بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 مارس 2012

ليس لشهدائنا ثمن إلا الاستقلال !! ( بقلم / إياد الشعيبي )


ليس لشهدائنا ثمن إلا الاستقلال !! ( بقلم / إياد الشعيبي )
الثلاثاء, 20 مارس 2012 00:46


أرهقا نفسيهما كثيرا كل من الأخ الدكتور عيدروس النقيب والأخ الوزير الدكتور واعد باذيب في استنكار قرار هادي الذي يكرس في أول خطوات العملية السياسية اليمنية بعد الانتخابات الصورة "الاحتلالية" البشعة التي تؤكد شرعية مطالب الشعب الجنوبي في التحرر من الاحتلال اليمني ذو الوجوه المتعددة ، بل ويذهب في تأكيد صحة ما يعتبره الجنوبيون أن صالح وهادي ونظاميهما السابق والحالي هما وجهان لهذا الاحتلال لا تتغير صورتهما بتغير صورة الأشخاص وحسب ، بل بتغير الأخلاق والضمائر والمبادئ وهو ما لم يكن ولن يكون.


علاوة على ذلك فإن قرار الرئيس هادي يكشف فشل كل من الأخوين العزيزين النقيب وواعد ومن معهما من مراهني الشراكة الجنوبيين على حكومة الوفاق ونظام هادي والعملية السياسية القائمة برمتها أن تذهب باتجاه تحقيق ما سبق وطرحوه وروجوه في كل جولاتهم السياسية من تغيير منشود يفضي ببناء العقل الشمالي القادر على تحقيق التوازن والمساواة في طريق إثناء العقل الجنوبي عن مطلب الاستقلال والتخلي عن "الحلول المتطرفة" لقضية الجنوب ، أو هكذا أرادوا وصفها لتحقيق مبدأ الشراكة والمساواة الذي يسعون إليه منفردين دون شعب الجنوب.!!


لا يحتاج الجنوبيون مخصصا ماليا يستجدوه من هادي يا دكاترتنا الكرام .. ولو كانوا يريدون ذلك لما قدموا أرواحهم رخيصة لأجل أهدافهم النبيلة والسامية .. هم يريدون وطنا لا يقاسمهم فيه "محتل أو مغتصب" .. يريدون كرامة لا تستجدي حاكما "لقمة عيش" .. يريدون حرية لا تكسر "أعناق الحقائق" .. يريدون وطنا لا يساوم على بيعه شريف أو حر أو غيور ..


يقول الدكتور عيدروس النقيب في مقالة له نشرت الاثنين 19 مارس أن "القضية الجنوبية ليست مجرد فقدان عمل أو قضية شهيد" ويرى أيضا"أن علاجها لا بد أن يتخذ بعدا سياسيا وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بما تعرض له الجنوب من تمييز عمدي وما تعرضت له الثقافة والهوية والتاريخ من تشويه ومسخ واستصغار فقط لأن الجنوب كان الطرف المهزوم في حرب عبثية".

الدكتور النقيب يدعو لمبدأ مساواة شهداء الجنوب بشهداء الجمهورية العربية اليمنية بمخصص مالي في حين يعتبر أن قضية الجنوب ليست قضية شهيد لكنه بالضرورة يرى حلها في إطار بعد سياسي من بوابة ما أسماه (الحوار الوطني) ، وتناسى بقصد أو بدون قصد أن القضية التي سقط من أجلها شهداء الحراك السلمي الجنوبي وأظهروها للعالم بفضل أرواحهم التي أزهقتها رصاص "المحتل" هي قضية دولة وشعب وهوية وأرض مورست بحقها أفعال وممارسات يتحاشى الدكتور النقيب أن يصفها بـ "الاحتلال" التي بكل تأكيد لم يقدّم شهداء الحراك أرواحهم رخيصة إلا من أجل طرد هذا المحتل ، أو هكذا رددتها ألسنتهم حين صعدت أرواحهم إلى بارئها.

وبالتالي أقول لكل غيور على دماء شهداء الجنوب الأبطال أن أي حلول تنتقص من خيارات ومطالب هؤلاء الشهداء، لا تقل أبدا بشاعة عن تلك الرصاص والقذائف وراجمات الصواريخ التي غدرت بتلك الأرواح الطاهرة ، ولا تعنى بحال من الأحوال اولئك الشهداء والجرحى وعائلاتهم وحراكهم السلمي الجنوبي.


أخي إن دمّك دمّي

وهمّك همّي ..

وسيفكَ حين يغرسُ

بعمقِ عدوّكَ سيفي

فلا تخذلنّي!

..

أنا يا أخي أنتَ أو هكذا كنتَ

حين أكلنا على مائدة الجوع آلامنا

حين شربنا على منهل الموت أدمعنا

حين افترشنا العراء

وكنا نغنّي !

..
"بلادي بلادي بلاد الجنوب

وجمهوريه عاصمتها عدن"

تذكر .. إذن

وقلْ لي أي ثمن

هو ذاك

لا يخذلنّي..!




* إعلامي جنوبي مقيم في سويسرا
انشر الموضوع على :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق