بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأربعاء، 23 نوفمبر 2011
عن ملتقى أبناء الجنوب المنعقد اخيراً بعدن ( بقلم : صلاح السقلدي )
عن ملتقى أبناء الجنوب المنعقد اخيراً بعدن ( بقلم : صلاح السقلدي )
ثمة حاجة ماسة ان نبني بيننا القليل من الجدران والكثير من الجسور ونفتح القلوب ونشرع الاذرع امامنا ،فعقد اللقاءات والندوات الجنوبية التي تناقش القضية الجنوبية -الاسباب والحلول – أو تشكيل كيانات جنوبية بداخل الوطن و خارجه خصوصا بانخراط مشاركين جنوبيين جدد حتى وان كان البعض منهم لا يزال ينضوي تحت عباءة السلطة وحزبها الحاكم، هي بحد ذاتها شيئا يصب في خدمة الجنوب وقضيته والتعريف بعدالتها وكشف كل مستور وخافي عن هذه القضية لينجاب من فوقها نقع التظليل وغبار التشويه وهذا لن يتأتى إلا اذا ما خلصت النوايا التي لا يعلم بسرائرها الا العليم في علاه بخفايا الصدور وخائنة الأعين، بعيدا عن -تسويق الذات او تحسين صورة حاكم او حزب او شخص- يحاول يحاولوا- ان يعيدوا إنتاج انفسهم بقوالب سياسية جديدة تتماشى مع القادم، او تكون هذه اللقاءات مجرد انحنائه للعاصفة حتى تمر.
يوم الخميس الماضي17نوفمبر تداعى عددا من اساتذة جامعة عدن بمعية اخرين لإنشاء مكون جنوبي جديد(الملتقى الوطني لأبناء الجنوب) تحت شعار: نحو حل وطني للقضية الجنوبية"، بحضور نحو خمسمائة مشارك، كما قيل،على الرغم من ان العديد كانوا اعلنوا انسحابهم ولم يحضروا .
الحشد الجماهيري الذي طوق مدخل قاعة اللقاء بخور مكسر المردد للشعارات الجنوبية وحتى الشعارات المناهضة لهذا اللقاء ورفع الاعلام الجنوبية يعتبر ظاهرة صحية ان ظلت بدائرة اللياقة السلمية والادبية، فحتى اجتماعات رؤساء العالم تحاصرهم جموع غفيرة وتطوق اجتماعاتهم جماهير متطرفة احيانا.
هذا اللقاء بحد ذاته يعتبر شيء طيب حتى مع معرفتنا ان من نظم ورتب له هي جهة مؤتمرية. ولكن من منطق تكريس ثقافة التسامح الجنوبي وقبول الاخر يجب ان نحسن الظن بهؤلاء مع ان من ينتقد عقد هذا اللقاء يمتلك حجة قوية مثل ان يقول ان هذا اللقاء هدفه اثارة التشويش على القضية الجنوبية امام الخارج خصوصا مع احتمال وصول مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر الى عدن بنفس يوم عقد هذا الملتقى- وهذا الوصول لم يحدث كما نعرف- الشي الآخر من تفنيد منتقدي هذا اللقاء هو ان هذا اللقاء انعقد قبل يومين من مؤتمر القاهرة الجنوبي وهي حسب نقدهم تعتبر محاولة خبيثة لتشتيت رأي المراقبين بالداخل والخارج علاوة على ان ما ورد في مشروع وثيقة تأسيس هذا الملتقى هي حلول لا يقبل بها ادنى سقف جنوبي- باستثناء بعض النقاط الجيدة بالمشروع- خصوصا ان القوى التي عبثت بالجنوب منذ غزو 94م تعترف اليوم بمليء فمها وعلى رؤوس الاشهاد ان ما هو حاصل بالجنوب منذ ذلك التاريخ هو عبارة عن (استعمار) ونهب وتكفير ووووو.. ولك ان تحط ما شئت من الخطوط تحت كلمة استعمار التي استخدمها حرفيا احد من ظنوا انهم انتصروا على الجنوب بذلك الصيف القائظ.
وبالتالي -والكلام هنا لايزال لمنتقدي هذا الملتقي- فأن ما ورد في هذا المشروع يجعل من الصعب القبول بان اصحاب هذا المشروع -الذين نحترم شخوصهم- بانهم تعاطوا بأمانة وحيادية ازاء قضية بهذا الحجم بعيدا عن توجيهات الحاكم القابع هناك وهو يمسك (ريموته) المؤتمري عن بعد .وكأني بمنتقدي هذا الملتقى يقولون): انه من العبث أن نغرس الورد بطريقة الصبّار ، أو أن نغرس الصبّار بطريقة الورد).
بالمجمل نقول ما اسلفنا ذكره: ان انعقاد هذه اللقاءات ان خلصت النوايا وغادر اصحابها نعيم السلطة وغوايتها الى ملكوت هيكل القول الصادق الذي لا يخشى من يتهجد بمحرابه ان يقول الصدق امام حاكم فاسد وطاغية مهووس بالحكم مثل ذلك الصنم في قصره الوثير بطريق الستين بصنعاء حتى وان لـوّح بيديه المرتعشتين بذهبه وسيفه. ولا تصدقوا ابدا المثل الفاسد: (إذا نطق المال صمت الحق).
-حكمة:(لا تستطيع ان تقلع رائحة زهرة حتى ولو سحقتها بقدميك).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق