بحث هذه المدونة الإلكترونية
الجمعة، 30 ديسمبر 2011
اليوم صوت شعب الجنوب الابي يصدح بنشيده الوطني ( بقلم : محمد عباس ناجي )
اليوم صوت شعب الجنوب الابي يصدح بنشيده الوطني ( بقلم : محمد عباس ناجي )
في فعاليات يوم الخميس الموافق 29 ديسمبر 2011م التي خصصها الحراك السلمي الجنوبي والحركة الشبابية والطلابية الجنوبية الموحدة لتدشين حملة رفض الانتخابات الرئاسية التي اعلنت سلطات صنعاء ومعارضتها الاستعماريتين عن اجرائها في 21 فبراير من العام القادم. صدح لأول مرة وبصورة جماعية صوت شعب الجنوب في معظم محافظات ومديريات الجنوب بالنشيد الوطني الجنوبي, الذي كتب كلماته شاعر الجنوب الكبير/ احمد ابو مهدي, ولحن فنان الجنوب الكبير محمد صالح عزاني. (ارفقنا نصه نهاية مقالتنا هذه).
بهذا العمل الوطني الرائع تكون القوى الاساسية للثورة السلمية الجنوبية الحضارية التحررية, استطاعت وعن إدراك واعي أن تستعيد واحد من مرتكزات الهوية الوطنية لشعب الجنوب, وهو النشيد الوطني الجنوبي, فترديده لا يقل أهمية عن رفع علم دولتهم. وتفرض اهميته هذه على كل مواطني ومواطنات شعب الجنوب حفظه وترديده في بداية كل فعالية نضالية مستقبلية, واثناء سير المظاهرات. وارادت قوى الثورة بذلك التخلص من عيب كبير كان قد رافق مسيرة ثورة شعبنا خلال السنوات الماضية عندما لم يكن لديها نشيد وطني, فأية حركة نضالية من مقوماتها النضالية والسياسية أن يكون لديها نشيد وطني, فكيف بأمة مثل الامة الجنوبية تخوض ثورة تحرر وطني لا يكون لديها نشيد وطني؟؟. كما ان قوى الثورة الجنوبية بهذا العمل الرائع قد كرمت اثنين من هامات الجنوب الادبية والفنية وهما: احمد أبو مهدي, ومحمد صالح عزاني.
اليوم استلمت عبر شبكة الانترنت لقطات مصورة من ردفان والجماهير تردد النشيد الوطني الجنوبي, قام بإرسالها لي المناضل صالح محمود الذنبة, الذي بذل جهودا جباره في هذا العمل يشكر عليها.. ذرفت عيناي دموع الفرح والفخر والاعتزاز عندما رأيت وسمعت الجماهير وهي تردد:
بلادي الجنوب هيا انهضي ... وسيري بعزم الشباب الأبي
عادت بي تلك الاصوات الصادحة بهذا النشيد إلى ريعان الشباب عندما كنت أردد كلماته مع طلابي في الكلية العسكرية في معسكر صلاح الدين بعدن, أثناء الذهاب سيرا لتنفيذ درس قتالي أو العودة منه. وكنا نعتبر كمدرسين لضباط المستقبل أن ترديد هذا النشيد هو تربية لهم على حب وطنهم والاستعداد للتضحية في سبيله والدفاع عنه.
ترديد مثل النشيد اليوم صحيح أن اهميته تكمن أولا: بأنه يمثل احدى المكونات الرئيسية للهوية الوطنية الجنوبية, غير أن اهميته ثانيا: تكمن في تربية مواطني شعب الجنوب وفي المقدمة شبان وشابات وطلاب وطالبات الجنوب على حب بلادهم, والنهوض بثورة شعبهم, وان هذا النهوض سوف يتحقق بعزمهم كشباب, فهم في أي مجتمع يشكلون طليعة شعبهم في تحرير وطنهم وبناءه والدفاع عنه, واحترام علمه, وتعظيم مكانة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم وحرية شعبهم. وغيرها من القيم النبيلة والعظيمة التي تعبر عنها كلمات هذا النشيد.
النشيد الوطني الجنوبي: بلادي الجنوب هيا أنهضي
بلادي الجنوب هيا أنهضي ... وسيري بعزم الشباب الأبي
بدأنا كفاح العُلا فهنئي... لينعم شعبي بعيش هني
وخر الشهيد تلو الشهيد... لينير بدم الوفاء تربتي
فهيا اكتبوا النثر والنشيد... فهم حطموا القيد يا فرحتي
بلادي الجنوب هيا أنهضي
وسيري بعزم الشباب الأبي
تجسد في القلب حبُ النضال... رفعتُ به عاليا رايتي
على كل جدرٍ وفوق الجبال... من حيث ضاءت لظى ثورتي
فديتكِ أيام حمل السلاح... وسار الفدائي على مبدئي
وخضتُ مع الخصم أقصى كفاح... نزعتُ به اليوم حريتي
كمات الشاعر الجنوبي الكبير/ احمد أبو مهدي.
الحان الفنان الجنوبي الكبير/ محمد صالح عزاني.
المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.
انشر الموضوع على :
كم الله سدوها بـ«حوثي» ( صلاح السقلدي )
حياكم الله سدوها بـ«حوثي» ( صلاح السقلدي )
(كل المصائب قد تمر على الفتى× فتهون غير شماتة الأعداء)
- ليس اشد ألماً من سماع نبأ الخلافات والشعور بمرارة الاشتباكات بالحجارة والعصي التي حدثت بالأيام الماضية في ساحة التغيير بصنعاء بين جماعة الحوثيين وجماعة أخرى حسبت على التجمع اليمني للإصلاح إلا أن يشمت بذلك الخصم الفاسد التي عصفت بوجه حكمه الباغي وذهب يهتبل فرصة تلك الخلافات ليتخذ منها وسيلة لبث الفرقة وإثارة غبار الشقاق وزرع بذور عدم الثقة بين القوى الثائرة بوجه حكمه الاستبدادي الفاسد وعمد إلى تحسين صورته المشوهة برتوش شيخوخة حكمه الهرم من خلال إظهار هذه القوى الثائرة بأنها لن تكون أفضل حالا من حكمه البائس وأنها لا تعدو أكثر من فسيفساء سياسية مذهبية هجينية، ولسان حاله يهتف: (حكمي بفاسده خير من بديل متصارع) ووفق المنطق الفاسد هذا يحاول اقناع الجميع ممن سحقتهم سنين حكمهم المتسلط إلا إن يقبلوا بان الطريق أمامهم مظلم وليس أكثر من مفترقي طرق إما حكم علي عبدالله بفساده وعفونته وإما صراعات البديل بقواه المتناقضة، وكأن الناس وفق هذا منطق المغالطة هذا كتب عليهم إما فساد مؤتمري وإما صراع مشتركي حوثي ولا ثالث لهما.!
- إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة ؟(المهاتما غاندي).كان بمقدور المجموعة التي اقتحمت خيام الحوثيين وخيام تيار التغيير واعتدت على النائب احمد سيف حاشد حسب ما نقلت ذلك عددا من المواقع والصحف ان تعبر عن امتعاضها وعدم رضاها من تصرفات جماعة الحوثي ومؤيديها بطريقة أكثر حكمة واقل ضررا عليها وعلى الثورة التي ضحى ويضحي من اجل نصرتها الجميع بالساحات ومنهم هذه المجموعة ، وذلك من خلال وسائل أكثر اتساقا مع الأخلاقيات المعلنة للثورة، يقول الثوار- ومنهم المجموعة التي قامت بذلك الفعل - بأنها أتت لتهد نظام قمعي استبدادي مكمم للأفواه مصادر لحرية التعبير، وان لا تعطي لنظام حكم فاسد متسلطة - والجميع في مرحلة إبطال الباطل لاستعادة الحقوق من مغتصبيها- الفرصة ليخرج عليهم كخروج الثعلب بثياب الوعاظين وهو المجبول على الخديعة والمطبوع على أساليب الحيل والمخاتلة.
- جماعة علي عبدالله صالح في هزيع ليل حكمهم الأخير يبحثون عن فلسفة شمشون بعد أن تبدا لهم الأمر ان معبد تسلطهم قد خرب وشعر سحرهم قد تساقط لم يستطيعوا أبدا أن يقوضوا صفوف الثورة وينالوا من ثبات شبابها بالساحات إلا بقدر ما يعطيهم شباب الثورة هذه الفرصة على طريق من ذهب وفضة من خلال تصدع صفوفهم وتفكك تلاحمهم .
- فمثلما أصبح نظام علي صالح يبحث له عن ورق توت يداري سوءة خاتمته وتسد خرقه المتسع على رتقه من خلال تشجيع جماعة الحوثي ولو إعلاميا والتشنيع بطرق سخيفة بحزب الإصلاح لمجابهة من يسميهم إعلامه الكذوب بجماعة الأخوان المسلمين المتشددين - في محاكاة وتملق يهدف لرضا لأمريكا- كذلك يفعل بعض من المحسوبين على التيار الديني المتشدد بالساحات حين يبحثون هم أيضا شماعة دينية (مذهبية) يعلقون عليه إرتكاس أحزابهم التي انخرطت لحسابات خاصة بها بالتسوية السياسية مع نظام حكم اقل ما وصفته هذه الأحزاب بأنه نظام فاسد وإجرامي، ووجد أي التيار المتشدد بالساحات ضالتهم بخصم (رافضي اثنا عشري خارج على الملة ينفذ توجيهات حوزات قم ومشهد) اسمه جماعة الحوثي ولينالوا هم أيضا رضا الشقيقة (الصداع) الكبرى .!!.
- جماعة الحوثي هي الأخرى خالجها شعور الخوف من هيمنة التيار السلفي الوهابي كما يعتقدون ونزوة نصر طاغية بانبساط وجودهم وتمددهم بالمساحات الجغرافية الجديدة بعد أن أفسح خصوم الأمس لهم المجال بذلك وطفقوا من حينها يضربوا يمنة ويسرة تارة بجهة الخصم الحقيقي نظام صالح وأتباعه الذين استبدوا بصعدة وأهلها وساموها سوء العذاب وتارة أخرى بجهة ساحات الثورة من خلال حركات غريبة لا مبرر لها - وفي هذا الوقت بالذات- يصفها كثيرا من شباب الثورة بأنها حركات استفزازية متغطرسة تنم عن جهلهم بحساسية الظرف الحاسم وتتم في الزمن الخطأ والمكان الغير مناسب.!
* خاتمة:( ليس القوى من يكسب الحرب دائماً وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما).!
انشر الموضوع على :
الخميس، 29 ديسمبر 2011
الجنوب وسباق إيران والجيران ) بقلم: علي بن محمد اليافعي (
الجنوب وسباق إيران والجيران ) بقلم: علي بن محمد اليافعي (
الرئيس السابق للجنوب علي سالم البيض ألمح في مقابلته الأسبوع الماضي مع صحيفة (الأخبار) اللبنانية إلى أمكانية فتح باب للتعاون مع أي طرف إقليمي لحشد الدعم لقضية الجنوب، وقد فُسِر ذلك على أن المقصود بالطرف الإقليمي هو إيران وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً بين أبناء الجنوب في ساحات الاعتصام والمجالس والمنتديات الالكترونية وفي التصريحات الإعلامية.
القيادي في الحراك الجنوبي يحيى الشعيبي، قال لا يجد ما يمنع من التقارب مع إيران، والبلدان التي لديها الاستعداد لدعم قضية الجنوب وأوضح أن الحراك الجنوبي لا يعادي أحداً على أساس العرق أو المعتقد الديني.
وقال مؤسس الحراك الجنوبي رئيس الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب العميد ناصر النوبة أنه والقوى السياسية في جنوب اليمن لن يسمحوا لمن دأب على سلوك الأهواء والمجازفات السياسية لتحويل القضية الجنوبية رأس حربة بيد إيران لتوجيهها صوب أشقائنا في دول الخليج.
الجنوبيين انقسموا إلى قسمين بين مؤيد لهذا الخيار ومعارضا له، المعارضين لهذا الخيار أعتقد أنهم على دراية بمصالحهم، والمؤيدين له جزءا منهم يجهلون من هي إيران (وأخص قيادات إيران وليس الشعب الإيراني) والجزء الآخر: منهم من تأخذه الحماسة والعاطفة تجاه قضية الجنوب ومنهم من يرى أن دول الجوار لا يهتمون في القضية الجنوبية كما قال الشعيبي. مع احترامي لكل الآراء.
ولكن بين هذا وذاك فإيران ليست البديل الأصلح لدعم القضية الجنوبية، القيادة الإيرانية لا يقفون ضد الباطل ولا يناصرون الحق، لهم أجنداتهم الخاصة وحيث يجدون الأرض الخصبة لتمرير مشاريعهم العدوانية يدخلون وبقوة ولكن الجنوب ليست المكان المناسب لمشاريع إيران.
إيران تقوم على زرع الفتنة في جميع الدول العربية من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى البحرين وكل دول الخليج، وإيران هي من قسمت الفلسطينيين وزرعت بينهم المشاكل رغم تظاهرها بدعم القضية الفلسطينية ولكنها في الحقيقة قسمت الفلسطينيين ودعمت ولازالت تدعم انقسامهم.
كل محاولات إيران لدعم بعض القيادات الجنوبية واستغلال قضيتهم العادلة ليس لعيون الجنوبيين ولكن لزرع الفتنة ولإيجاد موطئ قدم في الجنوب المجاور للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وقد حاولت إيران مرارا وتكرار مع قيادات الجنوب ومنهم علي سالم البيض الذي رفض التعاون مع إيران كما أوضحت وثائق ويكيلكس، وحاولت من خلال الحوثيين الذين حاولوا بدورهم التواصل مع الحراك الجنوبي من أجل التعاون على أساس أنهم يعانون من قضايا متشابهة ورفض الحراك ذلك مطلقا على اعتبار أن قضية الجنوب تختلف عن قضية صعدة اختلافا كليّا.
بالرغم من إيمان الجنوبيين بقضيتهم العادلة ورغبتهم بدعمها إعلاميا وسياسيا وماديا ورغم كل ما لحق بهم من الأذى، لكن ليس بمقدور إيران أو غيرها استغلال هذه القضية لمشاريعها العدوانية، لان أبناء الجنوب أكبر من أن تستغلهم إيران.
ونتمنى من دول الخليج الشقيقة وعلى رأسهم الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية أن يلتفتوا للجنوبيين وقضيتهم لإغلاق الباب على المتسليين لان ذلك ليس من صالح اليمنيين ككل ولا من صالح دول الخليج.
وعندنا اليقين القاطع بأن السعودية ودول الخليج سيعملون على حل القضية الجنوبية بكل إخلاص، كما عملوا بكل إخلاص وجدية لحل الأزمة في صنعاء، لان حل القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل مشاكل اليمن، وتجنّبا للمشاكل التي قد تسببها هذه القضية على اليمن والمنطقة أن بقيت بدون حل.
Ali_alyafai1@hotmail.com
28 ديسمبر 2011م.
لنتفق مرة واحده بعيدا عن الأنا...فوحدها عدن تدفع الثمن ؟!(بقلم : عفراء حريري )
لنتفق مرة واحده بعيدا عن الأنا...فوحدها عدن تدفع الثمن ؟!(بقلم : عفراء حريري )
كم هو جميل بأن نلتقي بين أنفاس هذه المدنية التي اعتزت بوجودها الأبدية " الحضارة ، والمدنية " ، عدن الالق والتألق ماضيا ، وعدن التملق والفرقة والقلق حاضرا ، دعونا نقوم من الجراح ، كرياح ، تتهجى قصص الماء زرقة البحر المردوم انهزاما أمام أعيننا ، عدن الأنشودة المعزوفة بأوتار الشجن ، عدن المستباحة ، ونحن لم نقم من صمتنا ، حتى لنكون ظلالا تتلاقى دفاعا عنها ، ولها من طبيعة وبيئة العالم الأجمل ، وآه لو علمنا بأنها قبلة العلم والتمدن والفن ، فلما أصبحنا نحن أهلها وجه الضياع الذي يتباكى عندما تقارب الآخرون وتحدثوا عن انتمائهم / انتمائهن عن القبيلة ، الأصل ، النسب ، القرية ، وتشابكنا نحن أهل المدينة المدنية ، بكل أنواع المحن ، وسخر منا الآتين إلى المدينة وهان الكثيرون / الكثيرات وهانت علينا عدن ، عدن عطر الحكاية في كل قرأئتي عن تاريخ المدن ، وأتسآل عن فجر تاريخ هذه المدينة ؟ من سمح بنهبه وسلبه ومحوه سوانا ؟ وعن ليل أحلام المدينة ..وأبحث عن خيولا بفوارس وفارسات تتحدى كل غاز لمدينة لا تقدر بثمن .
وأتذكر كيف بالأمس القريب كنا نبحث عمن يقف معنا ونحن ، نواجه شبح الفساد يلتهم المدينة ، وتسولنا على كل الأبواب ولم يرد أحد كان الجميع ملفح بالصمت والبعض بالسخرية والبعض بوقفة الضد وإثارة الإشاعات علينا ، ونحن نترافع في قضية ردم البحر...وغيرها ؟ وكنا مع جمعية اليمنية للبيئة والتنمية المستدامه وخضنا معا درجات التقاضي ، وكسبنا الحكم إبتداءا وقد أبدع فضيلة القاضي " وجيه حامد مرشد " باستناده للأدلة المتمثلة بالوثائق والتقارير العلمية والقوانين والقرارات واللوائح الوطنية و الإقليمية والدولية ، ذلك الحكم الذي جسد صورة درامية في ملحمة الحفاظ على عدن طبيعة وبيئة ، وانضم معنا الأستاذ الجيولوجي معروف عقبه في لقاءات عديدة للدفاع عن عدن " طبيعة وبيئة " وفي ندوته المنعقدة في رمضان 2010م والتي نشرت في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية بعنوان( الخبير الجيولوجي "معـروف عـقبــه"..
مـا تتعـرض لـه معالـم وأثـار عـدن الطبيعية والتاريخية من طمس وتدمير جريمـة بيئــة لا ينبغي السكوت عنهــا..) ، حينها لم ينصت أحد لان عدن حينها لم تكن في أولويات أجندة المصالح الشخصية " للأشخاص والأحزاب" ، وعلى العكس حين جاء الحكم الاستئنافي ضدنا لأسباب تدركها جيدا الشعبة المدنية في المحكمة الاستئنافيه في جلسات طوت فيها الشعبة كل شيء حتى الأدلة والتناقضات وأقوال الخبير ، وفتحت سوق لاستثمار عدن " طبيعة وبيئة " ولم تقف حائلا أمامنا كفة الميزان العوجاء ونحن ندرك حجم فساد القضاء/ مرآة الأمة وتجاوزنا حدود محكمة النقض " المحكمة العليا" ونتمنى أن تنظر حكومة الوفاق إلى القضاء وما أدراك ما القضاء في اليمن ؟ ومثل قضية ردم البحر، هناك قضايا عديدة مازالت تؤلم وتوجع الخبير الجيولوجي وأصدقائه ود/ عادل في جمعية اليمنية للبيئة والتنمية المستدامه ولهم كل الاحترام والتقدير وهم يستغربون صمت أهل المدينة وموقف البعض من مجموعة ائتلاف الشباب لدفاع عن حقوق الإنسان التي تتولى الترافع والدفاع في تلك القضايا قبل الثورة بعامين وهم/هن " شخصيات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني "يقفوا/ يقفن الآن مدافعون / مدافعات عن المدينة ، ولهم / لهن نقول :- .
كل ظلم حدث لنا ، وصمتنا ، وتفرقنا ، شتاتا ، وكتل ، ومجاميع ، ومكونات وكيانات ؟ ولم يذب فينا ضياء ، أنه في كل التفاصيل درن .
فمعظمكم ومعظمكن ، ولدتم / ولدتن من أصداء عز جال في مصباح الروح ، يتهجاه إلى هذه اللحظة كل تاريخ البدن ، على أجمل عز وأحلى عز نهضت منه كل الأمم العربية ، ثم جعلناه موال لسنين و أكتفينا به ووقفنا عنده ؟
وتبدل وجه المدينة وتغيرت ملامحها ونفوس من فيها ، وهاجر الأحباء اغترابا ، وأصبحت مقبرة لغير أهلها ، و استفاد من استفاد منها تحت ظل مراحل متعاقبة على حكمها ، ولم يوفيها أهلها حقها ...وأي ذل لا يعيد الحق ضوء يتتالى في نسخته الأولى وفي الأخرى كفن .
آن لنا أن نقرأ في المرايا ، أن من يعش تكرار الموت للمدينة جاهل ، بأن في فرقته معول دام يمزق المدينة ، وأن كل من فازوا لديها فهم الآن عفن ، فذلك الهدم الذي تبارى عليه وفيه الكثير وهم / وهن في محرقة الظلم نقاط لحروف خلقت في كل خلاياها فتن ضد من على من ؟ وحدها عدن تدفع الثمن .
الناشطة الحقوقية / المحامية : عفراء الحريري
حكومة وفاق صنعاء نبته شيطانية لتفكيك القضية الجنوبية ( بقلم : أنيس المفلحي )
حكومة وفاق صنعاء نبته شيطانية لتفكيك القضية الجنوبية ( بقلم : أنيس المفلحي )
كنُت قد حذرة في مقال سابق عن خطورة قراصنة نظام صنعاء الذين أعلنوا انضمامهم وتأيدهم طوعاً مع ثورة الشباب , وفصلت بدقه في المقال عن بعض التحديات , بالإضافة عن بعض الإشكاليات في التوجه الفكري المدمر الذي يحمله القراصنة من أركان النظام الفاسدين والمتطرفين الإرهابيين في حزب الإصلاح , الفكر الذي لا يتواءم مع توجهات ثورة التغير , وبالتالي كانت قراءتنا مبكرة للمشهد السياسي والميداني للثورة وعن تعقيدات وصعوبة بل ربما استحالت تحقيق أي تقدم أو أي نجاح في أهداف ثورتهم التي أصبحت طويلة الأمد في ظل هيمنت هذه النبتة الشيطانية والآفات الفاسدة المتمرسة في إجهاض أي مشروع يمكن أن يطيح بعروشهم المتهاوية , هذه الشرذمة التي بكل تأكيد نجحت في لعبة تقزيم وتهميش أهداف ثورة التغير التي تآكلت في النهاية على المستوى المحلي وإلاقليمي وأيضاً الدولي .
وتعاطفاً مع الثورة حاولنا غض النظر وتجاوز خطورة الاختراقات والإخفاقات التي ضربت الثورة , ومن باب تجديد الثقة والأمل المفقود مرة أخرى تصورنا أن شباب ثورة الشمال أكثر فاعلية وصرامة وقوة في دفع مشروعهم السياسي الثوري السلمي على طريق النور والانتصار بعيداً عن تلك الآفات التي ستسهم في إضعاف ثورة الكرامة والحرية , وتوقعنا أدرك الشباب في تنظيم أنفسهم لتفكيك طلاسم القراصنة وتحجيم مؤامرات دول الجوار المتكررة التي تحيكها ضد ثورتهم المباركة , بالفعل جاء ذلك الأمل بعد أن استمر زخم ثورتهم واشتداد رحالها وبلوغ عنفوانها وذروتها مثلها مثل غيرها من ثورات الربيع العربي التي أطاحت واجتثت بأنظمتها المحنطة , وبالمقارنة هنا نلاحظ وجه تشابه والتقاء كبير إلى حدً ما بين أهداف ثورات الربيع العربية في إستراتيجية أهدافها حسب قراءتنا لمعطياتها مع ثورة شباب التغير الشمالية وبالذات في نشأتها الشعبية العفوية ووعيها الثوري .
ولعل اليوم يتضح الجزء الغامض من مشهد التأمر على الثورة لتكتمل الصورة التي قد ربما كانت غامضة وفي طي الكتمان ليكون التأمر والتواطؤ من طرف أخر يشكل أكثر خطورة وضراوة تجاهل هذا الطرف ثورة التغير بل اسقط أهدافها , بحيث اظهر للعالم الأزمة في اليمن صراع ونزاع يكمن في بعض إلاصلاحات والتعديلات السياسية والاقتصادية يريد فرضها سرطان المعارضة على نظام صالح الفاسد, هذه الصورة المشوهة والخلط الذي أظهر شبح أحزاب اللقاء المشترك بأن نضال الثوار وثورتهم السلمية انتهى فضلاً عن أن أشباح المشترك قد قضت على كثير من خصوصيات ومعاير الثورة وقصورها في جوانب كثيرة منها القيمية وضوابطها الأخلاقية ومبادئها النبيلة , بمعنى أن حجم المؤامرة كشفت وبينت علاقة التآمر المتكامل في أوجهها بين المشترك مع نظام صالح الذي يحضا بدعم دول الجوار وخصوصاً المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حتى ألان , وهذا يعطي صوره مفاها من أن سرطان المشترك جر وضع الأزمة اليمنية إلى وضع أسوأ من الوضع السابق .
وبالتالي لم يكن مستغرباً أبداً أن المستفيد الوحيد دون شباب الثورة , في خلط الأوراق السياسية المعارضة المتمثلة بحزب الإصلاح الإرهابي الذي ينتمي إليه علي محسن الأحمر وعبدالمجيد الزنداني وال ( الأحمر ) مع الأحزاب التقليدية الهشة مثل الاشتراكي بعناصره الشمالية وباقي الأحزاب المنضوية بالمشترك , ومن جهة أخرى نظام وحزب المؤتمر الملكية الخاصة لصالح , التي كانت حصيلتها النهائية تمرير المبادرة الخليجية التأمريه , ولا شك أن حكومة الوفاق ولدت من رحم المبادرة الخليجية وهي نبته شيطانية , تم تشكيلها ليس لتطهير ثورة الشمال السلمية فقط ولكن جاءت هذه الحكومة بخططها الخبيثة لتفكيك القضية الجنوبية وإحراق عناصرها الفاعلة سياسياً وشعبياً في الداخل والخارج .
وفي الحقيقية نحن لسنا بصدد تعرية شخصية بعينها ومن يمثل حكومة الوفاق من الجنوبيين ولسنا أيضاً في موقع مقاضاة احد منهم من شئنه يفتح الباب إمام المتربصين للتعليق والمهاترات والمناكفات , لكن كي نوضح هنا بأن القضية الجنوبية قضية سياسية عادلة , لا تمتلك حكومة الوفاق حل عادل شامل أو خارطة سياسية أوصفة قانونية للتملص وتجاوزها دون قرار سياسي واعتراف بالقضية الجنوبية و بفشل الوحدة وخطورة إعادة صياغتها , بالإضافة يصعب على حكومة الوفاق التسوية مع شعب الجنوب بحيث تتناقض مع مصلحته , ويصعب على النبتة الخبيثة إيقاف قطار ثورة شباب وشعب الجنوب التحريرية , لما تمثلها من أهميه كقضية شعب عادلة منصفة , و لأنها ليست كقضية خارجية أو فرعية مركبة أو قضية خلاف بين أحزاب أو فصائل متناحرة في إطار الدولة اليمنية , من هنا بالضرورة نريد توضيح الصورة أكثر فأكثر لحكومة الوفاق بأن القضية الجنوبية ليست قضية هامشية لكنها قضية غزو واحتلال بحد ذاته ولا تقيل حلول ترقيعيه , وشعبنا وحدة من يستطيع وضع أسُس قواعد حلها العادل ورسم أفاق مستقبلة , وبالتالي سيبقى كفاح شعبنا الجنوبي مستمر لتمكين نفسه السيطرة على كامل أراضيه واستعادة دولته مستقلة .
ومن وجهت نظري ستبقى حكومة الوفاق تحمل مشروع معطل كؤنها حكومة هشة و مكبلة سياسياً تخضع لضغوط وقانون ومعاير وتوجيهات نظام صالح العسكري المحتل لدولة الجنوب , ومن يقول غير ذلك فهو مع احترامنا يبرر واقعية الاحتلال الشمالي لدولة الجنوب , ودون أدنى شك حكومة الوفاق ( النبتة الخبيثة الخليجية ) ستكون وريثا وبديلاً شرعيا ًوحقيقياً لنظام صنعاء الذي يحمل نفس ثقافته المتعصبة تجاه الجنوب وشعبه ولذلك يصعب مستقبلاً على شعبنا في الجنوب التعامل مع حكومة الوفاق الانتقالية المؤقتة مطلقاً لأنها لن تغير من واقعنا شيئاً وبات من الصعب إنهاء قرار الحرب على الجنوب التي لم تضع أوزارها منذُ 94م إلى وقتنا الحاضر .
بقلم الكابتن / أنيس قاسم المفلحي
انشر الموضوع على :
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
لأ قليمي والدولي عليهما الخضوع لمطالب شعب الجنوب وليس العكس ( بقلم الدكتور / محمد علي
أتضح الآن بدون شك أن تصريحات عبده ربه منصور نائب الرئيس بأن قرار مجلس الأمن الأخير برقم 2014 بخصوصam اليمن أنهى مفعول قراري مجلس الأمن 929/ 931 لعام 1994م مصدرها ليس نائب الرئيس وإنما سفراء الأتحاد الأوروبي الذين أوحوا إليه بذلك وكرروها من جديد من جانبهم في المؤتمر الصحفي الذي عقدوه في جولدمور في عدن يوم السبت 17/ 12/ 2011م وخاصة ما جاء على لسان السفير البريطاني في صنعاء . وهنا من الواضح أن الجهة التي كلفت بالإدلاء بتلك التصريحات بإختيار شخصية جنوبية ( عبده ربه منصور ) وسفير بريطانيا للدولة التي أستعمرت الجنوب سابقا تهد فان إلى إحباط معنويات شعب الجنوب .
ما أريد أن أؤكده هنا أن أهداف هذه التصريحات التي تزامنت مباشرة بعد لقاء جمال بن عمر المبعوث الأممي بحسن باعوم وقيادات جنوبية ولم تتضمن تصريحاته أي تعليق بخصوص قراري مجلس الأمن السابقين وهو المعني بالمرتبة الأولى كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة وحين أقول ذلك فالسفير البريطاني وسفراء الإتحاد الأوروبي الأخرون ليسوا جميعهم من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن فهناك سفير الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم ينسب إليه أي تصريح ولا سفيري روسيا والصين وهم أعضاء دائمين في مجلس الأمن إضافة إلى أن مجلس الأمن يشمل أيضا عشرة أعضاء غير دائمين ناهيك عن وجود المجتمع الدولي الممثل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثر من (185) دولة غير أعضاء مجلس الأمن.
أنهم يريدون تحطيم إرادة شعب الجنوب في الحرية والإستقلال لرغبتهم في حلّ المسألة اليمنية دون وجع دماغ وعلى حساب مطالب الشعب الجنوبي في الحرية والإستقلال.
أقول لهم هنا بإختصار شديد أن هناك معطيات أساسية وثابته في القانون الدولي ومعطيات جيواستراجية على الأرض
وكلاهما في مصلحة القضية الجنوبية دون منازع ولا أدنى شك.
المعطيات الأساسية في القانون الدولي :-
1- حق الشعوب في تقرير مصيرها وهذا الحق يعتبر من القواعد الأمرة Jus Cogens من القانون الدولي لا يمكن لأي إعتبارات تجاوزها أو الإلتفاف عليها حتى بموجب أتفاقات بين الدول .
2- ألجمهورية اليمنية لم تقبل في 22/ مايو/1990م كعضو جديد في الأمم المتحدة وفق شروط العضوية في المنظمة وإنما تم إعتمادها في الأمم المتحدة وفق إرادة الطرفين الجنوب والشمال ومن حق الجنوب الآن بعد نهاية الوحدة في عام 1994م انهاء علاقته بالشمال ولدينا عدة سوابق قانونية في تاريخ الأمم المتحدة أهمها إستعادة سوريا مقعدها بعد فك إرتباطها مع مصر في سمتمبر 1961م .
أما المعطيات الجيواستراتجية:-
تتلخص في وجود الممرات البحرية الدولية في الجنوب وليس في الشمال من باب المندب إلى بحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي فإذا كان الشمال يساومكم بالقاعدة وعدم الإستقرار في الملاحة الدولية فمن الأولى أن الجنوب وهو صاحب الأرض والحق بإستخدام هذه المعطيات لصالح قضيته ومطلبه في الإستقلال وليس لمصلحة من يريد الحفاظ عليه تحت سيطرته من المخجل سماع سفير بريطانيا وأخرين مطالبين الجنوبيين التأقلم والعمل في إطار المبادرة الخليجية وهم الجنوبيون في الأساس لم يتم إستشارتهم قبل تبنى المبادرة الخليجية وفوق ذلك من المخجل التفاوض وتعديل المبادرة الخليجية ثلاث مرات
لأرضاء الرئيس / صالح ونظامه ويطلب من شعب الجنوب بأكمله بأن يوافق عليها وهو لم يكن طرفا فيها.
ليس هذا فحسب بل أن دول الخليج ودول الإتحاد الأوروبي تجاهلوا القضية الجنوبية ونسوا أن الشعب في الشمال وجمهورية اليمن تعتمد في موازنتها بنسبة 75-80% على نفظ الجنوب لماذا لم يتبرع مجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي بتحمل كلفة موازنة دولة الجمهورية اليمنية ومن يضمن لهم أن شعب الجنوب
بتجاهل مطالبه في الإستقلال سيترك إستنزاف ثروته النفطية لصالح طرف يتجاهله ولا يقر بحقوقه وهل من السذاجة الإعتقاد أن هذا الأمر سيستمر على هذا الحال لفترة طويلة؟.
في الأخير الأمر الوحيد والإيجابي والصحيح دون مغالطة قول سفير بريطانيا بأهمية توحيد الجنوبين صفوفهم ومطالبهم وهو بذلك محق وعلى أبناء الجنوب الآن وليس غدا النظر في قيادات جديدة للحراك تكون على مستوى التحديات الراهنة فمطالبنا مشروعة 100% تنسفها القيادات غير المؤهلة وغير الموحدة علينا طي هذه الصفحة وإلا ستطوى قضيتنا لسنوات قادمة.
انشر الموضوع على :
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011
لأغنام الشاردة في أكثر من اتجاه تصبح فريسة سهلة للذئاب
تذكرت هذا القول وأنا أتابع الحلقة النقاشية التي أقامها منتدى التنمية السياسية قبل بضعة أيام في عدن والتي كان عنوانها (نحو صوت موحد للجنوبيين) وكان الهدف من هذه الندوة هو فتح الحوار العلني بين المكونات الجنوبية وإشراك الشباب والمرأة في مناقشة القضية التي تهم مستقبلهم السياسي و تؤثر فيهم بصورة كبيرة .
وبقدر ما انتابني شيء من الإحباط في بداية هذه النقاشات نظرا لتباين وجهات النظر بين أفراد البيت الواحد وتصاعد حدة اللهجة المستخدمة في الحوارات بقدر ما بعث في نفسي الطمأنينة بعدها ملاحظتي لحرص الأستاذ علي سيف حسن رئيس المنتدى على إنجاح الحوار إضافة إلى حرصه الشديد على توحيد الصف الجنوبي -كبداية - وليس الصوت الجنوبي من اجل خلق أرضية قوية و ملائمة تحمل القضية الجنوبية على عاتقها وتتحمل أبعادها و مقتضياتها وأعتقد أن الهدف الحقيقي للندوة هو الوصول إلى هذه النقطة ..توحيد الرؤى للقضية الجنوبية لدى الأطراف التي تتبناها.
ومن المؤسف حقا ما نلاحظه في الشارع الجنوبي خلال هذه الفترة، وبعيدا عن التنظير والخطب الرنانة للمعارضة حول القضية الجنوبية، وهي نفسها المعارضة التي دخلت اليوم في وفاق مع النظام الذي ثرنا ضده ، فأن الواقع على الأرض لا يشي أبدا بتفاعلها الحقيقي مع هذه القضية على المستوى المطلوب، وكثير من الجنوبيين لا يثقون مطلقا بهذه المعارضة خاصة وان منهم من يرى انها قد خذلت الشباب في الساحات بتوقيعها على المبادرة الخليجية التي خدمت اللاصالح ولم تحقق الهدف الرئيسي من قيام الثورة وهو إسقاط النظام كاملا بكافة رموزه .
ومن الملاحظ في الشارع أيضا أن أحزاب المعارضة وبعض من قيادات الحراك أحالوا القضية الجنوبية - وربما دون أن يقصدوا أو يعوا - إلى مجرد مسيرات من ناحية و مسيرات مناهضة لها من ناحية أخرى ، فهؤلاء يخرجون بمسيرات تنادي بفك الارتباط ، و هؤلاء يخرجون بمسيرات تعلن حرصها الشديد على بقاء الوحدة مهما حصل ، مع عدم إنكار وجود مسيرات من الطرفين تخرج بتلقائية دون إيعاز أو دعوة من أحد ، وإنما هي عبارة عن حراكات شعبية خالصة تثور من تلقاء نفسها و من إرادتها في التغيير والحرية .
ولكن الأمور وصلت إلى حد مقلق في هذا الجانب فقد بدا أن الهدف الرئيسي الذي هو حل القضية الجنوبية لم يعد محل مرأى الطرفين و غاية حراكهما في الوقت الراهن ، بقدر ما صارت المنافسة بين الطرفين تحتل الأولوية وكأنها أصبحت هي الهدف ، يخرج الحراك اليوم مسيرة حاشدة في المعلا للمناداة بالانفصال ..فتخرج مسيرة أكبر من ساحة الحرية في كريتر ترفع راية الوحدة .. لتتبعها مسيرة أكثر حشدا من الميدان في كريتر أو ساحة الشهداء في المنصورة ترفع العلم السابق للجنوب ...و هكذا من مسيرة لمسيرة مناهضة ، ثم يبدأ التخوين والتشكيك في الدوافع والأهداف بين الطرفين .. فهؤلاء يتهمون حزب الإصلاح بدعم مسيرات الوحدة في عدن وكأنه يرتكب جريمة عظمى في ذلك ويعتبروه تشويشا للرغبة الحقيقية لأبناء الجنوب وكأن الذين يخرجون في هذه المسيرة قد جاؤا من المريخ و ليسوا من الجنوب ... وأولئك يتهمون الأمن القومي وعبد الكريم شائف بخلق فصيل جديد يدعي انه تابع للحراك ، ليعطي زخما أكبر للمنادين بالانفصال ، بحيث تبدو الصورة التي حاول اللا صالح أن يرسمها عن تفتت اليمن بعد رحيله ، هي الأقرب للحدوث و يخلق تحديا جديدا للثورة المتصاعدة ضده في جميع الساحات، وأولئك مخطئون لو ظنوا ان ما يفعله شائف وأتباعه قد يفسد على الحراك نضاله السلمي الذي بدا من 2007 و فقد فيه الجنوبيون مئات الشهداء من اجل الحصول على حريتهم .
هل يمكن القول ان هذا الصراع الذي يحدث الآن في الجنوب يصب في مصلحة القضية الجنوبية والثورة الشبابية الشعبية ضد النظام، في ظني انه ليس في صالح الثورة الشبابية الشعبية بعد ان تحقق أهدافها الكاملة التي قامت من أجلها ، أن تجد ان الوضع قد تفاقم في الجنوب وتحول إلى صراع قاس يصبح بعده الحديث عن وحدة ستظل صامدة ممكنا ، خاصة ان هذا التصعيد الحاصل الآن وصل إلى درجة لا يجدي معها العودة إلى نقطة البداية.
كذلك فان هذا الصراع ليس في صالح القضية الجنوبية ، إذ بدلا من ان تتحد جميع الأطراف في الجنوب لتوحيد رؤاهم في حل هذه القضية ، يصبح كل همهم من فيهم سيبدو صاحب الحجة الأقوى ، ومن فيهم من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر والأقوى التي تؤيده ، و فعلا من سيلاحظ شكل الاحتجاجات و المسيرات التي تخرج في عدن تحديدا خاصة في المناسبات والأعياد الوطنية سيلاحظ استعراض القوى القائم بين الطرفين هناك.
مما لا شك فيه ان جميع هذه الأطراف بالرغم من هذه الأخطاء التي ترتكبها تريد وضع حلا حقيقيا للقضية الجنوبية، و على هؤلاء ان يعوا أن هذه الاستعراضات المثيرة للضحك والخيبة في الوقت نفسه يجب ان تتوقف الآن ، فهي في الأول و الأخير لا تعد استفتاءا حقيقيا لخيار أبناء الجنوب للوضع الذي سيؤول إليه جنوبهم الحبيب في المستقبل ، وكم كنا نتمنى لو يحاول الطرفان الاشتراك معا في بعض المسيرات والمظاهرات و يبدأن بحوارات تقرب بين وجهات النظر للجميع.
ما سيخدم القضية الجنوبية الآن من وجهة نظري المتواضعة هو ان تتوحد الصفوف المتشردة في أكثر من اتجاه، إن الفريق المؤيد للوحدة في الجنوب معروف سواء أكان طرفا مستقلا أو يتبع أحزابا بعينها ، وهو يشكل فريقا واحدا لا هدف له ولا غاية إلا المحافظة على الوحدة وحل المشاكل التي عانى منها الجنوب بعد قيامها.
لكن الطرف الأخر الذي يرى صعوبة حقيقية في بقاء خيار الوحدة ، هو ما يشكو من التباين و يبدو كأنه مجموعة من الفرق التي لا يوحدها شيء بقدر ما يوحدها اختلافها مع الفريق الراغب في بقاء الوحدة.
لذا فان ما يخدم القضية الجنوبية أيضا أن تلتئم لحمة قوى الحراك الجنوبي السلمي بكافة فصائله إضافة إلى مؤيديه من المستقلين الذين لا يدعمون خيار الوحدة ثم يقومون بوضع مسارات محددة للقضية الجنوبية ليصلوا بها إلى أهدافهم وتحقيق خياراتهم في الانفصال أو الحكم الفيدرالي ، كما أن عليهم أن يضعوا من الآن تصورهم للمرحلة القادمة و خطتهم للدولة الجنوبية القادمة ... اذا كانت هذه الدولة هي الخيار الذي سيرسو عليه أبناء الجنوب في آخر المطاف.
إن الخلاف الذي حدث في مؤتمر القاهرة الأخير بين بعض المشاركين والخلاف الذي يسود كثير من المؤتمرات التي تجتمع فيها أطراف القضية الجنوبية يفضح و بشدة الحاجة الملحة لتوحيد أهداف هذه القوى و تحديد مساراتها واختيار آلية فاعلة و مضمونة لتحقيق غايتهم المنشودة.
من ناحية أخرى على الفريق الآخر الذي ينادي بخيار البقاء على الوحدة أن يكف عن ترديد شعار الوحدة أو الموت، كما على المعارضة أن تمنع قادتها و خاصة أولئك الذين لا ينتمون إلى الجنوب من الخوض - سواء في خطبهم أو لقاءاتهم التلفزيونية - في رؤيتهم لحل القضية الجنوبية ، فهذا التصرف منهم يثير حفيظة عدد كبير من أبناء الجنوب حتى أولئك المؤيدين للوحدة ، اذ إنهم يرون أن المخول في التحدث عن هذه القضية هم أبناء الجنوب أنفسهم وأنهم لن يقبلوا بأي املاءات أو رؤى تطرح من سواهم .
وعلى أية حال و بحسب ما جاء في تقرير مجموعة الأزمات الدولية رقم 114 ، فأن هناك ما يشير بقوة إلى أن خيار استمرار الحكومة المركزية والوحدة على ما هي عليها وخيار الانفصال الفوري ، سيمثلان مخاطر جدية باندلاع صراع عنيف ، فالخيار الأول سينكر على الجنوبيين مطالبهم المشروعة بقدر أكبر من المشاركة والسيطرة على مواردهم المحلية ، و كذلك حماية هويتهم و ثقافتهم المحلية ، أما الخيار الأخير فانه لن يغضب الشماليين فقط - و لازال الكلام هنا لتقرير مجموعة الأزمات - بل العديد من الجنوبيين الذين يفضلون بقوة الإصلاح البقاء في سياق الوحدة ، و من شبه المؤكد أن يفضي إلى الحرب .
الخيارات الأخرى - المتمثلة في الفيدرالية بنوعيها - تستحق قدرا أكبر من النقاشات و المفاوضات المستفيضة من أجل التغلب على مختلف المخاوف .
وفي رائي أن هذه النقاشات والمفاوضات المستفيضة التي أشارت مجموعة الأزمات إلى أهميتها ، يجب أن تبدأ من الآن وبشكل أكثر جدية من السابق ومن داخل المحافظات الجنوبية و ليس في مؤتمرات خارجية لا يستطيع المشاركة فيها قطاع عريض من المعنيين بها، ومن الجدير بالإشادة ما قام به الإخوة في منتدى التنمية السياسية في هذا الجانب والنابع من حسهم الوطني وإدراكهم لخطورة المرحلة التي تعد بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة للقضية الجنوبية.
في الندوة التي أقامها هذا المنتدى مؤخرا، قال بعض المشاركين انه من الخطأ تسمية الندوة ( نحو صوت موحد للجنوبيين ) لأن ذلك شيء مستحيل ، والحقيقة أن الخطأ يكمن في قولهم هذا ، فهذا يعني ضمنيا عدم رغبتهم في أن يفضي حوارهم و نقاشاتهم إلى توحيد رؤاهم حول المرحلة القادمة ، من البديهي ان تكون هناك بعض الاختلافات في التفاصيل أو الآراء ، لكن توحيد المسارات و الأهداف ليس من الصعوبة بمكان ، إن توفرت النوايا الحسنة و وجدت الإرادة القوية الساعية لتوحيد الصف الجنوبي ، مما يعني في الأخير الوصول إلى صوت موحد للجنوبيين يستطيع إيصال القضية الجنوبية إلى بر الأمان.
المصدر أونلايـــن
انشر الموضوع على :
أضف جديد بحث Comments (1)
2011-12-19 21:12:00 | صياد صيرة - قراءة جيدة بس !!!!!
شكرا اختي سارة, كنتي موفقة في طرحقك. فقط نقطة واحد للتوضيح. دعاة الوحده من الجنوبيين ليسوا جزء من الحراك هم مع الشمال. الحراك اهدافه واضحة وضوح الشمس و هي فك الارتباط عن الشمال. من ينادي بالفدرالية او الوحدة فهو ليس من الحراك. تم تعريف حالة الجنوب بان الجنوب محتل من الشمال و ان وحدة 1990 سقطت باعلان الحرب في 94 على الجنوب, حتى اصحاب الفدرالية يقولون ذلك في اوراقهم و اقوالهم. يا جماعة ما فيش وقت عندنا, الهداف واضح, لم نستطيع الاندماج مع الشمال فلا مجال لتجارب جديد معهم. نحن الجنوبيين مختلفين عن الشماليين في الشكل, و الكلام, و العادات, و الثقافة و حتي مواشيهم شكلها غير.
ارتهان الزعيم باعوم لن يكسر إرادته – نماذج من التاريخ (بقلم : أحمد الشمسي )
مدخل: عندما نناقش المثقفين ببلاد الجوار الجمهورية العربية اليمنية عن تباين واختلاف مساراتنا التطورية الفكرية والتاريخية والاجتماعية والسياسية في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، يزعلون من الحقيقة ويحطون رؤوسهم في الرمال، ربما من باب الخجل من ذكر ما لا يحبون ذكره...لكن ما العمل والماضي لا زال حاضر، ولا أدل على ذلك من ارتهان زعيم شعب الحراك الجنوبي المناضل الصلب حسن أحمد باعوم حتى الآن لكسر إرادته في فندق بخمسة نجوم، أو في قلعة السجن الحربي الرهيبة بصنعاء. لطريقة الرهائن في ج ع ي ماضيها التاريخي ومراميها وأهدافها الراهنة، ولم نسمع بمثلها في الجنوب واسأل التاريخ عني.....فاسمعوا لو تكرمتم لبعض ما سجَّـل أحد المؤرخين، والمعذرة للإطالة لتتضح المقالة:-
رمي الرهائن في تعز من فوق قلاع الجبال
يمارس نظام الرهائن اليوم بصنعاء اليمن أسلوب معروف قديم جديد، لا شك ورثه من أسلافه الأئمة واستفاد منه العثمانيون الأتراك! وللمقارنة بين الماضي والحاضر، يجد القارئ أن لا فرق في الهدف والغاية من خطف الرهائن. ويعرف ذلك من أساليب البطش الرهيب ومعاملة الأتراك القاسية للرهائن أبناء البلاد في السجون، وتسخيرهم للقيام بعمل السخرة (تشغيل الناس ببلاش بالقسر والقوة) لصالح موظفي وقادة العسكر الأتراك. وهذا أدى في كثير من الحالات إلى تمرد الرهائن الذين كانوا يختطفون بواسطة العسكر من بين أهلهم وأمهاتهم وقبائلهم المناهضة للاحتلال التركي لضمان ولاء القبائل للأتراك والتوقف عن مقاومتهم. و الحادثة التالية تصور نموذج من الوحشية تجدها في كتاب ( الإحسان في دخول مملكة اليمن تحت ظل عدالة آل عثمان – مؤلفه القاضي شمس الدين عبد الصمد بن إسماعيل بن عبد الصمد الموزعي، من علماء القرن الحادي عشر الهجري ال 16 ميلادي):
"في سنة 996 هـ، الموافقة 1588 م غادر متصرف تعز، المدعو سفر آغا بلدة الجند لحضور تجمع ديني، برفقة عسكره المرابطين في تعز، وجماعة من حرس "قلعة القاهرة" بالمدينة. وكان الرهائن المحابيس في القلعة ضعاف عرايا، يعانون الآلام بسبب قسوة قائد الحرس في معاملتهم الذي دأب على معاملة رهائن الدولة العثمانية بالبطش والإذلال والتنكيد والنَصَب. ويكلفهم بعمل بساتين ومزارع في القلعة، وبناء سكناً أو جداراً أو ترميم محلاً لأفراد الحراسة. فيخرجهم من الحبس لعمل السخرة في مثل الأعمال الذكورة، مع استخدام الضرب والشدة.
يضطر الرهائن على إنجاز ما أمروا به مجانا، فيأخذ قائد الحرس أجرتهم لنفسه. وذات يوم واتت الرهائن المحابيس الفرصة لخلو القلعة من أكثر الحرس، فهاجموا قائد الحرس رمياً بالحجارة، فمات. وقام بعضهم إلى خزنة الأسلحة، بعد أن أقفلوا بوابة القلعة، واستولوا على ما فيها من السلاح و البنادق. وفكوا قيود بعضهم لبعض. لكن تمردهم لم يستمر طويلاً، إذ تم احتواؤه بعد عودة المتصرف سفر آغا على الفور إلى تعز إثر سماعه خبر التمرد.
فأعيدت القيود على أرجل الرهائن بأعظم وأثقل مما كانت. وضربوا وسحلوا وسجنوا في أضيق الزنازن المظلمة. ولما علم الوالي بصنعاء حسن باشا بالحادث، "أمر أن يوضع الرهائن الذين أقدموا على التمرد في أكياس، ورميهم من أعلى مكان برأس القلعة، فماتوا موتاً زؤاماً..." انتهى...
هذا مثلاً مروعاً من فترة الحكم العثماني الأول لليمن، وكيفية تعامل الولاة مع معارضيهم....كرره إماما اليمن يحي و أحمد بعد سنة 1918 للميلاد...ومن لا ينسى سجن قلعة حجة وأسماء الذين دخلوه، الذي يستحي أمامه سجن الباستيل، والراحل البروني كشاهد عيان كتب في وعن ذلك. واليوم يمارس نظام صنعاء ضد مناضلي الحراك السلمي في الجنوب نفس طريقة الترك والأئمة لإخراس مطالبهم التي هي مطالب شعبهم في الاستقلال، بهدف اتخاذ الرهائن الجنوبيين بسجون الاحتلال "كروت" للمساومة بأرواحهم لكسر إرادة قومهم.
ولع وحشي سادي مزدوج
انتقلت قبل عامين إلى جوار ربها المغفور لها والدة الأستاذ الجامعي الدكتور حسين العاقل، الذي كان مرتهناً في سجون صنعاء، وفي نفسها ما فيها من حرقة القلب والكبد لرؤية ولدها وتقبيله قبله الوداع، لكن سلطات نظام الرهائن لم تسمح لابنها الرهينة من توديع أمه الغالية. وقبلها المرحوم والد المناضل بامعلم وقبلهما المغفور له والد المناضل عسكر جبران....ويعلم الله إلى متى تتواصل القائمة! أليس هذا منتهى الولع السادي المزدوج لنظام الرهائن المحتل: تعذيب أهالي الرهائن بتعذيب أقاربهم في السجون للاستمتاع بآلام هؤلاء وهؤلاء من أبناء الأخيار في المعتقلات - ؟
وبالله عليكم كم عدد سجون الرهائن في نظام الرهائن المعبأة اليوم بأبناء وبنات الناس، الذين يستعبدون وقد ولدتهم أمهاتهم أحرراً؟ هل سمع أحد بالرهائن المثلثة!؟ كان الأتراك والأئمة شغوفين جداً بهواية مفضلة أخرى فيما يخص تطوير عملية خطف الرهائن: يختطف عسكرهم الأم والابن والبنت ويحطونهم في زنازين القلاع بهدف الضغط على قبائلهم المتمردة ضد الظلم والباطل للاستسلام والولاء والطاعة لهذا الوالي التركي أو ذاك الإمام اليمني، فيضطر أباء الرهائن المثلثة لتسليم أنفسهم (ليشرفوا) الزنازن بدل زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم - !
ولو كان نظام الرهائن وتعذيبهم الذي يبين النموذج أعلاه واحداً من الآلاف من أنواعه باليمن التركية ووريثتهم الشرعية ج ع ي، لو كان الارتهان للبشر أصبح جزءاً من التاريخ اللعين ولم يعد له اليوم وجود في صنعاء، لقلنا: هذا تاريخ رهيب وانتهى... لكن المأساة المروعة أنه ما زال بسمع وبصر منظمات حقوق الإنسان السمة المميزة لنظام الرهائن والارتهان السياسي الحالي بصنعاء في مطلع القرن الواحد والعشرين، أكان ذلك في السجون والزنازين الخاصة لرأس النظام وشيوخ القبائل أو في (السجون الحكومية الرسمية) هذا إذا كان شيء في صنعاء وتعز وغيرها اليوم يمكن أن يطلق عليه صفة رسمي، بمعنى قانوني شرعي بإجماع أغلبية الناس. لا شيء من هذا حتى بعد انتفاضة الشباب التي "حلق شعرها" النظام والمشترك قطاع خاص، للأسف الشديد.
رب ضارة نافعة
لكن رب ضارة نافعة، فبعد 21 سنة و 7 أشهر من ما سموه بالوحدة الزائفة – الإنفصامية – علمت صنعاء الجنوبيين (إلا من هو أخرس) وفتحت عيونهم على وحشية اختطاف الرهائن الثنائية والمثلثة والمربعة والجماعية والانفرادية من مستشفيات ومستوصفات وشوارع وأزقة وحوافي وبيوت وفنادق بلادنا الحبيبة الجنوب، وما كان لنا أن نتعرف على ذلك لو لم ندخل دولتنا الحديثة في شراكة بمواثيق وعهود دولية مع نظام الرهائن القائم في ج ع ي! كل هذه الأضرار النفسية الرهيبة الفادحة علمتنا الدرس لننام على كابوس جهنمي، لن نصحو منه إلا بعد أن نستعيد استقلالنا الطبيعي الثاني، لننعم بحكم رشيد وبنظام وقانون يفلق الحديد، ولا يفرق بين أسود أو أبيض أو أصفر... فنحن في القرن ال 21 ولا نطيق العيش في القرن ال 16!
** نشر المقال بشبكات الإعلام الجنوبي المحدود الإمكانيات في ذو الحجة 1430 هـ المصادف نوفمبر 2009، وتم تعديله بإضافة بعض من التطورات المستجدة اليوم 18/12/2011
أحمد الشمسي / شبوه
الاثنين، 19 ديسمبر 2011
ن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه ؟!! ( بقلم / عبدالوهاب الشيوحي )
alshiwhi@hotmail.com
الظروف التي يمر بها الجنوب والأوضاع التي تسوده حالياً لو سُمحَ بجزء يسير منها للمتظاهرين العزل في سوريا لأسقطوا النظام في أيام معدودات . ولو أن مجلس الأمن تولى القضية الجنوبية وتفرغ لها – بدلاً من أبنائها - وكرس كل إمكاناته لها وتحت البند السابع , فماذا عساه يفعل أكثر من ماهو متاح لأبناء الجنوب اليوم في وطنهم , محافظات بكاملها وبإمكاناتها خرجت عن سيطرت النظام ويتنافس مختلف الفرقاء على ملئ الفراغ باستثناء أصحاب الأرض الحقيقيين , ومن يقولون أنهم يعملون بفدائية لاستعادة بلدهم , نظام أصبح في حالة من الوهن والضعف إلى الحد الذي عجز فيه عن فرض سيطرتة على عاصمة البلاد , وأصبحت الحرب على أبواب القصر الجمهوري , تحلل وتفسخ كامل في بنية النظام وهيكلته , شلل تام للنظام في تقديم الخدمات الرئيسية للمواطنين أو حفظ أمنهم .
انحسر النظام ونفوده وسقطت هيبته في معظم مناطق الجنوب , والعمل على إحلال البدائل جارٍ على قدمٍ وساق إلا من الذين يفترض أنهم أول من يملئ الفراغ , فهم في غيهم يعمهون .
عرفات يرحمه الله وفي رده على منتقديه لقبوله باتفاقات اوسلو , قال دعوني فقط اوجد موضع لقدمي داخل فلسطين وسترى إسرائيل ما يسوئها , وقد كان ذلك ..
السوريون العزل لا يطلبون أكثر من منطقة عازلة بعمق كيلومترات محدودة ليضعوا أقدامهم عليها ويتولون بعدها أمر النظام مباشرة . ونحن عموم بلدنا تقريباً - إذا ما استثنينا عدن والمكلا - مناطق آمنه تقريباً وبيئة مواتيه للبدء في إرساء دعائم الدولة الجنوبية ..
ما الذي يريده أبناء الجنوب ؟؟! وما الذي ينتظرونه ؟! سوى من أبناء الشمال أو من العرب أو من الغرب !! هل ينتظرون من أولئك أن يبنون لهم القصور الرئاسية ثم يرتبون لاحتفال عالمي يتم فيه تنصيبهم حكاماً على الجنوب !! أظن أنهم ينتظرون ذلك !! بل اعتقد أنهم ليس في واردهم حتى تحمل أعباء وتكاليف الاحتفال المادية !
ما الذي ينتظرونه من أبناء الشمال ؟! خصوصاً بعد إن أعلنت الكثير من النخب في الشمال أنها تتفهم القضية ألجنوبيه وأنها سترتضي بالحل الذي يرضاه الجنوبيين لأنفسهم .. هل ينتظرون منهم أن يساهموا بأموالهم وأنفسهم لإعادة تمكين أبناء الجنوب من وطنهم ؟ أم أنهم يريدون منهم أن يلقوا بأنفسهم إلى البحر لكي يكتشف أبناء الجنوب أن الفرصة قد سنحت لهم !
وما الذي يريده الجنوبيين من العرب بعد أن اعترف الجميع بمشروعية القضية وعدالتها ’ لقد اعترفوا بما يرونه أمام أعينهم , فهل نطلب منهم أن يعترفوا بما ننوي فعله , أي بما تكنه القلوب قبل أن يصبح أمامهم ماثلٌ للعيان ؟ هل نطلب منهم إن يعترفوا بما لم نقوم به نحن بعد, ويدعمون الأوهام والتمنيات ؟!
دونما فرض للأمر كواقع على الأرض الجنوبية , ودونما جعل القضية الجنوبية حقيقة ملموسة على الواقع يلمس العالم معالمها ويخشى مخالبها فان مستقبل الجنوب سيظل اشد قتامةً من حاضره .
اذا كنا عاجزين عن مباشرة استرداد الأرض وهذا هو حال المحتل ؟! فكيف سيكون بنا الحال أذا استقر وطاب به الحال .
مهما كانت عدالة القضية الجنوبية ومهما كانت شرعيتها فأن حال أبنائها وحامليها الذي هم عليه يضعف هذه الشرعية , ويجعل من يراقب الوضع يعيد النظر ألف مرة قبل حتى إن يفكر في دعمها .
الحق ابلج نعم ولكن التاريخ والحاضر علمنا إن الحق لجلج ما لم تكن له مخالب يدفع بها الباطل وتوجد الارضية التي يقف عليها مناصريه او من يودون مناصرته .
ما يحصل في الجنوب هو كارثة بكل المقاييس , ويبدو الحال وكأن الجنوبيين ضُبطوا بنصف سروايلهم , فخمس سنوات من النضال حينما تفضي إلى ما نحن عليه من شلل تام , ثم يأتي من يملئ الفراغ الناجم عن انحسار النظام في الجنوب من إصلاحيين في المهرة إلى شراذم قاعدة القصر الجمهوري والفرقة الأولى مدرع في ابين وشبوة ولحج وحتى عدن ,ونحن ننتحب أو نغذي الشحناء وننميها – اكان بين الجنوببين انفسهم او مع الطرف الآخر - في أقصى زوايا الجنوب , فان هذا يكشف للعالم المحلي والعربي والعالمي أننا لسنا أكثر من ظاهره صوتيه لا ينبغي الالتفات اليها أو الإصغاء لها , أما الطرف الأخر فإنهم في المستقبل وحين يلملمون شملهم لن ينشغلوا بنا وسيكتفون بإرسال أطفالهم ألينا لتطويعنا إذا ما استمرت لعبة الشغب التي لا نجيد غيرها .
الظروف موتيه والفرصة أكثر من سانحة ليستعيد كل ذي حقاً حقه ,لكن هذه الفرصة لن تستمر متاحة لوقتاً طويل , وفي الجنوب فأن استعادة الحق لن يتأتي لنا مالم تتحرر قيادات الجنوب من الأنانية والذاتية ولعبة السباق على الكراسي , ويعي القادة ما الذي تعنيه صفة (( القائد )) .
الأحد، 18 ديسمبر 2011
قوة الجنوبيين في وحدتهم ( بقلم : صالح محمد قحطان )
لقد أضعنا الجنوب بأنانياتنا وخلافاتنا وصراعاتنا وما كان للأعداء أن يفعلوا فينا ما فعلوه وان يستبيحوا الجنوب ويحولوه إلى غنيمة حرب لو كنا موحدين وما كان لهم أن يحققوا مخططاتهم لولا تمزقنا وتقاعسنا ولولا استغلال خلافاتنا التي يغذيها أعدائنا لاستمالة البعض منا واستخدامهم ضد أخوانهم الجنوبيين من 67م والى اليوم الأمر الذي ينبغي أن نستوعبه جيدا وان نعي انه محال أن يتحرر الجنوب وان نستعيد دولتنا دون أن نتخلص من أسباب ضعفنا المتمثل في خلافاتنا وتمزقنا ودون وحدة وتراص صفوف الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب .
لقد نضجت اليوم القضية الجنوبية التي أروت شجرتها تلك الدماء الغالية للشهداء والجرحى ومعانات المعتقلين وصمود شعبنا الصابر المرابط وعزيمة وإصرار شباب الجنوب الثائر وباتت هذه القضية تنتظر فقط من أبنائها أن تتشابك أياديهم ليحملوها عاليا على اكفهم ليرسوا بها على شاطئ الحرية والتي لن تستطيع الوصول إليه دون تشابك وتعاضد كل أيادي أبنائها الأحرار المخلصين التواقين إلى الحرية والخلاص .
إن قوة الجنوبيين تكمن في عدالة قضيتهم ومشروعيتها كقضية حقيقية أصيلة لشعب له تاريخه وثقافته وهويته وهي قضية أصبحت اليوم بفضل الحراك الجنوبي السلمي وتضحيات الشعب الجنوبي محل اهتمام ومتابعة العالم وباتت تفرض نفسها بقوة على الشارع الجنوبي والخارج بشكل عام .
إلا إن الشرط الرئيسي لانتصار القضية الجنوبية يكمن في وحدة الجنوبيين والتفافهم حولها بمختلف توجهاتهم السياسية وحشد الطاقات والإمكانيات في سبيلها ليس هذا فحسب بل وتشكل وحدة الجنوبيين ليس شرطا رئيسيا لأنصارها بل والصخرة المنيعة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس الهادفة النيل من القضية الجنوبية ومحاولة الالتفاف عليها وإجهاضها وتشكل وحدة الجنوبيين صمام أمان المسيرة النضالية وضمانة حقيقية للمستقبل الذي ينشده الجنوبيين .
إن وحدة الجنوبيين اليوم هي مهمة وطنية نبيلة لكل جنوبي حر غيور يحب لوطنه وشعبة الحرية والعزة والكرامة وللأجيال القادمة مستقبل امن ومزدهر ينعمون فيه بخير وسلام وامن واستقرار وهي في نفس الوقت مهمة وطنية عاجلة وملحة تقع على عاتق مختلف القوى السياسية الجنوبية التي تتحمل اليوم مسئولية تاريخية في انجاز هذه الوحدة التي لا يمكن الحديث بدونها عن أي أحلام أو تطلعات للشعب الجنوبي في صنع مستقبلة المشرق الواعد.
وعليه فأننا نناشد وندعو كل أبناء الجنوب الأحرار ، كل من يعز علية الجنوب وتلك الدماء الغالية التي سالت ولا زالت تسيل في مختلف مواقع الشرف والنضال ،، ندعو كل الشرفاء والمخلصين التواقين للحرية والخلاص والرافضين للذل والقهر والاستبداد ،، ندعو كل من يحلم في وطن حر وعيشة حرة شريفة ومستقبل امن للأجيال القادمة ندعوهم جميعا إلى نبذ كل خلافاتهم والعمل على تحقيق الوحدة الجنوبية من خلال :
1- توحيد الصفوف ورصها خلف هدف وشعار حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه كونه الهدف الوحيد الذي يمكن أن يوحد الجنوبيين ويتفق عليه الكل وينهي حالة التمترس والانقسام السائد.
2- رص الصفوف وتوحد مختلف القوى السياسية الجنوبية بتنوعها وتعددها في إطار جبهة جنوبية متحدة التي تعمل خلف شعار وهدف حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه وعلى أساس ميثاق وطني يحوي المبادئ والقواسم المشتركة التي يتقيد ويلتزم بها كل الجنوبيين وفي تشكيل قيادة جنوبية موحدة مع احتفاظ كل حزب أو تنظيم سياسي باستقلاليته التنظيمية .
3- تحريم لغة التخوين والتكفير السياسي في الخلافات والتباينات السياسية وإشاعة روح الديمقراطية وتنمية وتعميم ثقافة الحوار وقبول الأخر واحترام الرأي الأخر كما هو والتخلص من الثقافة والسياسة الشمولية والسلطوية وعملية التفرد والوصاية وإلغاء وتهميش الأخر وفرض القرارات التي تتعلق بمصير الوطن من طرف واحد دون أشراك الآخرين ودون استفتاء الشعب .
4- تعزيز وتعميق العلاقات الوطنية الجنوبية على قاعدة التصالح والتسامح كأعظم انجاز حققه الحراك الجنوبي السلمي واعتبار أي عمل أو سلوك لمحاولة استجرار خلافات الماضي أو خلق خلافات جديدة أو تقسيم الجنوبيين تحت أي اسم أو أي يافطة هو تدمير لعملية التصالح والتسامح ونكث بالقسم الجنوبي وخيانة لدماء الشهداء وتأمر على القضية الجنوبية وخدمة لأعداء الجنوب وعلى كل من يحب الجنوب فعلا أن يعمل بصدق على دفن صراعات ومخلفات الماضي والتصدي لكل المحاولات التي تستهدف تمزيق الجنوبيين وزرع الفتنه بينهم ومحاربة ونبذ كل ممارسات وسلوكيات التعصب الحزبي والمناطقي والقبلي والتصدي لها بقوة.
5- توحيد أشكال وأساليب نضالنا وخطابنا السياسي والإعلامي الواعي والمسئول وتنظيم وتوحيد التحرك الخارجي وتوحيد فعالياتنا السياسية والجماهيرية والعمل بروح الفريق الواحد في معالجة قضايا الشهداء والجرحى والمعتقلين بهدف تنظيم كل الإمكانيات والطاقات والجهود الجنوبية المشتركة في إطار الجبهة الجنوبية المتحدة .
6- استيعاب المخاطر والتحديات الحقيقية والترفع عن صغائر الأمور ووضع مصلحة الجنوب فوق كل الأحزاب وفوق كل أنانياتنا وحساباتنا الضيقة لان الجنوب وأولادنا يستحقون منا أن نضحي ليس فقط بمصالحنا الذاتية الضيقة بل وبأرواحنا إن كنا فعلا طلاب وطن ونبحث عن جنوب .
الخلاصة
إننا ندعو مختلف القوى السياسية الجنوبية التحضير السريع لعقد مؤتمر وطني جنوبي شامل في الداخل ونؤكد الداخل لا الخارج ويفضل أن يكون في عدن للأهمية السياسية وللتوفير من تكاليف مؤتمرات الخارج الذي ما أحوج الداخل إليها والذي سيكون هذا المؤتمر إن شاء الله البداية الحقيقية لتوحيد الجنوبيين خلف هدف موحد وقيادة موحدة وميثاق وطني جنوبي .
لقد باتت اليوم وحدة الصف الجنوبي ليس مطلبا سياسيا لهذا التنظيم أو ذاك بل مطلبا جماهيريا وواجبا وطنيا مقدسا فلا نجاح ولا فلاح ولا حرية ولا خلاص ولا وطن للجنوبيين إلا من خلال وحدتهم لأنها السلاح الوحيد الباقي الذي يمتلكه الجنوبيين لكنه السلاح الأمضى والفاعل وبه فقط تنتصر القضية الجنوبية ويستعيد الجنوبيين حريتهم .
ولتعلم كل قيادات الجنوب أنها إذا لم تتوحد اليوم وقبل فوات الأوان فلن تقوم للجنوب قائمة ولن يرحمهم التاريخ وستلعنهم الأجيال القادمة .
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان 18 ديسمبر 2011م
انشر الموضوع على :
هل نجح صالح في إنقاذ باقي الزعماء العرب؟(بقلم : د خالد سعد النجار)
ه
في تصريح له قال مدير 'معهد دراسات الشرق الأوسط' في جامعة جورج واشنطن (مارك لينش): إنَّ رياح الربيع العربي في طريقها إلى الخليج، مشيرًا إلى أنّ الشباب في الخليج مثل كل الشباب العربي يشعرون بالإحباط، ويريدون دورًا أكبر في الحياة السياسية وتحسين الحياة الاقتصادية.
تلك التصريحات لم تكن غائبة يوما عن قادة الدول العربية التي لم يصلها طوفان الثورات الشعبية، بل إن الجميع من قادة وصناع قرار في تلك الدول يراقبون عن كثب أحداث الثورات العربية في المنطقة، ويحاولون أن يستخلصوا من تجارب التعامل معها، أفضل السبل الناجعة لمواجهة هذا الطوفان الشعبي حين وصوله إلى بلادهم.
وتنبثق القناعة بحتمية وصول طوفان الثورة من تماثل أنظمة الحكم العربية الدكتاتورية، وهي إن اختلفت في المظهر إلا أنها تتفق في الجوهر، حيث تدور الأمور كلها حول محور واحد متمثل في شخص رئيس الدولة سواء كان ملكا أو أميرا أو حتى رئيسا للجمهورية.
هذا 'الرجل الأوحد' هو الذي ينفرد بكل شيء من إصدار القرارات وتحديد السياسات وترتيب الأولويات .. وهو الذي يحب هذا ويكره تلك، وهو الذي يصادق هذا ويعادي ذاك، وهو الذي يعطي ويمنع، ويصرف ويجمع. وكأن شعبه قطيع من الغنم ورثه كابرا عن كابر.
فلا عطاء إلا بمكرمة ملكية، ولا بناء إلا بوسم اسمه الشريف .. فهذا باب الملك فهد، وتلك توسعه خادم الحرمين، ووقف الملك عبد العزيز، وبرج خليفة، ومدينة زايد .. حتى الأعمال الخيرية تنسب لهم وحدهم، فمنذ وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان والصحافة والإعلام السعودي لا يكف عن الحديث عن (سلطان الخير) وكأن كل الأعمال الخيرية التي قام بها من نفقة جيبه الخاص، رغم أنها أموال الشعب ومن خيرات أرضه النفطية.
حتى تعيين الوزراء وولاة العهد ترجع إلى الرجل الأوحد، فهو الوحيد البصير الذي يرى وغيره عميان، بل إن اختياره مكرمة غالية لا تدانيها مكارم .. ففي تصريح لولي العهد السعودي الأمير نايف، نشرته مجلة الحج والعمرة بعدد محرم 1433هـ قال نايف: أكيد أنني مع إحساسي وشعوري بالثقة التي منحني إياها سيدي خادم الحرمين الشريفين بولاية العهد، إضافة على لمقامه الكريم على اختياري وعلى ثقته، إلا أني اعتبرتها تكليفا وتشريفا، واعتبرتها وساما على صدري.
ثم يتابع فيقول: في هذه اللحظات لا أنسى ولا يمكن أن أنسى سلطان بن عبد العزيز، هذا الرجل الفذ الذي قدم لوطنه الكثير والكثير جدا منذ شبابه، منذ بدأ أميرا للرياض حتى انتهى وليا للعهد، ولو الأعمار تعطى لأعطيناه أعمارنا.
لكن في ظل هذا الخضم يبقى الأسلوب الأمثل للتعامل مع الطوفان الشعبي إبان حدوثه غير واضح حتى الآن، فتجربة تونس لا يمكن تطبيقها بأي حال من الأحوال، لأن الفرار من كرسي الحكم ذي الجاذبية العالية لا يقدر عليه إلا أولو العزم من الحكام، أما التجربة المصرية بالتنحي فقد أثبتت الأيام فشلها، وها هو مبارك في قفص المجرمين يحاكمه شعبه العظيم. وكادت التجربة الليبية بسحق المتظاهرين أن تنجح لولا تدخل حلف النيتو.
ولذلك تبقى 'العصا الأمنية الغليظة' التي تبناها صالح في اليمن هي -حتى الآن- الحل الأكثر قبولا رغم دمويته، وهذا ما اقتنع به بشار سورية، ولازال على كرسيه حتى هذه اللحظة برغم بحور الدماء التي أراقها، وفي البحرين نجحت العصا الغليظة -إلى حد ما- في إخماد الثورة، وكان لقوات درع الجزيرة أثرا واضحا في تثبيت ملك البحرين على كرسي الحكم، وهذا ما دفع بملك السعودية لرمي متظاهري القطيف بالرصاص الحي وأسقط منهم أربعة قتلى فضلا عن الجرحى.
لقد أجاد صالح باليمن استخدام سياسة العصا الغليظة، وأنهك الثورة اليمنية طيلة عام تقريبا، سقط خلاله آلاف الشهداء والمصابين، الأمر الذي وصفه أحد المحللين اليمنيين بقوله: أعتقد أن علي صالح ينتهج حاليًا مقولة: (إذا أردت السلام فاستعد للحرب)، فهو يدرك تمامًا بأن السلطة لن تكون له بعد 11 شباط/فبراير تاريخ انطلاق الثورة، وإنما يسعى حاليًا وبمظلة المبادرة الخليجية إلى الحفاظ على ماء الوجه والخروج المشرف من السلطة، إضافة إلى حصانة تجنبه هو وأعوانه المحاكمات وغيرها من تدويل الملفات اليمنية.
لقد نجح صالح وزعماء المبادرة الخليجية تساندهم قوى غربية في الالتفاف على الثورة، حيث تنص المبادرة الخليجية على تنحي الرئيس علي عبد الله صالح خلال تسعين يوما من توقيع الاتفاق بعد التنازل عن صلاحياته لنائبه هادي منصور الذي سيشرف على عمل حكومة الوفاق الوطني التي ستعد لانتخابات رئاسية في شباط/فبراير المقبل .. هكذا وبكل بساطة، فصالح يرى أن تركه كرسي الحكم تضحية كبيرة كبيرة جدا تصغر أمامها كل الأرواح التي أزهقت، والأجساد التي تقطعت، والاقتصاد الذي انهار (يقدر خبراء التكلفة اللازمة لتجاوز آثار الأزمة بنحو ستة مليارات دولار).
وهذا نفس السيناريو الذي كان يريده مبارك، حيث عين عمر سليمان رئيس المخابرات نائب له، وأقال الوزارة وكلف اللواء أحمد شفيق وزير الطيران المدني بتكوين وزارة جديدة، أي عملية تغيير للوجوه لا أكثر ولا أقل كما يتم الآن باليمن.
لكن رجال ثورة مصر رفضوا أن يبتلعوا الطعم، واستمروا في نضالهم الثوري حتى أزيحت النخبة الفاسدة بكل تفاصيلها وحذافيرها، وباعتقادي أن ثوار اليمن لو قبلوا هذا السيناريو الهزلي الحالي فمعنى هذا أنهم أجهضوا ثورتهم وأضاعوا أشهر الكفاح السابقة المريرة، وباعوا دماء شهدائهم وحقوق مصابيهم بثمن بخس.
إن مجرد القبول بأنصاف الحلول معناه أن صالح قد نجح في خداع الثوار، وقدم نموذجا ناجحا لكافة الزعماء العرب يتعاملون به مع ما هو آت.. فنائب الرئيس لا يفترق كثيرا عن الرئيس، وأبناء صالح وأقاربه مازالوا مسيطرين على المؤسسة العسكرية وغيرها من الأماكن الحساسة بالدولة، ولم يتغير شيء في هذه المسرحية الساذجة.
إن المتفائلين بحكومة باسندوة يرون سرابا لا ماء فيه، فالثورة لا تؤتي أكلها إلا بإزاحة وتطـــهير كل فلول ورموز النظام السابق .. إنها تغيير جذري من الألف إلى الياء، تغيير يضمن عودة الحقوق لأصحابها، وأولهم الثوار أنفسهم الذين قدموا أرواحهم وأجسامهم من أجل الحرية، وبداية استرداد الحقوق لابد أن تبدأ من محاكمة صالح وأعوانه لا إعطائهم الحصانة.
ولو كان صالح يتفاوض من منطق قوة لأن المؤسسة العسكرية تحت إمرته، وحكام الخليج والمجتمع الدولي وراءه، فعلى الثوار أن يعلوا صوتهم فوق أي صوت يبرر هذا التواطؤ الغريب مع صالح ونظامه في اتفاق سخيف مثل هذا، والصبر ساعة وإن طالت، وطعمه مر علقم لكن ثمرته أحلى من العسل.
' طبيب وكاتب مصري
القدس العربي
الاثنين، 28 نوفمبر 2011
تعقيب على المحامي صالح النود بشأن تقرير المصير وحالة الجنوب ) بقلم المحامي \يحي غالب الشعيبي(
تعقيب على المحامي صالح النود بشأن تقرير المصير وحالة الجنوب ) بقلم المحامي \يحي غالب الشعيبي(
كتب الزميل المحامي صالح النود مقال يستحق الاهتمام خصوصا وهو من المواضيع التي يحتاج اليها شعب الجنوب وكل مثقف وسياسي ,وعند متابعتي للتعليقات في المنتديات على ذلك الموضوع لاحظت عزوف وعدم اهتمام بالموضوع رغم أهميته واعتبرت ذلك اما ان الموضوع اكبر من مستوى الشريحة التي شاهدت وقرأت الموضوع قراءة عابرة او بسبب الموقف من الزميل المحامي كاتب المقال صالح النود بصفته احد مندوبي مؤتمر إعادة صياغة الوحدة اليمنية في القاهرة ,مايهمني في الموضوع وتعقيبي هذا هو تفنيد وتوضيح بعض الملابسات التي أحاطت المقال بالضبابية والغموض رغم أهمية الموضوع ,واو دان اذكر الجميع ان المحامي في تخصصه القانوني لايعتبر مايطرحه في مجال القانون وجهة نظر او يندرج تحت مبدأ حرية الرأي او تطويع المواضيع القانونية لمصلحة الانتماء الحزبي او السياسي او غيره ,لماذا ؟ لان المحامي ورجل القانون ملتزم بل ومقيد بالنص القانوني ومهمته كيفية إسقاط هذا النص في قالب سياسي لايخالف النص القانوني هذا في مجال السياسة وينطبق في مجالات القانون المختلفة ,ولكي لا نطيل بالإسهاب نعود الى الملاحظات على الموضوع كالآتي :
أولا: الزميل المحامي صالح النود كان موفقا من حيث إظهار أوجه مفهوم مبدا حق تقرير المصير داخليا وخارجيا وفي إيراد التعريفات والمصطلحات المقتبسة من مواثيق قانونية دولية ولاخلاف في ذلك ولااجتهاد لنا في ذلك التزاما في القاعدة القانونية والشرعية لا اجتهاد في معرض النص ,
ثانيا:ولكن يتضح من خلال الصياغة ان المحامي النود حاول الالتزام للمبادئ القانونية في مواضع كثيرة والخروج عنها في مواضع أخرى من المقال يلاحظ ذلك في مقدمة المقال الذي ظهر فيه مدافعا سياسيا عن لقاء او مؤتمر القاهرة ونقده اللاذع وتسمية منتقدي رؤية القاهرة ووصفهم بالمزايدين والمقصرون ,وكان عليه كمحامي يوضح للمقصرين التناسق والتطابق بين رؤية القاهرة في مقدمتها وموضوعها وخاتمتها وتبوبيها اين التناسق بين الوصف والتشخيص للوضع في الجنوب وإسقاط (حق مبدأ تقرير المصير لشعب الجنوب)واين هذا التطابق بين الوصف والتشخيص ومبدءا تقرير المصير في البيان الختامي ,وانا شخصيا يعتبرني زميلي من فصيلة المقصرين بعدم استيعاب لهذا الموضوع وغيره من الأمور التي لم اقبل استيعابها لتناقضها ,
ثالثا: من خلال مقال الزميل صالح النود لابد وضع أسئلة مهمة عليه بصفته محامي أولا وبصفته مندوب الى مؤتمر القاهرة ويتبنى مخرجات ذلك المؤتمر والأسئلة الهامة ,هل رؤية مؤتمر القاهرة وبيانها الختامي وهي تتحدث عن مصير دولة وشعب هل تلك المخرجات مستوحاة من روح القانون الدولي ومن روح مفهوم مبداء حق تقرير المصير كما أوردة في مقاله الصحفي ؟وهل الزميل المحامي مقتنع بنتائج لقاء القاهرة ؟ولماذا لايساهم في صياغة تلك الوثائق والمخرجات وجعلها متوافقه مع وجهة نظر القانون الدولي ؟ولماذا لم يأتي مؤتمر القاهرة بهذه الفقرة التي سنوردها من مقال المحامي ومندوب المؤتمر وهي فقرة صحيحة وقانونية وهي كالتالي :(ثالثاً: أن أحتلال الجنوب عام 1994, وهو الوضع الحقيقي القائم للحنوب اليوم وذلك حسب ما يؤكده الواقع وبأعتراف رموز سياسية وعسكرية كانت تابعة لنظام صنعاء اثناء تلك الحرب, قد انهت وحدة 1990 التي تمت بالتراضي وبهذا فقد اصبح الجنوب اليوم مستعمر وشعبة شعب محتل. وعلى هذا الأساس فأن حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيرة والسعي الى الأستقلال من خلال فك الأرتباط هو حق شرعي مثيلة اي حالة استعمار في العالم. وهنا يدعم القانون الدولي حق الشعب الجنوبي في الأستقلال من خلال فك الأرتباط على اساس انه اصبح شعب مستعمر)
رابعا:وسنجد التناقض الذي وقع به المحامي النود من خلال التأرجح بين الالتزام للقانون وقناعاته المتأرجحة أحيانا رغم ثقتي شخصيا انها مع ما اورده في الفقرة أعلاه ان الجنوب واقع تحت الاحتلال الشمالي ,ولكن الفقرة التالية من مقال النود تكشف مدى التخبط في التوصيف السياسي والتشخيص القانوني للوضع في الجنوب من قبل دعاة اعادة صياغة الوحدة اليمنية هذه الفقرة تتحدث عن نفسها وهي كالتالي (ولكن, والمهم بالنسبة لحالة الجنوب, فأنه في حال عدم أعتراف الدولة المركزية بتلك المعاناة والمظالم وعدم العمل على رفعها عن تلك الفئة وعدم استجابة الدولة المركزية لمطالب تلك الفئة فأنه يحق لتلك الفئة ان تسعى الى تقرير المصير خارجياً)نجد ان دعاة الفيدرالية يتحدثون عن وجود الدولة أي وجود دولة الوحدة وهذا من خلال عدم اعترافهم بالوضع بالجنوب بأنه احتلال ومن خلال اعترافهم بفشل الوحدة (بطريقتهم الفريدة ) من قبل نظام علي عبدا لله ويدعون صراحة الى إعادة صياغتها ,وجوهر مؤتمر القاهرة ياعزيزي صالح النود بل ومضمونه هو إعادة صياغة دولة اليمنية والا لما شارك فيه قيادات أحزاب المعارضة في صنعا وكانوا ضمن لجانه التحضيرية وهذا ليس عيب او مشكلة لا والله بل يعتبر وجهة نظر لأصحابها والمشاركين فيها ولكن ان نقول انها رؤية جنوبية لاستعادة دولة الجنوب او رؤية تقرير مصير شعب الجنوب المحتل فهذه هي المشكلة ولايهمنا يحضر المؤتمر شماليين اذا كانوا وقفوا بمصداقية مع شعب الجنوب ولكن اذاكان الجنوبيين هم اصحاب الفكرة الوحدوية فمابالك بغيرهم وهذا جوهر الخلاف وسنظل نختلف هكذا ,زميلي المحامي اذا تم توجيه لك سؤال (كيف يتم تقرير مصير شعب الجنوب وفق مؤتمر القاهرة بينما المؤتمر قرر وحسم الخيار بان الحل هو إعادة صياغة الوحدة اليمنية بدولة فيدرالية ؟؟كيف تستطيع الإجابة قد تكون متفوق أكثر مني ومن غيري في مجال القانون والسياسة وهذا سيكون محسوب لك اذا استطعت ربط مفهوم حق تقرير المصير مع نتائج مؤتمر القاهرة (الذي قرر المصير والحل ) بالفيدرالية ؟؟هل المقصود يدخل شعب الجنوب بالفيدرالية وبعدها يقرر مصيره هل يريدها اولايريدها ؟؟ قد اكون غير مستوعب اسمح لي اعادة السؤال عند مرحلة الاستفتاء المطروحة وفق رؤية القاهرة هل سيكون مشروع الفيدرالية مطروح للاستفتاء ؟؟بعد خمس سنوات وفق الرؤية الخمس السنوات اقليمين شمال وجنوب يعني فيدرالية هل سيقرر شعب الجنوب مصيره بالفيدرالية التي مكث فيها خمس سنوات بدون تقرير مصير؟؟والخمس السنوات من هو مصدرها ؟؟ من هو صاحب الحق بقبولها او رفضها او اقتراحها اليس شعب الجنوب ؟؟؟وهل وافق شعب الجنوب عليها ؟؟
اسئلة اضافية :هل مؤتمر القاهرة قرر ان الوضع في الجنوب احتلال ؟؟؟هل مؤتمر القاهرة قرر وجود دولة مركزية ؟؟؟وان الجنوب طائفة او فئة يحق لها تقرير مصيرها حسب ماجاء بمقالك ؟؟؟
هل مؤتمر القاهرة اكد على وجود حامل سياسي لقضية شعب الجنوب حسب توصيفك الموفق ضمن شروط حق تقرير المصير ؟؟هل اعترف بالحراك السلمي الجنوبي التحرري كحامل سياسي للقضية ؟؟ ولكي لاترجع الى رؤية القاهرة الاخيرة عليك الرجوع الى رؤية القاهرة الاولى لشهر مايو كانت واضحة في الاعتراف بالحراك السلمي كحامل للقضية بينما الرؤية الأخيرة أغفلت ذلك لماذا ؟؟؟؟؟؟؟وفي هذه الظروف بالذات ؟؟؟
هل اعترف لقاء القاهرة بالمبادرة الخليجية ؟؟؟ نعم وجوابي هذا من رؤية القاهرة الاولى في شهر مايو صراحة وفي المؤتمر الاخير ضمنا واعتراف دعاة صياغة الوحدة اليمنية بالمبادرة الخليجية يعني الاعتراف بقرارات الضمانات لنظام علي صالح من الملاحقة القضائية ويعني ذلك محاولة لإهدار حق شعب الجنوب بالملاحقة الدولية لنظام صالح .هل تعلم يازميلي ان اهدار مشروعية قضية شعب الجنوب المتمثلة بقرارات الشرعية الدولية رقم 924و931لعام 94م واغلاق ملف الجنوب في الامم المتحدة سيكون عند البدء في السير بطريق الشرعية الجديدةة للجنوبيين بالحوار مع احزاب اليمن سلطة ومعارضة والاتفاق على إعادة صياغة دولة الوحدة اليمنية يعتبر شرعية اتفاق جديد ملزم للجنوبيين لإغلاق ملف قضية الجنوب وسقوطها القانوني بتنازل الجنوبيين عن شرعية مجلس الامن الدولي وحل هذه القضية خارج مجلس الأمن عن طريق التراضي او الصلح ويبقى إرسال نسخة من ذلك الاتفاق بالتراضي او الصلح نسخة منه الى مجلس الامن لإغلاق الملف الدولي بقناعة إطراف النزاع ,هل نقبل ذلك يامحامينا العزيز وأنت من يعول عليهم شعبكم المحتل بصفتك كادر قانوني تجيد اللغة الانجليزية مقيم في احدى دول مجلس الامن دائمة العضوية ؟؟أرجو إن لاتخيب الظن وثقة شعب الجنوب بأمثالكم لاتوصف ,
المحامي يحي غالب الشعيبي,
انشر الموضوع على :
الأربعاء، 23 نوفمبر 2011
الحقيقة والمنعطف الأخير(فاروق ناصر علي)
الحقيقة والمنعطف الأخير(فاروق ناصر علي)
"مال ميزان الدم الباهظ مال
ومن الغربة عاد الرجال
وأنا في شرك الموت قصيـًا لا أزال
فتمهَّل يا بلال دعْ أذان الفجر
حتى يسجد الليل على موطئ فجري
لا تؤذن يا بلال بعد، فالحرب سجال
وموتي مستحيل وستأتين على سُرة مولود وأهداب قتيل
وستأتين لأني شئت أن تأتي
وأعلنت المشيئة أيـتها الشمس البطيئة" - سميح القاسم –
· يقولون جميعهم داخل (الجمهورية العربية اليمنية) الوحدة خط أحمر، كلاهما النظام والمعارضة، وهذا القول يُبيِّن أنَّ الصراع يدور على منبع الثروة والأرض على (الجنوب) كلاهما وجهان لعملةٍ واحدة اسمها (اغتصاب ونهب الجنوب والاستيطان داخله)، هي خط أحمر بمعنى أنـَّها الممر إلى الفيد والنهب.. لذا أُعيد لهؤلاء القول الذي قلته مرات ومرات حتى يفهمون أنَّ الزمن قد تغيَّر ودوام الحال من المحال!!
· لقد قلتُ مرارًا وتكرارًا: إنَّ الوحدة ليست (قرآنـًا) مقدسـًا مُنزلاً علينا من السماء من (رب العرش) لذا لا تـُمس، لا تـُناقش، لا تقبل الجدل.. والوحدة إذا جاءت لتسلبني حريتي وحقوقي المشروعة، وتجعلني مجرد (عبد) يخضعُ للغير، للمنتصر في الحرب، وأنا الذي ولدت من بطن أمي (حُرًا) وخلقني (خالقي) عبدًا له وحده.. أقول حينها لهذه (الوحدة) عليك اللعنة ولتذهبي إلى الجحيم.
· قلنا لكم يا آل النفاق والفيد ذلك القول، وقلنا لكم ولسماسرة الجنوب تعلموا: في كل مكان وزمان يسقط الظلم وينتهي الباطل، وترتمي العنجهيات في غياهب الظلمات والنسيان، ويبقى وحده الإنسان يتسيد الموقف والزمان والمكان، الإنسان الرافض للخنوع والخضوع لمغتصب أرضه وناهب خيراته، هي سُنة الحياة، لا يبقى الباطل يتسيد الأرض إلى ما لا نهاية، ينتهي دومـًا بالقوة التي فرضتها عدالة السماء.
· وعندما تتشبث ذاكرة المنتصر في الحرب بالماضي ولا يريد نسيان 7 / 7 / 94م بل يستمرُ على القول بأن الوحدة ستبقى للأبد، علينا أن نفهم أنَّ كلمة (للأبد) هي عبارة عن محاولة الخروج من التاريخ أو إخضاع التاريخ والزمن لإرادة (صنعاء) وهنا مكمن ضياع العقل والمقتل في آن احد!!
· أقول .. دعونا من هؤلاء الذين أدمنوا الارتزاق باسم الوحدة اليمنية، وهم آخر من يؤمن بها.. هؤلاء يؤمنون فقط بالمكسب، الرصيد، وكم الثمن، أما نحن نؤمن بأن (الجنوب) سيعود إلى حضن الجنوب طال الزمن أو قصر ومهما كان الثمن رغم أنف الغزاة والوشاة والسماسرة وأهل المعادن الرخيصة.. ودوام الحال من المحال، هذه سُنة الحياة، ومنطق التاريخ!! وقد اقتربنا من المنعطف الأخير!!
· ويبقى القول ما قاله الشاعر:
· "دمعتي في الحلق يا أخت
· وفي عينيَّ نار
· وتحررتُ من الشكوى على باب الخليفة
· كل من ماتوا ومن سوف يموتون على باب النهار
· عانقوني، صنعوا مني قذيفة!" - محمود درويش - ]
عن ملتقى أبناء الجنوب المنعقد اخيراً بعدن ( بقلم : صلاح السقلدي )
عن ملتقى أبناء الجنوب المنعقد اخيراً بعدن ( بقلم : صلاح السقلدي )
ثمة حاجة ماسة ان نبني بيننا القليل من الجدران والكثير من الجسور ونفتح القلوب ونشرع الاذرع امامنا ،فعقد اللقاءات والندوات الجنوبية التي تناقش القضية الجنوبية -الاسباب والحلول – أو تشكيل كيانات جنوبية بداخل الوطن و خارجه خصوصا بانخراط مشاركين جنوبيين جدد حتى وان كان البعض منهم لا يزال ينضوي تحت عباءة السلطة وحزبها الحاكم، هي بحد ذاتها شيئا يصب في خدمة الجنوب وقضيته والتعريف بعدالتها وكشف كل مستور وخافي عن هذه القضية لينجاب من فوقها نقع التظليل وغبار التشويه وهذا لن يتأتى إلا اذا ما خلصت النوايا التي لا يعلم بسرائرها الا العليم في علاه بخفايا الصدور وخائنة الأعين، بعيدا عن -تسويق الذات او تحسين صورة حاكم او حزب او شخص- يحاول يحاولوا- ان يعيدوا إنتاج انفسهم بقوالب سياسية جديدة تتماشى مع القادم، او تكون هذه اللقاءات مجرد انحنائه للعاصفة حتى تمر.
يوم الخميس الماضي17نوفمبر تداعى عددا من اساتذة جامعة عدن بمعية اخرين لإنشاء مكون جنوبي جديد(الملتقى الوطني لأبناء الجنوب) تحت شعار: نحو حل وطني للقضية الجنوبية"، بحضور نحو خمسمائة مشارك، كما قيل،على الرغم من ان العديد كانوا اعلنوا انسحابهم ولم يحضروا .
الحشد الجماهيري الذي طوق مدخل قاعة اللقاء بخور مكسر المردد للشعارات الجنوبية وحتى الشعارات المناهضة لهذا اللقاء ورفع الاعلام الجنوبية يعتبر ظاهرة صحية ان ظلت بدائرة اللياقة السلمية والادبية، فحتى اجتماعات رؤساء العالم تحاصرهم جموع غفيرة وتطوق اجتماعاتهم جماهير متطرفة احيانا.
هذا اللقاء بحد ذاته يعتبر شيء طيب حتى مع معرفتنا ان من نظم ورتب له هي جهة مؤتمرية. ولكن من منطق تكريس ثقافة التسامح الجنوبي وقبول الاخر يجب ان نحسن الظن بهؤلاء مع ان من ينتقد عقد هذا اللقاء يمتلك حجة قوية مثل ان يقول ان هذا اللقاء هدفه اثارة التشويش على القضية الجنوبية امام الخارج خصوصا مع احتمال وصول مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر الى عدن بنفس يوم عقد هذا الملتقى- وهذا الوصول لم يحدث كما نعرف- الشي الآخر من تفنيد منتقدي هذا اللقاء هو ان هذا اللقاء انعقد قبل يومين من مؤتمر القاهرة الجنوبي وهي حسب نقدهم تعتبر محاولة خبيثة لتشتيت رأي المراقبين بالداخل والخارج علاوة على ان ما ورد في مشروع وثيقة تأسيس هذا الملتقى هي حلول لا يقبل بها ادنى سقف جنوبي- باستثناء بعض النقاط الجيدة بالمشروع- خصوصا ان القوى التي عبثت بالجنوب منذ غزو 94م تعترف اليوم بمليء فمها وعلى رؤوس الاشهاد ان ما هو حاصل بالجنوب منذ ذلك التاريخ هو عبارة عن (استعمار) ونهب وتكفير ووووو.. ولك ان تحط ما شئت من الخطوط تحت كلمة استعمار التي استخدمها حرفيا احد من ظنوا انهم انتصروا على الجنوب بذلك الصيف القائظ.
وبالتالي -والكلام هنا لايزال لمنتقدي هذا الملتقي- فأن ما ورد في هذا المشروع يجعل من الصعب القبول بان اصحاب هذا المشروع -الذين نحترم شخوصهم- بانهم تعاطوا بأمانة وحيادية ازاء قضية بهذا الحجم بعيدا عن توجيهات الحاكم القابع هناك وهو يمسك (ريموته) المؤتمري عن بعد .وكأني بمنتقدي هذا الملتقى يقولون): انه من العبث أن نغرس الورد بطريقة الصبّار ، أو أن نغرس الصبّار بطريقة الورد).
بالمجمل نقول ما اسلفنا ذكره: ان انعقاد هذه اللقاءات ان خلصت النوايا وغادر اصحابها نعيم السلطة وغوايتها الى ملكوت هيكل القول الصادق الذي لا يخشى من يتهجد بمحرابه ان يقول الصدق امام حاكم فاسد وطاغية مهووس بالحكم مثل ذلك الصنم في قصره الوثير بطريق الستين بصنعاء حتى وان لـوّح بيديه المرتعشتين بذهبه وسيفه. ولا تصدقوا ابدا المثل الفاسد: (إذا نطق المال صمت الحق).
-حكمة:(لا تستطيع ان تقلع رائحة زهرة حتى ولو سحقتها بقدميك).
الخميس، 11 أغسطس 2011
التطهير في اليمن بعد محاكمة النظام
ALWEFAK-ALGANOBY
التطهير في اليمن بعد محاكمة النظام
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الجمعة 12-08-2011 01:54 صباحا
بقلم : عادل الجوجري
انتهى زمن الحاكم المستبد علي عبد الله صالح ضمن نهاية نظام عربي عتيق وذليل ،وبات أمام الشعب اليمني العظيم أن يرسم مستقبله بنفسه من خلال حوار خلاق بين النخب السياسية التي تمثل الكتل الاجتماعية والسياسية والقبلية على قاعدة أن اليمن أعلى وأغلى من الجميع ،وأن اليمن يستوعب كل أبناء الوطن بدون تمييز،ولااقصاء ولاتهميش،وإن إمكانات اليمن الاقتصادية تكفي شعبه وتزيد إن كانت هناك عدالة في توزيع الدخل بعيدا عن اللصوصية والنهب العام.
............
لكن بناء وطن جديد ديمقراطي وشفاف وحر بديلا عن نظام سابق كان تابعا لأميركا والسعودية ومستبدا وفاسدا وقاطع طريق يحتاج أولا إلى محاكمة كل رموز النظام السابق محاكمة عادلة تتوفر فيها كل الشروط القانونية ،وأولهم صالح وأولاده واصهاه وأولاد أخوته الذين عاثوا في الأرض فسادا وانتهكوا حرمات وأهانوا عائلات كريمة،لذلك فالقصاص هنا مرادف لمعني الحياة نفسها لاسيما القصاص لدماء الشهداء شهداء الحراك الجنوبي الأبطال الذين تحدوا السلطة الغاشمة في وقت ظن كثيرون أن أخوتهم في الشمال لن يثورون ،وتحمل أبناء الجنوب مشقة وتضحيات مواجهة النظام الفاسد الذي استخدم كل وسائل القتل الجماعي بما في ذلك الطائرات والدبابات لقمع انتفاضات الحراك السلمي في الضالع وأبين وعدن وغيرها من مدن الجنوب الأبية.
والقصاص حق لشهداء ثوار ساحة التغيير في صنعاء وساحات الشرف والعزة في تعز وكل شبر من الأرض اليمنية انتفض ضد الظلم والاستبداد.
..................
إن المحاكمات هنا لاتقصد الانتقام من نظام شرس في فساده وإنما تأسيس نظام عادل وشفاف وديمقراطي ولا يستقيم ذلك كله إلا بعد تطهير المؤسسات اليمنية من فلول النظام السابق الذين كانوا ركنا أساسيا في تحقيق أغراضه في السيطرة والهيمنة والسرقة.
ومطلوب هنا تطهير المؤسسات القضائية من قضاة الفساد والرشوة وتطهير الإعلام من أبواق ظلت تنعق بخطاب فاسد لتضليل الجماهير المحلية والعربية،ولعلي أشير هنا إلى محاولات إغراء ورشوة بذلها معي-دون جدوى-بعض أفراد نظام علي عبد الله صالح لكي أغير موقفي ولكي لا ادعم أبناء الجنوب الأبطال، وان أخفف من معارضتي للنظام، لكنني كنت ولازلت اعتبر أن معارضتي لعلي عبد الله صالح وكل حاكم عربي ظالم هي جزء من معارضتي لنظام مبارك الفاسدة،فالأنظمة الفاسدة تتوحد ولابد من أن يتوحد المناضلون والشرفاء لمواجهة حلف الظلم والاستبداد.
ولابد من تطهير كل المؤسسات القيادية من أركان النظام السابق لأنهم سيتحركون في إطار ثورة مضادة ،بغرض إجهاض التغيير الثوري وإحباط الجماهير،ومن هنا ندعو إلى تشكيل مؤسسات موازية سواء في محافظات الشمالية أو الجنوبية استعدادا لموحلة جديدة فيها استحقاقات مختلفة نوعيا،وكلي ثقة في أن إزاحة نظام عبدالله صالح سيفتح المجال أمام الأخوة في اليمن لإيجاد حل مرض للقضية الجنوبية العادلة،وقضية الحوثيين إذ يستحيل أن تكون الثورة ناجحة إن لم تحقق العدالة والكرامة لكل أبناء الوطن ولاشك أن أبناء الجنوب كانوا الأكثر تضحية وتحملا ونضالا من اجل إسقاط الطاغية ويحق لهم أن يطرحوا تصوراتهم بكل حرية من أجل التمتع بحياة كريمة في ظل ثورة شعبية كانوا هم طلائعها الأولى وأبطالها"وهناك ثلاث تصورات هي الفيدرالية-الانفصال-إبقاء الوضع الراهن" وهناك حوار بين قيادات الجنوب لم ينته بعد، لكنني اعتقد ا ناي حل ثوري لقضية الجنوب يكون في أطار الحوار الوطني الشامل،وان كنت أميل إلى صيغة الفيدرالية التي تصون الوحدة من جهة باعتبارها حلم حوله عبد الله صالح إلى كابوس ،ومطلوب استرداد الحلم بشكل يحافظ من جهة أخرى على حق أبناء الجنوب في إدارة محافظاتهم أو كيانهم السياسي بشكل مستقل وله ضوابط وقوانين حضارية مع التمسك بالدولة الواحدة المهابة،ذات الجيش الواحد والعلم الواحد ومؤسسات مركزية أخرى لاتحول دون بناء نسق لامركزي في الجنوب يتسم بالمرونة،وسرعة انجاز المهام واستيعاب احتياجات المواطنين المتنوعة.
شبكة الطيف الاخبارية
الاثنين، 8 أغسطس 2011
مسدوس : لو انتصرت الثورة ستكون أخطر سياسيا على الجنوب من السلطة
الوسط : جمال عامر
مسدوس : لو انتصرت الثورة ستكون أخطر سياسيا على الجنوب من السلطة
التاريخ : 7-8-2011
مسدوس : لو انتصرت الثورة ستكون أخطر سياسيا على الجنوب من السلطة وما تم طرحه في لقاء القاهرة وبروكسل اجتهادات شخصية
الوسط : جمال عامر
يعد هذا اللقاء مع الدكتور محمد حيدرة مسدوس هو الثاني لصحيفة الوسط بعد سنوات من لقاء سابق لم تكن بعد قد وصلت القضايا الوطنية إلى مثل هذا التعقيد التقينا الدكتور لمناقشة مستجدات لها علاقة بتقرير مصير الجنوب في ضل ثورة الشباب والمطالبة بإسقاط النظام وانعكاس ذلك على الساحة اليمنية شمالا وجنوبا
وبالذات مع تنامي الصراع مع القاعدة وسقوط بعض المحافظات والتشضي الحاصل في جسم الحراك الجنوبي الذي يحاول ضيفنا لملمة شتاته من خلال التحضير لمجلس وطني جنوبي ،
وقبل أن ندخل في لب الحوار سألتاه عن قراءته للوضع الحالي بمكوناته المختلفة وأجاب
حاوره/جمال عامر
- أولا أود أن أشكر صحيفة "الوسط" التي أثبتت أنها أصبحت صوت الشعب وقد أصبحت الرئة التي يتنفس بها المظلومين في التعبير عن رأيهم وعما يدور في البلد.
وبالنسبة لسؤالكم في الحقيقة لو أن القوى السياسية في السلطة والمعارضة يقرأ الواقع كما هو لا أعتقد أن الأمور كانت ستصل إلى ما وصلت إليه ولكن للأسف أن القوى السياسية سواء في السلطة أو في المعارضة يقرأون فقط ما في رؤوسهم وليس ما في الواقع وأذكر قبل عشر سنوات كنا قلنا للإخوان في السلطة والمعارضة أن حرب قد حصلت وتركت آثار سلبية على الناس وعلى الوحدة وأن الحل هو إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ودعونا للجلوس من أجل الحوار ودراسة الآثار السلبية للحرب ومعالجتها وكذا الآثار السلبية للحرب على الوحدة ونصححها ولكن للأسف لم يكونوا يقرأون الواقع وأصروا على ما هي أوهام في رؤوسهم حتى وصل الوضع إلى ما وصل إليه وطبعا كان هذا الحل ممكنا في ذلك الوقت لأن الأرض في الجنوب كانت ما زالت ملك للدولة بموجب نظام الجنوب السابق وكانت المؤسسات الجنوبية بما فيها القطاع العام قائما وكان ممكن معالجتها ولكن بسبب استيلاء نظام الشمال على كل ذلك عطل الأمر ووصل الحال إلى ما هو عليه الآن وهو ما يراه البعضمن أن الوحدة صارت معطلة وأن الحل هو العودة إلى ما قبلها والبعض الآخر يرى حلول أخرى وهذا المسئول عنه حرب 94 والمسئولين عنه معروفين والمعارضة أيضا أ دخلت نفسها كطرف وشريك حين قبلت بالنتيجة وسكتت عن الخطأ بل وأكثر من هذا أن المعارضة كانت تتصدى لفكرة إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة قبل السلطة بما فيه للأسف إخواننا في الحزب الاشتراكي المنحدرين من الشمال.
وبسبب هذا الوضع ظهر الحراك الجنوبي وأذكر أنه وقبل ثورة الشباب دعا المشترك إلى هبة شعبية ولم يستجب لها أحد وعمل عدة اعتصامات أمام مجلس النواب ولم يستجب لها أحد وجاءت ثورة تونس ومصر وقلدها الشباب في اليمن واستطاع اللقاء المشترك أن يركب الموجة ويقود ثورة الشباب ومع ظهورها وبالذات المسيرات الكبرى التي حصلت في المحافظات الشمالية أخذت الضوء من الحراك الجنوبي وتحولت الأنظار إلى ثورة الشباب وبعض الإخوان في الثورة ومن اللقاء المشترك دعوا إلى وحدة الجهود الحراك مع الثورة ضد النظام والتقينا ببعض الإخوة الشماليين في القاهرة وقلنا لهم ليس عندنا مانع من توحيد الجهود ولكن ما هو الأساس:
*هل نقصد اللقاء الذي دعا اليه حميد الأحمر.
- لا .. بعده.
* من كانوا بالضبط.
أسماء معارضة ربما لا يريد أصحابها أن تظهر حتى لا تؤثر عليهم أمنيا. ولكن أنا كنت موجود معهم.
* متى كان ذلك؟
- شهر ديسمبر من العام الماضي وأذكر أني سألتهم على أي أساس ستوحد الجهود وأجابوا على أساس إسقاط النظام وحين سألناهم ماذا بعد قالوا ستوجد دولة نظام وقانون والعدل والمساواة وقلنا لهم أن هذا ليس الأساس وأنه سيوجد من خلال الإجابة على تساؤل هل أنتم معترفون بأن اليمن يمنين وأن الوحدة اعلنت بين دولتين كوحدة سياسية وليست وطنية وأن الدولتين تنازلتا عن دستورهما وأن الحرب ألغت ما هو جنوبي و أبقت ما هو شمالي وعطلت مسار الوحدة. فإذا أنتم معترفون بذلك يمكن أن نتفاهم ، وأجابوا بأن اليمن واحد وقلنا لهم إذا سلمنا بهذا المنطق فإن ذلك يعني عدم وجود قضية جنوبية اصلا ، بينما أنتم والسلطة والعالم معترفون بأن هناك قضية جنوبية وان الخلاف بيننا هو حول نوعية القضية وآلية حلها ، أنتم تقولون أنها حقوقية ونحن نقول إنها سياسية وأنتم تقولون إن آلية الحل عبر السلطة والمعارضة ونحن نقول إن الحل هو في حوار بين الشمال والجنوب ولم نتوصل إلى اتفاق معهم.
* هل كان هناك ممثلون للجنوب في هذا اللقاء.؟
- نعم كان أهم قيادات الخارج موجودين.
* يؤخذ عليك يا دكتور أنك في أحاديثك عن الشمال والجنوب تسعى إلى تأصيل النسب حتى لمن ولدوا في الجنوب ولقادة دولة كانوا طوال عمرهم ضمن نسيج الدولة الجنوبي فقط لأن لهم جذور شمالية؟
- هذا هو تفسير الناس لكن الحقيقة هي أن هناك وحدة بين يمن شمالي ويمن جنوبي كلاهما كان معترف بالآخر ونحن نقول من هو مع القضية الجنوبية بغض النظر عن انحداره من أين هو منا ومن هو ضدها ليس منا سواء كان من الشمال أو الجنوب هذه مسألة بديهية وهوما نطرحه و ما حاولنا إقناع إخواننا في الحزب الاشتراكي به منذ ما بعد الحرب إلى ان جاءت ثورة الشباب.
* ولكن تصنيفك هذا يطال حتى ممن ولدوا في الجنوب أو كانوا ضمن قياداته وعاشوا جل عمرهم هناك؟
- التصنيف من خلال الموقف وليس من خلال المنطقة التي يأتي منها الإنسان وكثير ممن اصولهم من مناطق شمالية موجودين ضمن الحراك في عدن وهذا الكلام ليس موجود عندنا ولم يكن موجود من زمان وعبدالفتاح إسماعيل ينحدر من الشمال ولكن قبلناه ولم يكن عندنا حساسية أن يكون رئيسنا في الجنوب بل أنا شخصيا في كل صراعات الجنوب كنت مع عبدالفتاح إلى أن وصلت صنعاء والجميع يعرف ذلك .
* إذا ما الذي استجد؟
- الذي استجد هو موقفهم من قضية الجنوب بعد حرب 94 وأنا صُدمت ولم أكن أتوقع أن إخواننا الشماليين في الحزب يفكرون في المشاركة بالانتخابات بعد الحرب ، لاننا خرجنا من حرب هدمت الوحدة وشردت أبناء الجنوب ومع ذلك فكر هؤلاء بالتطبيع مع السلطة والدخول في الانتخابات.
* ولكن كان هناك احتكام لرأي الأغلبية داخل الحزب؟
- كان هناك رأيا شطريا وليس سياسيا و نحن في اليمن أو حتى في العرب نفهم الديمقراطية غلط باعتبارها بين الأكثرية والأقلية العددية وهذا المصطلح جاء به البيض أثناء الأزمة بينه و علي عبدالله صالح ، ولو اعتبرنا أن الأغلبية عددية فإن بكيل هم أكثر من حاشد إلى يوم الدين وأيضا فإن المناطق التي فيها أكثرية سكانية ستحكم إلى ما لا نهاية ، فالديمقراطية تعني الأغلبية والأقلية السياسية المتحركة و ليست الثابته .
* تتحدث يا دكتور عن القضية الجنوبية مع أن الواقع يحكي أن الحراك وهو الحامل لها ما زال منقسم على نفسه ومضطرب ومختلف فهل تعتقد أن الحراك وهذا وضعه يمكن أن يؤسس لدولة قادمة أم لصراع جنوبي جنوبي قادم؟
- أذكر أني قلت لو كان الحزب الاشتراكي تبنى قضية الجنوب بعد الحرب ولم يترك فراغا لقوى سياسية أخرى لكان هو قاد الحراك الجنوبي كله لأنه حراكا شعبيا ، و لكن الحزب لم يتبن القضية الجنوبية ولم يتخل عنها وأوجد الفراغ السياسي في الجنوب و ظهر الحراك بدون قيادة سياسية تديره وترشده إلى الأهداف التي يطالب بها . وطبيعي أن أي حركة جماهيريه من هذا النوع تتحرك من ذاتها ولذاتها أن تحدث فيها تباينات من هذا النوع ، ولكنها في الأخير ستستقر على ولادة قيادة سياسية لها وهو ما نسعى إليه الآن ، وأنا متأكد أنه سيتحقق ونحن الآن في الجنوب نحاول إيجاد إطار يجمع كل أطراف الحراك و كل الجنوبيين في الأحزاب والموظفين مع السلطة والسلاطين والمشائخ ، لأن قضيتنا ليست قضية سلطة ولكنها قضية وطن وقضية الوطن تهم الجميع.
*ولكن هل يمكن أن تلتقي هذه الأطراف معا مثلا طارق الفضلي توجهه ديني ودعوته لإعادة السلطنة مع تيار مدني مثل حيدر العطاس وآخرين كل واحد يرى أنه صاحب الرؤية الأحق بما فيها الدعوة لإعادة الجنوب اليمني.
- إذا احتكمنا للعقل والمنطق فكل شيء ممكن؟
* هذا افتراض.
- ليس افتراضا ، فهناك أربع نقاط لا يمكن أن يختلف الجنوبيين عليها ، و هي : أن الحرب أسقطت الوحدة ، و انه من حق شعب الجنوب أن يرفض هذا الوضع و يقرر مصيره بنفسه ، و ان النضال السلمي هو المقبول دوليا ، و ان هذا النضال مسئولية كل الجنوبيين .
*ولكن تيار (حسم) يرى تحرير الجنوب بواسطة الحرب؟
- هذا كان سابقا وجرب وكنا رافضين لمثل هذا الأسلوب من البداية وجربوا وبعدها اقتنعوا برئينا أن هذا الأسلوب غلط وأن العصر هو عصر النضال اسلمي وأن العالم لن يتفهم إلا النضال السلمي.
وأكمل لك النقطة الرابعة إذا كان الجنوبيون متفقون أن الحرب أسقطت الوحدة ومتفقين أن من حق الجنوب رفض هذا الوضع ومتفقين أن النضال هو النضال السلمي إذا لن يختلف أحد من الجنوبيين أن هذامهمة الكل من السلاطين إلى الأحزاب والفقراء والأغنياء ولهذا فإن هذه الأربع النقاط هي التي أجمع عليها الشعب الجنوبي كله.
* هذه النقاط الأربع هل وافق البيض والعطاس وعلي ناصر عليها؟
- نعم طرحت على الكل في الداخل وفي الخارج ولا أحد ضدها.
* هل وافقوا عليها فرق بين أن يكون ضدها وبين أن يتبنوها ويعتبروها برنامج عمل؟
- طبعا الناس حين يطرحوا آراءهم للنقاش مع رفاقهم في القضية نفسها التي يسعون إلى تحقيقها هناك أناس عندهم ملاحظات يجب أن نحترمها ونأخذها بعين الاعتبار ولا يمكن أن نعطي رأي ونجبر الآخر على أخذه بالحرف الواحد .
* نفهم أن عاد المراحل طوال في توحيد الجنوبيين
- لا أستطيع أن أقول لك وقت طويل أو وقت قصير هذا يعتمد على الظروف وأنا أشعر أن الجنوبيين اليوم هم أقرب إلى بعضهم من قبل شهر ويمكن أن يكونوا بعد أشهر أقرب إلى بعضهم من اليوم لأن الحياة تقنعهم بضرورة توحدهم وعلينا أن نلعب دور التنوير.
* دكتور لكن مع أن هذه النقاط موجودة إلا أن الخلاف ما زال موجودا بين كل المكونات الجنوبية البيض دعا لإسقاط المحافظات الجنوبية الفضلي يقاتل من أجل دولة إسلامية فصائل في الحراك ما زال كل منها يدعو لاحتجاجات منفصلة عن الآخر ولذا فإن ما ذكرته يمكن اعتباره أقرب إلى التنظير من كونه واقعا ومن وجهة نظري أن الواقع أكثر تعقيدا من مجرد اعتماد نظريات لحله؟
- لا أعلم إن كان دعا البيض لإسقاط المحافظات وإن كان دعا لذلك فأعتقد أنه يقصد إسقاطها بالنضال السلمي وبالنسبة للفضلي أنا اتصلت به حينما كنت في عدن قبل شهر وأكد لي أن لا علاقة له بما يجري في زنجبار وأن هذا هو تيار جديد يسمون أنفسهم أنصار الشريعة وأنه يعتبر نفسه جزء من الحراك وجزء من النضال السلمي وحتى الآن لا يوجد دليل من أن الفضلي يمارس العنف وما يقال مجرد تصنيفات وتسريبات من الأجهزة الأمنية أو من غيرها.
* أعلم أنك كنت في القاهرة بداية الشهر وأنكبذلت جهد في مسألة تقريب وجهات النظر بين مؤتمر بروكسل بقيادة البيض والذي يتبنى الانفصال وبين لقاء القاهرة الذي دعا للفيدرالية بقيادة علي ناصر والعطاس؟
- في الحقيقة أن ماحصل هو بعض الاجتهادات التي جآفي لقاء القاهرة وهو تصور لوضع حل واجتهاد في بروكسل وهو تصور ايضا للحل وحينما تواصلنا مع الإخوان عبر الهواتف قلنا إن هذه ستظل اجتهادات شخصية لأصحابها إلا أن يصادق عليها شعب الجنوب من خلال الاستفتاء سواء ما طرح في بروكسل أو في لقاء القاهرة وستظل آراء شخصية لمن طرحها ولن تمتلك شرعية إلا بمصادقة الشعب الجنوبي عليها .
كما انه ليس من الحكمة ان نحاور أنفسنا ونطرح حلول ، بينما الطرف الآخر في القضية هارب من الحوار ، والاجتهادات يحصل فيها الخطأ والصواب وليس عيبا لو راجعنا أنفسنا و حددنا ما هو إيجابي وتطويره . وقد اتفقنا على عقد مؤتمر وطني ، و تكليف علي ناصر و العطاس يكونا لجنة تواصل هي خطوة إيجابية يمكن أن تتطور لتكون نواة للجنة تحضيرية . اما ورقة الحل التي طرحوها لم تكن موفقة وراجعناهم فيها وقلنا لهم إن هذا يعتبر رأي شخصي لهم ، بحيث يجب أن لا نتجاوز الشعب ، وقلت في صنعاء لإخواننا في المعارضة بأننا لسنا ضد أي حل اذا ما ربط بأستفتاء شعب الجنوب عليه .
* ولكن هل اقتنع علي ناصر والعطاس بما طرحت؟
- نحن اتفقنا على أن أي حل نصل إليه مع إخواننا المنحدرين من الشمال سواء في السلطة أو المعارضة يكون مشروطا باستفتاء شعب الجنوب عليه ، ونحن سنقبل بالنتيجة سواء اختار الشعب وحدة اندماجية أو فيدرالية أو عودة دولته وتقرير مصيره .
* كنت في تصريحك للوسط الأسبوع الماضي تحدثت عن تشكيل لجنة أو مكون لتمثيل الجنوب ألا يعد ذلك سحب لتمثيل الجنوب من الحزب الاشتراكي وهل تعتقد أنه من الممكن حدوث توافق على من سيمثل الجنوب؟
- أولا الحزب الاشتراكي تخلى عن تمثيله للجنوب بعد حرب 94. وتوجد لدي محاضر للدلالة على ذلك باعتباره ممثل لليمن كاملة ولهذا ترك فراغا سياسيا في الجنوب ملأه غيره، وما يخص التكتل الجديد فقد ظهرت تكتلات جديدة : الحراك الجنوبي ، منظمات الأحزاب في الجنوب ، وتكتل أبناء الجنوب في صنعاء ، وحين يتفق الجميع على النقاط الأربع التي تحدثنا عنها نكون قد اتفقنا على الهدف وتبقى المسألة التنظيمية والتي تتمثل في إيجاد شكل سياسي يجمع الكل.
* ولكن أنت ما زلت في الحزب الاشتراكي اليمني وقيادي فيه باعتبارك عضوا بالمكتب السياسي ومع ذلك تستبعده من التمثيل مع أنه الشريك الذي وقع على الوحدة ألا يبدو ذلك غريبا؟
- هو من أبعد نفسه عن تمثيل الجنوب بقوله إنه يمثل اليمن كلها.
* نعم قد يكون ذلك طبيعيا بعد أن وقع كشريك في الوحدة وبالتالي صار يمثل اليمن كلها ؟
- ولكن الحرب ألغت شرعية هذا العمل ومن يعتقد أن في شرعية لم بعد حرب 94 وما قام به الحزب مع المؤتمر الشعبي أو ما قامت به القيادة الشمالية و القيادة الجنوبية ، فهو على خطأ ،لأنه بعد الحرب لم تعد هناك أي شرعية لما قام به الشماليين مع الجنوبيين ولا شرعية لما قام به الحزب الاشتراكي مع المؤتمر الشعبي العام ، لان الوضع القائم بعد الحرب ، هو قائم على نتائج الحرب وليس على اتفاقية الوحدة ودستورها . حيث تم استبدال الدستور بعد الحرب ومعه كل القوانين التي تم الاتفاق عليها . فهناك اتفاقيات لتوحيد الجيش والإدارة والقضاء والمنهج الدراسي تم اسقاطها وتم تعميم كل ماهو شمالي، وكما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان وأنا معجب بهذه الفكرة "إنه ما دام وصنعاء استعادت دولة الجمهورية العربية اليمنية في حرب 94 فمن حق الجنوب أن يستعيد دولته".
* إذاً بما أن ياسين سعيد نعمان هو أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني وقال هذا فأنه يمثل رأي الحزب وهناك توافق في هذه القضية فعلام تجاوزه؟
- نعم في هذه الفكرة أنا متفق معه ومعجب بها وأتمنى من الدكتور أن يتمسك بها ويمارسها لأنها فكرته. ومسألة التمثيل الآن ليس لدينا حساسية من أي طرف جنوبي يمكن أن يأتي بحل للقضية الجنوبية بشرط أن يتم استفتاء شعب الجنوب عليه ، وليس لدينا أي مانع في ذلك سواء الجنوبيين في الحزب الاشتراكي أو السلاطين أو أي طرف بما فيهم الجنوبيون الذين في السلطة.
* هل هناك حوار مع الجنوبيين الذين في السلطة؟
- نحن متفقون معهم على النقاط الأربع.
* بما فيهم عبدربه منصور؟
- لا تسألني عن الأسماء ولكن أؤكد لك بانه لا يوجد جنوبي يستطيع ان يرفض النقاط الأربع. *بمن فيهم من هم داخل السلطة؟
-نعم إجمالا وحتى الشماليين لا يستطيعون أن يدحضوها بمن فيهم الرئيس علي عبدالله صالح وبالذات النقطتين الأوليتين.
*أسألك سؤالا ولك الحق بالتحفظ عليه وهو إن كنت مؤخرا قد حملت رسالة من نائب الرئيس إلى قيادة المعارضة في الخارج حول التكتل الجديد؟
-لا لم أحمل رسالة من أحد وأنا أكبر من أن أحمل رسالة ، أنا أحمل أفكاري التي عرضتها على قادة الحراك في عدن قبل أن أعرضها على قادة المعارضة في الخارج وأجمعنا عليها ممثلة في النقاط الأربع حيث قاربنا الآراء عليها واتفقنا على التفكير بعقد مؤتمر وطني جنوبي يجمع الكل.
*دكتور طالما وأنت تعتقد أن الحزب الاشتراكي لم يعد ممثلا للجنوب ما الذي يرغمك على البقاء كقيادي فيه خاصة مع توصيفك بالمنظر للحراك؟
-أنا لست منظرا أنا إنسان بسيط أجبرتني الحياة أن افكر بقضية وطني وأقرأ واقعها وأترجمها للناس وهذا كان واجب علي. أما مسألة الجمع أنا قلت في تصريح للوسط الأسبوع الماضي إن القضية الجنوبية قضية وطنية وليست حزبية أو قضية سلطة ولكنها قضية تخص كل الجنوبيين في الأحزاب أو داخل السلطة أو في أي مكان ، ودعينا إلى إطار يجمع الكل وبعد حلها بالتأكيد سيكون هناك من يكونون ميالين للأغنياء وآخرين للفقراء وسيكون هولاء أحزاب وعلينا أن ندرك حقيقة أتمنى أن يدركها الكل وهي ان مطالب الشمال تختلف جذريا ومبدئيا عن مطلب الجنوب ، مطلب اللقاء المشترك وثورة الشباب والحوثيين وكل المعارضين للرئيس في الشمال هو إسقاط النظام ، لكن الجنوبيين يطالبون بوطن.
*ليس جميعهم يا دكتور وبعد الثورة صار هناك في الجنوب تيارا واسعا يطالب بإسقاط النظام؟
- بدون شك الإخوان الذين يطالبون بإسقاط النظام باعتبار أن ذلك يسهل الطريق لحل القضية الجنوبية ورأيي الشخصي أنه إذا ما انتصرت الثورة في الشمال على النظام فإنها لن تكون أخطر من نظام علي صالح عسكريا وأمنيا على الجنوب ولكنها ستكون أخطر منه سياسيا على الجنوب بمعنى أن النظام يسعى إلى دفن القضية الجنوبية بالقوة بداء بحرب 94 ، والمعارضة تسعى إلى دفنها بالسياسة بدأ من حرب 94 ، وبهذا إذا ما سقط النظام وجاء نظام جديد علينا أن نكون يقظين من الخطورة السياسية للنظام القادم.
*لكن ألست معي ان هناك متغير في الجنوب وبالذات في تواجد الإصلاح القوي في المحافظات الجنوبية ونعرف موقفهم المبدئي من مسألة الوحدة ولذا هل تعتقد أن الإصلاحيين الجنوبيين يمكن أن ينخرطوا في دعوتك المتمثلة بتشكيل الكيان الجنوبي؟
-حتما وأذكر انه وقبل ظهور الحراك وحينما كنا ما زلنا ننادي بإزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة جلست أنا والدكتور ياسين نعمان في بيته بناء على طلبي وتكلمنا عن الجنوب وقال ياسين "نحن لا نستطيع أن ندعي تمثيل الجنوب كحزب اشتراكي لأن الإصلاحيين موجودين في الجنوب والمؤتمريين والناصريين والبعثيين وغيرهم موجودين ونحن حينما نجلس مع الإصلاح يحرجونا حين نتكلم بالقضية الجنوبية ويقولون نحن موجودون أكثر منكم في الجنوب وأنتم لستم ممثلين للجنوب بمفردكم ، و قلت له يقول لهم نحن موافقين نحتكم لمنظماتكم في الجنوب وقابلين بالنتيجة ، فإن قالوا موافقون على إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة فاقبلوا وإن قالوا بالضد قبلنا . وبعد ذلك ساروا في مشاريع أخرى حول الانتخابات وضيعوا الوقت إلى أن ظهر الحراك لهذا أقول لك إن أي جنوبي سواء في السلطة أو في الإصلاح أو أحزاب المعارضة مهما كان متجاهل القضية الجنوبية حتما سيعود إليها.
* إذا ما دام الأمر كذلك كيف تقيم علاقة الحزب الاشتراكي بالإصلاح فيما يخص الجنوب؟
- مثل هذه العلاقة أول من تبناها الشهيد جار الله عمر رحمه الله وكانت لهذه العلاقة أهداف محددة كان الإصلاحيون بحاجة إلى علاقة مع الاشتراكي لكي يحسنوا وجه الإصلاح لدى الأمريكان وكان الاشتراكي بحاجة إلى علاقة مع الإصلاح لكي يحسن وجهه مع الحركات الإسلامية التي تتهمه بالاشتراكية وحاول جار الله ان يجنب الاشتراكي شرهم ولكنهم قتلوه. وكان الإصلاح والاشتراكي ومعهم السلطة بحاجة إلى هذا التكتل لدفن القضية الجنوبيةلأن الحزب كان سابقا يمثل الجنوب وأن يبقى منفردا بعد حرب 94 يجعله حتما يتبنى قضية الجنوب ولكن وجوده في تكتل سياسي فإن قضيته ستكون من قضية هذا التكتل .
*ولكن هل تحققت هذه الأهداف؟
-الآن وفيما يبدو فإن الثلاثة الأهداف لم تعد واردة لأن الإصلاح قد ربط خطوطه مع الأمريكان سواء كانوا صادقين مع بعض أم لم يكونوا صادقين المهم أن تواصلا قد حدث ولم يعد بحاجة إلى الاشتراكي ليتوسط لهم عند الأمريكان.
والاشتراكي يشعر أنه قد تجاوز خطر الإسلاميين وأن العلاقة قد أدت وضيفتها بالنسبة إليه وكذلك الإصلاح فيما يخص الأمريكان.
أما الهدف الثالث المتمثل في دفن القضية الجنوبية فقد أثبتت الأيام لهم أن هذا التكتل لن يدفنها لأنها قضية شعب وأن الفراغ الذي تركه الاشتراكي ملأه غيره، وبالتالي فلم يعد شيء يجمعهم سوى مسألة إسقاط النظام. وبعد إسقاطه لا نعرف ما سيكون عليه المستقبل ولكن لا أعتقد أنهم سيكونون على وئام بعد إسقاط النظام ربما جزء من الإصلاح يستمر في علاقة جيدة مع الاشتراكي والجزء الآخر لن يستمر وقد يؤدي هذا إلى خلافات داخل الإصلاح نفسه.
*دكتور في مسألة إسقاط النظام أصبح هناك تكتل آخر يتمثل في قيادة عسكرية يمثلها علي محسن وقبيلة تقف على رأسها أولاد الشيخ عبدالله وكذا الحوثيين وهم الآن يجرون الجميع بما فيهم جزء من شباب الثورة فهل يمكن اعتبار ذلك منطقيا وبالذات من علي محسن الأحمر الحليف السابق للنظام؟
- قبل الإجابة على السؤال أود أن أطرح مؤاخذة على ثورة الشباب في المحافظات الشمالية وهو الشعارات التي يرددونها لا شمال ولا جنوب وهم ما زالوا شباب خارج السلطة فكيف لو كانوا داخلها وهل يفهمون أن معنى هذا الشعار هو نكران للوحدة . هذه ملاحظة بشكل عام على ثورة الشباب وبالنسبة لعلي محسن كل شيء وارد في الحياة ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثلا كان ضد الإسلام وقاتل المسلمين وعندما اقتنع نصر الإسلام كل شيء جائز.
*ولكن هذا يمكن أن يحصل في العقيدة لا السياسة؟
- لعل الله هدى علي محسن تجاه قضية الجنوب وقد يكون عمل سياسي تكتيكي لا نعرف ولكن الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.
ولكن قبل هذا دعني أقول لك أن العالم أصبح قرية وأن القوى الخارجية موجودة في الساحة اليمنية بقوة ولها تأثير في التحالفات و الاختلافات وأذكر أنه قبل سبع سنوات تحدثنا حول قضية الشرق الأوسط الجديد عندما جآ بوش الإبن للسلطة وطرح الفكرة. وقلنا إنه إذا كان الأمريكان والأوربيين متفقين في الشرق الأوسط فإن كل الأمور ستسير بسلام وان كانوا مختلفين فإنها ستكون حرب أهلية في كل قطر يختلفون فيه، وتقريبا أن الأمور تسير بهذا الاتجاه ، اختلفوا في العراق فحصل ما حصل ولا أحد يصدق بأن المقاومين والمجاهدين في العراق صناع أنفسهم ، فهؤلاء صنعتهم قوى كبرى تتعارض مصالحها مع المصالح الأمريكية وهكذا في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن، وهذا العامل يجب أن نأخذه بعين الاعتبار.
*ولكن كيف تفسر تواجد القاعدة في الجنوب بكل هذه القوة؟
-تقديري الشخصي أن هناك خلافات بين الدول الكبرى حول الجنوب لأن المصالح الدولية هي في الجنوب التي منها ممر الملاحة الدولية وفيها ثروات محتملة وموقع جغرافي مهم ،والشمال بعيد عن الملاحة والتجارة الدولية ولو كانت منطقة الشمال تفيد أو تضر الاقتصاد العالمي لكانت احتلتها بريطانيا حينما احتلت عدن.
*هل تقصد أن هناك صراع دولي لإعادة السيطرة على الجنوب وإن بالنفوذ؟
-لو نقرأ تاريخ الاستعمار يمكن أن نفهم الوضع الحالي . في السابق كان الاستعمار الأوروبي هو المسيطر على الكرة الارضية بما فيها الأمريكان وما دفعهم لمثل هذا الاستعمار ليس الجانب الأيدلوجي وإنما الجانب الاقتصادي ، اي حصلت عندهم طفرة صناعية كبرى لم تستوعبها أسواقهم ، يخرجوا ليبحثوا عن أسواق لمنتوجاتهم الصناعية والزراعية وتقاسموا العالم جغرافيا وكان النصيب الأكبر لبريطانيا وفرنسا. وبعد فترة من الزمن درس الاقتصاديون فكرة توفير كلفة النقل من بلد المنشأ إلى بلدان الأسواق الاستهلاكية . و اقروا إنشاء مصانع في هذه البلدان حيث توفر مواد الخام و الأيادي العاملة الرخيصة ،فاعتبر ذلك في علم الاجتماع إعادة تقسيم العالم اقتصاديا بدلا من تقسيمه جغرافيا من خلال تصدير الرأسمال بدلا من تصدير السلعة ،وجاء من نصيب بريطانيا الكهرباء في المغرب العربي وهو محتل مع فرنسا ، وجاء من نصيب فرنسا تمويل البواخر بالوقود من عدن وهي محتلة مع بريطانيا.وحين نهضت امريكا لم تجد موطئ قدم لها بعد أن وجدت أن العالم بيد الأوروبيين ما عدا صنعاء وجاء الأمريكان إلى الإمام وطرحوا له فكرة استخراج الثروات من الأرض ومن أنهم ليسوا مستعمرين مثل الأوروبيين وإنما باحثين عن ثروات. ورد عليهم الإمام أنه يعرف أن البلد ما زالت بكر ولكنه غير مستعجل عليها حتى يوجد لها أيادي يمنية، وتركوه والتقطهم الملك عبدالعزيز وأخرجوا له البترول ثم بدأوا بتبني حركات التحرير لإخراج المستعمر الأوروبي ليحلوا محله .وبعد الحرب العالمية الثانية جاء الروس ليركبوا الموجة وأخرجوا الاستعمار الأوروبي من المنطقة وتحول الصراع من صراع اقتصادي إلى صراع ايديلوجي واستمر إلى ان سقط جدار برلين وسقطت معه الاشتراكية وعاد العالم إلى النقطة التي توقف عندها وهي تقاسم العالم اقتصاديا، ولكن الان بين الأوروبيين والأمريكيين.
*ولكن كيف أوجد الصراع الدولي القاعدة في الجنوب؟
-القاعدة استغلت التناقضات ، ثورة الشباب وصراعها مع السلطة والمشترك واستغلوا الفرصة وكثفوا من نشاطهم، والقاعده نفسها مخترقة بعضها مع النظام وبعضها لها علاقات بأجهزة دول كبرى وأخرين يتبعون بن لادن وجماعته وهم ليس موحدين كقادة ولكن كأفراد موحدين باعتبارهم في سبيل الله .
*بخصوص حضرموت التي يبدو أنها تسعى نحو أن تكون دولة أو على الأقل إقليم له وضع خاص وهذا اتضح من خلال بلورة الاتفاق الحضرمي الأخير أليس هناك خشية من أن يتشظى الجنوب؟
-أولا دعني أبدأ من الفكرة التي قرأتها للدكتور ياسين سعيد نعمان حين قال إن عمر السلطنات في الجنوب 250 عاما وعمر دولة الجنوب الموحدة 23 سنة وبالتالي لو عاد الجنوب إلى وضعه ما قبل 90 فإن الهويات السابقة ستطغى على هوية الجنوب الموحدة . و لكن الدكتور لم يدرك بان العصر الراهن هو عصر مصالح ، في السابق لم يكن الناس يدركون بان المحرك للأحداث هي المصالح الاقتصادية ، ولهذا كانوا يعتقدون أن الصراعات هي صراعات ايدلوجية أو مناطقية ، الآن أدركها الناس وأصبح الكل يدرك أن المصالح الاقتصادية هي التي تحدد مسار الناس، ولو عاد الجنوب إلى ما قبل عام 90م فإنه لن يعود إلى السلطنات،لان كل سلطنة لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن السلطنات المجاورة،لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا اتفاقيا وستجد نفسها محتاجة إلى السلطنات المجاورة ، وهذا يسقط الفكرة التي تقول إن الجنوب سيعود الى سلطنات، لأن المصالح تفرض على كل سلطنة أن ترتبط بالأخرى. ثم انني لم أسمع من أي شخص في الجنوب بما فيهم أبناء السلاطين مثل هذا الطرح، وبالتالي مسألة انفصال حضرموت أو أنها ستشكل دولة هذا أمر غير وارد ، لأنها لا توجد لها مصلحة في ذلك.
*ولكن حضرموت لها مقومات دولة بالإضافة إلى خصوصيتها وقبل ذلك ربما رغبة المملكة السعودية في ذلك.
-الخصوصية يمكن معالجتها إداريا لا سياسيا لأن المصلحة الاقتصادية هي التي تحكم السياسة، اي ان مسألة المزاج والعادات يحلها النظام الإداري. وربما الأجهزة الأمنية تسرب أو تقول لا أحد من الحضارم يقول مثل هذا الكلام في الإعلام لكي يوجد نوع من التشويش على المزاج العام من أن حضرموت ستنفصل ، وأنا لا أعطي لمثل هذا الكلام أي نوع من الاهتمام وعلى الجنوبيين ألا يعطوه أي اهتمام لأن مصلحة حضرموت تتطلب بقاءها مع الجنوب ككل.
*ولكن فيما لو ضعفت الدولة المركزية فإن سقوط محافظات أمر محتمل مثلما حدث في اليمن وغيرها.
-أفعال الناس محكومة بالمصلحة العامة ويمكن لمجموعة أن تفعل شيء غلط ولكن هذا الفعل لن يستمر والمصلحة العامة للناس تقتضي أن يكونوا معا.
*يا دكتور أليس الأسلم بدلا من البحث عن كيانات تمثل الجنوب أن يتم ذلك من خلال الحزب الاشتراكي اليمني باعتباره الممثل والحامل السياسي لمحافظات الجنوب وبحيث تخرج أي مبادرة لها علاقة بالجنوب من خلاله؟
- أقول ما قاله علي عبدالله صالح فاتهم القطار وفوتوا هم هذه الفرصة. والجنوبيون في الحزب الاشتراكي سيكون مثلهم مثل الجنوبيين في المؤتمر الشعبي العام والإصلاح أو أي حزب آخر.
*إذا لماذا اصرارك على البقاء في الحزب؟
-دعني أعبر لك قصة كنت قد ذكرتها في الصحافه ، كان الرئيس يعمل أجهزة تصنت على اجتماعات المكتب السياسي وكان يصل إليهم ما يدور في الاجتماع وكان الرئيس معجب بآرائي ، لأن أعضاء المكتب السياسي كانوا مصرين أن الاغتيالات والأحداث الأمنية وضرب بيوت الجنوبيين في صنعاء كان وراءه أجهزة السلطة وكنت أرفض هذا الكلام في المكتب السياسي لأنه لم يكن يخطر في بالي أن مسئولين عن بلد يخربون أمنها حتى ولو كانوا مجانين.
واستدعاني الرئيس وطلب مني الانضمام إلى المؤتمر وتعييني عضوا في اللجنة العامة. وقلت له حينها أنه لو كان الحزب الاشتراكي اليمني انتهى كله وبقي واحد فقط سيكون أنا وقال لي إلى هذا الحد فأجبته نعم وحين سألني عن السبب أخبرته لأن تاريخنا وشبابنا وإيجابياتنا وسلبياتنا فيه ، ولهذا لا يمكن أن أكون ضيفا على أي حزب آخر. ولهذا أقول لك نعم لا زلت عضوا في المكتب السياسي وقلت إن الإطار القادم سيضم كل الجنوبيين بصرف النظر عن انتمائهم السياسي أو انحداراتهم الطبقية.
*هل من المعقول أن الحزب الاشتراكي الذي كان يمثل الجنوب يتحول إلى كيان ولماذا إذا اصرارك على البقاء في قيادته ؟
-قلت لك هو الذي اختار هذا الطريق لنفسه وأصبح في هذا المستوى وبقائ فيه لأننا نريد فقط أن يبقى صوت داخل الحزب الاشتراكي يطرح القضية الجنوبية.
*تقصد صوتك؟
-أنا أو غيري ولكننا غير مقتنعين بنهج الاشتراكي ولا بطرحه ولكننا نريد أصوات داخل الحزب نقول إن هذا غلط وتتبنى القضية الجنوبية.
*أنت تقول إن هناك أصوات داخل الحزب لماذا إذا لا توجهوا سياسة الحزب بالنهج الذي يريده أبناء الجنوب ولكن من داخل الحزب؟
-حاولنا 15 عاما ولي قصة طويلة مع قيادات الحزب في جلسات اللجنة المركزية والمكتب السياسي وفي جلسات خاصة مع الأمين العام السابق للحزب (مقبل) ومع الأمين العام (ياسين) الوقت غير مناسب لاستعراضها.
*معنى هذا أن رأيك يمثل الأقلية وليس الأغلبية؟
-نعم في قيادة الحزب ولكن في الشارع كان أقوى ولهذا نحن الآن نتبنى قضية الجنوب وهي مفتوحة للجميع وأعطيك مثلا كان الدكتور الخبجي ومثله صلاح الشنفرة وما زالا عضوا لجنة مركزية وأثناء الانتخابات رغم رفض تيار إصلاح مسار الوحدة لها إلا أن الأغلبية فرضتها علينا ودخلا هذان للانتخابات وفازا وحين أصبحا في المجلس واكتشفوا العبث بالقضية الجنوبية تركوا مجلس النواب والتحقوا بالحراك وهم الآن النجوم البارزة فيه.
*ما الذي يمنع انعقاد المؤتمر العام للحزب ومناقشته كل ذلك في إطاره؟
-هذا متروك للأمين العام ولكن واقعيا غير ممكن.
*لماذا؟
-لأن البعض في السجون وآخرين مشردين والوضع الأمني والأوضاع كلها لا تساعد في انعقاده أقصد أن المؤتمر العام للحزب يمكن أن يبلور رأيا موحدا وجامعا في مسألة الجنوب وما يحفظ للحزب مكانته وتمثيل الجنوب وهو حقه لو تبنى النقاط الأربع يمكن والمسئولية التاريخية على الحزب أكثر من غيره.
*باعتباره ممثلا للجنوب؟
-لا ولكن سيكون موجود مثله مثل الآخرين.
*هل أنت متفائل بنجاح تكوين هذا الإطار للجنوب وهل سيكون ممكنا؟
- نعم لأنه لا يوجد طريق للجنوبيين غير هذا.
*ولكن هل بدأتم التحرك فعلا وهل يوجد سقف لانعقاد هذه اللجنة التحضيرية؟
-إن شاء الله سيتم ذلك خلال رمضان أو بعده والجهود تبذل لتوحيد الناس على النقاط الأربع ويبقى الجانب التنظيمي وهو ليس مشكلة والذي عندهم استعداد ليكونوا في الهيئات العليا ليس هناك مانع وممكن أن تكون موسعة لتشمل الجميع والسعي الآن هو التحضير لمؤتمر وطني ويمكن أن يكون خلال رمضان او بعده ، وهو يعتمد على الظروف والمفاجآت إذ يمكن أن تفاجأنا قضايا على مستوى الشمال والجنوب لم تكن في الحسبان .
مثل مادعا إليه مجلس الأمن من عقد مائة مستديرة يلتقي فيها الجميع هل انت متحمس لها ؟
سمعت أن ممثل الأمين العام للامم المتحدة قد طرح فكرة الحوار الوطني الشامل الذي يضم الجميع بدون استثناء وأنا أشعر ان مشاركتنا في هذا الحوار غير مفيده، لأن مثل هذا الحوار سيعالج قضية إسقاط النظام وهو مطلب الحوثيين وثورة الشباب واللقاء في المشترك في المحافظات الشمالية أما بالنسبة للجنوب فإن هذا المطلب يمكن ان يسهل حل المشكلة ويمكن أن يعقدها نظرا لعدم اعتراف هذه الأطراف ومعها السلطة بالقضية الجنوبية كما نتصورها نحن ،وإنما يرونها قضية حقوقية أو إعادة الشراكة في السلطة.و الحقيقه انه حتى لو تم تسليم السلطة كلها للجنوبيين بما فيها رئاسة الدولة والحكومة ورئاسة مجلس النواب فإنها لن تكون هناك مصلحة للجنوبيين ما لم يكونوا مالكين لثروتهم وأرضهم.
*اللقاء المشترك اقر تشكيل المجلس الوطني ويسعى لمشاركة الحراك الجنوبي ومعارضة الخارج هل هذا ممكنا؟
-شخصيا أرى أنه يستحيل على السلطة وعلى المعارضة بأطرافها الثلاثة المشترك – الحوثيين- ثورة الشباب أن يذهبوا للحوار بدون الحراك الجنوبي وإذا ذهبوا فليذهبوا وشخصيا أريدهم أن يذهبوا ليرتبوا أمورهم ويحلوا مشكلة الشمال وبعدها لنا ولهم حديث حول قضية الجنوب. البعض من الجنوبيين يعتقدون أن إصلاح الأوضاع في الشمال يجعل الشمال يتحد على الجنوب. وأنا لست مع هذا لأن من مصلحتنا أن يحل الشماليين مشاكلهم ويكونوا واحد ونحن واحد ، لأن ذلك سيوضح القضية الجنوبية ويساعد على حلها . اما خلط الأوراق فيجعل القضية الجنوبية غير واضحة.
* أين المشكلة في أن يكون هناك تكتل يعترف بالقضية الجنوبية أو في سلطة جديدة تنظر إلى قضايا الجنوب باعتبارها قضايا وطنية وتحلها خاصة إذا ما كانت ستناقش كل المسائل التي شوهت وجه الوحدة فلماذا التمترس خلف ما يعقد الوصول إلى الحل؟
- لو أن ثورة الشباب واللقاء المشترك يسلموا بهذا لكان كلامك صحيح، لكن المشترك والشباب يرفعون شعار لا شمال ولا جنوب ، و هذا يعني بانهم ينكرون الوحده ، و لا يعترفون بأنها قضية هوية. وأنا أقول بوضوح لو أننا كلنا ، اي جماعة الخارج و جماعة الداخل و قادة الحراك ذهبنا كما تريد السلطة في صنعاء أو كما تريد المعارضة لبقيت المشكلة قائمة ولجاءت قوى أخرى وأجيال قادمة تتبناها ، يعني أن وجودنا مع المعارضة أو حتى مع السلطة لا يحل مشكلة الجنوب إذا لم تحل عبر حوار ندي بين الشمال والجنوب، كما أعلنت بحوار ندي بين الشمال الجنوب، والحوار الآن لا بد أن يكون نديا بين شمال وجنوب ، اما بدون هذا يبقى ضياع للوقت.
*ولكن الآن المشترك يتكلمون بوضوح عن قضية جنوبية ويمكن أن يتم بلورة ذلك وتناقش مع الأطراف ويمكن أن يثبت ما يتم الاتفاق عليه من خلال الدستور القادم؟
-كيف يمكن تثبيتها و هو لا يوجد فارق بين موقف ثورة الشباب واللقاء المشترك من القضية الجنوبية و بين موقف السلطه بل يكاد يكون موقفهم واحد.
*ولكن هناك ثورة شباب في الجنوب أيضا؟
-ولكنهم يطرحون شيئا آخر وثورة الشباب في الجنوب أرسلوا وفدا قبل شهرين وتحاوروا مع توكل كرمان ومع مجموعة من القيادات واختلفوا حول قضية الجنوب وحين جاءوني كانوا مصدومين رغم أنها كانت لديهم معنويات عالية من أنهم سيوحدوا الشعار في الجنوب وفي الشمال ، ولكن بعد حوارهم في الساحة قالوا لي إن الناس ليس حاسبين لنا حساب ولا لقضيتنا ولم يجدوا أي استجابة وقد أحبطوا وقالوا لي إذا كان الشباب هذا موقفهم وهم في الشارع فكيف سيكون موقفهم وهم في السلطة.
*هل يتوافق الحراك مع بقية الأحزاب في الجنوب حول رؤيتهم للقضية الجنوبية؟
-حول قضية الجنوب نعم.
*بما فيها الدعوة للانفصال؟
-أقدر أقول لك إن الكل مجمع على النقاط الأربع سواء الجنوبيين في الإصلاح أو في غيره.
ولكن الجنوبيين في الإصلاح عندهم انضباط حزبي والتزام لقيادتهم أكثر من غيرهم، وقيادة الإصلاح يريدون السلطة و لا غيرها ، ولا أعتقد أنهم يقبلوا بالديمقراطية اذا ما وصلوا الى السلطه .
*كيف تقيم مستقبل الأحزاب؟
-كل الأحزاب القائمة لا يوجد مبرر موضوعي لوجودها ، وبالتالي لا مستقبل لها،و إنما قيادتها تستخدمها لإصلاح العمل السياسي والحصول على بعض المصالح الخاصة بالأشخاص أو بالأحزاب، لكن لا يوجد مبرر موضوعي لوجودها.. مثلا الحزب الاشتراكي يدعي أنه يمثل الوطن ومثله الإصلاح والمؤتمر وبقية الأحزاب ، إذا طالما وكلهم يمثلون الوطن إذا لماذا تعددوا ولماذا لا يكونوا واحد. الحزبية تعني انحياز فئة معينة في المجتمع على حساب فئة أخرى في المجتمع نفسه والحزب الاشتراكي اليوم لا يستطيع أن يقول إنه حزب العمال والفلاحين كما كان وكذا حزب المؤتمر الشعبي لا يستطيع أن يقول إنه حزب الأغنياء وهكذا بقية الأحزاب.
*إذا ما هو البديل للأحزاب؟
-ستأتي من ثورة الشباب والحراك في الجنوب ومنظمات المجتمع المدني ومنها ستولد أحزاب المستقبل.
*ولكن حتى ثورة الشباب ليست بعيدة عن الأحزاب وتأثيرها وهي التي تفاوض باسمهم؟
-هذا صحيح ولكن هذا تحصيل حاصل لأن الأمور في اليمن اتجهت نحو العنف وحين يكون الإنسان أمام شرين يختار أهونهما وأهون الشرين هو الحوار عبر المعارضة. وأفضل لثورة الشباب أن لا تكون ضد الحوار ولا تكون معه ، بمعنى أن الحوار يجب أن يستمر حتى يجنب ثورة الشباب الصدام ، لأن الحوار هو البديل للحل الأسوأ. ولذا فإن جاءت نتائج الحوار كما تريدها ثورة الشباب أيدت، وإن جاءت بما لا تريده فهي ما زالت في الميدان و غير ملزمه بالنتائج .
*وعما إن كانت هناك رسائل تود توجيهها من خلال الوسط؟
أطلب من إخواننا في المحافظات الشمالية سواء في السلطة أو المعارضة أو في ثورة الشباب أن يسلموا بالقضية الجنوبية وأن يسلموا بأن اليمن يمنين وليس يمن واحد وأن الجنوب ملك لأهله وليس لغيره وأن نتعاون جميعا إلى إخراج البلد إلى بر الأمان. وأقول للسلطة واللقاء المشترك أن الطريق السليم والآمن هو بالتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة هاشمي إن أمكن ، لان السادة لهم هيبة روحية ورجال حكم ولا يوجد عندهم تعصب قبلي أو مناطقي ولذا يجب أن يكون هاشمي ديمقراطي ليبرالي وليس هاشمي عقائدي يرفضه الآخرين.
*وماذا عن مصير الرئيس الحالي لأن العقدة الآن هي بقاء الرئيس من عدمه؟
-عمليا الرئيس صار له 33 عاما في الحكم وطاقته الجسمانية والذهنية لم تعد تساعده على الحكم و العالم لن يقبل ببقاءه ووضعه الصحي بعد الحادثة لم يعد يسمح له، هذا من الناحية العملية أما من الناحية الشكلية فلا يجب أن تكون هذه عقبة لتهديم المعبد كله . هذه الشكلية لا يجب أن تكون عقبة تعطل كل شيء ولهذا أنصحهم بأن يبدأوا بتشكيل حكومة تقوم بإصلاح الوضع وتدخل في حوار مع الجنوبيين لحل قضية الجنوب وعلى ضوئها يتم ترتيب الأمور ونخرج البلاد إلى بر الأمان وهذا هو الطريق الأسلم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)