بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 فبراير 2011

مقالات مختارة للإسبوع الأول لشهر فبراير من العام 2011م

بريد الحراك الجنوبي

لن اترشح لدورة رآسية جديدة ولا توريث للعرش!

طيار عبد الحافظ العفيف


\ خـــاص ببريد الحراك الجنوبي


3 / 2/ 2011م
بقلـــــم : العميد / طيار عبد الحافظ العفيف.


ليس كافيا يا سيادة الريس صالح رغم ان عرضك اتى متأخر لكن يمكن ان
تفهمها وهي طايرة خير لك من ما هو اسوء قادم خلال الأيام القليلة القادمة


من تتبع خطاب الرئيس اليمني الذي يؤكد فيه بعدم ترشيح نفسه لدورة رآسية قادمة او ان يكون لديه اي نية لتوريث العرش يلا حظ بان الرئيس اليمني يحاول ان يقول انني فهمتها وهي طايرة ...ولكنه فهمها وهي رابض وجاثم على كرسي السلطة و العرش وكان من المفروض ان تاخذ الأمور بمزيد من الجدية وانه لا مجال للمكابرة او المغالطة او العناد, فوضع اليوم واضح كوضوح الشمس في مقتبل النهار والأمور لم تعد قابلة للمساجلة او المزح او الرقص على رؤوس الثعابين فاليوم اعصار البوعزيزي ورياح التغيير الجارفة على الأبواب واليمن هو اكثر دول الشرق الأوسط ترشحا ليطاله هذا الإعصار والذي هو فعلا موجودا منذ فترة زمنية طويلة لكنه كان مخفي ولم يجد من يبرزه الى حيز الوجود حتى اللحظة ... اما اليوم فالأمر يختلف لم يعد هناك مجال للمزح او المغالطة او الإنتضار وخاصة بعد احداث كل من تونس ومصر الذي وضعت حدا فاصلا للإستحواذ على السلطة ووضعت الأمور على اعتاب مرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط برمتها. .
نقول: للرئيس صالح هذا الكلام كان يجب ان يقال قبل العام 1994م واما اليوم وبعد خراب مالطة وبعد ان عثت انته وبطانتك الفاسدة وكلابك المسعورة في الأرض فسادا وقتلا ونهبا واستحواذا على السلطة بقوة السلاح , بل وتشريد شعب الجنوب باكمله واقدمت على محرقة وحولت اليمن الى ارض محروقة اكلت الأخضر واليابس في كل من المناطق الوسطى وصعده واليوم الجنوب الذي ما زالت قواتك في ميدان المعركة تفرض طوقا من الحصار على اغلب مدن الجنوب دون وجه حق بل وانك تمارس حربا غير معلنة على شعب الجنوب عليك ايقافها فورا قبل الحديث عن بقائك في السلطة من عدمه الذي لا يعني لنا نحن شعب الجنوب بشيئ ما يعنينا هو رحيلكم من ارض الجنوب سلميا بدلا من اراقة الدماء الغير مبررة.
يجب: ان يقال صراحة ان هذا الحديث لا يغني ولا يشبع من جوع ... ونقول ان ما تعهدت به في آخر خطابا لك ما هو الا بمثابة ذر الرماد على العيون كي تقول انني رجل افهمها وهي طايرة وانني لا اكرر مأساة ما جرى في مصر وتونس وانني احب ان احترم نفسي واترك العناد واتخلى عن السلطة التي افسدتني وافسدت غيري كي اجنب شعبي وقبيلتي مآسي المجهول المنتظر. لكن .. هذا ليس من باب الجدية ولكنه مجرد غرض في نفس يعقوب وباطل يريد به حق ورحمة وشفاعة لكل الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها بحق شعب اليمن المسالم وبحق شعب الجنوب المظلوم وانته بهذا الإجراء لا تريد سوى ان تكسب عطف الشارع اليمني المتجه نحو التحرك للمطالبة برحيلك وبمحاسبتك ومحاسبة كل البطانة الفاسدة التي نخرت الجموع الفقيرة والغفيرة من ابناء الشعب اليمني المغلوب على امرة ولمدة زمنية طويلة قدرت باكثر من ثلاثة عقود لم يرى فيها الشعب اليمني سوى البؤس والفقر والجهل والمرض والتشرد والإقتتال والفتنة وهذه ظواهر وشواهد لا تزال ظاهرة للعيان حتى اللحظة وانته مسؤول عنها والدليل ان اليمن تعيش في ضرف قاتم حالك السواد ومشهد سياسي لا يبشر بخير حيث ان اليمن منذ العام 1994م وهي تعيش في فراغ دستوري وحالة طوارئ واحكام عرفية وفرض سياسة الغاب سياسة فرض الأمر الواقع المعزز بالقوة القبلية والعسكرية. .
ان هذا: التصرف المفاجيء من قبلكم يا سيادة الدكتاتور لم يعد ينفع! ... أعصار البوعزيزي للتغيير والإصلاح واعطاء كل ذي حق حقه متجه نحوكم والكرة بمرماكم وافمها وهي طايرة خير من المكابرة والعناد حتى يصير لليمن لا سمح الله ما صار في تونس ويحدث في مصر الذي لم يحدث اي تغيير الا باراقة الدماء وهذا ما لا يفضله اي وطني محب لوطنه او انسا ن لديه من القيم ما يكفي بان تقيه وتجره الى هذه الشواهد التي ولدت لجميع الشعوب العربية والعالمية احباطا ما له مثيل..

اذا كنت صادقا لما انته نواي ان تقدم عليه من تنازلات واصلاحات وتغيير قبل ان يصل اعصار البوعزيزي انصحك باتخذ الإجرآت التالية-

