بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأربعاء، 11 أبريل 2012
الثورة المصرية على كف عفريت
To اتحاد الصحفيين والاعلاميين الناصرييين
Adel Elgogary posted in اتحاد الصحفيين والاعلاميين الناصرييين
Adel Elgogary 10 April 17:13
الثورة المصرية على كف عفريت
بقلم:عادل الجوجري
في اللحظة الأخيرة وقبل ساعات من إغلاق باب الترشيح لأول انتخابات رئاسية بعد خلع مبارك من الحكم تقدم عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية السابقة بأوراق الترشيح وسط "زفة" إعلامية وحراسة من قوات الشرطة يتقدمها عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء حمدي بادين وأشيع أن سليمان قدم 112ألف توكيل قال انه جمعها في 24ساعة من 15محافظة وهوة رقم مبالغ فيه وهو أعلى رقم في توكيلات كل المرشحين.
فهل شكل بروز سليمان على المسرح المصري بعد الثورة انقلابا ديمقراطيا أم أن فلول مبارك كانت تخطط لمثل هذه اللحظة المخابراتية؟
وهل جاء قرار الترشح ردا على قيام الإخوان بترشيح خيرت الشاطر"ومحمد مرسي احتياطيا" في سباق الرئاسة؟
وهل حقا انزعج المجلس العسكري من ترشح إخواني لرئاسة مصر ،وهو غير ماوعدوا به من قبل؟
القرار/القنبلة جاء في توقيت دقيق وبناء على معلومات أو استطلاع رأي اثبت تراجع شعبية الإخوان والسلفيين في مصر بعد سلسلة قرارات أثبتت أنهم ابعد مايكونان عن الديمقراطية والمشاركة وان الإخوان والسلفيين من أنصار المغالبة لاالمشاركة.
كيف؟
التهم تحالف الاخوان والسلفيين في 50يوما مؤسستين تشريعيتين هما مجلسي الشعب والشوري واحتكرا اكثر من 75%من مقاعد المؤسستين،ويطرا في البرلمان على رئاسة 13لجنة فرعية من اصل 19لجنة كما عملا بكل قوة على احتكار عملية كتابة الدستور الجديد،واخترعا تفسيرا خاصا للمادة 60 من الإعلان الدستوري بحيث يضمنان 70%على الأقل من أعضاء لجنة ال100فهبت مصر عن بكرة أبيها :الناصريون والليبراليون والماركسيون والاهم من ذلك كله الأزهر والكنيسة والنوبيون والحرفيون كلهم في جانب والإخوان والسلفيون في جانب آخر
وانتهى الأمر إلى صدور لحكم قضائي بوقف عمل لجنة الدستور وارتبط بذلك أيضا أن "لحس" الإخوان كلامهم ووعدهم بتأييد مرشح غير إسلامي ولاحتى له مرجعية إسلامية فإذا بهم يرشحون كبيرهم الذي علمهم السحر والشطارة والكمبيوتر المهندس خيرت الشاطر.
وكان طبيعيا أن تنطلق المدافع كلها في توقيت واحد ضد هذا الشاطر الذي كذب وعلى المرشد الذي لم يرشد إلا إخوانه،وبدءا من الصحف القومية والخاصة والحزبية إلى فضائيات لها أول وليس لها آخر جاء الهجوم كاسحا ضد الإخوان والسلفيين فارتكبوا حماقات أخرى منها وصف المرشد للصحفيين بأنهم جنود فرعون،وادعى ان الصحافة المصرية يسيطر عليها الليبراليون أعداء الإخوان.
المهم انه في الوقت الذي كان الهجوم قد بلغ ذروته ضد الإخوان خرج من القمقم أو من بين عيدان الدرة جنرال مركون على الرف ويبدو أن جهة ما كانت تدخره لمثل هذه اللحظة.
لقد كان الجنرال عمر سليمان يتمنع عن الترشح رغم نداءات بعض أنصاره الذي لايعرف أحد لهم أصلا أو فصلا والمهم انه ظهر على المسرح وسط ترحيب إعلامي ليس في المحروسة فحسب وإنما وهذا هو الأهم في تل أبيب.
لقد حانت لحظة الحقيقة وجاءك الموت ياتارك الصلاة والثورة والديمقراطية؟
ولقد حانت لحظة الإعلان الحقيقي عن الثورة المضادة بشخوصها ومؤسساتها ومهما اقسم المشير طنطاوي انه لايوجد مرشح للجيش وان المجلس يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ، وان سليمان له جمهوره فلن يصدقه احد لسبب بسيط هو أن المرء لايلدغ من طنطاوي مرتين.
والمصريون لدغوا مرات ومرات ،فلازال مبارك يواصل"الدلع" في محاكمة اقرب إلى مسرح العبث ولم تسترد مصر مليما من المليارات التي هربت ولازال حزب مبارك ورموز المجلس العسكري الذين عينهم مبارك يحكمون البلاد فوضعوا الإعلان الدستوري الذي حولهم إلى 19 فرعونا بدلا من فرعون واحد ،وهم يستعدون للمشاركة في وضع ضمانات لهم في الدستور الجديد وسط اعتراضات شعبية وصفقات غير مرئية والمهم أن الثورة المصرية المباركة صارت في خطر بل أن المحروسة نفسها صارت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
لماذا؟
لأن الرجل الغامض"بسلامته كان جزءا أصيلا من نظام مبارك وكان الصندوق الأسود لذلك النظام الفاسد،جلس في منصب مدير الاستخبارات المصرية 15سنة متتالية ،و" عيَّنه مبارك، في رُبْع الساعة الأخير من حُكْمِه، نائباً له، ثمَّ فوَّض إليه سلطاته وصلاحياته، لعلَّ سفينة نظام الحكم تنجو من الغرق في بحر الثورة، ثمَّ كلَّفته المؤسَّسة العسكرية بمهمة "إعلان تخلِّي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليف "هذا الرئيس المعزول" للمجلس العسكري الأعلى بإدارة شؤون البلاد"، ثمَّ دعاه "المجلس العسكري الأعلى"، وبصفة كونه المتوفِّر، سِرّا وعلانيةً، على إعداد العُدَّة للانتقال بمصر من "عهد الثورة" إلى "عهد الثورة المضادة"، إلى التواري، والاعتصام بحبل الصَّمت، والاستراحة التي تشبه استراحة المُحارِب، ثمَّ أخرجه، وعلى حين غرة، من الظلمات إلى النور، مُلْبِساً إيَّاه لبوس "المُنْقِذ" و"المُخلِّص" لـ"الدولة"، أيْ لنظام الحكم فاقِد "الرأس"، إذا ما سُيِّرت رياح انتخابات رئاسة الجمهورية بما يَضْمَن له الفوز بكرسيِّ الرئاسة؛ وإنَّه لكرسيٌّ لو تَعْلمون عظيم!
والمجلس العسكري أذكى من الجميع ،وقد ساعده "هبل الإخوان والسلفيين الذين اعتبروه في محطات عديدة خطا احمر وكانوا يصرخون في الفضائيات بهذه العبارة الجوفاء فصار كل الخطوط وفي يديه كل الألوان والأختام،وصار المجلس يهدد الإخوان قبل أي طرف أخر بل صارت اللعب على المكشوف وراح الإخوان يبحثون عن نصير لهم في معركتهم مع المجلس فلن يجدوا ليسبب بسيط هو أن الإخوان لم ينصروا الثوار حين رفعوا شعار"يسقط حكم العسكر " بل تراجعوا بحثا عن مكاسب صغيرة فإذا المجلس العسكري اليوم يهددهم بكل ماحصلوا عليه بما في ذلك شرعية حزبهم وانتخاباتهم وبرلمانهم.
ويبدو أن الكعكة في يد الإخوان والسلفيين عجبة فلم يهنأوا بها منذ حاولوا التهامها وحدهم ،فوجدوا في الحلق ألف عسكري ومخبر ثم جاءهم زعيم المخبرين،الذي يعرف اتيكيت التهام "كعكة السلطة"،فهو من سلالة الجنرال بونابرت الذي كان يوقع أو على طريقة عادل إمام" "سيني" على الأطباق الفخمة،وهو يعرف كيف يقع الإخوان بعد اقل من 60يوما من انتخابهم في تناقض مع كل مفردات السياسة في بر مصر فيظهر في التوقيت المناسب ليهدد الثورة ليقول للجميع"كش ملك"...فهل يستفيق القوم من سباتهم وأنانيتهم وغرورهم أم يتركون الساحة لمن لايرحم؟
هل يعودون إلى رحم الثورة مجددا فيولدون من جديد بطريقة طبيعية لا قيصرية ويعيشون في كنف الديمقراطية أم أنها الحرب مع المجلس والجنرال البونابرتي وهي حرب محسومة سلفا منذ عام 1954عندما هزمهم عبد الناصر بالضربة القاضية؟
لايزال الكتاب مفتوحا لمن يريد أن يقرأ ويفهم ويستوعب ويقرر التكتل مرة أخرى من بعد التبعثر،وان يتحالف الجميع بعد أن تشتتوا بين القبائل والأحزاب ،وان يعودا إلى الميدان الذي طهرهم من غرورهم ذات يوم لكنهم لازالوا يحتاجون إلى الثورة.
وسرعان ما جَعَلَهم الوهم ضحية لعاقبة من عواقبه ألا وهي "الحماقة"؛ فلمَّا ارتفع فيهم منسوبها ظَنُّوا أنَّ السلطة كلها أتتهم منقادةً إليهم تجرجر أذيالها، وكأنَّها لم تكن تصلح إلاَّ لهم، وكأنَّهم لم يكونوا يصلحون إلاَّ لها؛ وشرعوا يتعرُّون من كل ثيابٍ "جميلة" لبسوها عن اضطِّرار، فأخافوا وأفزعوا "الآخر"، المختلف عنهم، والمخالِف لهم، فتمزَّقت "الثورة"، بسيفهم، جسداً وروحاً، سلاحاً وهدفاً، فما كان من المتربِّصين بها الدوائر إلاَّ أنْ خرجوا على الشعب وثورته شاهرين عمرو سليمان لعلَّه يأتي بمعجزة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء!
إنَّه لجَبَل الثورة يتمخَّض؛ فهل يَقْبَل "ميدان التحرير" لهذا الجَبَل العظيم المُتمخِّض أنْ يَلِدَ فأراً؟!
"الحلُّ" في متناوَل الأيدي، أيدي الحريصين على الثورة، وعلى بلوغها هدفها النهائي والذي هو على مرمى حجر من "ميدان التحرير"؛ فما على أولئك الذين اتَّحَدوا في الثورة، وبها، إلاَّ أنْ يعودوا جميعاً، وسريعاً، إلى اتِّحادهم "الثوري" ضدَّ نظام الحكم نفسه، وضدَّ عمرو سليمان، بصفة كونه الجسد الذي فيه حلَّت روح مبارك، وليستأنفوا الصراع من "الميدان" نفسه، وليزجُّوا الآن بـ"مجلس الشعب"، وبـ"الجمعية التأسيسية"، في هذا الصراع، "شعارهم" الآن "لا انتخابات رئاسية قبل دستور جديد يُقَرُّ في استفتاء شعبي"؛ وعلى مُعدِّي مشروع الدستور الجديد أنْ يُضمِّنوه من النصوص والبنود والمواد ما يَجْعَل منصب رئيس الجمهورية كمنصب ملكة بريطانيا لجهة ما يتمتَّع به صاحبه من سلطات وصلاحيات، وما يَضْمَن، في الوقت نفسه، تركيزاً للسلطة التنفيذية في حكومة منبثقة من البرلمان؛ وليأتِ، بعد ذلك، من يأتي إلى منصب رئيس الجمهورية؛ فإنَّ "فَرْعَنة" سلطات وصلاحيات صاحب هذا المنصب هو الطَّامة الكبرى؛ وعندئذٍ، يَرُدَّ "ميدان التحرير" كَيْد لاعبي ورقة "عمرو سليمان" في نحورهم!.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق