بحث هذه المدونة الإلكترونية
الجمعة، 30 ديسمبر 2011
اليوم صوت شعب الجنوب الابي يصدح بنشيده الوطني ( بقلم : محمد عباس ناجي )
اليوم صوت شعب الجنوب الابي يصدح بنشيده الوطني ( بقلم : محمد عباس ناجي )
في فعاليات يوم الخميس الموافق 29 ديسمبر 2011م التي خصصها الحراك السلمي الجنوبي والحركة الشبابية والطلابية الجنوبية الموحدة لتدشين حملة رفض الانتخابات الرئاسية التي اعلنت سلطات صنعاء ومعارضتها الاستعماريتين عن اجرائها في 21 فبراير من العام القادم. صدح لأول مرة وبصورة جماعية صوت شعب الجنوب في معظم محافظات ومديريات الجنوب بالنشيد الوطني الجنوبي, الذي كتب كلماته شاعر الجنوب الكبير/ احمد ابو مهدي, ولحن فنان الجنوب الكبير محمد صالح عزاني. (ارفقنا نصه نهاية مقالتنا هذه).
بهذا العمل الوطني الرائع تكون القوى الاساسية للثورة السلمية الجنوبية الحضارية التحررية, استطاعت وعن إدراك واعي أن تستعيد واحد من مرتكزات الهوية الوطنية لشعب الجنوب, وهو النشيد الوطني الجنوبي, فترديده لا يقل أهمية عن رفع علم دولتهم. وتفرض اهميته هذه على كل مواطني ومواطنات شعب الجنوب حفظه وترديده في بداية كل فعالية نضالية مستقبلية, واثناء سير المظاهرات. وارادت قوى الثورة بذلك التخلص من عيب كبير كان قد رافق مسيرة ثورة شعبنا خلال السنوات الماضية عندما لم يكن لديها نشيد وطني, فأية حركة نضالية من مقوماتها النضالية والسياسية أن يكون لديها نشيد وطني, فكيف بأمة مثل الامة الجنوبية تخوض ثورة تحرر وطني لا يكون لديها نشيد وطني؟؟. كما ان قوى الثورة الجنوبية بهذا العمل الرائع قد كرمت اثنين من هامات الجنوب الادبية والفنية وهما: احمد أبو مهدي, ومحمد صالح عزاني.
اليوم استلمت عبر شبكة الانترنت لقطات مصورة من ردفان والجماهير تردد النشيد الوطني الجنوبي, قام بإرسالها لي المناضل صالح محمود الذنبة, الذي بذل جهودا جباره في هذا العمل يشكر عليها.. ذرفت عيناي دموع الفرح والفخر والاعتزاز عندما رأيت وسمعت الجماهير وهي تردد:
بلادي الجنوب هيا انهضي ... وسيري بعزم الشباب الأبي
عادت بي تلك الاصوات الصادحة بهذا النشيد إلى ريعان الشباب عندما كنت أردد كلماته مع طلابي في الكلية العسكرية في معسكر صلاح الدين بعدن, أثناء الذهاب سيرا لتنفيذ درس قتالي أو العودة منه. وكنا نعتبر كمدرسين لضباط المستقبل أن ترديد هذا النشيد هو تربية لهم على حب وطنهم والاستعداد للتضحية في سبيله والدفاع عنه.
ترديد مثل النشيد اليوم صحيح أن اهميته تكمن أولا: بأنه يمثل احدى المكونات الرئيسية للهوية الوطنية الجنوبية, غير أن اهميته ثانيا: تكمن في تربية مواطني شعب الجنوب وفي المقدمة شبان وشابات وطلاب وطالبات الجنوب على حب بلادهم, والنهوض بثورة شعبهم, وان هذا النهوض سوف يتحقق بعزمهم كشباب, فهم في أي مجتمع يشكلون طليعة شعبهم في تحرير وطنهم وبناءه والدفاع عنه, واحترام علمه, وتعظيم مكانة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم وحرية شعبهم. وغيرها من القيم النبيلة والعظيمة التي تعبر عنها كلمات هذا النشيد.
النشيد الوطني الجنوبي: بلادي الجنوب هيا أنهضي
بلادي الجنوب هيا أنهضي ... وسيري بعزم الشباب الأبي
بدأنا كفاح العُلا فهنئي... لينعم شعبي بعيش هني
وخر الشهيد تلو الشهيد... لينير بدم الوفاء تربتي
فهيا اكتبوا النثر والنشيد... فهم حطموا القيد يا فرحتي
بلادي الجنوب هيا أنهضي
وسيري بعزم الشباب الأبي
تجسد في القلب حبُ النضال... رفعتُ به عاليا رايتي
على كل جدرٍ وفوق الجبال... من حيث ضاءت لظى ثورتي
فديتكِ أيام حمل السلاح... وسار الفدائي على مبدئي
وخضتُ مع الخصم أقصى كفاح... نزعتُ به اليوم حريتي
كمات الشاعر الجنوبي الكبير/ احمد أبو مهدي.
الحان الفنان الجنوبي الكبير/ محمد صالح عزاني.
المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.
انشر الموضوع على :
كم الله سدوها بـ«حوثي» ( صلاح السقلدي )
حياكم الله سدوها بـ«حوثي» ( صلاح السقلدي )
(كل المصائب قد تمر على الفتى× فتهون غير شماتة الأعداء)
- ليس اشد ألماً من سماع نبأ الخلافات والشعور بمرارة الاشتباكات بالحجارة والعصي التي حدثت بالأيام الماضية في ساحة التغيير بصنعاء بين جماعة الحوثيين وجماعة أخرى حسبت على التجمع اليمني للإصلاح إلا أن يشمت بذلك الخصم الفاسد التي عصفت بوجه حكمه الباغي وذهب يهتبل فرصة تلك الخلافات ليتخذ منها وسيلة لبث الفرقة وإثارة غبار الشقاق وزرع بذور عدم الثقة بين القوى الثائرة بوجه حكمه الاستبدادي الفاسد وعمد إلى تحسين صورته المشوهة برتوش شيخوخة حكمه الهرم من خلال إظهار هذه القوى الثائرة بأنها لن تكون أفضل حالا من حكمه البائس وأنها لا تعدو أكثر من فسيفساء سياسية مذهبية هجينية، ولسان حاله يهتف: (حكمي بفاسده خير من بديل متصارع) ووفق المنطق الفاسد هذا يحاول اقناع الجميع ممن سحقتهم سنين حكمهم المتسلط إلا إن يقبلوا بان الطريق أمامهم مظلم وليس أكثر من مفترقي طرق إما حكم علي عبدالله بفساده وعفونته وإما صراعات البديل بقواه المتناقضة، وكأن الناس وفق هذا منطق المغالطة هذا كتب عليهم إما فساد مؤتمري وإما صراع مشتركي حوثي ولا ثالث لهما.!
- إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة ؟(المهاتما غاندي).كان بمقدور المجموعة التي اقتحمت خيام الحوثيين وخيام تيار التغيير واعتدت على النائب احمد سيف حاشد حسب ما نقلت ذلك عددا من المواقع والصحف ان تعبر عن امتعاضها وعدم رضاها من تصرفات جماعة الحوثي ومؤيديها بطريقة أكثر حكمة واقل ضررا عليها وعلى الثورة التي ضحى ويضحي من اجل نصرتها الجميع بالساحات ومنهم هذه المجموعة ، وذلك من خلال وسائل أكثر اتساقا مع الأخلاقيات المعلنة للثورة، يقول الثوار- ومنهم المجموعة التي قامت بذلك الفعل - بأنها أتت لتهد نظام قمعي استبدادي مكمم للأفواه مصادر لحرية التعبير، وان لا تعطي لنظام حكم فاسد متسلطة - والجميع في مرحلة إبطال الباطل لاستعادة الحقوق من مغتصبيها- الفرصة ليخرج عليهم كخروج الثعلب بثياب الوعاظين وهو المجبول على الخديعة والمطبوع على أساليب الحيل والمخاتلة.
- جماعة علي عبدالله صالح في هزيع ليل حكمهم الأخير يبحثون عن فلسفة شمشون بعد أن تبدا لهم الأمر ان معبد تسلطهم قد خرب وشعر سحرهم قد تساقط لم يستطيعوا أبدا أن يقوضوا صفوف الثورة وينالوا من ثبات شبابها بالساحات إلا بقدر ما يعطيهم شباب الثورة هذه الفرصة على طريق من ذهب وفضة من خلال تصدع صفوفهم وتفكك تلاحمهم .
- فمثلما أصبح نظام علي صالح يبحث له عن ورق توت يداري سوءة خاتمته وتسد خرقه المتسع على رتقه من خلال تشجيع جماعة الحوثي ولو إعلاميا والتشنيع بطرق سخيفة بحزب الإصلاح لمجابهة من يسميهم إعلامه الكذوب بجماعة الأخوان المسلمين المتشددين - في محاكاة وتملق يهدف لرضا لأمريكا- كذلك يفعل بعض من المحسوبين على التيار الديني المتشدد بالساحات حين يبحثون هم أيضا شماعة دينية (مذهبية) يعلقون عليه إرتكاس أحزابهم التي انخرطت لحسابات خاصة بها بالتسوية السياسية مع نظام حكم اقل ما وصفته هذه الأحزاب بأنه نظام فاسد وإجرامي، ووجد أي التيار المتشدد بالساحات ضالتهم بخصم (رافضي اثنا عشري خارج على الملة ينفذ توجيهات حوزات قم ومشهد) اسمه جماعة الحوثي ولينالوا هم أيضا رضا الشقيقة (الصداع) الكبرى .!!.
- جماعة الحوثي هي الأخرى خالجها شعور الخوف من هيمنة التيار السلفي الوهابي كما يعتقدون ونزوة نصر طاغية بانبساط وجودهم وتمددهم بالمساحات الجغرافية الجديدة بعد أن أفسح خصوم الأمس لهم المجال بذلك وطفقوا من حينها يضربوا يمنة ويسرة تارة بجهة الخصم الحقيقي نظام صالح وأتباعه الذين استبدوا بصعدة وأهلها وساموها سوء العذاب وتارة أخرى بجهة ساحات الثورة من خلال حركات غريبة لا مبرر لها - وفي هذا الوقت بالذات- يصفها كثيرا من شباب الثورة بأنها حركات استفزازية متغطرسة تنم عن جهلهم بحساسية الظرف الحاسم وتتم في الزمن الخطأ والمكان الغير مناسب.!
* خاتمة:( ليس القوى من يكسب الحرب دائماً وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما).!
انشر الموضوع على :
الخميس، 29 ديسمبر 2011
الجنوب وسباق إيران والجيران ) بقلم: علي بن محمد اليافعي (
الجنوب وسباق إيران والجيران ) بقلم: علي بن محمد اليافعي (
الرئيس السابق للجنوب علي سالم البيض ألمح في مقابلته الأسبوع الماضي مع صحيفة (الأخبار) اللبنانية إلى أمكانية فتح باب للتعاون مع أي طرف إقليمي لحشد الدعم لقضية الجنوب، وقد فُسِر ذلك على أن المقصود بالطرف الإقليمي هو إيران وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً بين أبناء الجنوب في ساحات الاعتصام والمجالس والمنتديات الالكترونية وفي التصريحات الإعلامية.
القيادي في الحراك الجنوبي يحيى الشعيبي، قال لا يجد ما يمنع من التقارب مع إيران، والبلدان التي لديها الاستعداد لدعم قضية الجنوب وأوضح أن الحراك الجنوبي لا يعادي أحداً على أساس العرق أو المعتقد الديني.
وقال مؤسس الحراك الجنوبي رئيس الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب العميد ناصر النوبة أنه والقوى السياسية في جنوب اليمن لن يسمحوا لمن دأب على سلوك الأهواء والمجازفات السياسية لتحويل القضية الجنوبية رأس حربة بيد إيران لتوجيهها صوب أشقائنا في دول الخليج.
الجنوبيين انقسموا إلى قسمين بين مؤيد لهذا الخيار ومعارضا له، المعارضين لهذا الخيار أعتقد أنهم على دراية بمصالحهم، والمؤيدين له جزءا منهم يجهلون من هي إيران (وأخص قيادات إيران وليس الشعب الإيراني) والجزء الآخر: منهم من تأخذه الحماسة والعاطفة تجاه قضية الجنوب ومنهم من يرى أن دول الجوار لا يهتمون في القضية الجنوبية كما قال الشعيبي. مع احترامي لكل الآراء.
ولكن بين هذا وذاك فإيران ليست البديل الأصلح لدعم القضية الجنوبية، القيادة الإيرانية لا يقفون ضد الباطل ولا يناصرون الحق، لهم أجنداتهم الخاصة وحيث يجدون الأرض الخصبة لتمرير مشاريعهم العدوانية يدخلون وبقوة ولكن الجنوب ليست المكان المناسب لمشاريع إيران.
إيران تقوم على زرع الفتنة في جميع الدول العربية من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى البحرين وكل دول الخليج، وإيران هي من قسمت الفلسطينيين وزرعت بينهم المشاكل رغم تظاهرها بدعم القضية الفلسطينية ولكنها في الحقيقة قسمت الفلسطينيين ودعمت ولازالت تدعم انقسامهم.
كل محاولات إيران لدعم بعض القيادات الجنوبية واستغلال قضيتهم العادلة ليس لعيون الجنوبيين ولكن لزرع الفتنة ولإيجاد موطئ قدم في الجنوب المجاور للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وقد حاولت إيران مرارا وتكرار مع قيادات الجنوب ومنهم علي سالم البيض الذي رفض التعاون مع إيران كما أوضحت وثائق ويكيلكس، وحاولت من خلال الحوثيين الذين حاولوا بدورهم التواصل مع الحراك الجنوبي من أجل التعاون على أساس أنهم يعانون من قضايا متشابهة ورفض الحراك ذلك مطلقا على اعتبار أن قضية الجنوب تختلف عن قضية صعدة اختلافا كليّا.
بالرغم من إيمان الجنوبيين بقضيتهم العادلة ورغبتهم بدعمها إعلاميا وسياسيا وماديا ورغم كل ما لحق بهم من الأذى، لكن ليس بمقدور إيران أو غيرها استغلال هذه القضية لمشاريعها العدوانية، لان أبناء الجنوب أكبر من أن تستغلهم إيران.
ونتمنى من دول الخليج الشقيقة وعلى رأسهم الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية أن يلتفتوا للجنوبيين وقضيتهم لإغلاق الباب على المتسليين لان ذلك ليس من صالح اليمنيين ككل ولا من صالح دول الخليج.
وعندنا اليقين القاطع بأن السعودية ودول الخليج سيعملون على حل القضية الجنوبية بكل إخلاص، كما عملوا بكل إخلاص وجدية لحل الأزمة في صنعاء، لان حل القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل مشاكل اليمن، وتجنّبا للمشاكل التي قد تسببها هذه القضية على اليمن والمنطقة أن بقيت بدون حل.
Ali_alyafai1@hotmail.com
28 ديسمبر 2011م.
لنتفق مرة واحده بعيدا عن الأنا...فوحدها عدن تدفع الثمن ؟!(بقلم : عفراء حريري )
لنتفق مرة واحده بعيدا عن الأنا...فوحدها عدن تدفع الثمن ؟!(بقلم : عفراء حريري )
كم هو جميل بأن نلتقي بين أنفاس هذه المدنية التي اعتزت بوجودها الأبدية " الحضارة ، والمدنية " ، عدن الالق والتألق ماضيا ، وعدن التملق والفرقة والقلق حاضرا ، دعونا نقوم من الجراح ، كرياح ، تتهجى قصص الماء زرقة البحر المردوم انهزاما أمام أعيننا ، عدن الأنشودة المعزوفة بأوتار الشجن ، عدن المستباحة ، ونحن لم نقم من صمتنا ، حتى لنكون ظلالا تتلاقى دفاعا عنها ، ولها من طبيعة وبيئة العالم الأجمل ، وآه لو علمنا بأنها قبلة العلم والتمدن والفن ، فلما أصبحنا نحن أهلها وجه الضياع الذي يتباكى عندما تقارب الآخرون وتحدثوا عن انتمائهم / انتمائهن عن القبيلة ، الأصل ، النسب ، القرية ، وتشابكنا نحن أهل المدينة المدنية ، بكل أنواع المحن ، وسخر منا الآتين إلى المدينة وهان الكثيرون / الكثيرات وهانت علينا عدن ، عدن عطر الحكاية في كل قرأئتي عن تاريخ المدن ، وأتسآل عن فجر تاريخ هذه المدينة ؟ من سمح بنهبه وسلبه ومحوه سوانا ؟ وعن ليل أحلام المدينة ..وأبحث عن خيولا بفوارس وفارسات تتحدى كل غاز لمدينة لا تقدر بثمن .
وأتذكر كيف بالأمس القريب كنا نبحث عمن يقف معنا ونحن ، نواجه شبح الفساد يلتهم المدينة ، وتسولنا على كل الأبواب ولم يرد أحد كان الجميع ملفح بالصمت والبعض بالسخرية والبعض بوقفة الضد وإثارة الإشاعات علينا ، ونحن نترافع في قضية ردم البحر...وغيرها ؟ وكنا مع جمعية اليمنية للبيئة والتنمية المستدامه وخضنا معا درجات التقاضي ، وكسبنا الحكم إبتداءا وقد أبدع فضيلة القاضي " وجيه حامد مرشد " باستناده للأدلة المتمثلة بالوثائق والتقارير العلمية والقوانين والقرارات واللوائح الوطنية و الإقليمية والدولية ، ذلك الحكم الذي جسد صورة درامية في ملحمة الحفاظ على عدن طبيعة وبيئة ، وانضم معنا الأستاذ الجيولوجي معروف عقبه في لقاءات عديدة للدفاع عن عدن " طبيعة وبيئة " وفي ندوته المنعقدة في رمضان 2010م والتي نشرت في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية بعنوان( الخبير الجيولوجي "معـروف عـقبــه"..
مـا تتعـرض لـه معالـم وأثـار عـدن الطبيعية والتاريخية من طمس وتدمير جريمـة بيئــة لا ينبغي السكوت عنهــا..) ، حينها لم ينصت أحد لان عدن حينها لم تكن في أولويات أجندة المصالح الشخصية " للأشخاص والأحزاب" ، وعلى العكس حين جاء الحكم الاستئنافي ضدنا لأسباب تدركها جيدا الشعبة المدنية في المحكمة الاستئنافيه في جلسات طوت فيها الشعبة كل شيء حتى الأدلة والتناقضات وأقوال الخبير ، وفتحت سوق لاستثمار عدن " طبيعة وبيئة " ولم تقف حائلا أمامنا كفة الميزان العوجاء ونحن ندرك حجم فساد القضاء/ مرآة الأمة وتجاوزنا حدود محكمة النقض " المحكمة العليا" ونتمنى أن تنظر حكومة الوفاق إلى القضاء وما أدراك ما القضاء في اليمن ؟ ومثل قضية ردم البحر، هناك قضايا عديدة مازالت تؤلم وتوجع الخبير الجيولوجي وأصدقائه ود/ عادل في جمعية اليمنية للبيئة والتنمية المستدامه ولهم كل الاحترام والتقدير وهم يستغربون صمت أهل المدينة وموقف البعض من مجموعة ائتلاف الشباب لدفاع عن حقوق الإنسان التي تتولى الترافع والدفاع في تلك القضايا قبل الثورة بعامين وهم/هن " شخصيات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني "يقفوا/ يقفن الآن مدافعون / مدافعات عن المدينة ، ولهم / لهن نقول :- .
كل ظلم حدث لنا ، وصمتنا ، وتفرقنا ، شتاتا ، وكتل ، ومجاميع ، ومكونات وكيانات ؟ ولم يذب فينا ضياء ، أنه في كل التفاصيل درن .
فمعظمكم ومعظمكن ، ولدتم / ولدتن من أصداء عز جال في مصباح الروح ، يتهجاه إلى هذه اللحظة كل تاريخ البدن ، على أجمل عز وأحلى عز نهضت منه كل الأمم العربية ، ثم جعلناه موال لسنين و أكتفينا به ووقفنا عنده ؟
وتبدل وجه المدينة وتغيرت ملامحها ونفوس من فيها ، وهاجر الأحباء اغترابا ، وأصبحت مقبرة لغير أهلها ، و استفاد من استفاد منها تحت ظل مراحل متعاقبة على حكمها ، ولم يوفيها أهلها حقها ...وأي ذل لا يعيد الحق ضوء يتتالى في نسخته الأولى وفي الأخرى كفن .
آن لنا أن نقرأ في المرايا ، أن من يعش تكرار الموت للمدينة جاهل ، بأن في فرقته معول دام يمزق المدينة ، وأن كل من فازوا لديها فهم الآن عفن ، فذلك الهدم الذي تبارى عليه وفيه الكثير وهم / وهن في محرقة الظلم نقاط لحروف خلقت في كل خلاياها فتن ضد من على من ؟ وحدها عدن تدفع الثمن .
الناشطة الحقوقية / المحامية : عفراء الحريري
حكومة وفاق صنعاء نبته شيطانية لتفكيك القضية الجنوبية ( بقلم : أنيس المفلحي )
حكومة وفاق صنعاء نبته شيطانية لتفكيك القضية الجنوبية ( بقلم : أنيس المفلحي )
كنُت قد حذرة في مقال سابق عن خطورة قراصنة نظام صنعاء الذين أعلنوا انضمامهم وتأيدهم طوعاً مع ثورة الشباب , وفصلت بدقه في المقال عن بعض التحديات , بالإضافة عن بعض الإشكاليات في التوجه الفكري المدمر الذي يحمله القراصنة من أركان النظام الفاسدين والمتطرفين الإرهابيين في حزب الإصلاح , الفكر الذي لا يتواءم مع توجهات ثورة التغير , وبالتالي كانت قراءتنا مبكرة للمشهد السياسي والميداني للثورة وعن تعقيدات وصعوبة بل ربما استحالت تحقيق أي تقدم أو أي نجاح في أهداف ثورتهم التي أصبحت طويلة الأمد في ظل هيمنت هذه النبتة الشيطانية والآفات الفاسدة المتمرسة في إجهاض أي مشروع يمكن أن يطيح بعروشهم المتهاوية , هذه الشرذمة التي بكل تأكيد نجحت في لعبة تقزيم وتهميش أهداف ثورة التغير التي تآكلت في النهاية على المستوى المحلي وإلاقليمي وأيضاً الدولي .
وتعاطفاً مع الثورة حاولنا غض النظر وتجاوز خطورة الاختراقات والإخفاقات التي ضربت الثورة , ومن باب تجديد الثقة والأمل المفقود مرة أخرى تصورنا أن شباب ثورة الشمال أكثر فاعلية وصرامة وقوة في دفع مشروعهم السياسي الثوري السلمي على طريق النور والانتصار بعيداً عن تلك الآفات التي ستسهم في إضعاف ثورة الكرامة والحرية , وتوقعنا أدرك الشباب في تنظيم أنفسهم لتفكيك طلاسم القراصنة وتحجيم مؤامرات دول الجوار المتكررة التي تحيكها ضد ثورتهم المباركة , بالفعل جاء ذلك الأمل بعد أن استمر زخم ثورتهم واشتداد رحالها وبلوغ عنفوانها وذروتها مثلها مثل غيرها من ثورات الربيع العربي التي أطاحت واجتثت بأنظمتها المحنطة , وبالمقارنة هنا نلاحظ وجه تشابه والتقاء كبير إلى حدً ما بين أهداف ثورات الربيع العربية في إستراتيجية أهدافها حسب قراءتنا لمعطياتها مع ثورة شباب التغير الشمالية وبالذات في نشأتها الشعبية العفوية ووعيها الثوري .
ولعل اليوم يتضح الجزء الغامض من مشهد التأمر على الثورة لتكتمل الصورة التي قد ربما كانت غامضة وفي طي الكتمان ليكون التأمر والتواطؤ من طرف أخر يشكل أكثر خطورة وضراوة تجاهل هذا الطرف ثورة التغير بل اسقط أهدافها , بحيث اظهر للعالم الأزمة في اليمن صراع ونزاع يكمن في بعض إلاصلاحات والتعديلات السياسية والاقتصادية يريد فرضها سرطان المعارضة على نظام صالح الفاسد, هذه الصورة المشوهة والخلط الذي أظهر شبح أحزاب اللقاء المشترك بأن نضال الثوار وثورتهم السلمية انتهى فضلاً عن أن أشباح المشترك قد قضت على كثير من خصوصيات ومعاير الثورة وقصورها في جوانب كثيرة منها القيمية وضوابطها الأخلاقية ومبادئها النبيلة , بمعنى أن حجم المؤامرة كشفت وبينت علاقة التآمر المتكامل في أوجهها بين المشترك مع نظام صالح الذي يحضا بدعم دول الجوار وخصوصاً المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حتى ألان , وهذا يعطي صوره مفاها من أن سرطان المشترك جر وضع الأزمة اليمنية إلى وضع أسوأ من الوضع السابق .
وبالتالي لم يكن مستغرباً أبداً أن المستفيد الوحيد دون شباب الثورة , في خلط الأوراق السياسية المعارضة المتمثلة بحزب الإصلاح الإرهابي الذي ينتمي إليه علي محسن الأحمر وعبدالمجيد الزنداني وال ( الأحمر ) مع الأحزاب التقليدية الهشة مثل الاشتراكي بعناصره الشمالية وباقي الأحزاب المنضوية بالمشترك , ومن جهة أخرى نظام وحزب المؤتمر الملكية الخاصة لصالح , التي كانت حصيلتها النهائية تمرير المبادرة الخليجية التأمريه , ولا شك أن حكومة الوفاق ولدت من رحم المبادرة الخليجية وهي نبته شيطانية , تم تشكيلها ليس لتطهير ثورة الشمال السلمية فقط ولكن جاءت هذه الحكومة بخططها الخبيثة لتفكيك القضية الجنوبية وإحراق عناصرها الفاعلة سياسياً وشعبياً في الداخل والخارج .
وفي الحقيقية نحن لسنا بصدد تعرية شخصية بعينها ومن يمثل حكومة الوفاق من الجنوبيين ولسنا أيضاً في موقع مقاضاة احد منهم من شئنه يفتح الباب إمام المتربصين للتعليق والمهاترات والمناكفات , لكن كي نوضح هنا بأن القضية الجنوبية قضية سياسية عادلة , لا تمتلك حكومة الوفاق حل عادل شامل أو خارطة سياسية أوصفة قانونية للتملص وتجاوزها دون قرار سياسي واعتراف بالقضية الجنوبية و بفشل الوحدة وخطورة إعادة صياغتها , بالإضافة يصعب على حكومة الوفاق التسوية مع شعب الجنوب بحيث تتناقض مع مصلحته , ويصعب على النبتة الخبيثة إيقاف قطار ثورة شباب وشعب الجنوب التحريرية , لما تمثلها من أهميه كقضية شعب عادلة منصفة , و لأنها ليست كقضية خارجية أو فرعية مركبة أو قضية خلاف بين أحزاب أو فصائل متناحرة في إطار الدولة اليمنية , من هنا بالضرورة نريد توضيح الصورة أكثر فأكثر لحكومة الوفاق بأن القضية الجنوبية ليست قضية هامشية لكنها قضية غزو واحتلال بحد ذاته ولا تقيل حلول ترقيعيه , وشعبنا وحدة من يستطيع وضع أسُس قواعد حلها العادل ورسم أفاق مستقبلة , وبالتالي سيبقى كفاح شعبنا الجنوبي مستمر لتمكين نفسه السيطرة على كامل أراضيه واستعادة دولته مستقلة .
ومن وجهت نظري ستبقى حكومة الوفاق تحمل مشروع معطل كؤنها حكومة هشة و مكبلة سياسياً تخضع لضغوط وقانون ومعاير وتوجيهات نظام صالح العسكري المحتل لدولة الجنوب , ومن يقول غير ذلك فهو مع احترامنا يبرر واقعية الاحتلال الشمالي لدولة الجنوب , ودون أدنى شك حكومة الوفاق ( النبتة الخبيثة الخليجية ) ستكون وريثا وبديلاً شرعيا ًوحقيقياً لنظام صنعاء الذي يحمل نفس ثقافته المتعصبة تجاه الجنوب وشعبه ولذلك يصعب مستقبلاً على شعبنا في الجنوب التعامل مع حكومة الوفاق الانتقالية المؤقتة مطلقاً لأنها لن تغير من واقعنا شيئاً وبات من الصعب إنهاء قرار الحرب على الجنوب التي لم تضع أوزارها منذُ 94م إلى وقتنا الحاضر .
بقلم الكابتن / أنيس قاسم المفلحي
انشر الموضوع على :
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
لأ قليمي والدولي عليهما الخضوع لمطالب شعب الجنوب وليس العكس ( بقلم الدكتور / محمد علي
أتضح الآن بدون شك أن تصريحات عبده ربه منصور نائب الرئيس بأن قرار مجلس الأمن الأخير برقم 2014 بخصوصam اليمن أنهى مفعول قراري مجلس الأمن 929/ 931 لعام 1994م مصدرها ليس نائب الرئيس وإنما سفراء الأتحاد الأوروبي الذين أوحوا إليه بذلك وكرروها من جديد من جانبهم في المؤتمر الصحفي الذي عقدوه في جولدمور في عدن يوم السبت 17/ 12/ 2011م وخاصة ما جاء على لسان السفير البريطاني في صنعاء . وهنا من الواضح أن الجهة التي كلفت بالإدلاء بتلك التصريحات بإختيار شخصية جنوبية ( عبده ربه منصور ) وسفير بريطانيا للدولة التي أستعمرت الجنوب سابقا تهد فان إلى إحباط معنويات شعب الجنوب .
ما أريد أن أؤكده هنا أن أهداف هذه التصريحات التي تزامنت مباشرة بعد لقاء جمال بن عمر المبعوث الأممي بحسن باعوم وقيادات جنوبية ولم تتضمن تصريحاته أي تعليق بخصوص قراري مجلس الأمن السابقين وهو المعني بالمرتبة الأولى كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة وحين أقول ذلك فالسفير البريطاني وسفراء الإتحاد الأوروبي الأخرون ليسوا جميعهم من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن فهناك سفير الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم ينسب إليه أي تصريح ولا سفيري روسيا والصين وهم أعضاء دائمين في مجلس الأمن إضافة إلى أن مجلس الأمن يشمل أيضا عشرة أعضاء غير دائمين ناهيك عن وجود المجتمع الدولي الممثل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثر من (185) دولة غير أعضاء مجلس الأمن.
أنهم يريدون تحطيم إرادة شعب الجنوب في الحرية والإستقلال لرغبتهم في حلّ المسألة اليمنية دون وجع دماغ وعلى حساب مطالب الشعب الجنوبي في الحرية والإستقلال.
أقول لهم هنا بإختصار شديد أن هناك معطيات أساسية وثابته في القانون الدولي ومعطيات جيواستراجية على الأرض
وكلاهما في مصلحة القضية الجنوبية دون منازع ولا أدنى شك.
المعطيات الأساسية في القانون الدولي :-
1- حق الشعوب في تقرير مصيرها وهذا الحق يعتبر من القواعد الأمرة Jus Cogens من القانون الدولي لا يمكن لأي إعتبارات تجاوزها أو الإلتفاف عليها حتى بموجب أتفاقات بين الدول .
2- ألجمهورية اليمنية لم تقبل في 22/ مايو/1990م كعضو جديد في الأمم المتحدة وفق شروط العضوية في المنظمة وإنما تم إعتمادها في الأمم المتحدة وفق إرادة الطرفين الجنوب والشمال ومن حق الجنوب الآن بعد نهاية الوحدة في عام 1994م انهاء علاقته بالشمال ولدينا عدة سوابق قانونية في تاريخ الأمم المتحدة أهمها إستعادة سوريا مقعدها بعد فك إرتباطها مع مصر في سمتمبر 1961م .
أما المعطيات الجيواستراتجية:-
تتلخص في وجود الممرات البحرية الدولية في الجنوب وليس في الشمال من باب المندب إلى بحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي فإذا كان الشمال يساومكم بالقاعدة وعدم الإستقرار في الملاحة الدولية فمن الأولى أن الجنوب وهو صاحب الأرض والحق بإستخدام هذه المعطيات لصالح قضيته ومطلبه في الإستقلال وليس لمصلحة من يريد الحفاظ عليه تحت سيطرته من المخجل سماع سفير بريطانيا وأخرين مطالبين الجنوبيين التأقلم والعمل في إطار المبادرة الخليجية وهم الجنوبيون في الأساس لم يتم إستشارتهم قبل تبنى المبادرة الخليجية وفوق ذلك من المخجل التفاوض وتعديل المبادرة الخليجية ثلاث مرات
لأرضاء الرئيس / صالح ونظامه ويطلب من شعب الجنوب بأكمله بأن يوافق عليها وهو لم يكن طرفا فيها.
ليس هذا فحسب بل أن دول الخليج ودول الإتحاد الأوروبي تجاهلوا القضية الجنوبية ونسوا أن الشعب في الشمال وجمهورية اليمن تعتمد في موازنتها بنسبة 75-80% على نفظ الجنوب لماذا لم يتبرع مجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي بتحمل كلفة موازنة دولة الجمهورية اليمنية ومن يضمن لهم أن شعب الجنوب
بتجاهل مطالبه في الإستقلال سيترك إستنزاف ثروته النفطية لصالح طرف يتجاهله ولا يقر بحقوقه وهل من السذاجة الإعتقاد أن هذا الأمر سيستمر على هذا الحال لفترة طويلة؟.
في الأخير الأمر الوحيد والإيجابي والصحيح دون مغالطة قول سفير بريطانيا بأهمية توحيد الجنوبين صفوفهم ومطالبهم وهو بذلك محق وعلى أبناء الجنوب الآن وليس غدا النظر في قيادات جديدة للحراك تكون على مستوى التحديات الراهنة فمطالبنا مشروعة 100% تنسفها القيادات غير المؤهلة وغير الموحدة علينا طي هذه الصفحة وإلا ستطوى قضيتنا لسنوات قادمة.
انشر الموضوع على :
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011
لأغنام الشاردة في أكثر من اتجاه تصبح فريسة سهلة للذئاب
تذكرت هذا القول وأنا أتابع الحلقة النقاشية التي أقامها منتدى التنمية السياسية قبل بضعة أيام في عدن والتي كان عنوانها (نحو صوت موحد للجنوبيين) وكان الهدف من هذه الندوة هو فتح الحوار العلني بين المكونات الجنوبية وإشراك الشباب والمرأة في مناقشة القضية التي تهم مستقبلهم السياسي و تؤثر فيهم بصورة كبيرة .
وبقدر ما انتابني شيء من الإحباط في بداية هذه النقاشات نظرا لتباين وجهات النظر بين أفراد البيت الواحد وتصاعد حدة اللهجة المستخدمة في الحوارات بقدر ما بعث في نفسي الطمأنينة بعدها ملاحظتي لحرص الأستاذ علي سيف حسن رئيس المنتدى على إنجاح الحوار إضافة إلى حرصه الشديد على توحيد الصف الجنوبي -كبداية - وليس الصوت الجنوبي من اجل خلق أرضية قوية و ملائمة تحمل القضية الجنوبية على عاتقها وتتحمل أبعادها و مقتضياتها وأعتقد أن الهدف الحقيقي للندوة هو الوصول إلى هذه النقطة ..توحيد الرؤى للقضية الجنوبية لدى الأطراف التي تتبناها.
ومن المؤسف حقا ما نلاحظه في الشارع الجنوبي خلال هذه الفترة، وبعيدا عن التنظير والخطب الرنانة للمعارضة حول القضية الجنوبية، وهي نفسها المعارضة التي دخلت اليوم في وفاق مع النظام الذي ثرنا ضده ، فأن الواقع على الأرض لا يشي أبدا بتفاعلها الحقيقي مع هذه القضية على المستوى المطلوب، وكثير من الجنوبيين لا يثقون مطلقا بهذه المعارضة خاصة وان منهم من يرى انها قد خذلت الشباب في الساحات بتوقيعها على المبادرة الخليجية التي خدمت اللاصالح ولم تحقق الهدف الرئيسي من قيام الثورة وهو إسقاط النظام كاملا بكافة رموزه .
ومن الملاحظ في الشارع أيضا أن أحزاب المعارضة وبعض من قيادات الحراك أحالوا القضية الجنوبية - وربما دون أن يقصدوا أو يعوا - إلى مجرد مسيرات من ناحية و مسيرات مناهضة لها من ناحية أخرى ، فهؤلاء يخرجون بمسيرات تنادي بفك الارتباط ، و هؤلاء يخرجون بمسيرات تعلن حرصها الشديد على بقاء الوحدة مهما حصل ، مع عدم إنكار وجود مسيرات من الطرفين تخرج بتلقائية دون إيعاز أو دعوة من أحد ، وإنما هي عبارة عن حراكات شعبية خالصة تثور من تلقاء نفسها و من إرادتها في التغيير والحرية .
ولكن الأمور وصلت إلى حد مقلق في هذا الجانب فقد بدا أن الهدف الرئيسي الذي هو حل القضية الجنوبية لم يعد محل مرأى الطرفين و غاية حراكهما في الوقت الراهن ، بقدر ما صارت المنافسة بين الطرفين تحتل الأولوية وكأنها أصبحت هي الهدف ، يخرج الحراك اليوم مسيرة حاشدة في المعلا للمناداة بالانفصال ..فتخرج مسيرة أكبر من ساحة الحرية في كريتر ترفع راية الوحدة .. لتتبعها مسيرة أكثر حشدا من الميدان في كريتر أو ساحة الشهداء في المنصورة ترفع العلم السابق للجنوب ...و هكذا من مسيرة لمسيرة مناهضة ، ثم يبدأ التخوين والتشكيك في الدوافع والأهداف بين الطرفين .. فهؤلاء يتهمون حزب الإصلاح بدعم مسيرات الوحدة في عدن وكأنه يرتكب جريمة عظمى في ذلك ويعتبروه تشويشا للرغبة الحقيقية لأبناء الجنوب وكأن الذين يخرجون في هذه المسيرة قد جاؤا من المريخ و ليسوا من الجنوب ... وأولئك يتهمون الأمن القومي وعبد الكريم شائف بخلق فصيل جديد يدعي انه تابع للحراك ، ليعطي زخما أكبر للمنادين بالانفصال ، بحيث تبدو الصورة التي حاول اللا صالح أن يرسمها عن تفتت اليمن بعد رحيله ، هي الأقرب للحدوث و يخلق تحديا جديدا للثورة المتصاعدة ضده في جميع الساحات، وأولئك مخطئون لو ظنوا ان ما يفعله شائف وأتباعه قد يفسد على الحراك نضاله السلمي الذي بدا من 2007 و فقد فيه الجنوبيون مئات الشهداء من اجل الحصول على حريتهم .
هل يمكن القول ان هذا الصراع الذي يحدث الآن في الجنوب يصب في مصلحة القضية الجنوبية والثورة الشبابية الشعبية ضد النظام، في ظني انه ليس في صالح الثورة الشبابية الشعبية بعد ان تحقق أهدافها الكاملة التي قامت من أجلها ، أن تجد ان الوضع قد تفاقم في الجنوب وتحول إلى صراع قاس يصبح بعده الحديث عن وحدة ستظل صامدة ممكنا ، خاصة ان هذا التصعيد الحاصل الآن وصل إلى درجة لا يجدي معها العودة إلى نقطة البداية.
كذلك فان هذا الصراع ليس في صالح القضية الجنوبية ، إذ بدلا من ان تتحد جميع الأطراف في الجنوب لتوحيد رؤاهم في حل هذه القضية ، يصبح كل همهم من فيهم سيبدو صاحب الحجة الأقوى ، ومن فيهم من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر والأقوى التي تؤيده ، و فعلا من سيلاحظ شكل الاحتجاجات و المسيرات التي تخرج في عدن تحديدا خاصة في المناسبات والأعياد الوطنية سيلاحظ استعراض القوى القائم بين الطرفين هناك.
مما لا شك فيه ان جميع هذه الأطراف بالرغم من هذه الأخطاء التي ترتكبها تريد وضع حلا حقيقيا للقضية الجنوبية، و على هؤلاء ان يعوا أن هذه الاستعراضات المثيرة للضحك والخيبة في الوقت نفسه يجب ان تتوقف الآن ، فهي في الأول و الأخير لا تعد استفتاءا حقيقيا لخيار أبناء الجنوب للوضع الذي سيؤول إليه جنوبهم الحبيب في المستقبل ، وكم كنا نتمنى لو يحاول الطرفان الاشتراك معا في بعض المسيرات والمظاهرات و يبدأن بحوارات تقرب بين وجهات النظر للجميع.
ما سيخدم القضية الجنوبية الآن من وجهة نظري المتواضعة هو ان تتوحد الصفوف المتشردة في أكثر من اتجاه، إن الفريق المؤيد للوحدة في الجنوب معروف سواء أكان طرفا مستقلا أو يتبع أحزابا بعينها ، وهو يشكل فريقا واحدا لا هدف له ولا غاية إلا المحافظة على الوحدة وحل المشاكل التي عانى منها الجنوب بعد قيامها.
لكن الطرف الأخر الذي يرى صعوبة حقيقية في بقاء خيار الوحدة ، هو ما يشكو من التباين و يبدو كأنه مجموعة من الفرق التي لا يوحدها شيء بقدر ما يوحدها اختلافها مع الفريق الراغب في بقاء الوحدة.
لذا فان ما يخدم القضية الجنوبية أيضا أن تلتئم لحمة قوى الحراك الجنوبي السلمي بكافة فصائله إضافة إلى مؤيديه من المستقلين الذين لا يدعمون خيار الوحدة ثم يقومون بوضع مسارات محددة للقضية الجنوبية ليصلوا بها إلى أهدافهم وتحقيق خياراتهم في الانفصال أو الحكم الفيدرالي ، كما أن عليهم أن يضعوا من الآن تصورهم للمرحلة القادمة و خطتهم للدولة الجنوبية القادمة ... اذا كانت هذه الدولة هي الخيار الذي سيرسو عليه أبناء الجنوب في آخر المطاف.
إن الخلاف الذي حدث في مؤتمر القاهرة الأخير بين بعض المشاركين والخلاف الذي يسود كثير من المؤتمرات التي تجتمع فيها أطراف القضية الجنوبية يفضح و بشدة الحاجة الملحة لتوحيد أهداف هذه القوى و تحديد مساراتها واختيار آلية فاعلة و مضمونة لتحقيق غايتهم المنشودة.
من ناحية أخرى على الفريق الآخر الذي ينادي بخيار البقاء على الوحدة أن يكف عن ترديد شعار الوحدة أو الموت، كما على المعارضة أن تمنع قادتها و خاصة أولئك الذين لا ينتمون إلى الجنوب من الخوض - سواء في خطبهم أو لقاءاتهم التلفزيونية - في رؤيتهم لحل القضية الجنوبية ، فهذا التصرف منهم يثير حفيظة عدد كبير من أبناء الجنوب حتى أولئك المؤيدين للوحدة ، اذ إنهم يرون أن المخول في التحدث عن هذه القضية هم أبناء الجنوب أنفسهم وأنهم لن يقبلوا بأي املاءات أو رؤى تطرح من سواهم .
وعلى أية حال و بحسب ما جاء في تقرير مجموعة الأزمات الدولية رقم 114 ، فأن هناك ما يشير بقوة إلى أن خيار استمرار الحكومة المركزية والوحدة على ما هي عليها وخيار الانفصال الفوري ، سيمثلان مخاطر جدية باندلاع صراع عنيف ، فالخيار الأول سينكر على الجنوبيين مطالبهم المشروعة بقدر أكبر من المشاركة والسيطرة على مواردهم المحلية ، و كذلك حماية هويتهم و ثقافتهم المحلية ، أما الخيار الأخير فانه لن يغضب الشماليين فقط - و لازال الكلام هنا لتقرير مجموعة الأزمات - بل العديد من الجنوبيين الذين يفضلون بقوة الإصلاح البقاء في سياق الوحدة ، و من شبه المؤكد أن يفضي إلى الحرب .
الخيارات الأخرى - المتمثلة في الفيدرالية بنوعيها - تستحق قدرا أكبر من النقاشات و المفاوضات المستفيضة من أجل التغلب على مختلف المخاوف .
وفي رائي أن هذه النقاشات والمفاوضات المستفيضة التي أشارت مجموعة الأزمات إلى أهميتها ، يجب أن تبدأ من الآن وبشكل أكثر جدية من السابق ومن داخل المحافظات الجنوبية و ليس في مؤتمرات خارجية لا يستطيع المشاركة فيها قطاع عريض من المعنيين بها، ومن الجدير بالإشادة ما قام به الإخوة في منتدى التنمية السياسية في هذا الجانب والنابع من حسهم الوطني وإدراكهم لخطورة المرحلة التي تعد بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة للقضية الجنوبية.
في الندوة التي أقامها هذا المنتدى مؤخرا، قال بعض المشاركين انه من الخطأ تسمية الندوة ( نحو صوت موحد للجنوبيين ) لأن ذلك شيء مستحيل ، والحقيقة أن الخطأ يكمن في قولهم هذا ، فهذا يعني ضمنيا عدم رغبتهم في أن يفضي حوارهم و نقاشاتهم إلى توحيد رؤاهم حول المرحلة القادمة ، من البديهي ان تكون هناك بعض الاختلافات في التفاصيل أو الآراء ، لكن توحيد المسارات و الأهداف ليس من الصعوبة بمكان ، إن توفرت النوايا الحسنة و وجدت الإرادة القوية الساعية لتوحيد الصف الجنوبي ، مما يعني في الأخير الوصول إلى صوت موحد للجنوبيين يستطيع إيصال القضية الجنوبية إلى بر الأمان.
المصدر أونلايـــن
انشر الموضوع على :
أضف جديد بحث Comments (1)
2011-12-19 21:12:00 | صياد صيرة - قراءة جيدة بس !!!!!
شكرا اختي سارة, كنتي موفقة في طرحقك. فقط نقطة واحد للتوضيح. دعاة الوحده من الجنوبيين ليسوا جزء من الحراك هم مع الشمال. الحراك اهدافه واضحة وضوح الشمس و هي فك الارتباط عن الشمال. من ينادي بالفدرالية او الوحدة فهو ليس من الحراك. تم تعريف حالة الجنوب بان الجنوب محتل من الشمال و ان وحدة 1990 سقطت باعلان الحرب في 94 على الجنوب, حتى اصحاب الفدرالية يقولون ذلك في اوراقهم و اقوالهم. يا جماعة ما فيش وقت عندنا, الهداف واضح, لم نستطيع الاندماج مع الشمال فلا مجال لتجارب جديد معهم. نحن الجنوبيين مختلفين عن الشماليين في الشكل, و الكلام, و العادات, و الثقافة و حتي مواشيهم شكلها غير.
ارتهان الزعيم باعوم لن يكسر إرادته – نماذج من التاريخ (بقلم : أحمد الشمسي )
مدخل: عندما نناقش المثقفين ببلاد الجوار الجمهورية العربية اليمنية عن تباين واختلاف مساراتنا التطورية الفكرية والتاريخية والاجتماعية والسياسية في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، يزعلون من الحقيقة ويحطون رؤوسهم في الرمال، ربما من باب الخجل من ذكر ما لا يحبون ذكره...لكن ما العمل والماضي لا زال حاضر، ولا أدل على ذلك من ارتهان زعيم شعب الحراك الجنوبي المناضل الصلب حسن أحمد باعوم حتى الآن لكسر إرادته في فندق بخمسة نجوم، أو في قلعة السجن الحربي الرهيبة بصنعاء. لطريقة الرهائن في ج ع ي ماضيها التاريخي ومراميها وأهدافها الراهنة، ولم نسمع بمثلها في الجنوب واسأل التاريخ عني.....فاسمعوا لو تكرمتم لبعض ما سجَّـل أحد المؤرخين، والمعذرة للإطالة لتتضح المقالة:-
رمي الرهائن في تعز من فوق قلاع الجبال
يمارس نظام الرهائن اليوم بصنعاء اليمن أسلوب معروف قديم جديد، لا شك ورثه من أسلافه الأئمة واستفاد منه العثمانيون الأتراك! وللمقارنة بين الماضي والحاضر، يجد القارئ أن لا فرق في الهدف والغاية من خطف الرهائن. ويعرف ذلك من أساليب البطش الرهيب ومعاملة الأتراك القاسية للرهائن أبناء البلاد في السجون، وتسخيرهم للقيام بعمل السخرة (تشغيل الناس ببلاش بالقسر والقوة) لصالح موظفي وقادة العسكر الأتراك. وهذا أدى في كثير من الحالات إلى تمرد الرهائن الذين كانوا يختطفون بواسطة العسكر من بين أهلهم وأمهاتهم وقبائلهم المناهضة للاحتلال التركي لضمان ولاء القبائل للأتراك والتوقف عن مقاومتهم. و الحادثة التالية تصور نموذج من الوحشية تجدها في كتاب ( الإحسان في دخول مملكة اليمن تحت ظل عدالة آل عثمان – مؤلفه القاضي شمس الدين عبد الصمد بن إسماعيل بن عبد الصمد الموزعي، من علماء القرن الحادي عشر الهجري ال 16 ميلادي):
"في سنة 996 هـ، الموافقة 1588 م غادر متصرف تعز، المدعو سفر آغا بلدة الجند لحضور تجمع ديني، برفقة عسكره المرابطين في تعز، وجماعة من حرس "قلعة القاهرة" بالمدينة. وكان الرهائن المحابيس في القلعة ضعاف عرايا، يعانون الآلام بسبب قسوة قائد الحرس في معاملتهم الذي دأب على معاملة رهائن الدولة العثمانية بالبطش والإذلال والتنكيد والنَصَب. ويكلفهم بعمل بساتين ومزارع في القلعة، وبناء سكناً أو جداراً أو ترميم محلاً لأفراد الحراسة. فيخرجهم من الحبس لعمل السخرة في مثل الأعمال الذكورة، مع استخدام الضرب والشدة.
يضطر الرهائن على إنجاز ما أمروا به مجانا، فيأخذ قائد الحرس أجرتهم لنفسه. وذات يوم واتت الرهائن المحابيس الفرصة لخلو القلعة من أكثر الحرس، فهاجموا قائد الحرس رمياً بالحجارة، فمات. وقام بعضهم إلى خزنة الأسلحة، بعد أن أقفلوا بوابة القلعة، واستولوا على ما فيها من السلاح و البنادق. وفكوا قيود بعضهم لبعض. لكن تمردهم لم يستمر طويلاً، إذ تم احتواؤه بعد عودة المتصرف سفر آغا على الفور إلى تعز إثر سماعه خبر التمرد.
فأعيدت القيود على أرجل الرهائن بأعظم وأثقل مما كانت. وضربوا وسحلوا وسجنوا في أضيق الزنازن المظلمة. ولما علم الوالي بصنعاء حسن باشا بالحادث، "أمر أن يوضع الرهائن الذين أقدموا على التمرد في أكياس، ورميهم من أعلى مكان برأس القلعة، فماتوا موتاً زؤاماً..." انتهى...
هذا مثلاً مروعاً من فترة الحكم العثماني الأول لليمن، وكيفية تعامل الولاة مع معارضيهم....كرره إماما اليمن يحي و أحمد بعد سنة 1918 للميلاد...ومن لا ينسى سجن قلعة حجة وأسماء الذين دخلوه، الذي يستحي أمامه سجن الباستيل، والراحل البروني كشاهد عيان كتب في وعن ذلك. واليوم يمارس نظام صنعاء ضد مناضلي الحراك السلمي في الجنوب نفس طريقة الترك والأئمة لإخراس مطالبهم التي هي مطالب شعبهم في الاستقلال، بهدف اتخاذ الرهائن الجنوبيين بسجون الاحتلال "كروت" للمساومة بأرواحهم لكسر إرادة قومهم.
ولع وحشي سادي مزدوج
انتقلت قبل عامين إلى جوار ربها المغفور لها والدة الأستاذ الجامعي الدكتور حسين العاقل، الذي كان مرتهناً في سجون صنعاء، وفي نفسها ما فيها من حرقة القلب والكبد لرؤية ولدها وتقبيله قبله الوداع، لكن سلطات نظام الرهائن لم تسمح لابنها الرهينة من توديع أمه الغالية. وقبلها المرحوم والد المناضل بامعلم وقبلهما المغفور له والد المناضل عسكر جبران....ويعلم الله إلى متى تتواصل القائمة! أليس هذا منتهى الولع السادي المزدوج لنظام الرهائن المحتل: تعذيب أهالي الرهائن بتعذيب أقاربهم في السجون للاستمتاع بآلام هؤلاء وهؤلاء من أبناء الأخيار في المعتقلات - ؟
وبالله عليكم كم عدد سجون الرهائن في نظام الرهائن المعبأة اليوم بأبناء وبنات الناس، الذين يستعبدون وقد ولدتهم أمهاتهم أحرراً؟ هل سمع أحد بالرهائن المثلثة!؟ كان الأتراك والأئمة شغوفين جداً بهواية مفضلة أخرى فيما يخص تطوير عملية خطف الرهائن: يختطف عسكرهم الأم والابن والبنت ويحطونهم في زنازين القلاع بهدف الضغط على قبائلهم المتمردة ضد الظلم والباطل للاستسلام والولاء والطاعة لهذا الوالي التركي أو ذاك الإمام اليمني، فيضطر أباء الرهائن المثلثة لتسليم أنفسهم (ليشرفوا) الزنازن بدل زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم - !
ولو كان نظام الرهائن وتعذيبهم الذي يبين النموذج أعلاه واحداً من الآلاف من أنواعه باليمن التركية ووريثتهم الشرعية ج ع ي، لو كان الارتهان للبشر أصبح جزءاً من التاريخ اللعين ولم يعد له اليوم وجود في صنعاء، لقلنا: هذا تاريخ رهيب وانتهى... لكن المأساة المروعة أنه ما زال بسمع وبصر منظمات حقوق الإنسان السمة المميزة لنظام الرهائن والارتهان السياسي الحالي بصنعاء في مطلع القرن الواحد والعشرين، أكان ذلك في السجون والزنازين الخاصة لرأس النظام وشيوخ القبائل أو في (السجون الحكومية الرسمية) هذا إذا كان شيء في صنعاء وتعز وغيرها اليوم يمكن أن يطلق عليه صفة رسمي، بمعنى قانوني شرعي بإجماع أغلبية الناس. لا شيء من هذا حتى بعد انتفاضة الشباب التي "حلق شعرها" النظام والمشترك قطاع خاص، للأسف الشديد.
رب ضارة نافعة
لكن رب ضارة نافعة، فبعد 21 سنة و 7 أشهر من ما سموه بالوحدة الزائفة – الإنفصامية – علمت صنعاء الجنوبيين (إلا من هو أخرس) وفتحت عيونهم على وحشية اختطاف الرهائن الثنائية والمثلثة والمربعة والجماعية والانفرادية من مستشفيات ومستوصفات وشوارع وأزقة وحوافي وبيوت وفنادق بلادنا الحبيبة الجنوب، وما كان لنا أن نتعرف على ذلك لو لم ندخل دولتنا الحديثة في شراكة بمواثيق وعهود دولية مع نظام الرهائن القائم في ج ع ي! كل هذه الأضرار النفسية الرهيبة الفادحة علمتنا الدرس لننام على كابوس جهنمي، لن نصحو منه إلا بعد أن نستعيد استقلالنا الطبيعي الثاني، لننعم بحكم رشيد وبنظام وقانون يفلق الحديد، ولا يفرق بين أسود أو أبيض أو أصفر... فنحن في القرن ال 21 ولا نطيق العيش في القرن ال 16!
** نشر المقال بشبكات الإعلام الجنوبي المحدود الإمكانيات في ذو الحجة 1430 هـ المصادف نوفمبر 2009، وتم تعديله بإضافة بعض من التطورات المستجدة اليوم 18/12/2011
أحمد الشمسي / شبوه
الاثنين، 19 ديسمبر 2011
ن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه ؟!! ( بقلم / عبدالوهاب الشيوحي )
alshiwhi@hotmail.com
الظروف التي يمر بها الجنوب والأوضاع التي تسوده حالياً لو سُمحَ بجزء يسير منها للمتظاهرين العزل في سوريا لأسقطوا النظام في أيام معدودات . ولو أن مجلس الأمن تولى القضية الجنوبية وتفرغ لها – بدلاً من أبنائها - وكرس كل إمكاناته لها وتحت البند السابع , فماذا عساه يفعل أكثر من ماهو متاح لأبناء الجنوب اليوم في وطنهم , محافظات بكاملها وبإمكاناتها خرجت عن سيطرت النظام ويتنافس مختلف الفرقاء على ملئ الفراغ باستثناء أصحاب الأرض الحقيقيين , ومن يقولون أنهم يعملون بفدائية لاستعادة بلدهم , نظام أصبح في حالة من الوهن والضعف إلى الحد الذي عجز فيه عن فرض سيطرتة على عاصمة البلاد , وأصبحت الحرب على أبواب القصر الجمهوري , تحلل وتفسخ كامل في بنية النظام وهيكلته , شلل تام للنظام في تقديم الخدمات الرئيسية للمواطنين أو حفظ أمنهم .
انحسر النظام ونفوده وسقطت هيبته في معظم مناطق الجنوب , والعمل على إحلال البدائل جارٍ على قدمٍ وساق إلا من الذين يفترض أنهم أول من يملئ الفراغ , فهم في غيهم يعمهون .
عرفات يرحمه الله وفي رده على منتقديه لقبوله باتفاقات اوسلو , قال دعوني فقط اوجد موضع لقدمي داخل فلسطين وسترى إسرائيل ما يسوئها , وقد كان ذلك ..
السوريون العزل لا يطلبون أكثر من منطقة عازلة بعمق كيلومترات محدودة ليضعوا أقدامهم عليها ويتولون بعدها أمر النظام مباشرة . ونحن عموم بلدنا تقريباً - إذا ما استثنينا عدن والمكلا - مناطق آمنه تقريباً وبيئة مواتيه للبدء في إرساء دعائم الدولة الجنوبية ..
ما الذي يريده أبناء الجنوب ؟؟! وما الذي ينتظرونه ؟! سوى من أبناء الشمال أو من العرب أو من الغرب !! هل ينتظرون من أولئك أن يبنون لهم القصور الرئاسية ثم يرتبون لاحتفال عالمي يتم فيه تنصيبهم حكاماً على الجنوب !! أظن أنهم ينتظرون ذلك !! بل اعتقد أنهم ليس في واردهم حتى تحمل أعباء وتكاليف الاحتفال المادية !
ما الذي ينتظرونه من أبناء الشمال ؟! خصوصاً بعد إن أعلنت الكثير من النخب في الشمال أنها تتفهم القضية ألجنوبيه وأنها سترتضي بالحل الذي يرضاه الجنوبيين لأنفسهم .. هل ينتظرون منهم أن يساهموا بأموالهم وأنفسهم لإعادة تمكين أبناء الجنوب من وطنهم ؟ أم أنهم يريدون منهم أن يلقوا بأنفسهم إلى البحر لكي يكتشف أبناء الجنوب أن الفرصة قد سنحت لهم !
وما الذي يريده الجنوبيين من العرب بعد أن اعترف الجميع بمشروعية القضية وعدالتها ’ لقد اعترفوا بما يرونه أمام أعينهم , فهل نطلب منهم أن يعترفوا بما ننوي فعله , أي بما تكنه القلوب قبل أن يصبح أمامهم ماثلٌ للعيان ؟ هل نطلب منهم إن يعترفوا بما لم نقوم به نحن بعد, ويدعمون الأوهام والتمنيات ؟!
دونما فرض للأمر كواقع على الأرض الجنوبية , ودونما جعل القضية الجنوبية حقيقة ملموسة على الواقع يلمس العالم معالمها ويخشى مخالبها فان مستقبل الجنوب سيظل اشد قتامةً من حاضره .
اذا كنا عاجزين عن مباشرة استرداد الأرض وهذا هو حال المحتل ؟! فكيف سيكون بنا الحال أذا استقر وطاب به الحال .
مهما كانت عدالة القضية الجنوبية ومهما كانت شرعيتها فأن حال أبنائها وحامليها الذي هم عليه يضعف هذه الشرعية , ويجعل من يراقب الوضع يعيد النظر ألف مرة قبل حتى إن يفكر في دعمها .
الحق ابلج نعم ولكن التاريخ والحاضر علمنا إن الحق لجلج ما لم تكن له مخالب يدفع بها الباطل وتوجد الارضية التي يقف عليها مناصريه او من يودون مناصرته .
ما يحصل في الجنوب هو كارثة بكل المقاييس , ويبدو الحال وكأن الجنوبيين ضُبطوا بنصف سروايلهم , فخمس سنوات من النضال حينما تفضي إلى ما نحن عليه من شلل تام , ثم يأتي من يملئ الفراغ الناجم عن انحسار النظام في الجنوب من إصلاحيين في المهرة إلى شراذم قاعدة القصر الجمهوري والفرقة الأولى مدرع في ابين وشبوة ولحج وحتى عدن ,ونحن ننتحب أو نغذي الشحناء وننميها – اكان بين الجنوببين انفسهم او مع الطرف الآخر - في أقصى زوايا الجنوب , فان هذا يكشف للعالم المحلي والعربي والعالمي أننا لسنا أكثر من ظاهره صوتيه لا ينبغي الالتفات اليها أو الإصغاء لها , أما الطرف الأخر فإنهم في المستقبل وحين يلملمون شملهم لن ينشغلوا بنا وسيكتفون بإرسال أطفالهم ألينا لتطويعنا إذا ما استمرت لعبة الشغب التي لا نجيد غيرها .
الظروف موتيه والفرصة أكثر من سانحة ليستعيد كل ذي حقاً حقه ,لكن هذه الفرصة لن تستمر متاحة لوقتاً طويل , وفي الجنوب فأن استعادة الحق لن يتأتي لنا مالم تتحرر قيادات الجنوب من الأنانية والذاتية ولعبة السباق على الكراسي , ويعي القادة ما الذي تعنيه صفة (( القائد )) .
الأحد، 18 ديسمبر 2011
قوة الجنوبيين في وحدتهم ( بقلم : صالح محمد قحطان )
لقد أضعنا الجنوب بأنانياتنا وخلافاتنا وصراعاتنا وما كان للأعداء أن يفعلوا فينا ما فعلوه وان يستبيحوا الجنوب ويحولوه إلى غنيمة حرب لو كنا موحدين وما كان لهم أن يحققوا مخططاتهم لولا تمزقنا وتقاعسنا ولولا استغلال خلافاتنا التي يغذيها أعدائنا لاستمالة البعض منا واستخدامهم ضد أخوانهم الجنوبيين من 67م والى اليوم الأمر الذي ينبغي أن نستوعبه جيدا وان نعي انه محال أن يتحرر الجنوب وان نستعيد دولتنا دون أن نتخلص من أسباب ضعفنا المتمثل في خلافاتنا وتمزقنا ودون وحدة وتراص صفوف الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب .
لقد نضجت اليوم القضية الجنوبية التي أروت شجرتها تلك الدماء الغالية للشهداء والجرحى ومعانات المعتقلين وصمود شعبنا الصابر المرابط وعزيمة وإصرار شباب الجنوب الثائر وباتت هذه القضية تنتظر فقط من أبنائها أن تتشابك أياديهم ليحملوها عاليا على اكفهم ليرسوا بها على شاطئ الحرية والتي لن تستطيع الوصول إليه دون تشابك وتعاضد كل أيادي أبنائها الأحرار المخلصين التواقين إلى الحرية والخلاص .
إن قوة الجنوبيين تكمن في عدالة قضيتهم ومشروعيتها كقضية حقيقية أصيلة لشعب له تاريخه وثقافته وهويته وهي قضية أصبحت اليوم بفضل الحراك الجنوبي السلمي وتضحيات الشعب الجنوبي محل اهتمام ومتابعة العالم وباتت تفرض نفسها بقوة على الشارع الجنوبي والخارج بشكل عام .
إلا إن الشرط الرئيسي لانتصار القضية الجنوبية يكمن في وحدة الجنوبيين والتفافهم حولها بمختلف توجهاتهم السياسية وحشد الطاقات والإمكانيات في سبيلها ليس هذا فحسب بل وتشكل وحدة الجنوبيين ليس شرطا رئيسيا لأنصارها بل والصخرة المنيعة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس الهادفة النيل من القضية الجنوبية ومحاولة الالتفاف عليها وإجهاضها وتشكل وحدة الجنوبيين صمام أمان المسيرة النضالية وضمانة حقيقية للمستقبل الذي ينشده الجنوبيين .
إن وحدة الجنوبيين اليوم هي مهمة وطنية نبيلة لكل جنوبي حر غيور يحب لوطنه وشعبة الحرية والعزة والكرامة وللأجيال القادمة مستقبل امن ومزدهر ينعمون فيه بخير وسلام وامن واستقرار وهي في نفس الوقت مهمة وطنية عاجلة وملحة تقع على عاتق مختلف القوى السياسية الجنوبية التي تتحمل اليوم مسئولية تاريخية في انجاز هذه الوحدة التي لا يمكن الحديث بدونها عن أي أحلام أو تطلعات للشعب الجنوبي في صنع مستقبلة المشرق الواعد.
وعليه فأننا نناشد وندعو كل أبناء الجنوب الأحرار ، كل من يعز علية الجنوب وتلك الدماء الغالية التي سالت ولا زالت تسيل في مختلف مواقع الشرف والنضال ،، ندعو كل الشرفاء والمخلصين التواقين للحرية والخلاص والرافضين للذل والقهر والاستبداد ،، ندعو كل من يحلم في وطن حر وعيشة حرة شريفة ومستقبل امن للأجيال القادمة ندعوهم جميعا إلى نبذ كل خلافاتهم والعمل على تحقيق الوحدة الجنوبية من خلال :
1- توحيد الصفوف ورصها خلف هدف وشعار حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه كونه الهدف الوحيد الذي يمكن أن يوحد الجنوبيين ويتفق عليه الكل وينهي حالة التمترس والانقسام السائد.
2- رص الصفوف وتوحد مختلف القوى السياسية الجنوبية بتنوعها وتعددها في إطار جبهة جنوبية متحدة التي تعمل خلف شعار وهدف حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه وعلى أساس ميثاق وطني يحوي المبادئ والقواسم المشتركة التي يتقيد ويلتزم بها كل الجنوبيين وفي تشكيل قيادة جنوبية موحدة مع احتفاظ كل حزب أو تنظيم سياسي باستقلاليته التنظيمية .
3- تحريم لغة التخوين والتكفير السياسي في الخلافات والتباينات السياسية وإشاعة روح الديمقراطية وتنمية وتعميم ثقافة الحوار وقبول الأخر واحترام الرأي الأخر كما هو والتخلص من الثقافة والسياسة الشمولية والسلطوية وعملية التفرد والوصاية وإلغاء وتهميش الأخر وفرض القرارات التي تتعلق بمصير الوطن من طرف واحد دون أشراك الآخرين ودون استفتاء الشعب .
4- تعزيز وتعميق العلاقات الوطنية الجنوبية على قاعدة التصالح والتسامح كأعظم انجاز حققه الحراك الجنوبي السلمي واعتبار أي عمل أو سلوك لمحاولة استجرار خلافات الماضي أو خلق خلافات جديدة أو تقسيم الجنوبيين تحت أي اسم أو أي يافطة هو تدمير لعملية التصالح والتسامح ونكث بالقسم الجنوبي وخيانة لدماء الشهداء وتأمر على القضية الجنوبية وخدمة لأعداء الجنوب وعلى كل من يحب الجنوب فعلا أن يعمل بصدق على دفن صراعات ومخلفات الماضي والتصدي لكل المحاولات التي تستهدف تمزيق الجنوبيين وزرع الفتنه بينهم ومحاربة ونبذ كل ممارسات وسلوكيات التعصب الحزبي والمناطقي والقبلي والتصدي لها بقوة.
5- توحيد أشكال وأساليب نضالنا وخطابنا السياسي والإعلامي الواعي والمسئول وتنظيم وتوحيد التحرك الخارجي وتوحيد فعالياتنا السياسية والجماهيرية والعمل بروح الفريق الواحد في معالجة قضايا الشهداء والجرحى والمعتقلين بهدف تنظيم كل الإمكانيات والطاقات والجهود الجنوبية المشتركة في إطار الجبهة الجنوبية المتحدة .
6- استيعاب المخاطر والتحديات الحقيقية والترفع عن صغائر الأمور ووضع مصلحة الجنوب فوق كل الأحزاب وفوق كل أنانياتنا وحساباتنا الضيقة لان الجنوب وأولادنا يستحقون منا أن نضحي ليس فقط بمصالحنا الذاتية الضيقة بل وبأرواحنا إن كنا فعلا طلاب وطن ونبحث عن جنوب .
الخلاصة
إننا ندعو مختلف القوى السياسية الجنوبية التحضير السريع لعقد مؤتمر وطني جنوبي شامل في الداخل ونؤكد الداخل لا الخارج ويفضل أن يكون في عدن للأهمية السياسية وللتوفير من تكاليف مؤتمرات الخارج الذي ما أحوج الداخل إليها والذي سيكون هذا المؤتمر إن شاء الله البداية الحقيقية لتوحيد الجنوبيين خلف هدف موحد وقيادة موحدة وميثاق وطني جنوبي .
لقد باتت اليوم وحدة الصف الجنوبي ليس مطلبا سياسيا لهذا التنظيم أو ذاك بل مطلبا جماهيريا وواجبا وطنيا مقدسا فلا نجاح ولا فلاح ولا حرية ولا خلاص ولا وطن للجنوبيين إلا من خلال وحدتهم لأنها السلاح الوحيد الباقي الذي يمتلكه الجنوبيين لكنه السلاح الأمضى والفاعل وبه فقط تنتصر القضية الجنوبية ويستعيد الجنوبيين حريتهم .
ولتعلم كل قيادات الجنوب أنها إذا لم تتوحد اليوم وقبل فوات الأوان فلن تقوم للجنوب قائمة ولن يرحمهم التاريخ وستلعنهم الأجيال القادمة .
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
أبو وضاح الحميري
صالح محمد قحطان 18 ديسمبر 2011م
انشر الموضوع على :
هل نجح صالح في إنقاذ باقي الزعماء العرب؟(بقلم : د خالد سعد النجار)
ه
في تصريح له قال مدير 'معهد دراسات الشرق الأوسط' في جامعة جورج واشنطن (مارك لينش): إنَّ رياح الربيع العربي في طريقها إلى الخليج، مشيرًا إلى أنّ الشباب في الخليج مثل كل الشباب العربي يشعرون بالإحباط، ويريدون دورًا أكبر في الحياة السياسية وتحسين الحياة الاقتصادية.
تلك التصريحات لم تكن غائبة يوما عن قادة الدول العربية التي لم يصلها طوفان الثورات الشعبية، بل إن الجميع من قادة وصناع قرار في تلك الدول يراقبون عن كثب أحداث الثورات العربية في المنطقة، ويحاولون أن يستخلصوا من تجارب التعامل معها، أفضل السبل الناجعة لمواجهة هذا الطوفان الشعبي حين وصوله إلى بلادهم.
وتنبثق القناعة بحتمية وصول طوفان الثورة من تماثل أنظمة الحكم العربية الدكتاتورية، وهي إن اختلفت في المظهر إلا أنها تتفق في الجوهر، حيث تدور الأمور كلها حول محور واحد متمثل في شخص رئيس الدولة سواء كان ملكا أو أميرا أو حتى رئيسا للجمهورية.
هذا 'الرجل الأوحد' هو الذي ينفرد بكل شيء من إصدار القرارات وتحديد السياسات وترتيب الأولويات .. وهو الذي يحب هذا ويكره تلك، وهو الذي يصادق هذا ويعادي ذاك، وهو الذي يعطي ويمنع، ويصرف ويجمع. وكأن شعبه قطيع من الغنم ورثه كابرا عن كابر.
فلا عطاء إلا بمكرمة ملكية، ولا بناء إلا بوسم اسمه الشريف .. فهذا باب الملك فهد، وتلك توسعه خادم الحرمين، ووقف الملك عبد العزيز، وبرج خليفة، ومدينة زايد .. حتى الأعمال الخيرية تنسب لهم وحدهم، فمنذ وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان والصحافة والإعلام السعودي لا يكف عن الحديث عن (سلطان الخير) وكأن كل الأعمال الخيرية التي قام بها من نفقة جيبه الخاص، رغم أنها أموال الشعب ومن خيرات أرضه النفطية.
حتى تعيين الوزراء وولاة العهد ترجع إلى الرجل الأوحد، فهو الوحيد البصير الذي يرى وغيره عميان، بل إن اختياره مكرمة غالية لا تدانيها مكارم .. ففي تصريح لولي العهد السعودي الأمير نايف، نشرته مجلة الحج والعمرة بعدد محرم 1433هـ قال نايف: أكيد أنني مع إحساسي وشعوري بالثقة التي منحني إياها سيدي خادم الحرمين الشريفين بولاية العهد، إضافة على لمقامه الكريم على اختياري وعلى ثقته، إلا أني اعتبرتها تكليفا وتشريفا، واعتبرتها وساما على صدري.
ثم يتابع فيقول: في هذه اللحظات لا أنسى ولا يمكن أن أنسى سلطان بن عبد العزيز، هذا الرجل الفذ الذي قدم لوطنه الكثير والكثير جدا منذ شبابه، منذ بدأ أميرا للرياض حتى انتهى وليا للعهد، ولو الأعمار تعطى لأعطيناه أعمارنا.
لكن في ظل هذا الخضم يبقى الأسلوب الأمثل للتعامل مع الطوفان الشعبي إبان حدوثه غير واضح حتى الآن، فتجربة تونس لا يمكن تطبيقها بأي حال من الأحوال، لأن الفرار من كرسي الحكم ذي الجاذبية العالية لا يقدر عليه إلا أولو العزم من الحكام، أما التجربة المصرية بالتنحي فقد أثبتت الأيام فشلها، وها هو مبارك في قفص المجرمين يحاكمه شعبه العظيم. وكادت التجربة الليبية بسحق المتظاهرين أن تنجح لولا تدخل حلف النيتو.
ولذلك تبقى 'العصا الأمنية الغليظة' التي تبناها صالح في اليمن هي -حتى الآن- الحل الأكثر قبولا رغم دمويته، وهذا ما اقتنع به بشار سورية، ولازال على كرسيه حتى هذه اللحظة برغم بحور الدماء التي أراقها، وفي البحرين نجحت العصا الغليظة -إلى حد ما- في إخماد الثورة، وكان لقوات درع الجزيرة أثرا واضحا في تثبيت ملك البحرين على كرسي الحكم، وهذا ما دفع بملك السعودية لرمي متظاهري القطيف بالرصاص الحي وأسقط منهم أربعة قتلى فضلا عن الجرحى.
لقد أجاد صالح باليمن استخدام سياسة العصا الغليظة، وأنهك الثورة اليمنية طيلة عام تقريبا، سقط خلاله آلاف الشهداء والمصابين، الأمر الذي وصفه أحد المحللين اليمنيين بقوله: أعتقد أن علي صالح ينتهج حاليًا مقولة: (إذا أردت السلام فاستعد للحرب)، فهو يدرك تمامًا بأن السلطة لن تكون له بعد 11 شباط/فبراير تاريخ انطلاق الثورة، وإنما يسعى حاليًا وبمظلة المبادرة الخليجية إلى الحفاظ على ماء الوجه والخروج المشرف من السلطة، إضافة إلى حصانة تجنبه هو وأعوانه المحاكمات وغيرها من تدويل الملفات اليمنية.
لقد نجح صالح وزعماء المبادرة الخليجية تساندهم قوى غربية في الالتفاف على الثورة، حيث تنص المبادرة الخليجية على تنحي الرئيس علي عبد الله صالح خلال تسعين يوما من توقيع الاتفاق بعد التنازل عن صلاحياته لنائبه هادي منصور الذي سيشرف على عمل حكومة الوفاق الوطني التي ستعد لانتخابات رئاسية في شباط/فبراير المقبل .. هكذا وبكل بساطة، فصالح يرى أن تركه كرسي الحكم تضحية كبيرة كبيرة جدا تصغر أمامها كل الأرواح التي أزهقت، والأجساد التي تقطعت، والاقتصاد الذي انهار (يقدر خبراء التكلفة اللازمة لتجاوز آثار الأزمة بنحو ستة مليارات دولار).
وهذا نفس السيناريو الذي كان يريده مبارك، حيث عين عمر سليمان رئيس المخابرات نائب له، وأقال الوزارة وكلف اللواء أحمد شفيق وزير الطيران المدني بتكوين وزارة جديدة، أي عملية تغيير للوجوه لا أكثر ولا أقل كما يتم الآن باليمن.
لكن رجال ثورة مصر رفضوا أن يبتلعوا الطعم، واستمروا في نضالهم الثوري حتى أزيحت النخبة الفاسدة بكل تفاصيلها وحذافيرها، وباعتقادي أن ثوار اليمن لو قبلوا هذا السيناريو الهزلي الحالي فمعنى هذا أنهم أجهضوا ثورتهم وأضاعوا أشهر الكفاح السابقة المريرة، وباعوا دماء شهدائهم وحقوق مصابيهم بثمن بخس.
إن مجرد القبول بأنصاف الحلول معناه أن صالح قد نجح في خداع الثوار، وقدم نموذجا ناجحا لكافة الزعماء العرب يتعاملون به مع ما هو آت.. فنائب الرئيس لا يفترق كثيرا عن الرئيس، وأبناء صالح وأقاربه مازالوا مسيطرين على المؤسسة العسكرية وغيرها من الأماكن الحساسة بالدولة، ولم يتغير شيء في هذه المسرحية الساذجة.
إن المتفائلين بحكومة باسندوة يرون سرابا لا ماء فيه، فالثورة لا تؤتي أكلها إلا بإزاحة وتطـــهير كل فلول ورموز النظام السابق .. إنها تغيير جذري من الألف إلى الياء، تغيير يضمن عودة الحقوق لأصحابها، وأولهم الثوار أنفسهم الذين قدموا أرواحهم وأجسامهم من أجل الحرية، وبداية استرداد الحقوق لابد أن تبدأ من محاكمة صالح وأعوانه لا إعطائهم الحصانة.
ولو كان صالح يتفاوض من منطق قوة لأن المؤسسة العسكرية تحت إمرته، وحكام الخليج والمجتمع الدولي وراءه، فعلى الثوار أن يعلوا صوتهم فوق أي صوت يبرر هذا التواطؤ الغريب مع صالح ونظامه في اتفاق سخيف مثل هذا، والصبر ساعة وإن طالت، وطعمه مر علقم لكن ثمرته أحلى من العسل.
' طبيب وكاتب مصري
القدس العربي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)