بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأحد، 25 مارس 2012
حتى لا ننسى وجب التذكير لكل من لديه فقدان الذاكرة
حتى لا ننسى وجب التذكير لكل من لديه فقدان الذاكرة
شعب الجنوب شعب مناضل لا يقبل الظلم ولا يقبل الاستبداد ولا يقبل ان يعيش تحت المحتل والتاريخ شاهد على ذلك ولقد مر الجنوب بماسي لا تحصى ولا تعد كان اخرها وقوعه تحت قبضة استعمار همجي ومتخلف اسمه الاستعمار اليمني الزيدي الذي استطاع تحقيق مطامعه باحتلال الجنوب عن طريق الغدر والخيانة باسم الوحدة والأخوة المزيفة والذي حاول جاهدا وفي فترات زمنية مختلفة ان يجتاح الجنوب عبر الحروب العدوانية لكنه فشل بل وتكبد هزائم متتالية في العام ١٩٧٢م والعام١٩٧٨م عندما كان الجنوب دولة عصرية موحدة هي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والذي كانت تتمتع بحضو ر محلي ودولي كبيرين وذلك بفضل وحدة وتلا حم شعب الجنوب من ميون غربا وحتى المهرة شرقا ومن الضالع شمالا وحتى سوقطرى جنوبا .
لكن الأقدار ومشيئة الايام اوقعت الجنوب في فخ وحدة وهمية جعلته يدفع الثمن غاليا من جراء التسرع في الدخول لهذه الوحدة التي صارت بين عشية وضحاها في واحدة من الذكريات المؤلمة لشعب الجنوب بفعل تحولها الى وحدة احتلال وهيمنة وسيطرة والغاء وطمس الهوية .الجنوبية وطرد اهلها وطمس هويتهم واستبدالهم بمستوطنين جدد من تتار الشمال .
لكن شعب الجنوب لم يستسلم ولن يرضخ لكل هذه المصائب فاعلن رفضه البقاء ضمن وحدة وهمية واعلن عدم السماح بتمرير مشروع القوى المتخلفة الظلامية على الجنوب واعلن تحركه في محاربة ومقاومة قوئ الفساد والتخلف ولان الجنوب فقد كل مقوماته كدولة وفقد جيشه العقائدي واصبح موازين القوى بين الشمال والجنوب مختلة مرجحة كفتها لصالح نظام الشمال فلم يكتب له النجاح في التمكن من تغيير شيء بل ما هو أفدح فلقد وقع في فخ حرب ظالمة خسر فيها كل شيئ وذلك في صيف العام ١٩٩٤م اصبح شعب الجنوب بين عشية وضحاها في قارعة الطريق ومشرد خارج الوطن.
رغم كل هذا فشعب الجنوب ومناضليه لم يستسلموا للأمر الواقع بل اعلنوا رفضهم للبقاء تحت المحتل واعلنوا باستمرارهم في النضال لاستعادة الحق والهوية الجنوبية بمختلف اشكال النضال السلمي والمقاوم ان تطلب الامر ذلك ومر هذا النضال بمراحل مختلفة بعد العام ١٩٩٤م تم اعلان المعارضة الوطنية الجنوبية في الخارج موج ثم تلاها مباشرة اعلان حركة حتم العسكرية ثم الانتفاضات الشعبية بمختلف أشكالها الى ان تم اعلان الحراك الشعبي السلمي الجنوبي ممثلا بثورته السلمية كخيار حضاري في استعادة الحق الجنوبي في الحرية والاستقلال وذلك عندم اعلن في ٢٤ مارس ٢٠٠٧م تاسيس الحراك على مستوى الجنوب كله وكموحد لكل الحركات النضالية الجنوبية الاخرى في مكون واحد اسمه الحراك السلمي لتحرير الجنوب والذي يصادف الذكرى الخامسة ليوم تاسيسه اليوم ٢٤من مارس. ٢٠١٢م
وباعتبار الحراك السلمي الجنوبي النموذج الرائع لكل ثورات الربيع العربي توجب علينا جميعا الالتفاف حوله باعتباره الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية الذي به نستطيع استعاد الحرية والاستقلال للجنوب كحد ادنى للوفاء تجاه كل الشهداء الذين سقطوا هل مذبح الحرية في الجنوب في الماضي والحاضر والمستقبل وان اهم شيئ نقدمه لهذه المناسبة العظيمة هو توحد كل القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج تحت سقف رؤية واحدة ومشروع واحد وهدف واحد اسمه الهدف المتل بالحرية والاستقلال ووحدة الجنوب أرضا وشعبا. والله من وراء القصد
عبد الحافظ العفيف
الأمين العا للحراك السلمي لتحرير الجنوب. بريطانيا
·
إلى القادة التاريخيين . . . وحدونا أو دعونا نتوحد (بقلم د. عيدروس نصر ناصر )
إلى القادة التاريخيين . . . وحدونا أو دعونا نتوحد (بقلم د. عيدروس نصر ناصر )
السبت, 24 مارس 2012 03:51
لست من المتحمسين لمفهوم "القيادات التاريخية" التي درج اليمنيون على استخدامه كلما اقتضت الحاجة الحديث عن الشخصيات الوطنية ذات الأدوار البارزة على مدى مراحل تاريخية طويلة تمتد لعقود وبعضها لما يتجاوز نصف القرن، لكن عدم الحماس هذا لا ينفي الاعتراف بالأدوار المتميزة التي لعبها البعض من الشخصيات الوطنية في مراحل النضال المختلفة ضد الإمامة والاستعمار أو في مراحل البناء اللاحقة.
إن الاعتراف بالأدوار التاريخية لهؤلاء المناضلين لا يمنحهم الحق في الاستمرار في التحكم في مسار الحياة السياسية وافتراض أن الحقيقة الوحيدة هي تلك التي في رءوسهم وإن ما عدا رؤاهم وتصوراتهم هو الباطل الزهوق.
أقول هذا بمناسبة الحديث عن محاولة توحيد مواقف المعارضة السياسية الجنوبية في الخارج، ونحن قادمون على مؤتمر الحوار الوطني الذي يفترض فيه أن يعيد الاعتبار لمعايير المواطنة وتقرير حق الجنوب والجنوبيين في الاعتراف بما لحق بهم من ضيم على مدى ما يقارب عقدين من الزمن وبالتحديد بعد الحرب اللعينة في 1994م التي حولت المشروع الوحدوي إلى مكسب شخصي لرأس السلطة المنتصرة على الشعب وحولت الجنوب إلى غنيمة حرب تقاسمها المنتصرون (الشماليون والجنوبيون على السواء) كما يتقاسم الورثة تركة آبائهم وأجدادهم أو كما يتقاسم اللصوص غنيمتهم.
وبمناسبة الحديث عن مؤتمر الحوار الوطني وبصدد القضية الجنوبية، إن المنطلق الأساسي لأي حوار وطني هو الاعتراف بمشروعية وعدالة القضية الجنوبية وهذا الأمر قد صار تحصيل حاصل حيث يقر الجميع بما لحق بالجنوب من ظلم وتعسف، صار يجهر به حتى من ساهموا في صناعته، وبغض النظر عن مزايدة المزايدين ومن يريدون أن يسخروا هذا الاعتراف لغرض المماحكة مع بعضهم البعض فإن ما يهم المواطنين الجنوبيين هو استعادة الحقوق المنهوبة والثروات المسلوبة والحريات المصادرة والثقافة الممسوخة والشخصية المهمشة والتاريخ المزور على مدى ما يقارب عقدين من الزمن، فضلا عن آلاف الضحايا من الشهداء والجرحى والمعوقين الذين قضوا جراء العنف الرسمي في مواجهة فعاليات الحراك السلمي على مدى أكثر من خمس سنوات، واستئصال كل الآثار التدميرية لحرب 1994م الظالمة.
لقد مكنتني الصدفة بمعية عدد من المواطنين اليمنيين القيمين في بريطانيا، من المشاركة في إحدى الندوات التي نظمها المعهد الملكي البريطاني للشئون الدولية المعروف بـ ( (HCATHAM HOUSEتناولت الشأن اليمني تحت عنوانين رئيسيين: القضية الجنوبية، والحوار الوطني، وبصدد القضية الأولى أجمع المشاركون، وهم باحثون ومتخصصون في شئون اليمن وصحفيون وكتاب وأساتذة جامعيون بريطانيون وأمريكيون ، أجمعوا على مشروعية وعدالة القضية الجنوبية لكنهم أجمعوا أيضا على صعوبة التقاء المعارضة الجنوبية عند موقف واحد وتفكك وتمزق من يتبنون القضية الجنوبية وهو ما يقتضي الوقوف الجاد والصريح مع القيادات الجنوبية لمساءلة النفس: ماذا قدمتم للقضية الجنوبية، وماذا يمكنكم أن تقدموا وهل وجودكم في الحياة السياسية للجنوبيين يخدم القضية الجنوبية أم إنه يلحق بها بعض الضرر.
أتذكر جيدا خلال الأعوام 2007، 2008 وحتى بداية العام 2009م عندما كان الحراك السلمي بدون قيادات تاريخية في الخارج، وكانت مشاركة تلك القيادات تنحصر في دعم الفعاليات الميدانية ومؤازرة الناشطين الميدانيين دون ادعاء الوصاية أو ممارسة الزعامة عليها، . . .كان الحراك يمر بأقوى فترات حياته وكان الناشطون السياسيون الجنوبيون يقفون على قلب رجل واحد، وحتى عندما تكونت حركة نجاح، والمجلس الوطني، وهيئة الاستقلال والهيئة الوطنية، لم يعرف الناشطون السياسيون في الحراك تلك التناقضات والانقسامات والمماحكات التي يشهدها الحراك الجنوبي اليوم، وهو ما يقتضي التساؤل الصريح: إلى أي مدى ساهمت إعادة ظهور القيادات التاريخية في إذكاء نيران التباين والخلاف داخل صفوف الحراك، وتحويله إلى جزر تابعة لهذا القائد او ذاك الشيخ.
أعرف جيدا أن أصابع المطابخ المخابراتية لسلطة علي عبد الله صالح ليست ببعيدة عن ما يعانيه الحراك السلمي من تنافر وانقسام، وليس أدل على ذلك من إقدام عناصر تدعي الانتماء إلى الحراك على أعمال عنف ذهب ضحيتها بعض الأبرياء المنتمين إلى محافظات شمالية، دون أن تحرك الأجهزة الأمنية ساكنا لكشف ملابسات قضايا كهذه، ومن حسن الحظ أن كثير من مكونات الحراك قد أدانت تلك الأعمال ونظمت فعاليات تضامنية مع ضحاياها، لكن ذلك لا يعفي "القيادات التاريخية" من التقصير في الحرص على وحدة الموقف الجنوبي وتقديم القضية الجنوبية بمضمونها الوطني والحضاري والإنساني بما يجذب لها المزيد من الأنصار ويقلل من دائرة المتحاملين عليها بسبب سوء تقديمها للشركاء المحليين والإقليميين والدوليين الذين لا يمكن الاستغناء عن تفهمهم لمشروعية هذه القضية وعدالتها، مع تقديرنا للجهود التي يبذلها بعض المعارضين الجنوبيين في الخارج ونشطاء الحراك في الداخل.
القضية الجنوبية تستدعي التنازل من الجميع من أجل ما هو أكبر والكف عن المكابرة والعناد والتوقف عن اعتبار التنازل عن الموقف انتقاصا ممن يتنازل من أجل قضية كبرى، من لديه قضية شخصه فشخصه بالنسبة للمواطنين الجنوبيين لا يساوي شيئا ومن لديه قضية كبيرة فهي لا بد أن تعبر عن الجميع، وإذا كان حضور (القيادات التاريخية) يلحق الضرر بالقضية الجنوبية فتواري تلك القيادات أفضل من استمرارها في واجهة الحياة، وإذا لم يكن حضورها يقدم ما يخدم القضية فحضورها لا يختلف عن غيابها.
ما يقوله اليوم الناشطون في القضية الجنوبية وكل المواطنين الجنوبيين: إن على من نسميهم بـ"القيادات التاريخية" أن يساهموا في توحيد الساحة الجنوبية ويبتعدوا عن سياسة تكوين المحاور والاستقطاب على حساب القضية الجنوبية التي هي بأمس حاجة لوحدة كل النشطاء السياسيين الجنوبيين، وإذا لم يستطيعوا الإقدام على خطوة كهذه فليدعوا الجنوبيين يتوحدون بالطريقة التي تناسبهم، ومثلما اتحدوا في معارك الحراك السلمي منذ العام 2007 فإنهم كفيلون بالسير على طريق التعبير عن مشروعية ومضمون القضية الجنوبية وإعادتها إلى الواجهة السياسية اليمنية، وعلينا أن نشكر من أسهموا في نصرة القضية الجنوبية دون أن نلزمهم في الاستمرار في مسيرة تحتاج إلى فكر جديد وفهم جديد للقضايا السياسية الوطنية تتجاوز منهج السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات من القرن المنصرم، وتستوعب المتغيرات العاصفة التي شهدها العالم ككل ومنطقتنا العربية على وجه الخصوص.
برقيات
* التعازي القلبية للأخ العميد محمد حسين اليزيدي بوفاة ابنه في حادث الاعتداء الذي جرى في مدينة عدن مطلع الاسبوع، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
* أصدق مشاعر الحزن والمواساة للأخ عبد الحكيم السعدي بوفاة ابنه المهندس احمد إثر حادث مروري تعرض له في مدينة دراسته بالولايات المتحدة الأمريكية سائلين الله للفقيد الرحمة والغفران ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
* يقول الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي
كُلّمَا أنْبـــــــــَتَ الزّمَانُ قَنَاةً رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتــــــَفَانَى
غيرَ أنّ الفــَتى يُلاقي المَنَايَا كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا
وَلَوَ أنّ الحَــــــيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضـــــــَلّنَا الشّجْعَانَا
وإذا لم يَكُنْ مِنَ الــــمَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تموت جَبَانَا
الأربعاء، 21 مارس 2012
ليس لشهدائنا ثمن إلا الاستقلال !! ( بقلم / إياد الشعيبي )
ليس لشهدائنا ثمن إلا الاستقلال !! ( بقلم / إياد الشعيبي )
الثلاثاء, 20 مارس 2012 00:46
أرهقا نفسيهما كثيرا كل من الأخ الدكتور عيدروس النقيب والأخ الوزير الدكتور واعد باذيب في استنكار قرار هادي الذي يكرس في أول خطوات العملية السياسية اليمنية بعد الانتخابات الصورة "الاحتلالية" البشعة التي تؤكد شرعية مطالب الشعب الجنوبي في التحرر من الاحتلال اليمني ذو الوجوه المتعددة ، بل ويذهب في تأكيد صحة ما يعتبره الجنوبيون أن صالح وهادي ونظاميهما السابق والحالي هما وجهان لهذا الاحتلال لا تتغير صورتهما بتغير صورة الأشخاص وحسب ، بل بتغير الأخلاق والضمائر والمبادئ وهو ما لم يكن ولن يكون.
علاوة على ذلك فإن قرار الرئيس هادي يكشف فشل كل من الأخوين العزيزين النقيب وواعد ومن معهما من مراهني الشراكة الجنوبيين على حكومة الوفاق ونظام هادي والعملية السياسية القائمة برمتها أن تذهب باتجاه تحقيق ما سبق وطرحوه وروجوه في كل جولاتهم السياسية من تغيير منشود يفضي ببناء العقل الشمالي القادر على تحقيق التوازن والمساواة في طريق إثناء العقل الجنوبي عن مطلب الاستقلال والتخلي عن "الحلول المتطرفة" لقضية الجنوب ، أو هكذا أرادوا وصفها لتحقيق مبدأ الشراكة والمساواة الذي يسعون إليه منفردين دون شعب الجنوب.!!
لا يحتاج الجنوبيون مخصصا ماليا يستجدوه من هادي يا دكاترتنا الكرام .. ولو كانوا يريدون ذلك لما قدموا أرواحهم رخيصة لأجل أهدافهم النبيلة والسامية .. هم يريدون وطنا لا يقاسمهم فيه "محتل أو مغتصب" .. يريدون كرامة لا تستجدي حاكما "لقمة عيش" .. يريدون حرية لا تكسر "أعناق الحقائق" .. يريدون وطنا لا يساوم على بيعه شريف أو حر أو غيور ..
يقول الدكتور عيدروس النقيب في مقالة له نشرت الاثنين 19 مارس أن "القضية الجنوبية ليست مجرد فقدان عمل أو قضية شهيد" ويرى أيضا"أن علاجها لا بد أن يتخذ بعدا سياسيا وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بما تعرض له الجنوب من تمييز عمدي وما تعرضت له الثقافة والهوية والتاريخ من تشويه ومسخ واستصغار فقط لأن الجنوب كان الطرف المهزوم في حرب عبثية".
الدكتور النقيب يدعو لمبدأ مساواة شهداء الجنوب بشهداء الجمهورية العربية اليمنية بمخصص مالي في حين يعتبر أن قضية الجنوب ليست قضية شهيد لكنه بالضرورة يرى حلها في إطار بعد سياسي من بوابة ما أسماه (الحوار الوطني) ، وتناسى بقصد أو بدون قصد أن القضية التي سقط من أجلها شهداء الحراك السلمي الجنوبي وأظهروها للعالم بفضل أرواحهم التي أزهقتها رصاص "المحتل" هي قضية دولة وشعب وهوية وأرض مورست بحقها أفعال وممارسات يتحاشى الدكتور النقيب أن يصفها بـ "الاحتلال" التي بكل تأكيد لم يقدّم شهداء الحراك أرواحهم رخيصة إلا من أجل طرد هذا المحتل ، أو هكذا رددتها ألسنتهم حين صعدت أرواحهم إلى بارئها.
وبالتالي أقول لكل غيور على دماء شهداء الجنوب الأبطال أن أي حلول تنتقص من خيارات ومطالب هؤلاء الشهداء، لا تقل أبدا بشاعة عن تلك الرصاص والقذائف وراجمات الصواريخ التي غدرت بتلك الأرواح الطاهرة ، ولا تعنى بحال من الأحوال اولئك الشهداء والجرحى وعائلاتهم وحراكهم السلمي الجنوبي.
أخي إن دمّك دمّي
وهمّك همّي ..
وسيفكَ حين يغرسُ
بعمقِ عدوّكَ سيفي
فلا تخذلنّي!
..
أنا يا أخي أنتَ أو هكذا كنتَ
حين أكلنا على مائدة الجوع آلامنا
حين شربنا على منهل الموت أدمعنا
حين افترشنا العراء
وكنا نغنّي !
..
"بلادي بلادي بلاد الجنوب
وجمهوريه عاصمتها عدن"
تذكر .. إذن
وقلْ لي أي ثمن
هو ذاك
لا يخذلنّي..!
* إعلامي جنوبي مقيم في سويسرا
انشر الموضوع على :
الأحد، 18 مارس 2012
نعم لتفاوض ثنائي لا لحوار وطني ( بقلم : الدكتور محمد علي السقاف )
نعم لتفاوض ثنائي لا لحوار وطني ( بقلم : الدكتور محمد علي السقاف )
السبت, 17 مارس 2012 19:00
نعم للتفاوض مع الأخوة في الشمال ولا للحوار الوطني فالحوار الوطني يجب أن يقتصر بين أطراف النزاع في الجمهورية العربية اليمنية/ بين السلطة ( المؤتمر واللقاء المشترك) والحوثيين من جهة وبينهما وأفراد ما يسمى بالقاعدة / وأنصار الشريعة . فجميعهم ينتمون إلى الوطن الواحد وعليه يجب أن يكون حوار وطني بين مكونات الوطن الواحد المتمثل في اليمن الشمالي فالقضية الجنوبية موضوعا أخر مختلف تماما لا علاقة له بمطالب الحوثين وهي شرعية ولا علاقة بأفراد القاعدة / وانصار الشريعة وهاذين الأخيرين هم صنيعة طرفي النزاع على السلطة بين الرئيس / صالح وعلي محسن الأحمر فإذا أرادوا التحاور مع أنفسهم بحوارهم مع القاعدة / وأنصار الشريعة في تضليل للجنوبين والمجتمع الدولي فهذا شأنهم وليس موضوعنا. فوضع القضية الجنوبية بنفس مرتبة الأزمة مع الحوثين والقاعدة يراد بذلك تأكيد أن الجنوب هو الفرع وهم الأصل من جهة ومن جهة أخرى أن هذه قضية يمنية تعنى اليمنيين الذين عليهم حلها كمشكلة يمنية وما يترتب على ذلك من ناحية القانون الدولي أذا قبل الجنوب بهذه الترتيبات سيعنى أن أي تدخل أقليمي أو دولي في مسار حل القضية الجنوبية سيعنى تدخل في الشئون الداخلية لليمن وهذا أمرا لا ترغب فيه الدول الأجنبية أن تتهم بها بإسثناء حالات التدخل الإنساني الذي يفرض على المجتمع الدولي في التدخل خرقاً لسيادة الدول بمفهومه القديم.
إذا كانت هناك دواعي إنسانية للتدخل كما حدث في يوغسلافيا وخاصةً لإنقاذ شعب كوسوفو لهذا يجب التنبه من هذا الأمر. من هنا يجب الإشارة بوضوح عكس ما يروج له الإعلام الشمالي أو المتخاذلين من الجنوبين معه أن أصل المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي برقم (2014) لم يشيرا أو يذكرا بالنص إطلاقا بوجوب إجراء حوار وطني وأتحدى من يذكر بالدليل عكس ذلك في الوثيقتين المذكورتين فموضوع إجراء حوار وطني هي مبادرة يمنية بحته بقبولها ستكون لها التداعيات التالية :-
1- أن الإنتصار الكبير لشباب وبقية أبناء الجنوب في رفض الإنتخابات الرئاسية في 21/ فبراير/ 2012م الماضي فأن المشاركة في الحوار ستعني الإعتراف بالسلطة التي رفض أبناء الجنوب إعطاءها شرعية دستورية التي حصلت عليها فقط من ناخبي اليمن الشمالي.
2- وستعني أيضا أننا نقبل أن القضية الجنوب هي مشكلة يمنية داخلية بنفس ترتيب أزمة الحوثيين والقاعدة في حين أن القضية الجنوبية هي قضية هوية ودولة توحدنا مع اليمن الشمالي بدوافع قومية والآن بإكتشاف شعب الجنوب تعارض هويته الجنوبية مع الهوية الشمالية والمقاصد الخبيثة من وحدتهم معنا قررشعب الجنوب إستعادة هويته ودولته.
من هنا يجب التفاوض وليس الحوار لمجرد الحوار للوصول إلي حل فلا الحوثيين ولا القاعدة يريدون إستعادة دولة لم تقم أصلا ولم يكن لها وجود وهذا عكس حالة الجنوب فكيف يتم ترتيب القضية الجنوبية مع بقية القضايا الخاصة باليمن؟ وليس صحيحا كما ذكر نائب السفير الألماني في لقائه مع تلفزيون قناة ( عدن لايف) أن قادة اليمن في صنعاء ذكروا بأنه لا يوجد سقف ولا خطوط حمراء في الحوار حول القضية الجنوبية فهذا الكلام غير صحيح فهل صرح قادة الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام أن الحوار يمكن أن يكون خارج سقف الوحدة وإمكان إقرار حق الجنوب في تقرير مصيره؟ هل يمكن للرئيس صالح سابقا والرئيس الحالي ورئيس الوزراء وعبدالوهاب الأنسي إقرار إمكان حدوث تفاوض مع الجنوب خارج سقف الوحدة إذا قاموا بإعلان ذلك علنا فأهلآ وسهلآ وسنقول لهم مدينة جنيف عاصمة سوسيرا المحايدة سنلتقي بهم بحرارة وستدخلون التاريخ وقاعدتنا القانونية في التفاوض معكم( كجنوبيون) ستكون قراري مجلس الأمن برقمي (924/931) لعام 1994م هاذين القرارين نافذين لماذا ترفضونهما وتفضلون عليهما قرار 2014 المتعلق فقط بموضوع الصراع على السلطة بينكم وأنتم تعلمون ذلك جيدا كما تعلم أيضا الدول الإقليمية وخاصة المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بخبرتهم الطويلة في شأن القضايا الدولية لم يذكروا لا في قرار مجلس الأمن 2014 ولا في المبادرة الخليجية أي إشارة إلى وجوب إجراء حوار وطني ولم يكن إعتباطا منهم إغفال ذلك لأنهم يعلمون إختلاف أبعاد القضية الجنوبية عن بقية قضايا ومشاكل اليمن ويعلمون جيدا مثلهم كمثل قادة صنعاء أن أساس حل القضية الجنوبية يتمثل في قراري مجلس الأمن الدولي لعام 1994م وإلتزام الحكومة اليمنية حينها بالحوار مع الجنوب بدعم من مجلس التعاون الخليجي والقوى الدولية في مجلس الأمن فهل يمكن الأن أن تدعو السلطة في صنعاء إلى التفاوض مع الجنوب على أساس قراري 1994م في أرض محايدة لتفادي تعقيدات خطيرة في ملف القضية الجنوبية الوقت يمر وقوى إقليمية عديدة قد تعقد حل هذه القضية مثلما وافق الجميع من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والمملكة العربية السعودية التي كانت وحدها في عام 1961م حيث بقية دول مجلس التعاون كانت واقعة تحت الهيمنة البريطانية وافقتم على فك إرتباط سوريا من مصر دون إعتراض وجمال عبدالناصر لم يعترض على ذلك هل يمكن لقادة صنعاء الإرتقاء إلى مستوى قرار عبدالناصر أم الجميع مصابون بمرض الإزدواجية في المواقف.
نأمل الحفاظ والنظر إلى أهمية مستقبل العلاقة بين شعبي الجنوب والشمال حتى لا تقطع ما تبقى من شعرة معاوية بينهما بقبول سلس لفك الإرتباط كما عمله الراحل/ جمال عبدالناصر.
انشر الموضوع على :
الأربعاء، 14 مارس 2012
مصر و الحراك الجنوبي ( بقلم:عادل الجوجري ) الأربعاء, 14 مارس 2012 20:41
مصر و الحراك الجنوبي ( بقلم:عادل الجوجري )
الأربعاء, 14 مارس 2012 20:41
رئيس تحرير مجلة الغد العربي-مصر
----------------------------------
وسط زحمة الاستغراق في الشأن المحلي وانهماك التيار الإسلامي الذي حصد أصوات الناخبين فوجد نفسه مسيطرا على البرلمان، وقد يشكل الحكومة ،وسيؤثر في انتخابات رئاسة الجمهورية ،بدا واضحا أن القضايا العربية تراجعت في سلم اهتمامات البرلمان، بل وتعاطي النخب السياسية بصفة عامة ،ناهيك عن ارتباك وتسرع شاب موقف البرلمان من القضية السورية فقرر قطع العلاقة مع البرلمان السوري وأيد سحب السفير المصري من دمشق وسفر السفير السوري من القاهرة في حين أن السفير الصهيوني لازال موجودا في مصر يأكل من خبزها المدعم، ويشرب من نيلها،وهذه المفارقة توضح إلى أي مدة ساد الارتباك العقل السياسي المصري المنزوي في كهف همومه الداخلية دون أفق عربي.
من هنا لم يأت ذكر اليمن في أي حديث سياسي في البرلمان ،ولاعلى لسان رئيس الحكومة وباستثناء معالجات خجولة من الصحف والفضائيات لأخبار يمنية متناثرة لاتكاد تجد حضورا للشأن اليمني فكيف الحال مع القضية الجنوبية؟
القضية الجنوبية هي القضية الأكثر حضورا في الساحة اليمنية ،وهي لها عندي اعتبارات عديدة لذلك أردت أن اكتب هذا المقال كرسالة إلى الأشقاء في جنوب اليمن ،نقول لها نحن معكم، نشد من أزركم ونشد على أياديكم، وممتنون لدوركم في تحريك المد الثوري العربي ،وانقل فيها انطباعاتي عن مدن زرتها، ومشاعري عن أصدقاء بصفاء السحاب عرفتهم،واكتب عن قطعة من أرض العرب ورحيق العروبة فوجدتني احفر السطور فوق جبين الزمن السطور التالية:
( هي الجنة الموعودة في سير الأولين ،هي الحلم بعيد أو قريب المنال،هي الكحل التي به تتسع حدقة العين فأرى الكون غير ماكان ولا كان،هي الواقع والحب الحلال ،هي الأرض الطيبة هي الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت وكل الأسماء التي علمها الله لآدم،هي شبر من أرض الجنوب،هي الصداقات الخضراء ،هي العفة والعفيف ،هي المسبح والمسبحة ،هي آيات الكتاب السماوي ،وهي ديوان شعر لم يمسسه بشر،هي الانحياز الايجابي وعدم الحياد،هي ثروتي من أخوة وأخوات من أبناء لم تلدهم بطن أمي لكنهم ظلوا في ضميري أغنية فيها مافيها من شجن ،يتسلل كالندى عند الفجر على جدران هذه المدن التي لها في التاريخ تاريخ،وهي التي كلما سمعت عنها حكايات ظننت أنها الأساطير ،وحتى أسماء قياداتها مثل الأساطير،وكل ماجرى فيها مثل الخل الوفي الذي راحوا يبحثون عنه في صنعاء فما وجدوا إلا الغدر يكمن في جوف القصر ،وخلف الجدار وأن أنصار نظرية (عودة الفرع إلى الأصل)حاضرون، متربصون ،مدججون بفقه القبيلة ودسائس العسكر،يحيكون المؤامرة وفي كل المؤسسات بغية التهام كعكة الجنوب.،وتراب الجنوب وعطر الجنوب.
وأجمل مافي الجنوب شبابه ،فهناك 60%من أبناء الجنوب تحت سن الخامسة والعشرين ،وهذا يعني أنه مجتمع شبابي يضج بالحيوية والقدرة والرغبة في الإنتاج ،والحماسة لصنع مستقبل لهذا الجيل الذي يحلم بالحداثة والتنمية، والأهم من ذلك كله الكرامة الوطنية.،فليس هناك لدى الجنوبي أغلى وأنفس من الكرامة حتى النفس تهون أمام الكرامة.
من هنا يمكن أن نفهم لماذا اعترض الجنوبيون على عبد ربه منصور مع أنه جنوبي أو شبه لهم ،فهم يريدون مجتمعا حديثا وشفافا، ولا يريدون هذه الوحدة البائسة التي لم تنتج إلا الفقر والتهميش وإهدار الكرامة ومع أنني وحدوي الفكر والمسلك إلا أن ماجرى في جمهورية اليمن لاسيما بعد حرب صيف 94ليس وحدة ، ولا تضامن ولا تكامل ،وإنما ضم ونهب وإلحاق وفيد واستنزاف لثروات الجنوب، والأهم استنزاف طاقة شعبه وقدرته على الحياة الحرة الكريمة.
لقد اثبت الجنوبيون مجددا أنهم أصحاب حضارة وثقافة وإرادة ،وليس عندي شك أنهم سيحققون هدفهم الذي تتجمع حوله إرادة الأغلبية وليس عندي أي اعتراض على ماترتضيه الأغلبية ،فهذه هي الديمقراطية، كما أن سيدنا رسول الله"صلعم " قال فيما معناه " أن أمتي لا تجتمع على خطأ"،لذلك أيدت قرارهم في مقاطعة ورفض الاستفتاء على انتقال السلطة إلى عبد ربه منصور في تمثيلية مفضوحة ومكشوفة لا تنطلي على أحد فضلا عن الشك أصلا في الجهات الدافعة إليها والمتحمسة لها وهي مجلس التعاون الخليجي الذي صاغ مبادرة من حجم ونوع المؤامرة التي صادرت حق الشعب اليمني في اختيار النظام السياسي الذي يريده والقيادات التي تعبر عنه،ومن هنا انحزت إلى قرار أهل الجنوب وأعلنته في "قناة الحدث" التي اعمل فيها مستشارا سياسيا ،وحرصت القناة على استضافة قيادات الجنوب من كل الأعمار والاتجاهات من المهندس حيدر عطاس إلى الدكتور حسين عاقل مرورا بقيادات من كافة الحساسيات السياسية الجنوبية إدراكا لحقهم في التعبير عن قناعاتهم التي يحاول كثيرون مصادرتها.
إن الحل الوحيد للقضية الجنوبية –في اعتقادي- يكمن في معرفة رأي الشعب بأي طريقة سواء استطلاعات الرأي الصادقة أو الاستفتاء أوالحوار المباشر مع أبناء الجنوب ومن كل الفعاليات ومنها القيادات التاريخية بكل تجلياتها وبدون استبعاد أحد ،وصولا إلى قيادات الحراك الشعبي التي ألهمت الثورات العربية فن العمل النضالي السلمي مهما كانت استفزازات السلطة،ومهما كان القصف المدفعي ، ومرورا بكل الأحزاب المشاركة في صياغة القرار.
إن اكبر خطأ سيرتكبه عبد ربه منصور وأي قيادة بما في ذلك الحزب الاشتراكي وأي حزب له منشأ جنوبي هو استبعاد رأي الشارع أو ادعاء أنه يمثله فقد ثبت جليا أن الشارع أصدق أنباء من الكتب ومن السياسيين ،ومن مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن الذي ابتلع قراريه الخاصين بالجنوب 924و931رغم أنهما ينصان بشكل واضح على عدم الاعتراف بأي واقع ترسمه الحرب في الجنوب.
ومن البديهي أن مستقبل شعب الجنوب يرسمه شعب الجنوب بدون وصاية ،ولا استعلاء أيديولوجي ولا هيمنة من أي طرف،لأن من ضحى هو شعب الجنوب ومن حوصر هو شعب الجنوب ومن نهبت أراضيه وممتلكاته، وأهينت مشاعره الوطنية هو شعب الجنوب، لاسيما من فقراء القرى ،وبسطاء المدن وهؤلاء لايمكن تعويضهم بمال الدنيا في اتساعها، ولا ثروات الأرض في دورانها وعمقها،ولا بمجلس النواب الذي لايجتمع ولا صناديق الاقتراع الملونة والملوثة ولا عبد ربه ولاعلي عبدالله صالح ولا أي كائنا ماكان إلا مايراه شعب الجنوب الذي ترابه من فضة ،لكن كرامته من ذهب،لذلك أقولها بكل حب واحترام للجميع:أيها المارون من أرض الجنوب ،والعابرون والمارون والفارون من أرض الجنوب ، قفوا احتراما لشعب الجنوب،وقدموا قصائد الامتنان للحراك الجنوبي،وافتحوا كل النوافذ ،فغضبة أبناء الجنوب آتية لامحالة، وهي كالريح تقتلع كل الأشجار الواهية وتنزع الجدران من ثوابتها وتطيح بالعروش إن ظنت أنها راسخة ،والاهم من هذا كله أنها ترسم فوق قرص الشمس ابتسامة طفل ولد في الصباح وفي يده زهرة من أرض الجنوب.
انشر الموضوع على :
الشهر القادم سيشهد اكبر ثورة نقابية جنوبية بالعالم فك ارتباط نقابات الجنوب بالشمال الطريق الاقرب لفك ارتباط عدن بصنعاء
14 March 09:52
مهم جدا
--------
الشهر القادم سيشهد اكبر ثورة نقابية جنوبية بالعالم
فك ارتباط نقابات الجنوب بالشمال الطريق الاقرب لفك ارتباط عدن بصنعاء
هنا المكلا/ بقلم : أمين محمد الشعيبي 13-03-2012م
شهر واحد ويكون الاحتلال اليمني قد أنهى عامه الثامن عشر منذ احتلاله للجنوب ، ولذالك فأن كافة نقابات الجنوب تكون هي ايضاً اكملت 18 عام من الاقصاء والتهميش والتدمير والقهر لكنني ارى إن هذا الشهر المتبقي والاشهر الذي تليه ستشهد الجنوب اكبر أنتفاضة نقابية في العالم حيث يستعد أبنا الجنوب بكل فئاتهم لفك ارتباطات نقابات الجنوب بصنعاء وكذالك أعادة إحياء نقابات المهن الذي الغى الاحتلال نقاباتها وهي ثورة نقابية عمالية كبرى ستكون بمثابة السكاريب وتسمى ايضاً (البراغي او المسامير) الذي ستفصل ما تبقى من مكينة 22مايو 1990م .
نعم كل نقابه ستفك سكروب من سكاريب الوحدة المشؤمة ورويداً رويداً حتى يفتك ارتباط عدن بصنعاء ، وهذا العمل النقابي الجنوبي العظيم سوف يحرر شعبنا من الانتمائات الحزبية والفئوية والمناطقية الضيقة الذي عانا ولازال يعاني منها جنوبنا الغالي حتى اليوم .
لذالك فكما بدئت نقابة الفنانين الجنوبيين ونقابة الصحفيين الجنوبيين وبعدها نقابة المحامين الجنوبيين في فك ارتباطهن بنقابات الجمهورية العربية اليمنية ، فانه يتوجب الاسراع في التشاور لفك ارتباط أهم النقابات والذي تاتي على راسهن النقابات التالية :-
1) نقابة المعلمين الجنوبيين.( ويضم كل المعلمين الجنوبيين في المدارس الحكومية والخاصة بالجنوب وخارج الجنوب)
2) نقابة الاطباء الجنوبيين. ( كل الاطباء الجنوبيين إينما كانوا في مستشفيات الجنوب او الخارج)
3) نقابة الصيادلة الجنوبيين. ( كل صيادلة الجنوب وملاك الصيدليات الجنوبيين اينما وجدوا )
4) نقابة المهندسين الجنوبيين. ( جميع المهندسين الجنوبيين في المرافق الحكومية وفي الشركات داخل الجنوب وخارجه)
5) نقابة الاكاديميين الجنوبيين. ( وهي تخص دكاترة جامعتي عدن وحضرموت وباقي الاكاديميين الجنوبيين الذين يعملون في جامعات الاحتلال صنعاء وتعز وكذالك الاكاديميين الجنوبيين المتقاعدين الذين يعانون من ضروف صعبة جداً )
6) نقابة المزارعين والفلاحين الجنوبيين. ( كل ملاك المزارع وكذالك العاملين فيها والفلاحين الذين يعملون في مزارعهم الخاصة في الريف والحضر)
7) نقابة الادباء والكتاب الجنوبيين. ( كل الادباء والكتاب الجنوبيين إينما وجدوا)
8) نقابة الصيادين الجنوبيين. ( كل صيادوا الجنوب في بحر العرب وخليج عدن والبحر الاحمر )
9) نقابة المغتربين والمهاجرين الجنوبيين. ( المهاجرين والمغتربين والمشردين والاجئين الجنوبيين في كل اصقاع الارض)
10) نقابة الممثليين والرسامين الجنوبيين. ( كل الممثلين والرسامين الفوتوغرافيين ورسامي الكاريكتير ومن يعملون في التمثيل وفي الرسومات )
وغيرها من النقابات الذي لها ارتباط بالجمهورية العربية اليمنية او كانت موجودة والغيت بعد الاحتلال وعندها فان شعبنا الجنوبي سوف يكون قد فصل جميع السكاريب الذي ركبت في مكينة عام 1990م بين صنعاء وعدن والمتبقي هو سحب الطرفين عن بعض بكل سهوله ويسر.
الثلاثاء، 13 مارس 2012
مرة أخرى عن مأساة أبين
مرة أخرى عن مأساة أبين
د . عيدروس النقيب
ليست أبين حالة استثنائية من بين محافظات اليمن من حيث مواردها البشرية ومقدراتها المادية، فلا ينقصها الأبطال من النساء والرجال ولا تنقصها الإمكانيات المادية ولا الممكنات الطبيعية، كما يزخر تاريخها بالكثير من الأحداث التي تشهد على أن أبين لا تقل قدرة على الخصب والولادة الدائمين للكثير من العطاءات والكفاءات القادرة على الإسهام في صنع التحولات التاريخية.
ويكفي أن نذكر هنا أن أبين هي مسقط رأس الكثير من الرجال والنساء الذين تركوا بصماتهم غير القابلة للمحو من ذاكرة الأجيال من خلال إسهامهم في التغيير التاريخي لليمن المعاصر، أمثال الرئيس الشهيد سالمين، والفقيد محمد علي هيثم والسلطان محمد بن عيدروس العفيفي، والرئيس علي ناصر محمد والشهداء حسين عبد الله محمد (ناجي)، وجاعم صالح وعلي سالم الأعور وثابت عبد حسين والمناضل علي صالح عباد (مقبل) والقائمة تطول وتطول، ومثل هذه القائمة يمكن الحديث عن مناضلات أبين الكثيرات أمثال المناضلات نور عبد الله محمد وطلحة الأحمدي وثريا سالم مجمل وصالحة عبد الله سعيد وغيرهن الكثيرات.
لماذا وقعت أبين في ما وقعت فيه من مأساة حولت حياة أبنائها إلى جحيم حقيقي؟ ماذا يكمن وراء هذه المعاناة التي صارت أبين ضحيتها أرضا وإنسانا؟
ببساطة شديدة لقد سُلِّمت أبين إلى أيادي لا تصون الأمانة ولا ترعى للذمة عهدا ولا وفاء، بل إن الذين تسلموا أبين بعد 1994م انصرفوا منذ اليوم الأول لنهب خيراتها والاستيلاء على مقدراتها وتحويل ثرواتها ومواردها الكثيرة إلى شركاتهم الاستثمارية وأرصدتهم المالية في بنوك أوروبا والخليج وغيرها، . . لقد راهن أبناء أبين على أي بقايا ضمير لدى هؤلاء لكن هذا الرهان كان في غير محله، إذ لم يجنوا من هذا الرهان سوى الخيبات المتواصلة عندما اكتشفوا أن ناهبي أبين ما إن قضوا وطرهم معها حتى سلموها للجماعات المسلحة التي هي اليوم الوريث الوحيد لممثلي الرئيس المخلوع في أبين، وهذا هو الجزاء الذي نالته أبين جراء رهانها على ضمير من لا ضمير لهم.
ليست المسألة عصية على الفهم، ففي أبين كان يربض عدد من الألوية العسكرية فضلا عن عدة فيالق من الأمن العام والأمن المركزي، والحرس الجمهوري والنجدة والأمن السياسي وبعض الألوية المدرعة، كل هذه القوى كانت كفيلة باستعادة جزيرة حنيش اليمنية في دقائق عندما غزتها القوات الأريترية في ديسمبر من عام 1995م لكن هذه القوات لم تكن معدة لمهمة كهذه بل إنها معدة لمهمة أخرى هي مواجهة الشعب فيما لو فكر بالمطالبة بحقوقه أو محاولة استعادة ما نهبه الناهبون في أبين وفي سواها من محافظات اليمن التي استباحها الحكام وحولوها إلى عزبة أو مجموعة من العزب الخاصة بهم.
ما يزال أبناء أبين يتذكرون يوم الثالث والعشرين من يوليو 2009م عندما كان نشطاء الحراك السلمي ينظمون فعالية جماهيرية سلمية تطالب بإزالة آثار حرب 1994م الظالمة عن كاهل المواطنين، كان القوات المسلحة والأمن هناك بالمرصاد لفعالية جماهيرية لا تحمل إلا اليافطات والأعلام وسلاحها الوحيد هو حناجر المشاركين فيها المرددة لهتافات الحرية والعدالة والمواطنة، . . انقض الأشاوس على المواطنين العزل من السلاح وأسقطوا أكثر من 23 شهيدا وأكثر من 100 جريح ، هذه القوة لم تكن حاضرة عندما دخل المسلحون ليحتلوا مدينتي جعار وزنجبار. . . بل إن قياداتها وأفرادها سهلوا على المسلحين مهمة الاستيلاء على المدينتين تاركين وراءهم مخازن الأسلحة والذخائر التي غنمتها تلك الجماعات لتستخدمها في قتل رفاقهم الرافضين للانسحاب، ولاذوا بالفرار قبل وصول المسلحين بساعات عديدة بدلا من إعداد خطة للتصدي لمهمة الدفاع عن أبين.. ببساطة لأن هذا ما كان يخطط له بقايا نظام المخلوعين وكل هذا ليس إلا تجليا واضحا لسياسة حقيقية تطبخ خططها في مطبخ الرئاسة وتتجلى مخرجاتها في أبين وبقية المحافظات التي أريد لها أن تكون هدية النظام لحلفائه الدائمين (القاعدة وأخواتها)، الذين طالما ادعى زورا أنه يحاربهم.
تشريد أكثر من مائة ألف من النساء والأطفال من أبناء أبين من منازلهم وتعريضهم لمعاناة دائمة من نقص الخدمات إلى افتقاد أبسط لوازم الحياة من السكن والماء والغذاء والدواء والكهرباء وغيره، كل ذلك يمثل وصمة عار في جبين النظام الذي ما انفك يمن على أبناء الجنوب بأنه قد أنقذهم من المعاناة وأدخلهم إلى النعيم وهو لم يفعل إلا المتاجرة بمعاناتهم ليربح من وراء هذه المعاناة المتخمون من آكلي السحت ولصوص المال العام وناهبي الأراضي والمتفيدين من الإعانات والهبات الدولية، وستظل وصمة العار هذه قائمة حتى يقدم من ارتكب هذه الجريمة إلى القضاء لينال جزاءه وحتى يعود أبناء أبين إلى ديارهم التي نزحوا منها كرها وحتى يعوض المتضررون عما فقدوه من الأموال والأرواح والدماء من هذه اللعبة القذرة التي ارتكبها نظام المخلوع المحصن علي عبد الله صالح.
أبناء أبين لا يهمهم كثيرا اسم من يدير شئونهم أو لونه السياسي أو حتى انتمائه الجغرافي والقبلي بقدر ما يهمهم تثبيت الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات، وكما هو حال جميع محافظات الجنوب التي وقعت ضحية نتائج الحرب الظالمة في العام 1994م، فقد افتقدت أبين لكل هذا طوال السنوات ما بعد الحرب، وهو ما جعل أبين عرضة للكثير من الاختلالات الأمنية وفقدان الخدمات والتسيب الإداري والمالي وتفشي الفساد على أعلى مستوياته، ناهيك عن تكريس القيم الغريبة على أبناء أبين.. قيم الأنانية والطمع والسلب والنهب، وقطع الطريق ونزاعات الثأر وغيرها من “خيرات” وحدة سبعة يوليو المقيتة.
ضحايا الخيانة التي شهدتها أبين جريمة مركبة تضاف إلى ملف جرائم النظام وأزلامه الذين لم يعد يهمهم لا أرواح المواطنين ولا كرامتهم ودماؤهم وأعراضهم ولا السيادة الوطنية ولا شرف المهنة العسكرية والأمنية وقدسيتها، بقدر ما يهمهم الحفاظ على ما نهبوه من خيرات الوطن وما كونوه من ثروات جراء مكوثهم على كراسي الحكم أكثر من ثلث قرن من الزمن استخدموها للنهب والسلب والاستحواذ على حساب شرف المسئولية ونبل الخدمة المجتمعية المفترضة.
برقيات:
* آخر المحافظين في أبين صالح الزوعري، كان يتباكى على قناة عدن ويقول: “نحن مشردون من ديارنا، نحن عزل من السلاح”، لم يقل لنا هذا يوم سقطت أبين بل كان يبحث عن منفذ أمنه له أنصار الشريعة لينجو بجلده أما أبين فلتذهب إلى الجحيم، . . هلا سأل هذا الكائن نفسه عن الواجب الذي أسند إليه عندما استلم محافظة أبين، أم إنه كان يبحث عن بقايا ما تركه الناهبون؟
* إلى الزميل والصديق وزير الإعلام الأستاذ على العمراني: لطالما حلمت بسياسة إعلامية تقوم على الحيادية والموضوعية، والمهنية، الموضوعية التي تقوم على تقديم أهمية الحدث لا أهمية الشخص الذي شارك في الحدث، والحيادية القائمة على الوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية والأهم عدم تكريس وسائل الإعلام لحزب أو قوة سياسية مهما كانت، والمهنية التي تعني إتقان الوظيفة الإعلامية وجودة تقديمها للناس، واحتواؤها على ما هو مفيد وجديد للمتلقين، فهل يمكن الرهان على هذا لديكم يا سيادة الوزير؟
* قال الشاعر الأموي المعروف عمران بن حطان مخاطبا الحجاج بن يوسف الثقفي:
أسد علي وفي الــــحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت الى غزالة في الوغى أم كان قلبك في جناحي طائر
القضية الجنوبية ومهام المرحلة الآنية ( بقلم : د. حسين مثنى العاقل )
القضية الجنوبية ومهام المرحلة الآنية ( بقلم : د. حسين مثنى العاقل )
الثلاثاء, 13 مارس 2012 03:12
على الرغم من خطورة المؤامرات المتلاحقة والمحاولات المتفانية التي تصنعها وتحيكها مراكز النفوذ وأجهزة نظام سلطة صنعاء بكل إمكانياتها المادية وأساليبها التضليلية ووسائلها القمعية، سوى كان ذلك باستخدام مختلف أسلحتها الإجرامية وفتاويها الدينية التكفيرية لإبادة شعب الجنوب،
أو في ما تبذله مخابراتها المتعددة بتسمياتها الأمنية المحترفة على البطش والتصفيات الجسدية المحرمة أخلاقيا ودينيا والممنوعة دوليا وإنسانيا، من محاولات الاختراقات بواسطة أذكى الصراعات وأثارة الفتن وترويج الاشاعات الكاذبة بين أبناء الجنوب بصورة عامة، وفي سعيها الحثيث لتعميق التباينات والاختلافات بين قيادات المكونات السياسية للحراك السلمي الجنوبي. كل هذه المؤامرات بما ظهر منها وما خفي؟؟ إلا أن قضية الجنوب وقواها الحية ممثلة بجماهير الشعب وحاملها السياسي الحراك السلمي الجنوبي، تسجل على أرض الواقع وفي ساحات النضال اليومي مواقف بطولية عظيمة جعلت أحرار العالم والمدافعين عن حقوق الإنسان وكل أنصار الحرية والسلام العالمي، يتابعون باهتمام بل وبأعجاب لمعنوية وعزيمة شعب الجنوب بمختلف شرائحه الاجتماعية والسياسية في مستوى الثبات والإصرار على النضال السلمي في سبيل المطالبة المشروعة لتحرير أرضه واستعادة دولته الحرة والمستقلة من هيمنة وتسلط النظام القبلي المتخلف..
واليوم وبعد نضال شاق وتضحيات جسيمة خلال الخمس السنوات الماضية، وروح الاستعداد النفسي والمعنوي تزداد حماسا لدى أبناء الجنوب لتقديم كل ما لديهم بما في ذلك أرواحهم الغالية من أجل طرد الاحتلال وتحرير وطنهم من هيمنة الاستبداد اليمني، فإن مهام المرحلة الآنية والمستقبلية تضع قيادات الحراك السلمي والهيئات ومنظمات الأحزاب السياسية الجنوبية، ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية المؤمنة بعدالة القضية الجنوبية، تضعهم جميعا أمام مسئولية تاريخية وفي أدق المراحل التاريخية لقياس مستوى جدارتهم على استغلال الفرص السياسية المتاحة خصوصا والرأي المحلي والإقليمي والدولي، قد تابع نتائج الانتخابات الرئاسية وما ترتب على ذلك من رفض ومقاطعة شاملة على مستوى محافظات الجنوب لتمرير المهزلة التوافقية.
أن السؤال الذي يطاردنا به المهتمون والمتابعون من الأشقاء والأصدقاء في الوطن العربي والعالم، حول واقع الحال للقضية الجنوب ومستقبلها هو باختصار (أين القيادة السياسية الرسمية والمنتخبة التي يمكن التواصل والتفاوض معها حول قضيتكم السياسية ؟؟ لماذا طوال سنوات نضالكم السلمي لم تفلحوا في انتخاب هيئة أو مجلس يضم ممثلين عن مختلف القوى السياسية الجنوبية تتولى مهام التحرك الداخلي والخارجي لشرح عدالة قضيتكم في المحافل الإقليمية والدولية؟؟ كم لديكم من الزعامات التي تتنافس على حب الظهور، وتدعي لنفسها تمثيل الحراك الجنوبي كما حدث عند زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وبعض سفراء الاتحاد الأوربي؟؟
هذه الأسئلة وغيرها تحتم على المناضلين الجنوبيين، دونما تباطؤ أو تخاذل أو تسويف إلى سرعة الاستشعار بالواجب وذلك بالتجرد من عيوب الذاتية والاجماع على ضرورة لم الشمل وفق عمل تنسيقي بين قيادات مكونات الحراك بالمحافظات وممثلين عن الأحزاب الجنوبية وكل المعنيين من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية وذلك لعقد لقاء موسع يدعو إليه رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبية أو من ينوبه. بحيث توجه الدعوة إلى قيادة مجالس الحراك بالمحافظات الجنوبية بكل تسمياتها، وإلى رؤساء أو الأمناء العامون للأحزاب السياسية الجنوبية، ورؤساء الهيئات والمنظمات الجماهيرية وشخصيات الاجتماعية تمثل شرائح المجتمع الجنوبي من (رجال الدين والمشايخ والتجار وأمراء وسلاطين، وممثلين عن قطاع المرأة الجنوبية والشباب والطلاب، والعمال والفلاحين والاتحادان المهنية والتخصصية وغيرها. على أن يسبق هذه الدعوة التحضير والتنسيق المناسب حول القضايا التي سيتم مناقشتها قبل موعد اللقاء الموسع، على أن يكون الهدف من هذا اللقاء هو الخروج بتوصيتين مهمتين هما:
الأولى: انتخاب مجلس أو هيئة تضم عدد من قيادة مكونات الحراك ومن الشخصيات الكفؤة سياسيا ودبلوماسيا ومن المؤهلات القانونية والتشريعية ومن الخبراء في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، والتي لها اسهامات فاعلة ومشهودة في الحراك السلمي الجنوبي ومناصرة وداعمة له، وهي أيضا مؤمنة بعدالة ومشروعية القضية الجنوبية ومقتنعة بمشروع نضال الشعب الجنوبي في سبيل تحرير أرض الجنوب من الاحتلال اليمني واستعادة دولة الجنوب الحرة والمستقلة. على أن تمنح هذه الهيئة الثقة الرسمية والاعتبارية في مهمة التفاوض والحوارات مع نظام سلطة صنعاء وحكومة ما يسمى بالوفاق الوطني ولها وحدها الصلاحية الكاملة لتمثيل قضية الجنوب مع الهيئات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية.. على أن يصدر بها بعد ذلك قرار التكليف من الرئيس الشرعي لدولة الجنوب علي سالم البيض.
الثانية: انتخاب هيئة مماثلة من الكفاءات العلمية والخبرات السياسية والتنظيمية يتم انتخابها بصورة مجردة من التصنيفات السياسية، وتحظى بقفة الجميع في نزاهة مواقفها ومكانتها الحيادية، تتولى مهام (اللجنة التحضيرية) في أعداد الوثائق الخاصة (البرنامج السياسي والنظام الداخلي ووثيقة ميثاق الشرف وغيرها) سوى في جمع مختلف الوثائق المقدمة من مكونات الحراك ومن الهيئات والشخصيات التي سبق اشهارها فقط، ومن ثم استخلاص مضامينها ومحتوياتها في وثيقة شاملة جامعة، أو أعداد وثائق جديدة أخرى تستوعب مختلف القضايا البرنامجية لأهداف القضية الجنوبية وأبعادها الاستراتيجية، بالإضافة إلى وثيقة دستور دولة الجنوب ، بحيث يتم انزال هذه الوثائق إلى هيئات الحراك في مديريات محافظات الجنوب، وذلك قبل 15 يوما من موعد المؤتمر العام لقوى الحراك السلمي الجنوبي.
نتمنى أن تجد هذه الدعوة طريقها للقبول والتنفيذ، لكي نضع الإجابة العملية والتطبيقية لأسئلة الأشقاء والأصدقاء، ونقطع دابر المؤامرات لمن يحاولون عرض أنفسهم كممثلين لقضية الجنوب في قاعات ومجالس المؤتمرات الحوارية غير المشروعة..
D_aqeel2010@yahoo.com
00967-737261533
الجمعة، 9 مارس 2012
سبعة أيام في سوريا ( بقلم:عادل الجوجري )
BREED-ALHERAK-ALGANOBY ALWEFAK-ALGANOBY |
الثلاثاء, 06 مارس 2012 18:40 |
أن ترى الأوضاع على ارض الواقع غير أن تراها في الفضائيات خاصة تلك التي تحرض على القتل والدمار أكثر مما تحرض على الحوار ونزع فتيل الأزمة،لهذا قررت أن اذهب إلى دمشق وأتابع بنفسي تداعيات الأوضاع وحقيقة مايجري بعيدا عن الصور المنقولة من هذه الجهة أو تلك،واخترت موعد الاستفتاء الشعبي على الدستور باعتبار أن قنوات التحريض أكدت انه سيكون يوم دم وعنف وان الشعب سيقاطع الاستفتاء بما يعني الاستفتاء الواقعي والعملي على النظام كما أكدت تلك القنوات أن الأمن غير مستتب وأن أحداث عنف من كل صنف ولون سوف تصاحب هذه الانتخابات،لذلك كله حملت أوراقي وذهبت غير عابئ بنصائح الأهل والأصدقاء من أن الأوضاع غير مستقرة وان الموت قد يداهمني خلف أي جدار. وخلال سبعة أيام تجولت فيها في شوارع العاصمة شارع شارع وحارة حارة وزنجة زنجة لم أجد أي مشهد يوحي بعدم الاستقرار ولا أي ملمح يشير إلى وجود ثورة أو انتفاضة أو حركة احتجاج ولاحتى مطلب فئوي،لاشئ على الإطلاق سوى الهدوء المعتاد في عاصمة الأمويين،حيث الشوارع النظيفة والرياح الشتوية ناعمة تحمل رزاز مطر خفيف، وجميلات الشام يخطفن –كالعادة- العيون،والمطاعم تعمل بكل طاقتها ،والمسارح ودور السينما والمقاهي الشعبية وسوق الحميدية ،لاشئ يوحي بأي شئ إلا تراجع مستوى الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية وهذا أمر طبيعي يحدث في كل مشكلة لاسيما إذا كانت أميركا وهي إمبراطورية الشر ومعها إخوتها في حلف الناتو وبعض حكام بلاد تنطق بالعربية وتدين بالإسلام يحاصرون سوريا اقتصاديا وماليا ويحاولون أن يفتكوا بها لو استطاعوا إليها سبيلا. في يوم الاستفتاء كان الشباب والفتيات يتدفقون على لجان الاقتراع في مواكب أفراح وكرنفالات فيها موسيقى على إيقاع الطبول والدبكة في الميادين وثمة حشد من آلاف البشر يتجمعون في ميدان السبع بحرات وسط العاصمة،وفي شارع الثورة وشارع الحجاز وهم يهتفون لسوريا ودستورها ومستقبلها وقائدها. والحق أقول لكم أنني لم أر أي شئ يوحي باضطراب الأمن بل على العكس فقد نصحت أولادي وهم يعودون بالسيارة بعد أن أوصلوني للمطار بأن يبحثوا عن الزحام في شارع صلاح سالم وان لايسيروا في المحور ولا الدائري لأن قطاع الطرق من كل صنف ولون ينتظرون عابر سبيل،فيهاجمونه ويأخذون سيارته وما توفر من مال أو مجوهرات وموبايلات وكل ماخف حمله وغلا ثمنه. لقد حسم الشعب السوري إرادته في الموافقة على الاستفتاء وعلى مجمل الإصلاحات المطروحة ومنها قانون إعلام عصري وقانون انتخابات تعددي وإنهاء لسيطرة حزب البعث على القيادة للمجتمع وقانون للإدارة المحلية، ومع كل ذلك انتخابات تشريعية تعددية ستجري بعد ثلاثة شهور لاختيار مجلس شعب جديد يدير الحياة التشريعية ويستطيع أن يضع من القوانين مايحمي الحريات العامة التي كفلها الدستور. لقد سبق الاستفتاء حراك شعبي كبير وحوارات في المقاهي والمنتديات العامة حول بعض المواد وحظت المادة الثالثة (وهي شبيهة بالمادة الثانية من دستور 71في مصر" والخاصة بدين الدولة ورئيسها بجدل واسع بين مؤيد ومعارض،وشاركت فئات شعبية في الحوار حول المادة 15 وتخص الملكية"الاستملاك والتعويض" ومقصود بها تعويض من تنزع أرضه لأسباب عامة آو تخص مصلحة الدولة أن يعوض بنفس السعر في السوق وفي الحال بدون روتين ولا أسعار خاصة،وقد أراحت هذه المادة كثيرين. والأمر المؤكد يكمن في أن الدولة السورية ماضية في تنفيذ حل سياسي لكل المشكلات دون أن تفرط في حقها في فرض الأمن في المناطق التي تسلل منها مسلحون من جنسيات مختلفة ،ومنهم فرنسيون وأتراك وقطريون وبعضهم تم القبض عليهم في حمص وحماة ودير الزور،ولعل نجاح الجيشس في دخول بابا عمرو وانسحاب المسلحين مايؤكد أن الجيش لايضرب مدنيين ،ولا الأمن السوري يقتل الشعب حسبما تروج قنوات التحريض ،وإنما هناك جيش من القاعدة والجماعة الليبية المقاتلة وبعض المتمردين السوريين الرافضين للحوار أو المشاركة في أي عمل سياسي يعملون تحت قيادة تركية وفرنسية من اجل تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة كما رسمته الآنسة كونداليزا رايس وتركته لمدام هيلاري تنفذه بأياد قطرية وسعودية وخلافه. والمهم أن سوريا التي نحبها بخير، سوف تتجاوز الأزمة وتعود للعروبة أقوى مما كانت ،وستقود محور المقاومة العربي ضد العدو الصهيوني، وسوف يتمتع الشعب السوري بحريات اكبر وضمانات اجتماعية أوسع واستثمارات كبيرة لاسيما، وان سوريا لم تكشف بعد مافي باطنها من معادن وثروات ،والاهم أن 60%من الشعب السوري تحت سن الخامسة والعشرين، وهو مجتمع شبابي منتج وطموح ،ولديه رغبة حقيقية في مطاردة الفساد والفاسدين وتطهير الدولة من السوس الذي كان ينخر فيها ببطء، أما المسلحون الذين بات عليهم أن ينسحبوا من حمص ودير الزور وأدلب فسوف يواصلون رحلة الانسحاب حتى الخروج النهائي من كل المدن السورية وبذلك يكون (مؤتمر أصدقاء سوريا) قد فشل في بابا عمرو قبل أن يفشل في تونس وأخواتها، أما الفوضى الخلاقة فللأسف نجحت في مصر وتونس وليبيا ،وشكلت خطرا على المجتمع والناس ،بينما نجحت سوريا في تحويلها إلى دافع جديد للمقاومة والممانعة ولو كره الكارهون. (نشر في جريدة الأحرار المصرية 5/3/2012) انشر الموضوع على : |
الخميس، 8 مارس 2012
الحوار الغير مشروط اسوأ أنواع القبضة الاستعمارية
الحوار الغير مشروط اسوأ أنواع القبضة الاستعمارية
بصرف النظر عن مسألة رأي الشخصي بقرار مشاركة الطرف الجنوبي من عدمه في الحوار الوطني الموسع المزمع عقدة في الأيام المقبلة تحت رعاية الرئيس التوافقي لليمن, ومن منطلق الضروريات الوطنية وحرصي الشديد الذي ينبع من الشعور بالمسؤولية كمواطن جنوبي تجاه قضيتنا الجنوبية العادلة التي أصبحت على قدر من التكامل في دائرة النضوج السياسي والنضالي , على الرغم من يحاول جاهداً إفقادها بوصلة مسيرتها بإقحامها بجملة من عوامل الكذب والخداع من خلال إخفاء وتعقيد بعض تفاصيل حقائق تحديات الصراع الاستراتيجي الجوهري التي تواجهها حالياً القضية بمختلف جوانبها, بهدف ربطها بوهم آليات التسوية والإصلاحات التاريخية السياسية في المشهد اليمني , وفي الحقيقية ربط القضية الجنوبية بمشروع التسوية يشكل اخطر واسوا أنواع واقع القبضة الاستعمارية بشكل جديد أن حدث ذلك , كما لا ننكر أن هناك ثمة إشكاليات ومحن داخلية طفيفة تعانيها القضية صحيح ليس في إستراتيجية أهدافها لأنها قوية وشرعية بالإضافة من أنها محصنها بإرادة شعبنا الحر صانع القرار , لكن تظهر الإشكاليات بين الحين والأخر مع اختلاف واحتكار الغير مبرر للبعض في رؤى آليات الوصول للهدف المرجو .
ولا شك فيما إذا أمعنا النظر في ثنايا الإحداث المتسارعه في اليمن لوجدنا أن القضية الجنوبية تعيش في اسوأ مراحلها التاريخية من حيث استحقاقاتها المستقبلية مع هذا الخلط المخيف ,لأننا نتوقع في زيادة ارتفاع وتيرة مستوى المؤامرات اليائسة من الطرف الشمالي الرامية لإثارة حماقة الفوضى في الجنوب عبر زحف تنظيم القاعدة التي تستخدمها أيادي قوية متنفذة في الشمال سعياً لتفكيك القضية ولإخماد ثورة شعبنا التحريرية , ولا يخفى عليكم من متابعتي للتطورات السياسية في المشهد اليمني والتسوية السياسية التي تسعى لها حكومة صنعاء الواقعة تحت الهيمنة والوصايا الأمريكية السعودية من يدفع في عقد مؤتمر حوار وطني يضم كافة أطياف الإطراف اليمنية و بمشاركة ربما تكون شكلية لممثلين من القيادات الجنوبية , وبالتالي لتجب الانزلاق مجدداً يبقى علينا تقديم ما نعرفه عن التحليل المنطقي عن مفهوم مصطلح الحوار الوطني وتقديم مضمون أوجهة الاختلاف مقارتنا مع مصطلح التفاوض من حيث أهمية توصيفهما بالمفاهيم السياسية الواسعة , ولذلك ينبغي تحديد خطورة كلاً منهما على حدة بمعانيها ومعطياتها الواسعة من معجم عالم المصطلحات السياسية وما يميزهما من أهمية لتلك المفردات في تحديد القضايا المصرية , ولعل استخدام كل مصطلح يجب أن يكون حسب معاير وحجم ونوع القضايا ومشكلاتها , كما أن في الحقيقية اختيار احد تلك المصطلحات ضرورة حتمية لتحديد بالضرورة المسار الواضح لأي طرف في أساس المشاركة لأي ناقش مع الطرف المعارض .
فعلى سبيل المثال تعريف خلاصة الحوار الوطني بالمعنى التقليدي هو صفة شرعية تستهدف في الكبح السياسي للمعارضة باعتبارها فاعلة ,ويندرج ضمن عملية إستراتيجية وطنية جدلية يقُدم فيها تصور شبه كامل يشمل تشخيص وتدارس لبعض المشكلات التي سببتها صراعات سياسية داخلية معينة , تتشاور فيها الإطراف المتصارعة للخروج بوفاق واتفاق كامل مشترك لاحتواء تدهور وتفاقم الأزمات التي سببتها تلك الإطراف والفصائل السياسة المتنازعة والمتناحرة في الوطن الواحد تكون نتائج مخرجاتها حلول في إطار عملية تسوية شاملة لفض ذروة الصراعات السياسية التي تضر في السيادية والمصالح الوطنية , ولذلك الحوار الوطني غالباً ما يتأثر بالرؤية السياسية المقدمة من الطرف الذي يسيطر على النظام السياسي , ولذلك تبقى من فضائل الحوار الوطني من أنها مرتكزة على مهارات الطرف الأقوى في خلق شكل تعددي لحكومة ديكورية ديمقراطية كنوع من التحايُل السياسي لإشراك الفصائل والإطراف المهشمة سياسياً في السلطة تتقاسم بعض مراكز السلطة من حقائب وزارية محدده .
ومن الطبيعي التنبيه والإشارة هنا من أن مصطلح الحوار الوطني الذي يدعي إليه الأشقاء في الشمال لا ينطبق ولا ينسجم على الإطلاق في الحالة الجنوبية بكافة جوانبها , بمعنى أن القضية الجنوبية ليست قضية نزاعات فصائل بل قضية قانونية عادلة قضية سياسية بحته مرتبطة باتفاقيات شراكة سياسية تم إبرامها بين الدولتين الجارتين انتهت اتفاقيات الشراكة فور شن الطرف الشمالي حرب الاحتلال الظالمة على الجنوب وبقاء أثارها إلى ألان , فضلاً عن صيغة سقف الحوار الذي قد تم تحديده وإعداده سلفاً من قبل العناصر الشمالية من أصحاب المصالح والنفوذ القبلية المسيطرة على السلطة الفعلية عسكرياً وسياسياً وقبلياً والتي تحكم اليمن إلى وقتنا الحالي كحكومة ظل حتى بعد ثورة التغير التي لم تحقق الكثير , وما من شك أنها مستفيدة من الهيمنة وضم الغنيمة الجنوبية .
ولعل ما يمكن أن نعتبره عن مؤتمر الحوار الوطني هو نوع من فنون التسويف والمماطلة السياسية لأنه يندرج في الخط السياسي الثابت الذي تتبعه صنعاء تجاه الجنوب , كما ان الحوار بكل تأكيد سيكون منضوي تحت مظلة تعتمد على سقف الثوابت الوطنية المبنية على أسُس متقاطعة مع إستراتيجية الأهداف الجنوبية , وإمام هذه التحديات التي تتعرض إليها القضية الجنوبية في الحوار نجد ما هو اخطر يرافق دهاليس الحوار المبني على الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها , وعلى أساس منطلقات وقناعات هزيلة مبنية على أساس ثقافة الإرهاب الفكري المدمرة (الوحدة أو الموت وعودة الفرع للأصل ) وهذه الثوابت كفيلة في نسف أي حوار يتطلع إلية الشماليين مع الجانب الجنوب , ولذلك تصبح مقدامات الحوار فاشلة والمشاركة فيه عملية عبثية وإهدار للوقت وستكون نتائجها ودلالاتها الاحتوائية معروفة مسبقاً قبل الخوض فيها , وبكل تأكيد مخرجات الحوار ستكون امتداد وتكريس للاحتلال وستبقى نتائجه كحلول سياسية ترقيعيه هشة ضد الطرف المغتصبة أرضة ولصالح المنتصر في الحرب .
وحسب تصوري الشخصي المتواضع فيما إذ أراد الجنوبيين خوض فرصة تجربة المشاركة يجب أن تكون على أساس تفاوضي وينبغي تسخير كل الإمكانيات لفتح الأبواب إمام إي تفاوض مع الطرف الشمالي لكن يجب ضبطه ضمن حدود تفرضها المصلحة العّليُا للقضية الجنوبية بحيث يبقى الحوار التفاوضي يستند على بعض الإجراءات وهي شروط غير تعجيزيه فيما إذا صدقة نوايا الأشقاء في الشمال , سأذكر بعض منها .
* الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية رسمياً بعيد عن المزايدات والشعارات .
* الإسراع في إخلاء محافظة أبين من عناصر القاعدة التابعة للنظام السياسي اليمني دون قيد أو شرط .
* سحب القوات الشمالية ألمستحدثه ما بعد حرب الاحتلال في صيف 94م من المحافظات الجنوبية التي تفرض الهيمنة والاحتلال على دولة الجنوب.
* أن يكون التفاوض تحت غطاء وإشراف إطراف عربية ودولية .
* مشاركة إطراف شمالية في الحوار التفاوضي مسألة في غاية الأهمية تتمثل بالإطراف التي شاركت في حرب احتلال الجنوب .
* إسقاط الفتوة التكفيرية التحريضية .
اختم مقالي بالقول على الأشقاء في الشمال من سلطة وقبيلة وشباب ثورة التغير أن يطور من مفاهيم الحرية والديمقراطية التي ناضلوا لأجلها بمعانيها الواسعة وكفاكم استغلال طاقتكم العقلية الغير مشروعة في إنتاج الإرهاب الفكري الذي يتعاظم للعبث بأشقائكم الجنوبيين ثقوا أن قضيتنا الجنوبية ستبقى قضية إجماع وطني جنوبي راسخ بإيمان شعبنا العملاق بعدالتها وبحقنا الثابت في تحرير أرضنا واستعادة دولتنا ,ونؤكد لشباب ثورة التغير في صنعاء أن التغير الجذري هو سبيلكم نحترم فيها تضحياتكم , إما التحرير غايتنا لن نتراجع عنه فلماذا لا تبادلونا احترامكم الثوري .
بقلم الكابتن / أنيس قاسم المفلحي
الأربعاء، 7 مارس 2012
هل سيتخلى الجنوبيون عن علم دولتهم للمرة الثالثة ( بقلم : صلاح محمد العمودي )
BREED-ALHERAK-ALGANOBY
حتى يثبتوا صدق نواياهم تجاه اقامة وحدة شراكة حقيقية تخلى الجنوبيون عن علم دولتهم مرتين وإذا كرروها لمرة ثالثة فلا جدوى لشكواهم , ففي المرة الاولى كان في عام 90 مع الاعلان عن تحقيق الوحدة فاغتالها المخلوع صالح واجتاح اراضيهم بقوة السلاح ولأنهم احرار أبوا الاحتلال فعادوا ورفعوا علم دولتهم ,وفي المرة الثانية مع انطلاق الثورة الشبابية السلمية التي رأوا فيها املا لإعادة الاعتبار لدولة الوحدة لكن الامل اغتيل باغتيال الثورة ولان الطرف الشمالي لا يلقي بالا لمثل هكذا تضحيات ويريد وفق حساباته الخاصة ان يفرض نظرية عودة الفرع الى الاصل شعر الجنوبيون انهم امام خيارين لا ثالث لهما اما الاستعمار او الاستقلال فسرعان ما عادوا الى علم دولتهم .
في الآونة الاخيرة وبعد ان اشتد ساعد الحراك الجنوبي وطفت على السطح عدالة القضية الجنوبية وأصبحت واقعا ضمن اهتمامات الشأن العربي والإقليمي والدولي بدأ حتى اؤلئك الذين اداروا ظهرهم بالأمس لمثل هكذا قضايا بل وساهموا في صناعتها وضاعفوا من تعقيداتها يجاهرون بآرائهم بنبرة حمائمية عن الجنوب وعدالة قضيته والظلم الذي تعرض له وويلاته الى ان اعترفوا بان الجنوب تم استعماره ولكن حينما يبدأ الحديث عن المعالجات التي تتناسب وحجم اعترافهم الحمائمي من ان عدالة قضية الجنوب تعني بالضرورة اعادة الحقوق وعلى رأسها الدولة وان زوال الاستعمار بالاستقلال وليس بتقنينه عبر مؤتمرهم القادم تقوم الدنيا عندهم ولا تقعد فيتحول الجميع الى صقور لم يعد امام الجنوبيين طريق ثالث فإما ان يخضعوا لرغباتهم ورايات احزابهم ويشتركوا في استمرار معاناة اخوانهم سنوات اخرى لا يعلم عددها إلا الله عز وجل ويفرضوا عليهم تجريب المجرب صاحب نظرية عودة الفرع الى الاصل فيكونوا جزء من المشكلة , او ان يلبوا نداء وطنهم الذي طفح به الكيل وهو يرزح تحت وطأة الظلم والقهر منذ احتلاله عام 94 فيرموا بماضيهم خلفهم ويتحملوا مسئولياتهم التاريخية ويدلون بدلوهم في لملمة الصف الجنوبي في هذه اللحظة العصيبة التي نبحث فيها عن حل عادل للقضية الجنوبية يلبي تطلعات وخيارات الشعب الجنوبي فيكونوا جزء من الحل لن تضع الحملة الموجهة ضد الجنوبيين اوزارها حتى تراهم وقد عادوا الى بيت الطاعة او جحر الوحدة كي يتلقوا لدغات القوارض من جديد فمثلما كان جيل الوحدة المزعومة حقل تجارب منذ اجتياح الجنوب عام 94 وحتى الان فان على جيل الثورة المغدورة ان يستعد للعب الدور نفسه في المرحلة القادمة فيما اعلامهم سيبدأ التصفيق والتطبيل ولن يبخل في وصفهم بجيل الثورة مثلما اطلق على الجيل الماضي اسم جيل الوحدة وهم منها برأ الى ان تأتي مرحلة خلاف فيما بينهم ويعلن احدهم زيف ادعائهم ويعترف بكل برود واستهتار باستعمارهم للجنوب مثلما اعترف مؤخرا اللواء علي محسن صالح من ان الجنوب مستعمر اعتراف اللواء الاحمر من ان شعب الشمال مستعبد وشعب الجنوب مستعمر حقيقة سبقه في التعبير عنها الشعبان ,فالشمالي ايقظه الربيع العربي فقاد ثورة سلمية للتخلص من نظام الاستعباد وكاد ان يقطف ثمار تضحيات شهدائه لولا التآمر الذي لحق بثورتهم وتسبب في اجهاضها مصالح النظام القائم والمستفيدين منه برعاية دولية وإقليمية فاستسلم وعاد الى سابق عهده مستعبدا لا يمتلك من امره شيئا فتذكرت ثورتهم لعنة الثلايا واتخذتها عزاء لها فلا فرق بين من لعنهم الثلايا وبين اللجنة التنظيمية وحشود المشترك وتوابعه الذين اكتظت بهم ساحة التغيير وشارع الستين ,فاؤلئك ساهموا في اعدام الثلايا وابقوا على الامام وهؤلاء ساهموا في وأد الثورة وابقوا على النظام ,رحل الاثنان لكن لعنتهما ستظل تطارد من اراد لهما الموت,اما الشعب الجنوبي الذي انتزع حريته عام 67 بتضحيات ابنائه فانه اكبر من ان يتقبل امر استعماره فأعلن مواصلة نضاله السلمي مهما كلفه ذلك من ثمن حتى يحقق استقلاله. الحديث الذي روج له زيفا وبهتانا عن ان هناك وحدة في ظل شعبين احدهما مستعبد والأخر مستعمر مثل الحديث الذي يروج له الان من ان ثورة الشباب قد انتصرت فمثلما عشنا اكذوبة الوحدة طوال عهد الديكتاتور المخلوع علي عبدالله صالح فعلى الجيل الحالي ان يتقبل في عهد نظام بقايا صالح كذبة انتصار ثورة الشباب ويتعايش معها,حتى نسمع شعار مرحلتهم الاستبدادية (الثورة او الموت) ,مثل هكذا مغالطات تاريخية ,السكوت عنها يفتح الباب على مصراعيه لولوج عناصر الاستبداد والطغيان لتؤسس لمشروع الدولة القمعية القادمة ,وكان الله في عون الشعب الشمالي فمشوار تحريره من الاستعباد ليس مستحيلا ولكنه صعبا في ظل سيطرة (طفافيح) متعددة بل وأصبحت الان مسنودة بدعم اقليمي ودولي تبعا للمصالح amodisalah@yahoo.com
|
السبت، 3 مارس 2012
إسلاميو الثورات العربية والقضية الفلسطينية
BREED-ALHERAK-ALGANOBY ALWEFAK-ALGANOBY إسلاميو الثورات العربية والقضية الفلسطينية | |||||
يستغرب عديدون انغماس الإسلاميين -الذين يقودون حركات التغيير في عالمنا العربي- بالشأن القُطري المحلي، وعدم حضور القضية الفلسطينية بشكل واضح في خطابهم السياسي، وعدم اتخاذهم مواقف حاسمة تجاه "إسرائيل" وتجاه القوى الغربية المساندة لها وخصوصاً الولايات المتحدة. ويقارن البعض البيانات الأولى للانقلابات العربية في أواسط القرن الماضي، والتي جعلت فلسطين إمّا سبباً لانقلاباتها أو في أولويات عملها، وبين الثورات الحالية التي ركزت على أولويات محاربة الفساد وتحسين الاقتصاد والديمقراطية، وإعادة هيكلة المؤسسات، وأعطت الجهد الأكبر للهمّ المحلي، بينما تحدثت على استحياء عن قضايا الأمة وتحديداً فلسطين. بل ويزداد التشكّك في بعض الأوساط التي ما زالت تحسب نفسها على ما يُعرف بـ"محور الممانعة"، والتي تدّعي أن هناك صفقة ما بين الإخوان المسلمين وأميركا للقيام بعملية التغيير واستيعاب الإخوان في النظام السياسي العربي الجديد، دون أن ينعكس ذلك بالضرورة على الصراع مع "إسرائيل". يحاول هذا المقال فهم مواقف ومبررات الإسلاميين العرب، خصوصاً تيار الإخوان المسلمين في مصر وتونس، حيث يمكن تلخيصها في الاعتبارات التالية:
1- الثورات أو التغيّرات التي حدثت في عدد من البلدان والتي تصدَّر عمليات التغيير فيها الإسلاميون، هي ثورات أو تغيّرات غير ناجزة أو غير مكتملة، فقد كان يزول رأس النظام وتبقى معظم مكوناته، أو تتسع مساحة الحريات دون تغيير النظام من رأس هرمه إلى أدناه. فهي لم تأتِ (كما في حالة الانقلابات العسكرية) على ظهور الدبابات، ولم تمسك بعدُ بمفاصل الدولة ومؤسساتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية. حيث آثر الإسلاميون التغيير الديمقراطي المتدرج من خلال المؤسسات الدستورية ومن خلال التداول السلمي للسلطة. وبالتالي فمن السابق لأوانه محاسبة الإسلاميين على صلاحيات وسلطات لم يملكوها حتى الآن. 2- في الأنظمة الجديدة التي لا تعتمد على قرارات قادة الانقلاب الجدد، ولا على ما يمليه "الزعيم الجديد المُلهم"، لم يفز لون واحد من الإسلاميين بأغلبية المقاعد، فاحترموا قواعد اللعبة الديمقراطية، ولم يفرضوا آراءهم فرضاً وإنما سعوا إلى الشراكة مع القوى السياسية المختلفة في إدارة المرحلة الانتقالية، بل وفي إدارة الحكم...، وبالتالي فإن ناتج السياسات لم يُعبِّر بالضرورة عن الآراء الخاصة بهم، وإنما ركز على القضايا الأساسية المتفق عليها. 3- لعب هاجس الخوف من تكرار "النموذج الجزائري" في التعامل مع الإسلاميين عندما فازوا في الانتخابات أوخر 1991، وهاجس احتمالات التعامل الغربي بالحصار والإسقاط والإفشال، كما حدث ويحدث مع حماس في فلسطين ومع السودان ومع إيران...؛ لعب دوراً كبيراً في وعي ولا وعي القوى الإسلامية الصاعدة، للسعي لتجنب إثارة القوى المضادة للثورة والتي ما تزال تملك أوراق ضغط هائلة، تمكنها من إسقاطهم أو إفشال تجربتهم، أو زجّ البلاد في حمامات دم داخلية وحروب أهلية. كما لعب النموذج التركي، من جهة أخرى، دوراً جذاباً في أسلوبه التدريجي ونجاحاته الاقتصادية والسياسية. وبانتظار استكمال عملية التغيير وبنيتها، واستكمال التحولات المؤسسية السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وتقوية الجبهة الداخلية، فإن القوى الإسلامية الصاعدة آثرت تقديم أكبر قدر من المرونة، وطمأنة الآخرين أو تحييدهم، وعدم الدخول في معارك خاسرة أو سابقة لأوانها، وهي غير جاهزة لها. وبالتالي فإن الخوف على التجربة من أن يتم وأدها، وإجهاضها قبل أن يشتد عودها، كان واضحاً في سلوك الإسلاميين؛ وهكذا، فلم يرَ الإسلاميون مصلحة في استعجال استعداء القوى المختلفة، ولا في إعطاء المبررات للتدخل الخارجي. 4- وجد الإسلاميون أنفسهم أمام جبهة داخلية مضعضعة ومفككة ومخترقة من الأجنبي، وتعشعش فيها العديد من مافيات الفساد. وأمام واقع مليء بمئات الألغام المحتملة في الجيش والأجهزة الأمنية والاقتصاد وفي التكوينات العرقية والطائفية. وفي مقابل الإنسان الثائر في ميادين الحرية وجدوا أنفسهم أيضاً أمام إنسان جرى تشويه إنسانيته وإذلاله، وتغريبه، وإبعاده عن دينه وتراثه وحضارته، وعن مكونات عزته وكرامته. وبالتالي فقد رأوا أن تقوية الجبهة الداخلية وتماسكها ومناعتها من الاختراق، وأن بناء عناصر القوة، وتحرير الإنسان من براثن الفساد والتخلف، ومن عُقد الإذلال والتغريب والتبعية هي شروط سابقة لأي مشروع جاد لتحرير الأرض والمقدسات. وأن فقه الأولويات يقتضي التركيز على هذه الجوانب أولاً. 5- يرفض الإسلاميون الادعاء بأن فلسطين لم تكن حاضرة في خطابهم السياسي، ولكن ربما كان انشغالهم الهائل بتغيير النظام، واستهلاك طاقتهم السياسية والإعلامية في هذا المجال، مع تركيز وسائل الإعلام العالمية والمحلية على القضايا المرتبطة بالثورات، جعل الحديث عن فلسطين يبدو هامشياً، أو غير حاضر حضور القضايا الساخنة الأخرى. فأعلام فلسطين والدعوة لنصرتها كانت حاضرة بدرجات مختلفة في ميادين مصر وتونس واليمن وليبيا، وترددت جُمل "اليوم هنا وغداً في القدس" في هذه البلدان وغيرها. وفي مصر، أقيمت جمعة للقدس في ميدان التحرير بمشاركة مئات الآلاف، وهوجمت السفارة الإسرائيلية حتى كادت تُقتحم. وعلى سبيل المثال، فإن تصريحات مهمة جداً لقادة الإخوان المسلمين في مصر بشأن "إسرائيل" وأميركا، لم تلقَ اهتماماً إعلامياً بقدر ما لقيت بعض التصريحات المبهمة المنتزعة من سياقها في الشأن نفسه. فمثلاً قال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع في رسالته الأسبوعية التي نُشرت في 19/5/2011، إن "إسرائيل لن تهنأ بالنوم بعد اليوم، ولن تعرف طريق الأمن والاستقرار ما دامت تستهين بحقوق الفلسطينيين"، وأكد أن الكيان الصهيوني وفي ظلّ الثورات الشعبية العربية سوف "يشرب من نفس الكأس التي طالما أذاقها للآخرين" (جريدة الخليج، الشارقة، 20/5/2011).
وقال بديع في تصريح نُشر في منتصف سبتمبر/أيلول 2011 "أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر فلسطين قضيتها الأولى"، وأوضح أن النظام المصري السابق "ظلم القضية الفلسطينية، وتخلى عنها لصالح المشروع الصهيوني الأميركي"، وأن ذلك كان أحد أسباب قيام الثورة المصرية التي غيَّرت الأوضاع لصالح نصرة الشعب الفلسطيني (وكالة سما الإخبارية، 18/9/2011). وفي رسالته الأسبوعية التي نشرت مقتطفات منها جريدة الرأي الكويتية في 17/9/2011، شنّ المرشد العام للإخوان هجوماً حاداً على أميركا مؤكداً أن "أفول نجمها قد بدأ، وأنها ستسقط سريعاً مثل سقوط قوم عاد". وطالب بديع الإدارة الأميركية بأن تعترف بأن هناك احتلالاً صهيونياً لفلسطين، وأن هناك اغتصاباً لأرضها وتهجيراً لأصحابها الشرعيين. وأضاف بأن أميركا إذا كانت معنية حقاً بالقضاء على الإرهاب فعليها أن تبحث عن دوافعه ومسبباته، وأنها كامنة دون شكّ في "قهر الشعوب، والتعالي عليها، والكيل لها بمكيال خاص، وهي تحديداً متجذرة في النكبة الفلسطينية"، وقال المرشد العام للإخوان إن "الثورات العربية قامت لصدّ تلك الهجمة الصهيوأميركية". أما محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذي يمثل الإخوان في مصر فذكر في تصريح نُشر في 23/1/2012 أن "القضية الفلسطينية كانت وما زالت وسوف تظل في قلب الشعب المصري، وفي القلب منه حزب الحرية والعدالة، خاصة وأنها كانت إحدى المحركات الأساسية لثورة الشعب المصري". وفي تونس أهدى راشد الغنوشي فوز حركة النهضة في الانتخابات إلى "فلسطين والقدس وغزة والشعب الفلسطيني" معتبراً أن "الصمود البطولي لغزة كان له أثر على أبناء الأمة في كل مكان" (جريدة القدس العربي، لندن، 27/10/2011). وقال الغنوشي في مناسبة أخرى إن قضية فلسطين هي قضية الأمة وليست قضية شعب بمفرده، وإنه لا يمكن أن نستعيدها إلا بالوحدة، وأكد أن "الاهتمام بالقضية الفلسطينية يصل إلى مستوى العقيدة والقداسة، وأن من خان القدس فقد أنكر القرآن، وأننا لن نقصر في دعم هذا الشعب العظيم" (وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، 4/11/2011). لم تحظَ هذه التصريحات القوية الواضحة للغنوشي، بما حظيت به تصريحات أخرى له ملتبسة نُزع بعضها من سياقه، خلال ندوة "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في 11/30/2011 وجرى التشهير به على أساسها. أما حمادي الجبالي رئيس الوزراء التونسي الذي أخذته الحماسة عندما رأى ضيفة فلسطينية في أحد الاجتماعات الشعبية في مدينة سوسة فقد قال إن "حضور الأخت من فلسطين إشارة ربانية، من هنا ينطلق بعون الله فتح القدس، من هنا بدأت الثورة العربية، ومن هنا الفتح بعون الله." (جريدة الحياة، لندن، 16/11/2011). ولا يتسع حجم المقال للمضي في الاستشهادات والنقولات، ولكن من المهم عدم الاستعجال في توجيه الاتهامات للإسلاميين بسبب تصريحات مجتزأة ومبسترة وخارجة عن سياقها، ودون الأخذ في الاعتبار مجموع مواقفهم الرسمية وتصريحاتهم التي تعبر عنها قيادتهم. 6- هناك خلط واضح، ومتعمد أحياناً، بين موقف الإسلاميين أنفسهم كأحزاب، والطريقة التي يرونها لتنفيذ مواقفهم بشكل عملي في مؤسسات الدولة الدستورية والسياسية. فمثلاً هناك رفض قاطع من قِبَل الإخوان المسلمين جرى تكراره مراراً لاتفاقية كامب ديفد وللحوار مع الإسرائيليين، ولكنهم يرون أن إلغاء هذه المعاهدة يجب أن يمر عبر المؤسسات الدستورية المصرية، بحيث يقول الشعب كلمته فيها. وهم يريدون بذلك أن يفهم الآخرون أن الموقف المصري ليس مجرد موقف الإخوان وإنما هو موقف الشعب، وأن تحمّل تبعات هذا القرار، بما قد يحمله من انعكاسات سياسية واقتصادية وأمنية، ستكون على عاتق الشعب كله وليس فقط أحد أحزابه وتياراته. 7- إن الإسلاميين كانوا وما زالوا في طليعة القوى الشعبية التي دعمت المقاومة، ورفضت التنازل عن أي شبر من فلسطين، والتي رفضت التسوية السلمية ونادت بالجهاد وقاومت التطبيع، وسعت إلى كسر الحصار عن غزة، ودفعت أثمانا غالية من بطش الأنظمة في سبيل ذلك طوال السنوات الماضية، فضلاً عن أن الإسلاميين أنفسهم هم أبرز قوى المقاومة في فلسطين. فلا ينبغي الاستعجال في الاتهام، وإنما الاستماع إليهم، ومحاولة تفهُّم ظروفهم. 8- إن عدداً من القوى الإسلامية وهي تلج أبواب القيادة السياسية لأول مرة، ربما تنقصها الخبرة والمهارة في استخدام التعبيرات السياسية المناسبة، وفي تقديم أطروحات سياسية متماسكة. والأصل في أحوال مثل هذه أن يتم استقراء خريطة المواقف والتصريحات كلها، وأن تتم العودة للطروحات الرسمية التي تطرحها القيادات الممثلة لهذه التيارات، وأن يتم مراقبة ما يتم تنفيذه حقيقة على الأرض، وألا يتم تصيُّد بعض الهفوات والثغرات هنا أو هناك، بشكل غير بريء يشوه الصورة ولا يعكس الحقيقة. كما أن الإعلام العالمي وحتى العربي -الذي يكون في كثير من الأحيان خصماً لهم- كثيراً ما يلجأ إلى تشويه صورتهم في أعين جماهيرهم، وإلى التركيز على الثغرات وعلى فلتات اللسان، أكثر مما يعكس صورة صادقة لحقيقة مواقفهم. ومن المهم الانتباه إلى مصدر المعلومة والتأكد من مصداقيتها فالإعلام الإسرائيلي والغربي بالرغم من مهنيته ليس بريئاً دائماً في نقل الأخبار وصياغتها. وقد سبق للإخوان في مصر أن نفوا بشكل قاطع ما نشرته جريدة معاريف من أن "إسرائيل" تجري اتصالات بجماعة الإخوان لإقامة حوار معها، وقال محمود غزلان -عضو مكتب الإرشاد والناطق الرسمي باسم الجماعة- بأن "الإخوان يرفضون رفضاً تاماً أي لقاءات أو حوارات أو تواصل مع الكيان الصهيوني"، وأن نشر هذه التقارير هدفه التشويه المتعمد لصورة الإخوان. وأضاف غزلان أن الإخوان يرفضون بشكل قاطع "الوجود الصهيوني في فلسطين، ويؤكدون على مطالبهم الثابتة بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر" (جريدة الرأي، الكويت، 20/12/2012). وينطبق على ذلك نفي قيادة الإخوان نفياً قاطعاً لتصريحات رسمية أميركية من أنهم تعهدوا لأميركا بالالتزام باتفاقية كامب ديفد. ربما أوضحت النقاط السابقة بعض الظروف الموضوعية لعدم أخذ فلسطين مكانتها البارزة في طروحات التيار الإسلامي في الوقت الحالي، ولكن هذه المبررات ليست كافية تماماً في نظر العديدين، حيث يرون أن صدر الإسلاميين يجب أن يتسع للملاحظات التالية: 1- إن المشروع الإسلامي للتغيير هو بطبيعته مشروع نهضوي وحدوي يستجيب لتطلعات الأمة وقضاياها. وإن الطرح الإسلامي يجب أن يكون واضح المعالم والأطر والرؤية، ولا ينبغي أن يقع في أسر القطرية والمحلية، ولا في أسر التعبيرات الملتبسة والمواقف الضبابية، التي لا تُقربه من الآخرين، بقدر ما تبعده عن جماهيره التي اختارته بسبب التزامه الإسلامي.
2- إن الإسلاميين قد مضوا في عملية الطمأنة للغرب أكثر مما ينبغي، فيما يتعلق بقضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين. ولا ينبغي أن تكون نتيجة الطمأنات هي إثارة القلق لدى محبي ومؤيدي التيار الإسلامي، وإفقاد الثقة به وبمصداقيته. ثم إن هناك العديد من الإجراءات والمواقف التي يمكن اتخاذها لنصرة فلسطين، دون أن يعني ذلك بالضرورة استعجالاً للمواجهة مع أميركا و"إسرائيل". 4- إن تقوية وضع الإسلاميين في أقطارهم لا تتم فقط من خلال تخذيل خصومهم وأعدائهم عنهم، وعدم استفزازهم، وإنما بالالتصاق أكثر بالجماهير التي قامت بالتغيير والاستجابة لتطلعاتها. وإن المواقف المرتبطة بنصرة فلسطين والقدس، وعدم الاعتراف بـ"إسرائيل"، ودعم المقاومة، وكسر الحصار، هي مواقف تجد شعبية، ودعماً هائلاً من الجماهير، وهي رافعة حقيقية للإسلاميين، وشبكة أمان شعبية في تنفيذ برامجهم الأخرى والصبر على إنجازها، وهي لا تقل شعبية عن إجراءات مكافحة الفساد والتنمية الاقتصادية والمجتمعية، وهي نفسها محك مصداقية الإسلاميين. المصدر:الجزيرة |