لحرباء في تلونها ( بقلم : منيف مثنى سالم عسكر)
BREED-ALHERAK-ALGANOBY
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الثلاثاء 08-03-2011 06:02 مساء
شبكة الطيف - بقلم / منيف مثنى سالم عسكر
إن الحديث عن الأوضاع التي تجري في اليمن شماله وجنوبه تحتاج منا جميعا إلى وقفة تأمل طويلة فالأحداث تسير بشكل متسارع والمشهد الحالي على الساحة يؤكد أن الأمور سوف تأخذ منحنا جديد
حتى أن المحللين بكل ما يملكون من تحليلات بل وتكهنات لم يطمعوا أن تصل الأمور إلى جزء يسير من هذه التطورات والتسارع في الأحداث فاليمن شماله وجنوبه يغلي ويضطرب من تحت يد النظام اليمني الذي يفقد قوته وسيطرته على الأمور نتيجة الهبة الشعبية التي خرجت من جميع أركان اليمن متأثرة بموجة تسونامي التغيير العربي التي اندلعت من تونس البوعزيزية مارة بمصر ومحطمة معها القبضه الحديدية للنظام المصري السابق والجارفة لتصلف وغرور بل وجنون معمر الغذافي في ليبيا وبدأت الموجة الارتدادية تصل إلى اليمن معلنه عهد تغيير جديد مع التأكيد هنا أن طبيعة الأحداث في اليمن تختلف عنها في تونس ومصر وليبيا
فهناك اختلاف في النظرة التي ينظر إليها الجانبين واقصد بهم شمال اليمن وجنوبه الأول ينظر للأمر على انه يريد إسقاط نظام تربع على عرش اليمن الموحد والثاني على انه يريد التحرر والانعتاق من نظام احتل ارض ودوله لها كيانها والكفاح لفك الارتباط ونيل الحرية من نظام احتل ارض وشرد أمه.
مع التأكيد من قبل الجنوبيون أن القضية الجنوبية تختلف جذريا عن الأوضاع السياسية التي تعصف باليمن بل بما حصل في تونس ومصر ويحدث في ليبيا والتأكيد على أن الجنوبيون يسعون إلى استعادة دولة لها كيانها الجغرافي والسياسي على أساس أنهم دخلوا باتفاق وعقد شراكة مع الطرف الأخر وانه تم الالتفاف على هذه الشراكة وبتالي فقدت أبعادها القانونية وبالتالي يجب عودة الأوضاع إلى الشكل الطبيعي وذالك بفك الارتباط بين الشريكين بشكل حضاري وسلمي كما حصل في نموذج الوحدة المصرية السورية وبعد ذالك وبعد التخلص من شوائب الماضي التي لوثت مسار الوحدة السابقة من حق الشعبين أن يتحدوا في إطار وحدة حقيقية إذا أراد الشعبين ذالك وهذا طموح ليس للوحدة اليمنية فقط بل والعربية ولكن بإطار سليم مبني على العدل والمساواة والشراكة الحقيقية الخالية من نظرة التعالي والتبعية .
ويكفي أن نؤكد جميعا على أن اليمنيين شمالهم وجنوبهم قد اتفقوا على شي واحد إذا تركنا باقي الأشياء المختلف عليها وهوا ما يرددونه في ساحات الاعتصام من هتافات تؤكد بصوت واحد
( الشعب يريد إسقاط النظام )
اقلها هذا ما اتفق عليه الجميع.
.إذا فالعدو المشترك إذا جاز لنا أن نسميه هوا ذالك النظام الجاثم على صدور اليمنيين شمالهم وجنوبهم لسنوات عجاف لم تترك لنا فيها سنابل يوسف لنحتمي بها كشعوب من قحط الفساد الذي التهم الأخضر واليابس
وذالك الظلم الذي سرق أحلام الصغار بصنع غد مشرق يعطيهم الأمل بحياة كريمة خالية من المحسوبية والتضليل والتزمير لحضرت السلاطين
وإذا تتبعنا تاريخ وتكوين هذا النظام لوجدنا انه قد نشاء على التضليل منذ بدايته بل وتفنن باللعب بعقول وطموحات الناس حيث يمتعهم بوعوده الزائفة بصنع الانجازات وفي نفس الوقت يحطم كل امالهم وتطلعاتهم بل يدمر كل من يقف في طريق اطماعه شعاره في ذالك
اذا لم يكن بحوزتك غير مطرقة فستتعامل مع اي شي على انه مسمار
فسياسة ( فرق تسد ) تأتي على رأس أولويات هذا النظام بل تعد القانون الممنهج في أدبياته ومعتقده
ونشاهد ذالك جليا في كل الخطوات التي سلكها النظام طوال هذه السنين فهوا يضرب القبيلة بالقبيلة والديني بالديني والسياسي بالسياسي
ففي بداية الأمر كان يحتمي بجناح القبيلة حتى استطاع أن يجعل من قبيلته حاشد الذي ينتمي إليها ترسانة حربية بحد ذاتها وذالك على حساب بعض القبائل الكبيرة لكي يضمن من يؤمن ظهره ويحميه في مختلف الأزمات وبتالي قام بالتخلص من الخطر الذي كان يخشاه من تسلط قبيلة أخرى قد تكون شوكة في حلقة على اعتبار أن المجتمع في الشمال مجتمع تحكمه القبيلة وذالك لطبيعة النظام الأمامي سابقا
وعندما توحد هذا النظام مع الشطر الجنوبي كان يشحذ ويسن أنيابة واللعاب يسيل من فمه للخطوة التي يحلم بتحقيقها إذ كان في نيته منذ الأيام الأولى لتحقيق الوحدة أن يجعلها قضية ضم وإلحاق أي عودة الفرع للأصل كما يحلو له أن يسميه ولأن العدو هذه المرة ليس قبيلة بمفهومها المعروف بل نظام مؤسساتي فقد تعامل معه على هذا الأساس بداية بشراء بعض الأصوات واختراق الطرف الأخر استخباريا وامنيا وزرع الآذان والعيون لتخبره ما يريد
وثانيا بالتصفيات الجسدية والاغتيالات التي كان يجيدها ببراعة
وثالثا باختلاق الأزمات وزرع الفتنه بين صفوف الناس وتنفير الناس وترسيخ معتقد شمالي وجنوبي
ولأن عدوه هذه المرة نظام مؤسساتي فقد استخدم ورقة الدين والجهاد مفهما الآخرين أن الله قد خصه بحمل لواء الجهاد ضد الشيوعيين الكفرة وبالتالي يستطيع التخلص من خصومه بهذه الورقة الرابحة بنظرة واستعان في سبيل ذالك بالجهاديين الذين نزحوا من أفغانستان أو ما يطلق عليهم ( الأفغان العرب ) حيث تحالف معهم للتخلص من خصومة في الجنوب بل وقام مع بعض علماء الدنيا المتزلفين بتخريج الأحاديث من جيوبهم التي رواها الإمام الديلمي عن خليفته السلطان وتفصيل الآيات القرئانية حسب رغباتهم بإصدار الفتوى التي تبيح دماء وأعراض وأموال الجنوبيين لكونهم كفار بزعمهم وبالتالي قام بالتخلص من خصومة بورقة الجهاد الذي كان هوا المسؤل الأول عن زرعهم وإنشاء المعسكرات التدريبية لهم بل وقام بإمدادهم بالسلاح والعتاد
ولكي يظهر بمظهر المدافع عن الوحدة الملطخة بالدماء قام بإفساح المجال لمن أعانه من الجهاديين بإعطائهم تمثيل حزبي وبرلماني كجائزة لهم وإفساح المجال لهم لنشر توجهاتهم العقائدية على حساب المذاهب الأخرى ولكن هذا الأمر لم يلبث طويلا ولم يعطهم حتى المجال للاحتفال بغنيمتهم فأقصاهم عن طريق لعبة الانتخابات الحرة والنزيهة وسخرية الغالبية الكاسحة التي كانت السبب في إسقاط النظام المصري حاليا
فلم يعد بحاجة إليهم بعد أن تم التخلص من خصومة الجنوبيين ولخوفه أن يشكلوا خطر عليه قام بتغيير المعادلة والتوازن بين القوى الدينية وذالك بتقوية المذهب الزيدي في معاقل السلفية الجهادية واستطاع أن يخرجهم من صعده معقلهم الذي زرعهم فيه بالسابق حينما كان يختلف مع رجال القبائل الزيديه وهنا استمر بشكل بهلواني يتنقل من حليف إلى حليف
وفي نفس الوقت خفف من سطوة القبيلة التي كانت حصنه الأساسي وذالك بتهميش بعض الرؤوس الكبيرة فيها ووصف البعض الأخر منهم بالمخرفين الذين طعنوا في السن .
وعندما ظهر شبح الإرهاب على مستوى العالم ونتيجة لأنه يريد أن يتخلص من الحليف القديم والعدو الجديد لنظامه الذي زرعه بيده فقد أبدل السلفية الجهادية والتعصب الزيدي بتدين معتدل لا يسبب له أي صداع ويكون ملائما لتطورات العصر ولتسارع الأحداث فعمل على تبني المذهب التصوفي فالصوفية اقل خطر وأريح بال فأبدل أبا حفص السلفي وبدر الدين الزيدي بالحبيب الصوفي
خالطا كل الأوراق لكي تخدم توجهه واستمراره وبقائه متلونا في ذالك كالحرباء
ولان سطوة ذوي القربى اشد مخافة ومضاضة من وقع الحسام المهند فقد عمل على أزاحت كل من تسول له نفسه الاماره بالسوى التطلع إلى كرسي السلطان والسيطرة على مناطق النفوذ فقد عمل على تهميش بعض الأقارب الذي لا يأمن جانبهم بمحولة تصفيتهم حينا ومحولة تهميشهم حينا أخر وإبدال أبنائه وحلفائه بدلا عنهم مستغنيا عن الجيل القديم بالجديد الأكثر ولاء.
وعندما تأزمت الأوضاع الاقتصادية نتيجة الفساد غير الطبيعي المستشري بمفاصل هذا النظام ولتزايد نقمة الشارع عمل على فتح باب الاستجداء والشحذ والتسول على أبواب دول العالم ولكي يخيف بعض دول المنطقة ويبتزهم عمل على تصدير الحرب المذهبية التي تخاف منها بعض دول المنطقة وعمل على إفهامهم انه هوا حامي حدودهم من خطر المد المذهبي لكي يحصد الأموال الطائلة التي تجعله مستمرا على عرشه فإذا به يحصد بدل منها رقاب وجماجم ودماء الآلاف من أبناء شعبه أطفالا وشيوخا ونساء في حرب صعده التي أحرقت الأخضر واليابس
ولان خصمه السابق في الجنوب لم يعد متمثلا بنظام سياسي وشخصيات اعتباريه بل شعب جنوبي خرج صارخا من شدة الظلم والتهميش والنهب والسلب الذي تعرض له خلال السنوات الماضية ولخوفه بأن يفقد القسم الأكبر من مصادر دخله المتواجدة في المناطق الجنوبية فقد أعاد مفهوم القاعدة والإرهاب وتصديره إلى الجنوب من جديد حيث اتهمهم في السابق ((على إنهم كفار شيعوعيين وحاربهم بالجهاديين واليوم يتهمهم على أنهم إسلاميين إرهابيون)) ومصوبا عليهم نيران طائرات الغرب ونيران رصاص قناصته متناسيا انه هوا من صنع الإرهاب من القصر الجمهوري ومتناسيا أن اغلب سكان الجنوب سنه شوافع معتدلين فقام بخلط الأوراق والتزييف مستقلا الإعلام الرخيص وإيهام العالم على أن الحراك الجنوبي (ألمطلبي) ماهوا إلا مجموعات إرهابية يجب اقتلاعها ولكي يحقق هدفه لا مانع لديه من التحالف مع الشيطان إن أمكن في سبيل التخلص منهم بل وقام بإعطاء الضؤ الأخضر للأمريكيين الذين انخدعوا بلعبته وقاموا بقصف المدنيين في المعجلة وغيرها موهما إياهم على أن تنظيم القاعدة مستشري في ارض الجنوب في الوقت الذي يزرع هوا فيه تنظيم القاعدة ويقوم بتصديره تارة عبر الطائرات التي تقلع من اليمن لتكون مشاريع انتحارية في الدول الغربية أو عن طريق الطرود الملغومة التي توجه للغرب وتارة عن طريق استخدام المعونات العسكرية التي تحصل عليها من مساعدات مكافحة الإرهاب كما حصل مع شحنة الأسلحة التي اكتشفتها السعودية على أراضيها موجهة للإرهابيين وتبين فيما بعد أنها أسلحة مرقمه بأرقام تسلسلية أعطتها القوات الأمريكية للنظام اليمني في سبيل مكافحة الإرهاب الذي أعطاها بدوره لتنظيم القاعدة .
لاعبا بذالك بورقتين مهمتين ترسخان وجوده وبقائه هوا بعبع القاعدة الذي استخدمه فزاعه تخيف دول العالم امنيا وخطر القرصنة البحرية التي تخيف العالم اقتصاديا مستخدما القاعدة في أحيان وفي أحيان أخرى يستخدم القراصنة الذي يدعمهم لوجستيا وعسكريا مهددا ومخوف دول العالم حول أمنها الاقتصادي المتمثل بطريق الملاحة الدولية وامن البحر الأحمر وخليج عدن كل هذه لكي يستمر في التمسك بكرسي العرش على حساب جماجم البسطاء ويبتز الأموال من دول العالم ممهدا المجال لتوريث سلطان صغير يخلفه بعد أن يهلكه الأجل الذي لا يستطيع أن يمارس معه لعبته السابقة بالتخلص منه فعزائه الوحيد بعد أن يهلكه الأجل أن يخلفه ولد صالح يدعوا للرئيس الصالح لتسليمه ميراث عرش اليمن
بقلم / منيف مثنى سالم عسكر
Munif-askar@hotmail.com
بتاريخ : الثلاثاء 08-03-2011 06:02 مساء
شبكة الطيف - بقلم / منيف مثنى سالم عسكر
إن الحديث عن الأوضاع التي تجري في اليمن شماله وجنوبه تحتاج منا جميعا إلى وقفة تأمل طويلة فالأحداث تسير بشكل متسارع والمشهد الحالي على الساحة يؤكد أن الأمور سوف تأخذ منحنا جديد
حتى أن المحللين بكل ما يملكون من تحليلات بل وتكهنات لم يطمعوا أن تصل الأمور إلى جزء يسير من هذه التطورات والتسارع في الأحداث فاليمن شماله وجنوبه يغلي ويضطرب من تحت يد النظام اليمني الذي يفقد قوته وسيطرته على الأمور نتيجة الهبة الشعبية التي خرجت من جميع أركان اليمن متأثرة بموجة تسونامي التغيير العربي التي اندلعت من تونس البوعزيزية مارة بمصر ومحطمة معها القبضه الحديدية للنظام المصري السابق والجارفة لتصلف وغرور بل وجنون معمر الغذافي في ليبيا وبدأت الموجة الارتدادية تصل إلى اليمن معلنه عهد تغيير جديد مع التأكيد هنا أن طبيعة الأحداث في اليمن تختلف عنها في تونس ومصر وليبيا
فهناك اختلاف في النظرة التي ينظر إليها الجانبين واقصد بهم شمال اليمن وجنوبه الأول ينظر للأمر على انه يريد إسقاط نظام تربع على عرش اليمن الموحد والثاني على انه يريد التحرر والانعتاق من نظام احتل ارض ودوله لها كيانها والكفاح لفك الارتباط ونيل الحرية من نظام احتل ارض وشرد أمه.
مع التأكيد من قبل الجنوبيون أن القضية الجنوبية تختلف جذريا عن الأوضاع السياسية التي تعصف باليمن بل بما حصل في تونس ومصر ويحدث في ليبيا والتأكيد على أن الجنوبيون يسعون إلى استعادة دولة لها كيانها الجغرافي والسياسي على أساس أنهم دخلوا باتفاق وعقد شراكة مع الطرف الأخر وانه تم الالتفاف على هذه الشراكة وبتالي فقدت أبعادها القانونية وبالتالي يجب عودة الأوضاع إلى الشكل الطبيعي وذالك بفك الارتباط بين الشريكين بشكل حضاري وسلمي كما حصل في نموذج الوحدة المصرية السورية وبعد ذالك وبعد التخلص من شوائب الماضي التي لوثت مسار الوحدة السابقة من حق الشعبين أن يتحدوا في إطار وحدة حقيقية إذا أراد الشعبين ذالك وهذا طموح ليس للوحدة اليمنية فقط بل والعربية ولكن بإطار سليم مبني على العدل والمساواة والشراكة الحقيقية الخالية من نظرة التعالي والتبعية .
ويكفي أن نؤكد جميعا على أن اليمنيين شمالهم وجنوبهم قد اتفقوا على شي واحد إذا تركنا باقي الأشياء المختلف عليها وهوا ما يرددونه في ساحات الاعتصام من هتافات تؤكد بصوت واحد
( الشعب يريد إسقاط النظام )
اقلها هذا ما اتفق عليه الجميع.
.إذا فالعدو المشترك إذا جاز لنا أن نسميه هوا ذالك النظام الجاثم على صدور اليمنيين شمالهم وجنوبهم لسنوات عجاف لم تترك لنا فيها سنابل يوسف لنحتمي بها كشعوب من قحط الفساد الذي التهم الأخضر واليابس
وذالك الظلم الذي سرق أحلام الصغار بصنع غد مشرق يعطيهم الأمل بحياة كريمة خالية من المحسوبية والتضليل والتزمير لحضرت السلاطين
وإذا تتبعنا تاريخ وتكوين هذا النظام لوجدنا انه قد نشاء على التضليل منذ بدايته بل وتفنن باللعب بعقول وطموحات الناس حيث يمتعهم بوعوده الزائفة بصنع الانجازات وفي نفس الوقت يحطم كل امالهم وتطلعاتهم بل يدمر كل من يقف في طريق اطماعه شعاره في ذالك
اذا لم يكن بحوزتك غير مطرقة فستتعامل مع اي شي على انه مسمار
فسياسة ( فرق تسد ) تأتي على رأس أولويات هذا النظام بل تعد القانون الممنهج في أدبياته ومعتقده
ونشاهد ذالك جليا في كل الخطوات التي سلكها النظام طوال هذه السنين فهوا يضرب القبيلة بالقبيلة والديني بالديني والسياسي بالسياسي
ففي بداية الأمر كان يحتمي بجناح القبيلة حتى استطاع أن يجعل من قبيلته حاشد الذي ينتمي إليها ترسانة حربية بحد ذاتها وذالك على حساب بعض القبائل الكبيرة لكي يضمن من يؤمن ظهره ويحميه في مختلف الأزمات وبتالي قام بالتخلص من الخطر الذي كان يخشاه من تسلط قبيلة أخرى قد تكون شوكة في حلقة على اعتبار أن المجتمع في الشمال مجتمع تحكمه القبيلة وذالك لطبيعة النظام الأمامي سابقا
وعندما توحد هذا النظام مع الشطر الجنوبي كان يشحذ ويسن أنيابة واللعاب يسيل من فمه للخطوة التي يحلم بتحقيقها إذ كان في نيته منذ الأيام الأولى لتحقيق الوحدة أن يجعلها قضية ضم وإلحاق أي عودة الفرع للأصل كما يحلو له أن يسميه ولأن العدو هذه المرة ليس قبيلة بمفهومها المعروف بل نظام مؤسساتي فقد تعامل معه على هذا الأساس بداية بشراء بعض الأصوات واختراق الطرف الأخر استخباريا وامنيا وزرع الآذان والعيون لتخبره ما يريد
وثانيا بالتصفيات الجسدية والاغتيالات التي كان يجيدها ببراعة
وثالثا باختلاق الأزمات وزرع الفتنه بين صفوف الناس وتنفير الناس وترسيخ معتقد شمالي وجنوبي
ولأن عدوه هذه المرة نظام مؤسساتي فقد استخدم ورقة الدين والجهاد مفهما الآخرين أن الله قد خصه بحمل لواء الجهاد ضد الشيوعيين الكفرة وبالتالي يستطيع التخلص من خصومه بهذه الورقة الرابحة بنظرة واستعان في سبيل ذالك بالجهاديين الذين نزحوا من أفغانستان أو ما يطلق عليهم ( الأفغان العرب ) حيث تحالف معهم للتخلص من خصومة في الجنوب بل وقام مع بعض علماء الدنيا المتزلفين بتخريج الأحاديث من جيوبهم التي رواها الإمام الديلمي عن خليفته السلطان وتفصيل الآيات القرئانية حسب رغباتهم بإصدار الفتوى التي تبيح دماء وأعراض وأموال الجنوبيين لكونهم كفار بزعمهم وبالتالي قام بالتخلص من خصومة بورقة الجهاد الذي كان هوا المسؤل الأول عن زرعهم وإنشاء المعسكرات التدريبية لهم بل وقام بإمدادهم بالسلاح والعتاد
ولكي يظهر بمظهر المدافع عن الوحدة الملطخة بالدماء قام بإفساح المجال لمن أعانه من الجهاديين بإعطائهم تمثيل حزبي وبرلماني كجائزة لهم وإفساح المجال لهم لنشر توجهاتهم العقائدية على حساب المذاهب الأخرى ولكن هذا الأمر لم يلبث طويلا ولم يعطهم حتى المجال للاحتفال بغنيمتهم فأقصاهم عن طريق لعبة الانتخابات الحرة والنزيهة وسخرية الغالبية الكاسحة التي كانت السبب في إسقاط النظام المصري حاليا
فلم يعد بحاجة إليهم بعد أن تم التخلص من خصومة الجنوبيين ولخوفه أن يشكلوا خطر عليه قام بتغيير المعادلة والتوازن بين القوى الدينية وذالك بتقوية المذهب الزيدي في معاقل السلفية الجهادية واستطاع أن يخرجهم من صعده معقلهم الذي زرعهم فيه بالسابق حينما كان يختلف مع رجال القبائل الزيديه وهنا استمر بشكل بهلواني يتنقل من حليف إلى حليف
وفي نفس الوقت خفف من سطوة القبيلة التي كانت حصنه الأساسي وذالك بتهميش بعض الرؤوس الكبيرة فيها ووصف البعض الأخر منهم بالمخرفين الذين طعنوا في السن .
وعندما ظهر شبح الإرهاب على مستوى العالم ونتيجة لأنه يريد أن يتخلص من الحليف القديم والعدو الجديد لنظامه الذي زرعه بيده فقد أبدل السلفية الجهادية والتعصب الزيدي بتدين معتدل لا يسبب له أي صداع ويكون ملائما لتطورات العصر ولتسارع الأحداث فعمل على تبني المذهب التصوفي فالصوفية اقل خطر وأريح بال فأبدل أبا حفص السلفي وبدر الدين الزيدي بالحبيب الصوفي
خالطا كل الأوراق لكي تخدم توجهه واستمراره وبقائه متلونا في ذالك كالحرباء
ولان سطوة ذوي القربى اشد مخافة ومضاضة من وقع الحسام المهند فقد عمل على أزاحت كل من تسول له نفسه الاماره بالسوى التطلع إلى كرسي السلطان والسيطرة على مناطق النفوذ فقد عمل على تهميش بعض الأقارب الذي لا يأمن جانبهم بمحولة تصفيتهم حينا ومحولة تهميشهم حينا أخر وإبدال أبنائه وحلفائه بدلا عنهم مستغنيا عن الجيل القديم بالجديد الأكثر ولاء.
وعندما تأزمت الأوضاع الاقتصادية نتيجة الفساد غير الطبيعي المستشري بمفاصل هذا النظام ولتزايد نقمة الشارع عمل على فتح باب الاستجداء والشحذ والتسول على أبواب دول العالم ولكي يخيف بعض دول المنطقة ويبتزهم عمل على تصدير الحرب المذهبية التي تخاف منها بعض دول المنطقة وعمل على إفهامهم انه هوا حامي حدودهم من خطر المد المذهبي لكي يحصد الأموال الطائلة التي تجعله مستمرا على عرشه فإذا به يحصد بدل منها رقاب وجماجم ودماء الآلاف من أبناء شعبه أطفالا وشيوخا ونساء في حرب صعده التي أحرقت الأخضر واليابس
ولان خصمه السابق في الجنوب لم يعد متمثلا بنظام سياسي وشخصيات اعتباريه بل شعب جنوبي خرج صارخا من شدة الظلم والتهميش والنهب والسلب الذي تعرض له خلال السنوات الماضية ولخوفه بأن يفقد القسم الأكبر من مصادر دخله المتواجدة في المناطق الجنوبية فقد أعاد مفهوم القاعدة والإرهاب وتصديره إلى الجنوب من جديد حيث اتهمهم في السابق ((على إنهم كفار شيعوعيين وحاربهم بالجهاديين واليوم يتهمهم على أنهم إسلاميين إرهابيون)) ومصوبا عليهم نيران طائرات الغرب ونيران رصاص قناصته متناسيا انه هوا من صنع الإرهاب من القصر الجمهوري ومتناسيا أن اغلب سكان الجنوب سنه شوافع معتدلين فقام بخلط الأوراق والتزييف مستقلا الإعلام الرخيص وإيهام العالم على أن الحراك الجنوبي (ألمطلبي) ماهوا إلا مجموعات إرهابية يجب اقتلاعها ولكي يحقق هدفه لا مانع لديه من التحالف مع الشيطان إن أمكن في سبيل التخلص منهم بل وقام بإعطاء الضؤ الأخضر للأمريكيين الذين انخدعوا بلعبته وقاموا بقصف المدنيين في المعجلة وغيرها موهما إياهم على أن تنظيم القاعدة مستشري في ارض الجنوب في الوقت الذي يزرع هوا فيه تنظيم القاعدة ويقوم بتصديره تارة عبر الطائرات التي تقلع من اليمن لتكون مشاريع انتحارية في الدول الغربية أو عن طريق الطرود الملغومة التي توجه للغرب وتارة عن طريق استخدام المعونات العسكرية التي تحصل عليها من مساعدات مكافحة الإرهاب كما حصل مع شحنة الأسلحة التي اكتشفتها السعودية على أراضيها موجهة للإرهابيين وتبين فيما بعد أنها أسلحة مرقمه بأرقام تسلسلية أعطتها القوات الأمريكية للنظام اليمني في سبيل مكافحة الإرهاب الذي أعطاها بدوره لتنظيم القاعدة .
لاعبا بذالك بورقتين مهمتين ترسخان وجوده وبقائه هوا بعبع القاعدة الذي استخدمه فزاعه تخيف دول العالم امنيا وخطر القرصنة البحرية التي تخيف العالم اقتصاديا مستخدما القاعدة في أحيان وفي أحيان أخرى يستخدم القراصنة الذي يدعمهم لوجستيا وعسكريا مهددا ومخوف دول العالم حول أمنها الاقتصادي المتمثل بطريق الملاحة الدولية وامن البحر الأحمر وخليج عدن كل هذه لكي يستمر في التمسك بكرسي العرش على حساب جماجم البسطاء ويبتز الأموال من دول العالم ممهدا المجال لتوريث سلطان صغير يخلفه بعد أن يهلكه الأجل الذي لا يستطيع أن يمارس معه لعبته السابقة بالتخلص منه فعزائه الوحيد بعد أن يهلكه الأجل أن يخلفه ولد صالح يدعوا للرئيس الصالح لتسليمه ميراث عرش اليمن
بقلم / منيف مثنى سالم عسكر
Munif-askar@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق