الجوجري..رحيلك خسارة على شعب الجنوب والأمة العربية
الأربعاء , 11 يوليو, 2012, 09:35
جمال حيدرة
كان صباحا جميلا ورائعا ذلك الصباح الذي التقيت فيه ولأول مرة بالصحفي الكبير عادل الجوجري رئيس تحرير صحيفة الغد العربي في مكتبه أولا لاجري مع مقابلة تلفزيونية لقناة المصير عن الأوضاع في الجنوب، وثانيا لاشكره على مواقفه الشجاعة مع شعب الجنوب وقضيته العادلة وانقل له تحيات شعب الجنوب الحارة، وكان في غاية الفرح والسعادة بمقدمي أنا وفريق التصوير ورحب بنا أيما ترحيب وقبل أن أشرع بالحديث معه في محاور اللقاء كان يتحدث بحزن شديد عن ما يحدث في الجنوب من أعمال قتل وتصفيات لشباب الحراك وقبل أن أحدثه عن أخر عمل عدواني قامت به قوات الأمن في المنصورة في حق شرف محفوظ وامرأتين جنوبيتين قال لي( مؤسف ما حدث اليوم في عدن )وبدأ يسرد لي بأسى تفاصيل الحادثة، أيقنت حينها أنني أمام رجل عظيم قلما نصادف مثيله في وطن عربي فقير بالرجال المنصفين أمثال الصحفي عادل الجوجري ..
ولكم كان حزينا وملبدا في الكآبة ذلك المساء الذي نقل لي فيه نبأ وفاة الأستاذ القدير عادل الجوجري، ولأول مرة خذلتني الدموع بالتساقط فور سماعي النبأ وأحسست بقطرات دم تتسرب من قلبي، وكيف لي أن امنع دموعي واحبس آهتي ونبرات صوته القوي المنصف ترن في آذاني دون توقف وهو يتحدث عن معاناة شعب الجنوب كما لو انه واحد من أبناء الجنوب، وعائش معهم الهم والعناء..إن رحيله خسارة على الإعلام العربي وخسارة على شعب الجنوب الذي يعد عادل الجوجري من أكثر الصحفيين المنتصرين لقضيته العادلة، وهو الناصري الأكثر أدركا وفهما لوحدة باتت في خبر كان..
اجل أسعدني وشرفني كثيرا التعرف عليه وأوجعني أكثر رحيله المفاجئ، وما بين الاثنين اقل من أثنى عشر ساعات، إذ التقيته عند الساعة الثانية ظهرا وجاءني نبأ وفاته عند الساعة الواحد ليلا من ذات اليوم ..
يا لله ما أقسى قدرك ومشيئتك وأنت تأخذ منا واحدا من أنبل وأشجع وأكفاء الصحفيين المنتصرين للحقيقة أينما كانت ووجدت، ويمتلك ذاكرة قومية تؤرشف الأحداث دون تجاهل او تحيز ..
الرحمة تغشاك فقيد الإعلام العربي ورب الكلمة الحرة الصادقة النزيهة وعزائنا للأسرة الكريمة بهذا المصاب الجلل وان لله وان إليه راجعون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق