ثقافة اجتماعية واحدة تشير الى رفض عشائري لمبدا التعدد والتنوع في نسيج المجتمع الصنعاني بصبغته الرسمية.
وكلما ساقتني اقدامي الى ميدان التحرير بدافع الفضول أجدهم كأنهم متأهبون لخوض معركة مع أعداء لدودين وتزيد مخاوفي حين اسمع نقير طبولهم ومزاميرهم كانهم يحتشدون في رقصة زار، أوكاني بهم يدقون طبول الحرب في داحس والغبراء .
انها فاجعتي على المستوى الشخصي في الوطن والهوية ،فقد مضى على وجودي في صنعاء أكثر من عشرة اعوام لم ينتابني شعورا بالغربه في المكان ولم تداهمني مشاعر الخوف والقلق من الحياة في أوساط مجتمع العاصمة مثلما حدث لي هذا الاسبوع ، مع العلم ان سكان صنعاء الأصليين وأسرها العريقة في منتهى الطيبة والتمدن ولم نلمس لديهم أي مواقف جهوية ضد القادم من خارج صنعاء، لكن المشكلة ان افواج القبائل المتدفقون الى صنعاء من محيطها الجغرافي خلال العقود الثلاثة الماضية ، طمروا ثقافة المدينة الصنعانية واحلوا أهلها وإيانا دار البوار.
ألان فقط أدركت ان في تعز وحدها البئية المواتية لنجاح أي فعل شعبي يتضمن شروط التحول السياسي والتطور المجتمعي بعيدا عن وسائل العنف وأساليب المصادمات الدموية بين أفراد وفئات المجتمع.
كون بيئة الحياة المجتمعية والثقافية في مدينة تعز مساعدة جدا على انخراط السكان في نسيج مجتمعي إنساني واحد، لا يرفض هذا لانه من صنعا ولا ذاك لانه من ذمار .
الثلاثاء, 15 فبراير 2011 21:47
بريد الحراك الجنوبي
نقلا عن " عدن برس " -
مااقوله هنا ليس من قبيل الانطباعات المسبقة في ذهني بل هو ما ستخلصته من معايشتي ومتابعتي للاحداث في صنعاء بعد ازاحة نظام مبارك
،اذ لاحظت ان القبائل المواليه للحاكم تتدفق من كل المناطق المجاوره لصنعاء الى ميدان التحرير والساحات العامة بشكل بربري ، معلنين مناصرة الحاكم ضد معارضيه كونه يمثل هويتهم الجهوية بحسب اعتقاداتهم التعبوية ، مستفزين بشائعات امنية مفادها ،ان دعاة الثورة في صنعاء حاليا أغلبهم من ابنا تعز واب ।
في ميدان التحرير يوجد تجمهر قبلي يثير الرعب من الحاضر والقلق من المستقبل ، ويدحض اوهام ومزاعم " صنعاء عاصمة كل اليمنيين"، وللأسف الشديد انه يحدث برعاية رسمية رفيعة المستوى .
الادهى والامر من هذا كله ان موقف قبائل صنعا ء من أحزاب المعارضة اليوم هو نفسه موقفهم من القادة الجنوبيين القادمين من عدن للمشاركة في ادارة دولة الوحدة بعد 22مايو 1990 ، الذين بالغوا بتضحياتهم من اجل الوحدة وأفرطوا في تنازلاتهم حرصا على مشاعر الإخوة ، ومع ذلك اهدرت دمائهم في شوارع صنعاء وطوردوا واوذوا في نفوسهم وحقوقهم ،من قبل التحالف(العسقبلي) الذي يشكل القوة الفاعلة والمهيمنه على مجتمع العاصمة.
وما أشبه اليوم بالأمس ، انه نفس الموقف يتكرر ونفس الرجال المرابطون في ميدان التحرير حاملين العصي بايديهم والجنابي والمسدسات على خصورهم تحيطهم السيارات الفارهة بارقام حكومية واطقم عسكرية ، يرفعون شعارات تنبئ عن رغبات قمعية في اعماقهم ويبدون استعدادهم لممارسة العنف بابشع صوره ضد اخوانهم دعاة التغير، إنهم يشكلون لوحه جهوية ،ينتمي كل افرادها الى ثقافة اجتماعية واحدة تشير الى رفض عشائري لمبدا التعدد والتنوع في نسيج المجتمع الصنعاني بصبغته الرسمية.
وكلما ساقتني اقدامي الى ميدان التحرير بدافع الفضول أجدهم كأنهم متأهبون لخوض معركة مع أعداء لدودين وتزيد مخاوفي حين اسمع نقير طبولهم ومزاميرهم كانهم يحتشدون في رقصة زار، أوكاني بهم يدقون طبول الحرب في داحس والغبراء .
انها فاجعتي على المستوى الشخصي في الوطن والهوية ،فقد مضى على وجودي في صنعاء أكثر من عشرة اعوام لم ينتابني شعورا بالغربه في المكان ولم تداهمني مشاعر الخوف والقلق من الحياة في أوساط مجتمع العاصمة مثلما حدث لي هذا الاسبوع ، مع العلم ان سكان صنعاء الأصليين وأسرها العريقة في منتهى الطيبة والتمدن ولم نلمس لديهم أي مواقف جهوية ضد القادم من خارج صنعاء، لكن المشكلة ان افواج القبائل المتدفقون الى صنعاء من محيطها الجغرافي خلال العقود الثلاثة الماضية ، طمروا ثقافة المدينة الصنعانية واحلوا أهلها وإيانا دار البوار.
ألان فقط أدركت ان في تعز وحدها البئية المواتية لنجاح أي فعل شعبي يتضمن شروط التحول السياسي والتطور المجتمعي بعيدا عن وسائل العنف وأساليب المصادمات الدموية بين أفراد وفئات المجتمع.
كون بيئة الحياة المجتمعية والثقافية في مدينة تعز مساعدة جدا على انخراط السكان في نسيج مجتمعي إنساني واحد، لا يرفض هذا لانه من صنعا ولا ذاك لانه من ذمار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق