بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 ديسمبر 2011

الجنوب وسباق إيران والجيران ) بقلم: علي بن محمد اليافعي (



الجنوب وسباق إيران والجيران ) بقلم: علي بن محمد اليافعي (


الرئيس السابق للجنوب علي سالم البيض ألمح في مقابلته الأسبوع الماضي مع صحيفة (الأخبار) اللبنانية إلى أمكانية فتح باب للتعاون مع أي طرف إقليمي لحشد الدعم لقضية الجنوب، وقد فُسِر ذلك على أن المقصود بالطرف الإقليمي هو إيران وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً بين أبناء الجنوب في ساحات الاعتصام والمجالس والمنتديات الالكترونية وفي التصريحات الإعلامية.

القيادي في الحراك الجنوبي يحيى الشعيبي، قال لا يجد ما يمنع من التقارب مع إيران، والبلدان التي لديها الاستعداد لدعم قضية الجنوب وأوضح أن الحراك الجنوبي لا يعادي أحداً على أساس العرق أو المعتقد الديني.

وقال مؤسس الحراك الجنوبي رئيس الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب العميد ناصر النوبة أنه والقوى السياسية في جنوب اليمن لن يسمحوا لمن دأب على سلوك الأهواء والمجازفات السياسية لتحويل القضية الجنوبية رأس حربة بيد إيران لتوجيهها صوب أشقائنا في دول الخليج.

الجنوبيين انقسموا إلى قسمين بين مؤيد لهذا الخيار ومعارضا له، المعارضين لهذا الخيار أعتقد أنهم على دراية بمصالحهم، والمؤيدين له جزءا منهم يجهلون من هي إيران (وأخص قيادات إيران وليس الشعب الإيراني) والجزء الآخر: منهم من تأخذه الحماسة والعاطفة تجاه قضية الجنوب ومنهم من يرى أن دول الجوار لا يهتمون في القضية الجنوبية كما قال الشعيبي. مع احترامي لكل الآراء.

ولكن بين هذا وذاك فإيران ليست البديل الأصلح لدعم القضية الجنوبية، القيادة الإيرانية لا يقفون ضد الباطل ولا يناصرون الحق، لهم أجنداتهم الخاصة وحيث يجدون الأرض الخصبة لتمرير مشاريعهم العدوانية يدخلون وبقوة ولكن الجنوب ليست المكان المناسب لمشاريع إيران.

إيران تقوم على زرع الفتنة في جميع الدول العربية من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى البحرين وكل دول الخليج، وإيران هي من قسمت الفلسطينيين وزرعت بينهم المشاكل رغم تظاهرها بدعم القضية الفلسطينية ولكنها في الحقيقة قسمت الفلسطينيين ودعمت ولازالت تدعم انقسامهم.

كل محاولات إيران لدعم بعض القيادات الجنوبية واستغلال قضيتهم العادلة ليس لعيون الجنوبيين ولكن لزرع الفتنة ولإيجاد موطئ قدم في الجنوب المجاور للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وقد حاولت إيران مرارا وتكرار مع قيادات الجنوب ومنهم علي سالم البيض الذي رفض التعاون مع إيران كما أوضحت وثائق ويكيلكس، وحاولت من خلال الحوثيين الذين حاولوا بدورهم التواصل مع الحراك الجنوبي من أجل التعاون على أساس أنهم يعانون من قضايا متشابهة ورفض الحراك ذلك مطلقا على اعتبار أن قضية الجنوب تختلف عن قضية صعدة اختلافا كليّا.

بالرغم من إيمان الجنوبيين بقضيتهم العادلة ورغبتهم بدعمها إعلاميا وسياسيا وماديا ورغم كل ما لحق بهم من الأذى، لكن ليس بمقدور إيران أو غيرها استغلال هذه القضية لمشاريعها العدوانية، لان أبناء الجنوب أكبر من أن تستغلهم إيران.

ونتمنى من دول الخليج الشقيقة وعلى رأسهم الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية أن يلتفتوا للجنوبيين وقضيتهم لإغلاق الباب على المتسليين لان ذلك ليس من صالح اليمنيين ككل ولا من صالح دول الخليج.

وعندنا اليقين القاطع بأن السعودية ودول الخليج سيعملون على حل القضية الجنوبية بكل إخلاص، كما عملوا بكل إخلاص وجدية لحل الأزمة في صنعاء، لان حل القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل مشاكل اليمن، وتجنّبا للمشاكل التي قد تسببها هذه القضية على اليمن والمنطقة أن بقيت بدون حل.

Ali_alyafai1@hotmail.com

28 ديسمبر 2011م.

هناك تعليق واحد:

  1. Abdulhafedh Al-afif لا تنتظرون من العابثين بمشاعر الجياع
    شيء يذكر فيه ما يفرح او اي فائد

    لانهم هم من افسد حياة الجياع ومن باع
    ما انجزه الأماجد في المدينة وفي البادية

    هم من افسد حياة الشغيلة في كل البقاع
    ومن أوصلنا جميعا الى المذلة وبطون خاوية

    عبدوا الى التاريخ تجدون مالم ينشر ويذاع
    يناير ام المآسي من يومها صارا الجميع في الهاوية

    وصار ابن الجنوب مشرد في مختلف البقاع
    يدفع ثمن تصرفاتهم واختلاف علي مع معاوية

    واليوم عادوا الى نفس المسلك الى حلبة الصراع
    ًً
    يحددون مآسي الماضي باسلوب وعادات بالية
    Like

    ردحذف