1. تشكيل لجنة حكماء من كافة اطياف العمل السياسي والإجتماعي ويكون للشباب التواجد الفعلي فيها لتدرس كافة الظواهر والشواهد المخلة بالحياة المدنية السلمية للمواطن اليمني معيشيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ... مهمتها كذلك وضع تعديلات دستورية ملائمة لطموحات الشعب اليمني وبصريح العبارة تلغي اي مواد تشيرعلى بقاء الرئيس مدى الحياة او التوريث وعلى ان يتم وضع فترة زمنية لا تزيد عن خمس سنوات لكل فترة انتخابة راسية او برلمانية ومع السماح بالتجديد لدورة اخرى فقط ابتداء من 27 من ابريل القادم وانته يجب ان تكون خارج هذه الترشيحات وكفاية للبقاء في الحكم لقد قضيت وقتا كافيا في الحكم ويعطي لك فرصة بان تكون مواطنا صالحا بشرط اعادة كل ماتم كسبه خلال ثلاثين عاما بالطرق الغير مشروعة وهذا ينطبق على كل البطانة الفاسدة وافراد العائلة والمقربين ويعاد كل ما تم نهبه من المال العام الى خزينة الدولة وباشراف لجنة القضاء والحكماء .. كي يعمم عليك الثواب وتبرئة الذمة باسلوب حضاري وانساني..
2. تشكيل لجنة قضاء من المستقلين والمحايدين لا علاقة لهم بمنظومة الحكم الحالي او الحزب الحاكم او الأحزاب المشبوهة بالفساد والفوضى كي تشرف على الإنتخابات القادمة وتنفيذ نتائجها على الجميع ومن الآن وصاعد تحرير الإعلام ووسائلة المختلفة مع حيادية كل وسائل الإعلام اليمنية ومنع التحريض والتشويه والتمجيد للفرد وان توكن الإعلام في خدمة الشعب والتنمية وتقريب وجها ت النظر نحو العمل بما ورد في هذه الرسالة المتو اضعة الحريصة على مستقبل اليمن واجياله الحالية والقادمة. .
3. حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة انقاذ وطني من كافة الأطياف في المجتمع اليمني مهمتها تصريف الأوضاع الى ان يتم اجراء الإنتخابات التشريعية والرآسية في آ ن واحد وفي ابريل القادم بشرط ان لا تكون انته او احد اقاربك من المرشحين للدورة الرآسية القادمة , مع العلم انه يجب اعادة بناء الجيش واجهزة الأمن بشكل وطني كي يستطيع الشعب اليمني ان يدخل الإنتخابات القادمة بكل حرية دون ترهيب او تخويف من احد.
4. اخراج كافة المعتقلين من الخصوم السياسين للمعارضة من ابناء الشعب اليمني في كل من صعدة الموقوفين على ذمة حرب صعدة المفتعلة من قبلكم وكذلك لكل المسجونين من الحراكيين الجنوبيين المطالبين بحقهم في الحرية والإستقلال وتحقيق المصير دون قيد اوشرط ...
5. يجب ان تضع القضية الجنوبية على الطاولة للحوار بخصوصها مع لجنة الحكماء ولجنة القضاة للفصل فيها عن طريق الإستفتاء الحر والنزيه على ضوء ما جرى في السودان قبل فوات الأوا ن في هدر دماء الأبرياء وتجفيف مقدرات الشعب اليمني شماله وجنوبه وحتى لا نكرر ما جرى من اراقة وازهاق ارواح بريئة في السودان بلغت حد لا يقبله العقل والمنطق وهو اكثر من مليوني شهيد ... وكان يمكن اختصار الموضوع على طريقة ما تم الإتفاق عليه في السودان مؤخرا بصورة سلمية حيث تم الإستفتاء الحر والنزيه نتج عنه ولادة دولة جديدة لم تكن على الخارطة قبل ذلك وبموافقة اغلبية ساحقة لشعب الجنوب السوداني المظلوم وبنسبة 99% من سكان الجنوب السوداني ... لكن الجنوب كا ن دولة وشعب مستقل وموجود على الخارطة الطبيعية والسياسية وقضيته واضحة واسهل من قضية السودان... صحيح اننا وبمحض اردتنا جميعا وبشكل سلمي وحضاري جربنا معا تجربة شراكة في العام 1990م ولكن هذه التجربة فشلت وانتم السبب في افشالها عندما تهورتم وقررتم الإلتفاف على اتفاقية الشراكة واقدمتم على الإغتيالات السياسية للشركاء من االجنوبيين الجنوبيين وشارككم بذلك قوى التطرف والإرهاب هذا يعني انكم انتم من قضى على تلك الشراكة السلمية التي اعطت للطرف الجنوبي حق العودة الى الوضع السابق سلميا ودون تلكؤ وجر البلاد الى وضع كما هو عليه الحال والوضع حاليا من حصار وتجويع وحرب غير معلنة ومطاردة لكل ما هو جنوبي وطني ... هذا ان اردتم ان تاخذوا من عبرة ما يجري في مصر وتونس وما آلت اليه الأوضاع الخطيرة في اليمن حتى اللحظة.
هناك الكثير من المسائل والأمور التي هي بحاجة الى تفصيلات لكنني ارى انه اذا تم العمل بما ورد اعلاه يمكن لنا ان نصل الى حل لما يجري في اليمن قبل فوات الأوان ويمكن حل كل المشاكل بصورة حضارية بعيدة عن اعصار البوعزيزي ... الله هما اني اني بلغت ما يجب علي قوله كمواطن يمني جنوبي يعيش المأساة ويراها قادمة لا محالة اذاما اصر هذا للنظام على العناد والمكابرة وخاصة اصحاب القرار وعلى راسه م الرئيس اليمني القريب اجله عاجلا ام آجلا وان غدا لناظره لقريب.!

نصائح الى الرئيس اليمني من فاعل خير مفاده تجنيب اليمن واليمنيين عواقب الإعصار القادم
العميد / طيار عبد الحافظ العفيف

مشرد من وطنه قسرا من 7/7 1994م وحتى يومنا هذا وقلق على مايجري في الوطن العربي عامة واليمن بشكل خاص واخذوا منهم عبرة يا اولي الألباب والله

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

لا تمرحل وإلاَّ أكلتك المرحله

خالد سلمان

نقلا عن :شبكة صدى عدن / خاص / 01 / 02 / 2011
بقلم : خالد سلمان
إذا تبادر إلى سمعك حديث الخوف المعقلن .. عن شارع ينفجر في معزل عن النخب.. عن القلق من مخاطر الثورات غير المؤطرة حزبياً ببراويز الشعارات الامعه.. إذا سمعت كل او بعض هذا ألهراء لاتصدق.
من تونس إلى قاهرة المعز .. يبهرك هذا الإكتشاف :- الشارع هو النخبوي ..و نخب الساسة ظاهرة صوت زقاقي خافت.. منفي عن صخب شارع حقيقي.. مفعم بمخاضات ولاَّدة لكل جديد .. شارع يصوب بحنكة إلى قلب الهدف .. متخطياً عناوين الأحزاب .. متجاوزاً أحاديث النخب الناعم المهذب.
الشارع يجيد رسم الشعار وتحديد أقرب طرق الوصول اليه بلا مراوغة.. فيما نخب الأحزاب مُطرقة على ورق مصقول وطاولة أنيقة لبحث و تدارس الأوضاع.. وحساب تكاليف النزول إلى الشارع .. ربحاً وخسارة.. نقاش سلحفي يبعث على النعاس و السأم .
الشارع من حول اليمن ينتفض.. ونخبتنا تطيل الجدال حول التدرج و التمرحل.. الحبو و التدحرج البطيئ .. صوب نقطة قرع جرس طابور صباح الإنطلاق.
فحين تغضب نخبنا .. تغضب بإذن .. حين يراودها رغبة الصراخ.. تفعل ذلك بإذن مسبق من وزارة الداخلية.. تتسلف من السلطة عهدة حي الصافيه لبعض الوقت .. تفرغ فيه شحناتها .. تعيد عهدتها .. بلا خدش بلا ضرر سياسي .. أو تلف في جسم ألنظام ..منتهى الحساسيه .. غاية الإنضباط .
هذه النخب لديها الكثير من الوقت و الصبر كي تمرحل النضال .. توزعه على خانات زمنية طوال ..ثم توزع الخانات على أدارج شهرية .. والأدراج إلى مظاريف سنوية .. كل هذا الهدر الزمني .. شواغل راهن الأحزاب.. لوازم (( شغلة )) السياسة في اليمن .. حيث التمرحل و التدرج .. وطول النفس قبل اعلان صافرة الإبتداء.
لم تقل أحزابنا علانية الخروج عن الحاكم .. لم تعلن إسقاط النظام.. قالتها توكل ومعها تجمعات الجامعة .. ولم تقلها الأحزاب .. وكأن في فمها ماء أو جرعة امل إصلاح كل هذا الخراب .. بايدي الجناة صناع خرائب وكوارث البلاد .
الحوار و الإصلاح .. عنوان حراك ماقبل تونس والقاهرة ..أما مابعدهما هو فاتحة دعابة.. في لحظة فارقة .. لايليق بنخب اليمن تسويق مثل هكذا شعار.. ربما كان صالحاً بالأمس.. هو الآن خلف مطالب الجموع الهادرة.
ان لم تصنع النخبة المعارضة شعارها .. تصوغ برنامجها.. من بند واحد ..نقطة واحدة : القطيعة مع نظام الحكم.. و إسقاط بني سلطة الإستبداد.. فإنها قطعاً ستجد نفسها تغرد خارج سرب التغيير.. الذي يطرق الأبواب بكلتا يديه.. ولا يسعه إحتمال المزيد من هدر الفرص.. وفلسفة الخيبات.. التهيب ..والهزائم.
لاتمرحل.. لايقشعر بدنك من النطق بعلو الصوت.. وبلكنة محلية فصيحة:((الشعب..يريد..إسقاط..النظام ))..ودك حصون سلطة الإستبداد و الفساد.
الشارع يمضي بخطى متسارعه.. لاتمرَّحل .. ولاَّ أكلتك المرحله.. وصرت للتغيير حصاناً في مؤخرة العربة ..تشد إلى ألخلف ولا تدفع إلى ألأمام

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
نقلا عن شبكة صدى عدن / خاص
/ بقلم : احمد علي عاطف / 03 / 02 / 2011
ايها البيت الأبيض الذي يخشاك حكامنا المعتوهون،
هل أنت مع الحلم أم الظلم؟
أن من شيدك كان يحلم بالحرية والعدالة والديمقراطية والسعي نحو السعادة
فحققها ، وأشاد دولة يمتد جبروتها ليشمل أصقاع العالم
فهل تحافظ على تأريخك وتأريخ من أنشأك؟
ايها البيت الأبيض يا حامل الصولجان
متى ستقول كلمة الفصل في حق هولاء التنابله الحكام الصبيان؟
متى؟
هل ستتجرأ على الأفصاح بعد أن يسقط مئا مئة شهيد ، ألف شهيد ، أم مليون شهيد على قربان الحرية والمجد ؟
متى ستنطق بالكلمة الفصل يا سيد البيت الأبيض؟
أنني أخشى على وطني الجميل من الدمار والأحتراق والتبدد
أخشى عليه من الوهم الزائف للحاكم وزبانيته وبلاطجته
أخشى عليه من شعور الحاكم المخاتل بالقوة والأستئساد
أن حكامنا يا سيد البيت الأبيض أغبياء وجهله لا يفقهون شيئا ،
أنهم لا يفهمون خطابك لهم لأنهم بلهاء لا يستطيعون القراءة ولا الكتابه وبينهم والتفكير والعقل بون شاسع
أنهم عسكر لم يتثقفوا ولم يكملوا تعليما يتيح لهم الفهم والمعرفة
ولكنهم للأسف من يحكمنا اليوم بالحديد والنار.
أنهم لايقبلون بصوت معارض ولا يرحبون برأي سديد.
أنهم ينصبون ابنائهم وابناء عمومتهم وأبناء خالاتهم في مناصب حساسة في بلادنا دون خشية من أحد سواك
لقد شجعهم صمتك على التمادي في ظلم شعوبهم وأنت ما أنفكيت تردد أصطوانة الديمقراطية والعدالة والحرية والمساواة
أن حكامانا لا يخشون الله بقدر خشيتهم منك
فهلا أمتشقت سيف العدالة وردعتهم ؟
أن عقولهم موصودة بأقفال من حديد
وأذونهم مسدودة وقلوبهم يملؤها الصديد
لا يحبون كلمة الوطن
ولا يقيمون لشعوبهم وزن
أنهم بلاطجة من العيار الثقيل
لا يفقهون سوى لغة الصميل
أنهم جهلة لا يرون ابعد من أرنبة أنوفهم،
وهم مستعدون لتدمير كل شيء من أجل مصالحهم الضيقة التافهة
لا يهمهم من الوطن شيء سوى الكسب الرخيص والأستمرار في حلب بقرته الحلوب
حتى تموت
ولآنهم جهلة فأنهم يعتقدون أنهم سينفذون من العقاب
وأنهم سيخرجون من الوطن على متن طائراتهم الخاصة التي تمرق السحاب
لأنهم جهلة فأنهم يتصورون أنهم سيكونون بمنأى عن النار
متجاهلين ما يسببونه من دمار
وبأن ايديهم ملطخة بالعار
هم ومن يصفق لهم ويتبعهم من أنصار المجوس والتتار
أنني أستحلفك ايها البيت الأبيض بما لديك من سطوة عليهم
أن تنصحهم بالعدول عن غيهم
أنصحهم بأن يكونوا متواضعين
حلماء أتقياء ورعين
أنصحهم باعمال العقل ومحاسبة النفس
أنصحهم بأن الوضع الراهن غير قابل للديمومة والأستمرارية
أنصحهم بالأستماع لصوت العقل قبل فوات الآوان
وقبل أن تتدمر الأوطان
أنصحهم قبل أن يمتلك الغضب شعوبهم فتكتسحهم
أرجوك فأن لدى بيتك ألأبيض قوته وصولجانه
فهولاء الحكام لا يستمعون الا الى ما يصدر منك
أنهم لا يستمعون الا شعوبهم ولا أوطانهم
فاللغة الوحيدة التي يفهمونها هي تلك الصادرة من مكتبك البيضاوي
رجاءا قل لهم بصريح العبارة وبدون أي كياسة دبلوماسية:
كفى فأرحلوا وأريحوا شعوبكم منكم حتى ترتاح أمريكا وتأمن من شروركم
فأنتم مصدر الشر لآمريكا ولشعوبكم
لأنكم بحكمكم السيء ومعارضتكم للديمقراطية الحقة وحرية شعوبكم
تشجعون التطرف وتديمون الفقر وعدم الأستقرار في بلدانكم
قل لهم : لن تكون أمريكا في مأمن مادمتم تستغلونها بأثارة الأرهاب ودعمكم للأرهابيين في الخفاء
تطلقونهم من السجون وتتسترون عليهم وتحمونهم.
ايها البيت الأبيض الذي يخشاك حكامنا أنها لحظة الفصل الآن:
أما أن تكون مع الشعوب المظلومة أو مع الحكام الظالمين
مع الحلم أو مع الظلم
ولك أن تختار
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هكذ ا سيتحايل الرئيس اليمني على الثورة الوشيكة ضده
شبكة صدى عدن / خاص /
بقلم : سراج الدين الرداعي 30 / 01 / 2011
ملاحظة: لا بد من الاعتراف أني أكتب هذا المقال باسم مستعار لأسباب خارجة عن إرادتي، وليعذرني القارئ الكريم، لأني لا أريد أن أخدعه بأن هذا هو اسمي الحقيقي. كما أني لا أرغب في انتقاد قادة المعارضة اليمنية باسمي الشخصي حتى لا يظن البعض منهم أني أسعى لافتعال معركة شخصية من أجل الشهرة أو مغازلة النظام، أو خدمة الحزب الحاكم. ولهذا أرجو من الأخوة المعلقين أن يناقشوا الأفكار الواردة في المقال وليس اسم الكاتب.
ما أريد إيصاله في هذا المقال هو تحذير قادة المعارضة اليمنية من أن الرئيس علي عبدالله صالح بدأ جديا في العمل على إحباط الثورة الشعبية المحتملة ضد نظامه، عن طريق استخدام قادة المشترك كمهدئ لأعصاب المجتمع حتى لا يتكرر في اليمن ما حدث في تونس ويحدث حاليا في مصر من ثورة حقيقة ستكون محل فخر الشعبين الشقيقين لأجيال قادمة، مهما كانت التضحيات موجعة، "فالوجع ساعة ولا كل ساعة".
وأنا هنا لا أشكك في وطنية قادة المشترك كما يفعل البعض، ولكن الأحداث أثبتت منذ عام 2005 أن هؤلاء القادة يلعبون سياسة يجيدها السياسيون الصغار، ولا يريدون أن يصنعوا تأريخا مجيدا لأنفسهم ولوطنهم، كما يفعل الزعماء الكبار. وهم بفعلهم هذا يظنون على الأرجح أنهم يحافظون على استقرار اليمن ويحمون البلاد من الفوضى أو التشظي، ولا يدركون أنهم يخدمون الحاكم ويمددون بقائه ويخونون قضية وطنهم المصيرية التي شخصوها بأنفسهم في وثيقة التشاور الوطني.
ولكي لا ألقي الاتهامات جزافا، دعوني تذكيركم بما حدث عام 2005 حيث انتفض الشارع اليمني بشكل عفوي، فأعلن الرئيس أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة الأمر الذي هدأ على اثره الناس، وأحجمت أحزاب المعارضة عن دعم الانتفاضة الشعبية، وعندما جاءت انتخابات 2006 بعد أقل من عام على وعد الرئيس، تراجع عن عهده ووعده، وهذا هو عهدنا به منذ أن تربع على عرش الرئاسة، ولا شئ يمنعه من تكرار الوعود والتراجع عن الوعود الآن وفي المستقبل من أجل البقاء في السلطة لأن ذلك هو الشئ الوحيد الذي يجيده وأثبت نجاحا كبيرا فيه.
لم يعد الماضي مهما لنا حاليا إلا لكي نتعلم من تجاربنا مع هذا الرجل وألا نقع في نفس الفخ للمرة الألف. ويهمنا أكثر في هذا الوقت استعراض ملامح المشهد السياسي حاليا في بلادنا، والسبل المواتية لإنجاح الانتفاضة الشعبية المأمولة ضد النظام، وكذلك الخيارات المتوقع أن يلجأ إليها الحاكم لإحباط أول ثورة شعبية ناجحة قد تشهدها اليمن ضد أفسد نظام عرفته في تاريخها المعاصر. وسوف نحاول التدقيق في المشهد كما تراه أطراف اللعبة السياسية وهي المعارضة والنظام والشباب الغاضب كل من زاويته كما سنحاول تقديم نصائح لقوى أخرى عاملة في الساحة لا يجوز تجاهلها في هذا الظرف العصيب.
المشهد السياسي الراهن كما تراه المعارضة:
أقصد بالمعارضة هنا الأحزاب السياسية المنطوية في إطار اللقاء المشترك، مستثنيا الأحزاب الأخرى التي لها رؤية مستقلة مثل حزبي الرابطة والتجمع أو الحركات السياسية المتمردة مثل الحركة الحوثية أو فصائل الحراك الجنوبي المتعددة، لأن هذه الأطراف تحتاج إلى مقال مستقل. ولا شك أنها ستلعب دورا مهما في رسم مستقبل اليمن إذا ما سمعنا عن إعلان صفقة سياسة بين المؤتمر والمشترك.
وأعتقد جازما أن أحزاب اللقاء المشترك بدأت تنظر للمشهد السياسي من زاوية مختلفة حيث رفعت سقف مطالبها بعد أحداث تونس ومصر، مستغلة هذه الأحداث للضغط على النظام في سبيل انتزاع تنازلات كبيرة تصب في خدمة ما يسمونه الإصلاح السياسي والدستوري وإصلاح نظام الانتخابات. ويعتقد قادة اللقاء المشترك أن الفرصة مواتية لهم أكثر من أي وقت مضى لتحقيق مكاسب سياسية كبيرة، بإجبار النظام على التراجع عن الإجراءات الانفرادية التي اتخذها الحزب الحاكم مؤخرا، وفرض القائمة النسبية والنظام البرلماني الوارد في برنامج المشترك، بما يعني تأجيل الانتخابات وإجرائها لاحقا وهو التأجيل الذي يرغب به صالح أصلا ويريد أن يأتي الطلب من غيره. وأقول هنا صالح وليس الحزب الحاكم لأن ما يريده صالح هو الأساس وما يريده قادة الحزب الحاكم لن يقدم ولن يؤخر. أما المشترك فما يهم قادته هو ضمان النزاهة والحياد، مقابل السماح للرئيس الحالي أن يكمل مدة رئاسته الدستورية المقرر انتهاؤها في سبتمبر 2013. وتأمل المعارضة أن يتاح لها المجال في ذلك التاريخ أن تنافس بقوة بمرشح ضد مرشح للحزب الحاكم غير علي عبدالله صالح. ومن هنا يمكن القول إن طموح اللقاء المشترك لم يرتفع بعد إلى مستوى السعي لصنع التاريخ بتغيير النظام العائق لبناء يمن جديد، وإنما إدخال إصلاحات معينة بضمانات دولية تسمح بإحداث التغيير بالتشاور الكامل مع الفاسدين والعابثين وإشراك الملوثين والفاشلين في رسم مستقبل اليمن لسنوات طويلة مقبلة. وفي اعتقادي أن قادة المشترك يفضلون هذا التكتيك على التفكير الاستراتيجي الطموح لأسباب ستة رئيسية، استقيت الأربعة الأولى منها من نقاشات متعددة جمعتني مع أكثر من قيادي حزبي معارض، واستنتجت الخامس والسادس من تحليلي الخاص:
السبب الأول: مخاوفهم على سلامتهم الشخصية وخشيتهم الطبيعية من القتل أو الاعتقال إذا أعلنوا ثورة شاملة على نظام الفساد والاستبداد، خصوصا بعد تلقيهم تهديدات واضحة لأكثر من مرة من الرئيس نفسه الذي يعرفون أنه لا يتوانى عن قتل من يهدد حكمه. ويخشى البعض منهم بدرجة أقل على مصالحه الشخصية و التجارية مع النظام.
الثاني: خشية البعض من قادة المشترك على البلاد من انفصال الجنوب على وقع الصراع في صنعاء، أو التشقق بين أكثر من شطر اعتقادا منهم أن أي فوضى في صنعاء قد يعقبها إعلان الحراك الجنوبي للانفصال وسيطرة الحوثيين على محافظات شمال الشمال.
الثالث: خشية البعض منهم على البلاد من انتشار الفوضى أو نشوب حرب أهلية قد يلجأ الحاكم لتفجيرها من "طاقة إلى طاقة"، على مبدأ "علي وعلى أعدائي".
الرابع: بسبب ارتباط بعض قادة المشترك بقوى إقليمية لم تتخذ بعد قرارا بتغيير الأوضاع في اليمن، ومراعاة معظمهم لرغبات قوى دولية لم تمنحهم ضوءا أخضر صريحا لإشعال انتفاضة شعبية.
الخامس: بسبب عدم شعور معظم قادة المشترك بالمعاناة المعيشية التي تمر بها القيادات الوسطى والقاعدية في أحزابهم وغالبية أبناء الشعب، حيث أن معظم قادة المعارضة الكبار في المشترك وخارجه لديهم مصادر دخل متعددة ويشاركون قادة الحزب الحاكم في الرفاهية التي يعيشونها على المستوى الشخصي.
السادس: بسبب وصول معظم قادة المشترك الكبار إلى سن الكهولة أو الشيخوخة، حيث أصبح سلوكهم محكوم بحسابات دقيقة، بعيدا عن روح المغامرة والإقدام، حيث أن سمات الإقدام والمغامرة لا تتوفر إلا في الشباب.
هذه الأسباب الستة وغيرها التي لا داعي لذكرها، تجعل قادة اللقاء المشترك يفضلون الطريق السهل في النضال من أجل إحداث تغيير تدريجي عن طريق تقليص صلاحيات الرئيس والحصول على ما يمكن الحصول عليه من تنازلات سياسية من الحزب الحاكم على مبدأ " خذ وطالب". ولذلك فإننا نشاهد مهرجانات ومظاهرات موسمية وخطب حماسية ولقاءات تلفزيونية وتصريحات وبيانات ولا نرى طحينا أو أي عمل فعلي على أرض الواقع يجعلنا نظن ولو مجرد ظن أن أحزاب المعارضة تسعى لتغيير الحكم لصالح الشعب.
وأنا هنا لا أسعى لتثبيط العزائم بل تشخيص المشهد ثم تقديم أفكار أخرى مناقضة ومقنعة عسى أن يتمعن فيها قادة المشترك ويسارعون في تصحيح الخطأ الاستراتيجي المقبلين عليه، الناجم عن الأسباب الستة التي سنأتي إلى تفنيدها واحدا واحدا الإيضاح لهم أنها معوقات وهمية. وقبل ذلك لا بد من التطرق إلى المشهد السياسي الراهن كما يراه الحاكم، كي نتمكن من استباق الأحداث وسبر أغوار تفكير الرئيس من خلال معرفتنا لأسلوبه ومعايشتنا له طوال 33 عاما أبدى خلالها كثيرا من المرونة، والإنعطاف، واجتاز أزمات خطيرة بتقديم وعود مغرية سرعان ما كان يتراجع عنها فور زوال الخطر عن عنقه، وعن نظامه.
المشهد السياسي الراهن كما يراه الحاكم:
أقصد بالحاكم هنا الرئيس علي عبدالله صالح وليس الحزب الحاكم المعروف باسم المؤتمر الشعبي لأن المؤتمر لم ولا يشارك في الحكم، حتى وإن شارك في بعض المغانم كمكافأة له جراء استخدامه كإطار شكلي للفوز في انتخابات شكلية، فإن مفاصل السلطة الرئيسية مازالت بيد رموز في عائلة الرئيس ليسوا أعضاء في الحزب شبه الحاكم. ولذلك نقول بصراحة أن الرئيس ينظر إلى المشهد بعد أحداث تونس ومصر بشكل مختلف عما كان يراه قبل تلك الأحداث. وللتوضيح أكثر فإنه أصبح مقتنعا أكثر من أي وقت مضى أن ظهره أصبح مكشوفا، وأن أصدقائه في الخارج لن يحموه من غضبة شعبه، وأن تفويزه حزب المؤتمر عن طريق تزوير إرادة الناس كما فعل حسني مبارك في مصر سوف تكون نتائجها وخيمة. واعتقد أن الرئيس أصبح الآن مقتنعا أنه يتحتم عليه أن يقدم تنازلات لحظية كبيرة ومغرية، لاحتواء الخطر المحدق بنظامه، ثم يلتف عليها بعد ظهور ظروف أخرى مواتية.
وكلنا نعرف أن الرئيس أهان في خطاب رسمي لجنة الإرياني المسماة رسميا لجنة الأربعة معلنا رفضه لأي حوار خارج المؤسسات الدستورية، ولهذا عين رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ممثلا للمؤتمر بدلا عن الأرياني لأن عبدالغني يرأس مؤسسة دستورية، هي مجلس الشورى. وبعد نشوب ثورة مصر العظيمة، عاد الرئيس كعادته لإحياء اللجنة التي رفضها علنا، مبديا مرونة غير مسبوقة سوف تصل بلا شك إلى حد الانبطاح، وسيقدم الرئيس للمشترك العروض التالية مجتمعة أو بالتقسيط:
أولا: الموافقة على إلغاء لجنة الانتخابات المعينة من القضاة بقرار جمهوري والتراجع عن كافة الإجراءات الأحادية التي بدأها المؤتمر الشعبي تحضيرا لانتخابات برلمانية منفردة في 27 أبريل المقبل.
ثانيا: تأجيل الانتخابات إلى نهاية العام الجاري أو إلى أي فترة تراها المعارضة مناسبة.
ثالثا: القبول بشرط المعارضة المتمثل في القائمة النسبية، وغير ذلك من الشروط الفرعية، بما في ذلك ما يتعلق بالسجل الانتخابي.
رابعا: القبول بتعديلات دستورية تتبنى النظام البرلماني بدلا من الرئاسي، ولا تسمح بتصفير العداد أو إلغائه.
ومن خلال معرفتنا بأسلوب الرئيس ومرونته العجيبة فإنه سيعمل جاهدا على إيهام أصدقاء اليمن والقوى الإقليمية والدولية المؤثرة بأنه سيقبل بأي إصلاحات اقتصادية وسياسية يشرفون عليها، مقابل إقناع المعارضة بقبول بقائه في السلطة حتى موعد انتهاء فترته الثانية في 2013، حسب عرض المعارضة، أو مقابل تصفير العداد لو استطاع ذلك.
ومن وجهة نظر الرئيس فإن التنازلات السخية والمغرية التي سيقدمها للمعارضة والمجتمع الدولي سوف تساعده على امتصاص غضب الشعب في هذا الوقت العصيب، مع بقاء سيطرته على القوات المسلحة والأمن عن طريق أبنائه وأبناء أخيه وأبناء قريته، وعندما يحين موعد الرحيل في 2013 تكون الظروف الإقليمية والدولية قد تغيرت من ذات نفسها، ويكون زخم الثورتين التونسية والمصرية قد انتهى إلى غير رجعة، وبالتالي يمكنه التراجع عن تعهداته بعدم تصفير العداد ويمكنه كذلك اختلاق ظروف جديدة أو افتعال أزمات محلية، تساعده على البقاء في الحكم حتى وفاته، وإذا لم يتمكن من البقاء فما دامت القوات المسلحة والأمن تحت سيطرة أسرته فبإمكانه اختيار محلل شرعي من خارج الأسرة لإرضاء المجتمع الدولي والإمعان في تعميق العبث والفساد ثم الإيعاز إلى قائد الحرس الجمهوري الذي هو نجله بالانقضاض على الحكم، وتقديم نفسه على أنه المنقذ للبلاد، وبهذا يستمر الحكم في الأسرة ذاتها، ولن تأتي فرصة أخرى للتغيير إلا في جيل الأحفاد إن أتت وسوف يظل اليمن أو جزء من اليمن تحت هيمنة النظام الأسري لفترة طويلة قادمة، وهذا ما يريده الرئيس فعلا.
المشهد السياسي كما يراه الشباب الثائر:
أقصد بالشباب هنا طلاب الجامعات والمدارس الثانوية والعاطلين عن العمل والناشطين بمختلف توجهاتهم الحزبية والفكرية، بمن فيها القيادات الوسطى والدنيا في أحزاب المشترك.
ومن خلال تبادل الرأي مع كثير من هؤلاء الشباب من المتحمسين للتغيير الشامل في اليمن فإن معظمهم عاتبون على أحزاب المشترك وعلى حزب الإصلاح بالذات قائلين إن قيادات الإصلاح خيبت آمالهم. ويعتقدون أنه لولا تردد قيادات الإصلاح في التغيير لكانت اليمن في المقدمة قبل تونس وقبل مصر لأن حجم المآسي التي خلفتها السلطة في اليمن أكبر بكثير من مآسي الشعبين التونسي والمصري الشقيقين. نسبة البطالة في تونس لم تتجاوز 12% لكنها في اليمن وصلت إلى 40% من اليد العاملة، كما أن الفساد والعبث والقتل والحروب والقمع والبلطجة والإيذاء الذي يعاني منه شباب اليمن وشاباته، تزيد حجما عن معاناة أشقائهم في مصر وتونس. ويقول هؤلاء إن الرئيس علي عبدالله صالح فقد مصداقيته لدى مستشاريه جميعا بمن فيهم مستشاره السياسي عبدالكريم الإرياني فما بالنا بالشباب المعارض.
ومن هنا فإن معظم الشباب اليمني حتى من أعضاء المؤتمر شبه الحاكم يرون في المشهد الراهن شعبا يحكمه نظام عائلي وراثي من أبرز سماته الكذب والفساد والقمع والنهب والغرور، ومحكومين يعانون من الفقر الجوع المرض البطالة، وفقدان الأمل. ويرى الشيخ الحكيم سنان أبو لحوم عافاه الله أن الفرص التاريخية الذهبية لا تتكرر، وأن التاريخ لا يعيد نفسه إلا بعد عشرات السنين، ولهذا فإن الشعب اليمني أمامه الآن فرصة تاريخية غير مسبوقة لتغيير تاريخي شامل وبناء يمن موحد مستقر ومزدهر، وإذا ما ضاعت هذه الفرصة فلن تعود في عهد علي عبدالله صالح. وإذا لم يرحل علي عبدالله صالح بالتزامن مع رحيل حسني مبارك فإنه سيبقى جاثما على صدور شعبه سنوات طويلة قادمة، وسوف ينجح التوريث في اليمن بطريقة أو بأخرى على النقيض مما حدث في تونس ومصر، وعلى النقيض مما يعتقده البعض بأن التوريث في اليمن قد انتهى إلى غير رجعة بسبب ثورة مصر.
أما الأسباب الستة التي تثير مخاوف المعارضة من الانحياز الكامل لمصالح الشعب فهي افتراضية وليست واقعية ويمكن تفنيدها كما يلي:
- الخوف على السلامة الشخصية يمكن تجاوزه بأن يخرج قادة المشترك من العاصمة للاحتماء بمناطقهم وقبائلهم، أو حتى بالحوثي الذي أعلن رسميا منحهم اللجوء السياسي لو أرادوا. وخروج قادة المشترك من صنعاء لن يؤثر على زخم الثورة الوشيكة خصوصا أن وسائل الاتصال الحديثة بما فيها هواتف الثريا وسبأ وغيرها من الوسائل التي لا يجب ذكرها هنا، سوف تسهل لهم التواصل مع القواعد الشابة المتفانية في التضحية والإقدام. وفي تقديري أن أعضاء نظام الفساد معظمهم مدركون أنهم لصوص، سرقوا السلطة والثروة بالتدليس والتزوير، وبالتالي فإنهم أضعف من أن يقفوا ضد الجماهير الثائرة بل سيكونوا أول الهاربين. أما أصحاب المصالح التجارية من قادة المعارضة وغيرهم فإن دولة النظام والقانون التي سيتم تأسيسها على أنقاض نظام الإرهاب والفساد ستكون الضمان الأكبر لتجارتهم وثرواتهم ومصالحهم المشروعة.
- خشية البعض من الانفصال أو التشظي، ليست واقعية لأن الإنفصال لن ينجح والتشظي لن يحدث إلا باستمرار النظام الحالي في صنعاء الذي يغذي بأفعاله روح الانفصال وستؤدي سياساته إلى التشظى. ولن أخفي سرا هنا إن أقوى المنادين بفك الارتباط بين الشمال والجنوب، مستعدون أن يعيدوا النظر في مطلبهم النهائي في حال تحرك الشارع الشمالي نحو اسقاط النظام. فالنظام الحالي وليس الشعب الشمالي هو الملطخ بدماء الجنوبيين، كما أن أبناء صعدة وحرف سفيان جميعا بمن فيهم الحوثيون كثيرا ما أبدوا استعدادهم للعمل السلمي في إطار أي نظام جديد باستناء نظام علي عبدالله صالح الملطخة يداه بدماء الآلاف من أبناء صعدة وحرف سفيان وحجة والجوف من رجال ونساء وأطفال، وبالتالي فإن زوال النظام سيحافظ على وحدة البلاد وبقاء النظام الحالي سوف يؤكد تمزيقها بدون أدنى شك.. وقد أحسن حزب الإصلاح صنعا عندما لم يشارك النظام في سفك دماء الحوثيين أو الجنوبيين وبالتالي فإن التعايش في ظل نظام وحدة وطنية بمشاركة الجميع سيكون ممكنا. وسوف يراقب كل طرف أفعال الطرف الآخر غير المشروعة في جو من الشفافية كفيل بالقضاء على الفساد أو تقليصه كما هو الحال في الدول الديمقراطية.
- وفيما يتعلق بالخشية من انتشار الفوضى أو نشوب حرب أهلية فإن الحروب الأهلية قائمة والفوضى سائدة ولم يبق إلا الثورة على الفوضى والحروب. ولن يكون هناك فوضى أكثر من الفوضى التي يغذيها النظام الحالي، وربما أن الثورة القادمة قد تؤدي إلى فوضى قصيرة ولكن "فوضى ساعة أفضل من فوضى كل ساعة".
- أما ما يتعلق بارتباط بعض قادة المشترك بقوى إقليمية لم تتخذ قرارا بتغيير الأوضاع في اليمن، فيجب أن نقول لهؤلاء القادة إن الأشقاء لن يتخذوا مثل هذا القرار مطلقا، ومازالوا يدعمون حسني مبارك حتى الآن رغم معرفتهم بأن سقوطه أصبح وشيكا. ولكنهم سوف يحترمونكم ويقدرون جرأتكم عندما تصبحون في مكان علي عبدالله صالح. ومهما كان موقفهم الآن فليس لديهم أي خيار آخر بعد ذلك سوى دعم ومساندة من هم في قصر الرئاسة بغض النظر عن أسمائهم أم مسمياتهم، لأن الأشقاء يهمهم تأمين الاستقرار في حديقتهم الخلفية. أما القوى العظمى فعليكم أن تقرأوا جيدا تصريحات أوروبا وأميركا عن انتفاضتي مصر وتونس، فهذا هو ضوء أخضر واضح لكم للتحرك، إلا إذا أردتم أن يأتي باراك أوباما وهيلاري كلينتون للتظاهر نيابة عنكم فهذا لن يتم. ومثلما تحجم أمريكا عن إعطائكم ضوءا أخضر صريحا للثورة على صالح فإنها لن تعطي صالح أي ضوء أخضر لقتل المتظاهرين من شعبه، فلم تفعل ذلك مع مبارك ولن تفعل ذلك مع صالح. وبالتالي فإنكم إن لم تنزلوا للشارع في وجود أوباما بالبيت الأبيض وهيلاري في الخارجية الأمريكية ومباركهما يترنح فما عليكم إلا أن تنتظروا 33 سنة أخرى كي تتكرر الفرصة الذهبية الراهنة بعد أن يكون صالح وأبنائه قد تعلموا من أخطاء مبارك وبن علي التكتيكية وليس الأصلية.
- وبشأن المعاناة الشعبية فإنكم إن لم تشعروا بها أنتم فسوف يشعر بها أبناؤكم وأحفادكم. وعدم شعوركم بها سوف يؤدي إلى خسرانكم لقواعدكم وظهور قيادات جديدة غير حزبية مثلما حدث في مصر وتونس، ومثلما حدث للحزب الاشتراكي في جنوب اليمن الذي تخلى عن قضيته الأساسية فإذا به يخسر الشارع في الجنوب ولم يكسب الشارع في الشمال. ومهما كانت ممتلكاتكم ومصالحكم مع النظام فإن السبيل الوحيد لحمايتها هو الخروج للشارع مع الشعب، أو على الأقل تحفيز الشعب في خروجه قبل أن ينقلب الشارع عليكم وعلى النظام في وقت واحد، ويهاجم ممتلكات أصحاب الرفاه من قادة الحزب الحاكم وقادة المعارضة على حد سواء.
- أما الشجاعة والإقدام فنحن لا نطلب منكم أن تواجهوا الدبابات بأنفسكم، ولكن طلبنا بسيط هو أن تسمحوا لنا نحن الشباب بالتحرك لتغيير وجه التاريخ في بلادنا، ونطلب منكم فقط تشجيعنا على الإقدام وأنتم بعدين عن الخطر. وسوف نحتاج لحكمتكم وتوازنكم ودوركم بعد نجاح الثورة، فلا تكونوا عقبة أمامها ولا تقبلوا أن يستخدمكم الحاكم "كرتا جديدا"، من بين كروته التي لا تنتهي، لأن من شب على شئ شاب عليه، وبدون تغيير الحاكم الحالي، فلن يتغير شئ في اليمن إلا إلى الأسوأ.
نصيحة أخيرة للمشترك:
إذا كان ولا بد لكم من التفاوض مع الحاكم تحت ضغط المجتمع الدولي، فأطرحوا شرطا وحيدا لا تراجع عنه، وهو أن يعلن الحاكم بشكل فوري وبدون تأخير تطبيق شعاره المعلن أمام القوات المسلحة بأنه ضد التوريث على كل المستويات، وذلك بعزل نجله أو أنجاله وأنجال أخيه، وأبناء قريته، من كافة المناصب العسكرية والأمنية التي يحتلونها، وعزل أصهاره من كافة المناصب الدبلوماسية والسياسية التي يشغلونها بحكم مصاهرتهم للرئيس وبإمكانكم تقديم قائمة بأسماء الأقارب والأصهار إلى لجنة الحوار، وهذا هو الشرط الوحيد الذي يمكن أن يعيدنا إلى النظام الجمهوري، وما لم ينفذ الرئيس ذلك بشكل فوري وتتولى لجنة محايدة اختيار البدائل المؤهلة، فإن الانتفاضة الشعبية أصبحت حتمية لاستعادة النظام الجمهوري السليب والحفاظ على الوحدة اليمنية، وإقناع الحوثيين بالتخلي عن أي طموحات عائلية شبيهة بطموحات الصالح.
نصيحة لأبناء صعدة بمن فيهم الحوثيين:
نحب أن نعترف لكم أن تضحياتكم ودماء شهدائكم، وصمودكم أمام الطاغية طوال سبع سنوات لم تذهب هدرا بل استفاد منها الوطن اليمني كل الوطن، ولهذا ننصحكم ألا تقبلوا أن يحولكم الطاغية إلى كرت ضد قوى أخرى اختلفت معكم بشرف وامتنعت عن المشاركة في سفك دمائكم رغم المغريات الصالحية والسعودية. وننصحكم بالمساهمة في القضاء على الفاسدين في عقر دارهم، أما الجنود والضباط فهم ضحايا للطاغية مثلكم تماما، وتحالفكم الحقيقي مع المشترك سوف يساعدكم ويساعدهم في رسم مستقبل جديد لليمن يستطيع فيه السلفي والزيدي والصوفي والإسماعيلي، واليهودي والمسيحي أن يمارس شعائره الدينية بكامل حريته دون خوف من سلطة أو جماعة أو نظام. كما ننصحكم بتوجيه أتباعكم في المدن الرئيسية للمشاركة في ثورة الشباب السلمية التي سوف تطيح بالطغيان والفساد، وتتيح لكم المشاركة في بناء اليمن الجديد. ونصيحة أخيرة لكم وهي أن تستمعوا جيدا لمقابلة إذاعية أجرتها الإذاعة البريطانية عام 2004، عبر الهاتف، مع شقيقكم الشهيد حسين بدر الدين الذي أبدى عبر الأثير استعداده للتخلي عن الشعار قائلا إن الشعار ليس قرآن كريم، ولكن على ولي الأمر أن يصدر قرارا بتغييره أو تحريمه، ومعنى ذلك أن الشهيد أبدى مرونة تجاه تغيير الشعار، وعلى الأرجح أنه أراد به إحراج الطاغية في وقت كانت فيه أمريكا تجتاح العراق، ولم يكن قد وصل الأمر به حينها إلى رفع شعار مباشر ضد الطاغية. أما الآن بعد ستة حروب متتالية وبعد سقوط آلاف الشهداء والضحايا الأبرياء فقد حان الوقت أن ترفعوا شعار إسقاط الطاغية بدلا من شعار إسقاط أمريكا الذي انتهى مفعوله وأصبح يضركم ويضر أبناءكم ويضر شعبكم أكثر مما يفيدكم.
نصيحة لقادة الحراك الجنوبي:
انتم أيضا بحاجة لتغيير شعاركم دون الحاجة لتغيير أهدافكم. ارفعوا شعار إسقاط النظام وسوف تحققون كل مطالبكم في تحريك الشارع الشمالي وإحلال العدل والمساواة وتوزيع الثروة العادل، وتعاطف المجتمع الدولي مع قضيتكم. وسوف تجذبون وسائل الإعلام لتغطية مظاهراتكم بدلا من تجاهلكم بسبب الشعارات غير المرغوب بسماعها دوليا وإقليميا. وما لم تتبنوا شعار إسقاط النظام فلن تجدوا أي تعاطف مع قضيتكم لا إقليمي ولا دولي ولا في شمال الوطن ولا حتى في بعض محافظات الجنوب. وإذا لم تستفيدو من هذا الزخم القائم في تونس ومصر فانصحوا أحفادكم بالتحضير للكفاح المسلح ضد نجل أحمد علي عبدالله صالح. مع خالص محبتي واحترامي.
نصيحة للثوار الشباب:
رغم أنكم لم تقولوا كلمتكم بعد، ولكني أنصحكم بالتمعن في تجربة شباب مصر العظيمة الذي حموا المتحف الوطني وسط القاهرة بأجسادهم من عبث الناهبين واللصوص، ولكن شباب مصر تأخروا في التوجه لمقر التلفزيون الرسمي، الأمر الذي ساعد الحرس الرئاسي على منعهم من دخوله لبث بيانات محفزة للشعب على التحرك. ولذا أنصحكم أن تبدؤوا بإيجاد وسيلة تواصل عامة تخاطبون بها كافة الشعب وتوصلون إليهم أصواتكم وأهدافكم قبل أي شئ آخر. كما أنصحكم بعدم الانتظار حتى زوال زخم الثورتين المصرية والتونسية المجيدتين، بل بادروا الآن الآن وليس غدا وبشكل يومي أثناء القات وقبل القات ، بغض النظر عن رأي قادة المشترك وحساباتهم المؤيدة للنضال الموسمي. وصدقوني أن التأخير في التحرك سوف يعطي النظام فرصة للاستفادة من أخطاء النظامين المصري والتونسي وتصبح العقبات أمامكم أكبر. كما أن حسابات قادة المشترك دقيقة وحكيمة ولكنها تغفل شيئ واحد من حساباتها أكثر أهمية من كل العوامل والمخاوف التي يحسبوها وهي أن إرادة الشعب من إرادة الله إذا ما أراد الشعب أن ينتفض ضد الطغاة، كما أن الشباب هم قلب الشعب النابض وطاقته التي يسحق بها الطغاه والظالمين ومن يقف يكبح هذه الطاقة أو يقف حائلا أمام تفعيلها فسوف تحل لعنة التاريخ عليه، وسوف يذكره المدونون والمؤرخون بما يجل أبنائه وأحفاده من سماعه.
وخلاصة القول: لا تصدقوا وعود الطاغية، وأعطوه الفرصة لشئ واحد فقط وهو " الرحيل". وقولوا له بصوت واحد لا يتوقف " ارحل فقد مللناك وتعبنا منك أيها الطاغية، وشبعنا من حيلك ومراوغاتك ولن ينطلي علينا تحايلك على الانتفاضة الشعبية القادمة ضدك" والله أكبر فوق كيد الظالمين.
*اسم مستعار لسياسي يمني شاب، عضوا في الحزب الحاكم، وأصبح حاليا مساندا لأحزاب المعارضة في سعيها لتغيير النظام
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رسالة إلى الجنوبيين عليكم بحراك المدن

ابو وضاح الحميري
بريد الحراك الجنوبي

نقلا عن: شبكة صدى عدن / خاص / 01 / 02 / 2011
بقلم : ابو وضاح الحميري
كانت ولازالت وستبقى عدن حاضنة وواجهة الجنوب وقلبه النابض وشكلت عدن تاريخيا رمزا للصمود والمقاومة من أجل الحرية والكرامة في وجه كل الغزاة والطامعين واستبسل سكان عدن في الدفاع عن عدن والجنوب عامة على مر العصور وقدمت عدن قوافل من الشهداء من اجل الحرية والكرامة وظلت عدن ولازالت من أهم مدن الجنوب مركزا تنويريا سياسيا وثقافيا رائدا بحكم مكانتها وما تمتلكه من إمكانيات وقدرات وتاريخ كعاصمة لأبناء الجنوب ولعبت عدن دورا رئيسيا وحاسما في مقارعة الاستعمار البريطاني وإجباره على الرحيل في الثلاثين من نوفمبر 67م وقدموا شباب عدن في حرب صيف 94م مثالا للتضحية والفدى والدفاع عن عدن ولعب مثقفي عدن من الساسة والكتاب والأدباء دورا بارزا في فضح زيف سلطة 94 ومخططات حكومة صنعاء لتحويل عدن والجنوب كله إلى غنيمة حرب وتحويل شعب الجنوب إلى شعب مسلوب الإرادة إلى شعب تابع مستعبد ذليل ولذلك فقد كان للكتاب والمثقفين وعلى رأسهم صحيفة الأيام وناشريها دورا تنويريا لتوعية ولتنبيه الناس من مخاطر مخططات سلطة صنعاء وفي كسر حاجز الخوف وتوعية الناس بقضيتهم والانتصار لها وشكلوا شباب عدن وفي مقدمتهم المثقفين وطلاب الجامعات عصب وعمود الحراك الجنوبي وهاهم اليوم شباب عدن يرسمون بدمائهم الزكية وتضحياتهم طريق الحرية والخلاص .
من عدن بداء العمل السياسي التعبوي والتحريضي المنظم بقيادة صحيفة الأيام ومن عدن بدئت حركة الضباط الأحرار جمعية المتعاقدين العسكريين كحركة منظمة امتدت من عدن إلى كل مناطق الجنوب ومن ساحة الحرية بخور مكسر كان الميلاد الرسمي للحراك السلمي الجنوبي المنظم وفي ومن جمعية ردفان بعدن أعلن الجنوبيين عملية التصالح والتسامح والتقوا في ساحة الهاشمي في الشيخ عثمان من كل الأطياف والقبائل ليعلنوا طي صفحات صراعات الماضي وبداية مرحلة جديدة من التصالح والتسامح والاصطفاف الجنوبي الواسع وقدموا شهيد التصالح والتسامح الشهيد صالح البكري اليافعي ،،
أننا عندما نتكلم عن عدن لا يمكن أن نقفل عن نضالات شعبنا التي سبقتها من بعد حرب 94م أكان في حضرموت أو في الضالع وغيرها والتي عبرت عن الرفض لنتائج حرب 94م للاستيلاء على الجنوب وتحويله كله أرضا وأنسانا إلى غنيمة حرب لسلطة صنعاء ومتنفذيها وتجار الحروب والتهريب والإرهاب .
نعم لقد شكلت انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي المنظم من عدن بداية لمرحلة جديدة من تاريخ أبناء الجنوب المتجدد الرافض للظلم والخضوع والاستعباد وكان بمثابة زلزال مدوي هز أركان سلطة صنعاء وأرعبها مما حدى فيها إلى مواجهته وقمعه بالقوة العسكرية من أول يوم بهدف إجهاضه والقضاء عليه في المهد ألا أن ذلك لم يثني الجنوبيين بل زادهم مزيدا من العزيمة والإصرار على مواصلة النضال مهما كانت التضحيات وبالفعل قدم الجنوبيين ولازالوا يقدون يوميا الشهيد تلو الأخر في معركة الشرف والعزة والحرية في كل قرى ومدن الجنوب .
كلنا عشنا وتابعنا عنفوان وزخم وتأثير انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في عدن الباسلة وكيف تعاطي معه العالم وظل محل اهتمام وتعاطف الخارج وكيف ألهب حماس الجنوبيين في الداخل والخارج وكيف أرعب سلطة صنعاء وكانت مجالس التنسيق نموذج للقيادات الحقيقية المناضلة المتجردة عن الذات التي كان لها الفضل في تحريك الشارع الجنوبي وبالذات عدن ولم يتقهقر الحراك إلا بعد أن تم اختراقه وبعد أن عمدت هذه العناصر المندسة والعناصر النفعية والمريضة لافتعال الخلافات وتشكيل وتفريخ المكونات التي اضعف الحراك وتقهقرت فيه إلى الأرياف والى رؤؤس الجبال ومع احترامنا وتقديرنا لكل منطقة وقرية من الجنوب وتضحياتها وصمودها ألا أن توجه الحراك وقياداته إلى الأرياف ومغادرة المدن قد أضعفت الحراك سياسيا وإعلاميا وجماهيريا وأعطى أمكانية لسلطة صنعاء للتقليل من مكانة وتأثير الحراك وللتبرير الإعلامي للعالم في سيطرتها على الجنوب واستتباب الأمن كما حاولت أن تسوق لذلك أثناء خليجي عشرين ونجحت بالفعل واخذ الزائر الخليجي صورة مغايرة لكل ما نردده نحن في الأعلام .
إن مستقبل الجنوب واستعادة دولة الجنوب مرهون أولاً وأخيراً بعودة الحراك إلى المدن إلى تشديد وتفعيل الحراك الجنوبي داخل المدن الرئيسية عدن وكل عواصم المحافظات ، والتي سوف تحسم المعركة وتحدد ملامح المستقبل هي العواصم وفي مقدمتها عدن عاصمة الجنوب لأن المدن هي وحدها التي تستطيع أن تغير المعادلة والتاريخ وتجبر الآخرين على التعاطي معها كأمر واقع .
إن العالم بإعلامه واهتماماته السياسية يركز على المدن ،، على عدن وهي المقياس التي يقيس من خلالها العالم ويراقب مكانة وتأثير الحراك الجنوبي وهي في نفس الوقت التحدي لسلطة صنعاء لان سقوط عدن بيد الحراك يعني سقوط الجنوب كله .
إننا في الوقت الذي نشيد بدور مناطق الريف ألا أن هذا المناطق قد أصبحت اليوم مناطق محسوم أمرها كمناطق تابعة للحراك ولا تحتاج لأي عمل سياسي وتحريضي ولكن المهم اليوم هو تفعيل وتصعيد النضال في المدن الجنوبية لذا علينا الانتقال للمدن للعمل بين صفوف الطلاب في المدارس والجامعات ورجال الدين والمساجد والتجار والمرأة وكل الشعب ،، لتنتفض مدن الجنوب كلها من القيضة إلى عدن دون السماح لنظام صنعاء للانفراد بالمدن والقرى الواحدة تلو الأخرى ولا يمكن أن يسمح الجنوبيين لسلطة القمع أن تنفرد بالضالع وردفان العزة والشموخ فتحية لأبناء ردفان الذئاب السمر وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء فلينتفض كل أبناء الجنوب في كل المدن لانتزاع أرضهم واستعادتهم لدولتهم وحريتهم .
إننا ندعوا كل قيادات الحراك ونشطاء الحراك إلى العودة للمدن بعقلية الحراك الذي انطلق من عدن وبثقافة التصالح والتسامح التي انطلقت من جمعية ردفان في عدن وبتلك اللحمة والعزيمة والثبات الذي انطلق منه الضباط الأحرار في جمعية المتقاعدين من عدن ،،
إننا ندعوا كل الجنوبيين لحراك جنوبي فاعل في المدن للنضال من خلال المدارس والجامعات والمساجد والصحافة ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية وبين صفوف النساء والعمال والموظفين والعسكريين الجنوبيين ،،
على قيادات الحراك العودة وإسناد ودعم عدن وكل مدن الجنوب وبنفس الروح والعزيمة التي انطلق منها الحراك فمن عدن كانت البداية ومنها تكون النهاية لحكم القهر والاستعباد ومنها من عدن وغيرها تكون بداية حياة حرة كريمة من عدن من المكلا يتقرر مصير الجنوب وترسم خارطته الجديدة لوطن حر وحياة حرة وكريمة أنها هبة غضب واحدة لسكان عدن كفيلة وكافية بان تغير التاريخ وتنتزع الحق انتزاعا.
لقد لعبت ثورة الانترنت من خلال الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والمواقع الإعلامية دورا مهما وفاعلا في حركة الاحتجاجات الإيرانية وفي ثورة الشعب التونسي وفي وتحرك الشارع المصري وكانت وسائل الانترنت هي المحرك والمنظم لهذه التحركات والمراءاة العاكسة ووسيلة الأعلام الجماهيري للعالم ولذلك فانه من المهم أن يهتم الجنوبيين بهذه الوسائل وان يستفيدوا منها في التواصل مع العالم لنقل كل ما يتعرض له شعب الجنوب من قمع وتنكيل وتدمير وحصار وقصف للمناطق والقرى الجنوبية وظلم واضطهاد فليعمل كل الجنوبيين كلا من موقعة لنقل الأخبار وتعريف العالم بمعانات شعبنا من خلال نقل الصور الحية لجرائم نظام صنعاء ونشرها بكثافة في مختلف هذه المواقع وبشكل يومي كإحدى وسائل النضال الفاعلة التي لا تقل دور وأهمية عن من يقارعون في الميدان .
عليكم بالأعلام عليكم بالانترنت بالفيس بوك وتويتر واليوتيوب انقلوا صور الشهداء والجر حاء وأثار القصب والتعذيب والقمع والمطاردات في الشوارع الخ ،،، انقلوا الحقائق كما هي صوت وصورة وحافظوا على المصداقية في أعلامنا ،، عليكم بتصعيد الحراك في المدن وثقوا تماما أننا بوحدتنا وعزيمتنا وعدالة قضيتنا وبالعمل السياسي والإعلامي المنظم سننتصر قضيتنا بأن الله .
أبو وضاح الحميري 2011/1/30م
http://abuwaddah2011.blogspot.com/


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق