بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 28 أبريل 2012
..!! إرحلوا من عدن ..!! السبت , 28 أبريل, 2012, 03:07 بقلم رائد علي شائف (عدن ).
.
تلك المدينة المدنية المسالمة ، العاشق أهلها للسلام .. ومن لا يعرف أو يسمع عن ( عدن ) عاصمة الجنوب الساكن عشقها في كل القلوب .. إنها ( عدن ) فحسب .. إنها ( عدن ) .. وكفى ..!!!. لكن .. ما الذي يحدث فيها هذه الأيام .. ماذا حل بأحيائها يا سادة يا كرام .. (عدن ) اليوم يشوه وجهها الحسن نفر قليل بأفعال شاذة وأعمال لم تعهدها عروس البحر من قبل ، ولم يكن من أهلها من يفكر بمجرد التفكير أن يصل إلى هذا المستوى من الحقارة والعنف والإجرام .. لأنها فقط مدينة للسلام .. مدينة للأحلام ..! في هذه الأيام كثرت أعمال التقطع والسرقة والقتل في شوارع (عدن ) الآمنة وتكالبت عليها عصابات التخريب والغوغائية دون حسيب أو رقيب مستغلين بذلك حالة التراخي والسلبية للأجهزة الأمنية التي من المفترض أنها تعمل على حماية ( عدن ) وأهلها ، لا أن تساعد في نشر الفوضى والتدمير وتهديد السلم الاجتماعي مع الأسف الشديد ..! اليوم ( عدن ) غير تلك المدينة الباسمة المشرقة الحالمة .. إنها تعيش حالة احتضار اجتماعي غير مسبوق وسط تقاعس أصحاب الشأن في قيادتها ممن يشاهدون ما يجري دون أن يتحركون جدياً لإنقاذها ووقف العبث الحاصل فيها لمجرد أنهم يلعبون في متاهة السياسة ويتعاملون وفقاً لأيدلوجياتها الخبيثة ولمصلحة أطراف عن آخرين دون التفكير بمصلحة ( عدن ) وأهل ( عدن ) ..فأي منطق سطحي هذا أيها القوم .. وأي مصلحة تنشدونها أفضل وأعم من أمن وأمان ( عدن ) ..!! إن ( عدن ) اليوم بحاجة ماسة إلى تضافر جهود كل أناسها .. بحاجة إلى توحد صف جميع أهلها للعمل بإخلاص وأمانة ومسئولية لعل وعسى أن يحولوا دون مزيداً من الهرولة السحيقة نحو أتون الفوضى العارمة التي قد تعصف بكل ما هو جميل وحميد من أبجديات الصفات الأخلاقية التي تكتنزها ( عدن ) ويتصف بها أهلها دون غيرهم منذ قديم الزمن . ( عدن ) المدينة الأفلاطونية الفاضلة لدى كل من يعرفها ويعيش فيها ويستنشق نسيم شواطئها الفسيحة لا تريد إلا أن يكف بعض الحمقاء والمعتوهين أفعالهم الصبيانية المسيئة بحقها والمعيبة بحق أهلها .. إنها تنادي كل الأحرار .. كل الأخيار .. معاشر الأبرار .. بأن يبروا إليها ولو مرة في حياتهم .. تناشدكم أن تتوقفوا عن إثارة وافتعال الأعمال المخلة بأمنها وأمانها ..! يا هؤلاء .. أتركوا (عدن) تنعم بالحياة الهادئة المستقرة بعيداً عن سذاجة ونذالة ما تصنعون .. ارحلوا عن أزقتها وشوارعها فأن وجودكم فوق ترابها يبعث على القرف والاشمئزاز ويثير غليان بركانها المتأهب الذي قد ينفجر بأي لحظة في وجوهكم وحينها يكون لا وقت لديكم لتجميع أغراض رحيلكم منها لأن حمم البركان سوف تفحمكم ولن تدع لكم فرصة كافية للنفاذ ..!!
الأربعاء، 25 أبريل 2012
نعيب جنوبنا والعيب فينا ( بقلم : علي نعمان المصفري )
نعيب جنوبنا والعيب فينا
فلا عيب في الجنوب غير سوانا
المهندس علي نعمان المصفري
ليعذرني الأمام الشافعي رحمة الله عليه على تحوير ماقاله حينه وظل ثابتا بثبات الزمان والمكان بما بقى يتماشى مع روح عصرنا وكأن أمامنا يعيش اليوم معانا. وهي شيمة الحكماء؟
وفي واقعنا اليوم في الجنوب فأن مشهد اللعبة قد بدأ مأساويا عشية 30 نوفمبر 1967 في الخطوات الحقيقية التي تجلّت بعمق منذو أن أحتدم الصراع بين الرفاق وقص الشريط في قاعة المكتب السياسي في 13 يناير 1986 تأسيسا على الصراعات ودورات العنف منذو الأستقلال, لتبقى الطغمة في عدن وترحل الزمرة نحو الخبره وأستقر الحال في صنعاء المكان معنى وطن وملاذ بعدما عدن والجنوب في خبر عتاب ظّل يقاوم الصعاب لتعنت وتصلب ثأر الرفاق؟
خسر الكل الجنوب ولم يتم تقدير وأحترام مفاهيم الأختلاف والصراع ليختزلوا الجنوب في طرفين أثنين. وكلاهما وقعا في فم مؤامرة تم تدبيرها بعناية من كان يريد الشر للجنوب وتسنح له الفرصة في الأنتقام. وفي ظل هذة البيئة لازمرة ولا طغمه فهم اللعبه وصنعاء بذكاء ماكر أغتنمت الفرصة ؟
أستمر الحال على وزن التناقض والصراع في أفق ممدود نحو الأختلاف والتباين والأنحراف حتى صنعاء في الجنوب أحكمت قبضتها على نغم صرا ع الأخوة الأعداء؟
وضحت اللعبه في أيام صيف 1994 الصعبة ووقع الجنوب تحت سيطرة ( اليمن) الخبرة مع إتلاف الأصلاح والزمرة؟ وتأسيسا على قاعدة أخطاء ومغامرات الطغمة التي لازالت طلاسمها حتى الآن غير مبررة في كيف تم أقحام الجنوب قسرا دون مبررات الى سوق الملح في صنعاء. والبعض من الطغمة لازال يراهن على الوحدة تلك التي غابت وانقرضت من قاموس شعب الجنوب نهائيا؟.
ليعاقب الجنوب أولا في 30 نوفمبر 1967 وثانيا في 22 مايو 1990 وثالثا في حرب 1994 وحتى اللحظة؟
منذو ذلك الحين تجرع الجنوب العلقم بأنواعه. وبعد سنوات صعبة نهض الجنوب وأعتلى منصة الحق لأعطاء الصورة من عودة الجنوب كما كان دولة حرة؟
معادله مثل هذة حكاية ظلت تبارح بين صعود وهبوط رسمت معالم معادلات جديدة نتجت في قيام مسيرة لتحرير السلمية التي عمدت وجسدت أرادة شعب الجنوب وسكنت عقيدة في وجدانه الأزلي؟
أختلطت الأوراق بعدما أكتوى صالح بالأحتراق يتذكره كلما يشاهد يديه ليفتكر ويبتدع طرائق الثأر على أعدائه لتأخذ التنفيذ في تعطيل مسارات خيارات الحل لأمتلاكه ولو أدنى الأدوات في تحديد التعامل معها ولتبقى صنعاء فتيل قنبلة وعاصمتان.
الحكاية الآن:
لا صنعاء تحكمها العناصر المتناحرة على سلطة البلاد, ولا جنوب يمكن ألى صنعاء مرة أخرى أن يعود؟
هذا المشهد الرهيب يرفع الستار عن دور عبدربه وباسندوة خلال حرب 1994, وعلى أن المهر نحو الخلف بأدوات واصابع من ذات النوع الجنوبي وبمسار الأمس والألتفاف على الجنوب من خلال مايجري اليوم في أبين وشبوة لايمكن أن يفضي سوى الى عذاب الخبرة من صنعوا اللعبة وتآمروا على الجنوب منذوا أن أُسدل الستار على آخر مشاهد المؤامرة لمحاولة أبقاء الجنوب في جلباب اليمن القبيلة والعسكر؟
الوضع برمته في أنتضار لحظة الأنفجار؟
حوثيون على الزناد نحو صنعاء أرض الميعاد وفي تناحر بين أولاد الاحمر بأصطفاف مع علي محسن الأحمر والزنداني ضد الحوثي وصالح والأخير مع الحام وسام على مقدار توازن اللعبة في أستكمال المهمة بعد زيارتة الى واشنطن الأخيرة وتدبير مسالك أمور القاعدة ومبررات تورا بورا في كور العوالق وجبال المراقشة بعدما يتم تغيير الزي لعناصر القاعدة الى زي الجيش بعدما مؤقتا تم خلعة الى مدني وتطويل الجعشة حتى ترتيب الأمور للعبة وأقتناص الفرصة في توسيع مسارح عمليات التدمير في الجنوب وزيادة الضحايا بأمتياز الخبرة وبمباركة ماتبقى من نكهة الزمرة تحت مظلة عبدربه وكأن الأمر بعيد تماما عن القصة التي أمريكا تريدها أمر واقع وحال دائم محكوم بتعديل جيو سياسي قائم على مصادر الثروة وأهمية الموقع؟
صنعاء اليوم لايحكمها أحد غير السلاح والمال والجاة. وهي عناوين ومميزات وشروط لانتاج أمراء الحرب, والجنوب أشلاء تناثرت وفق الأزمات الى مناطق وحارات تحت سيطرة الأتوات؟
مزيج الحالات بين صوملة وأفغنة وعرقنة ولبننة وبلقنة؟ ترسم صورة المشهد السياسي والأمني والعسكري الآن؟
لذا قرارات هادي هذة الايام تغرق في هواء الأوهام لعدم حلحلة الأوضاع وبقائها مرشحة للأنفجار دونما يكون في الأفق خيار لنهار جديد يقبله عامة الناس. لتمرد الأخوة الأعداء في صنعاء مهما سعى ويسعى بن عمر في التقاء المتناحرين نحو القصر الجمهوري.
وضع لا تنجلي عنه آفاق للحل كون الكل على الزناد نحو القصر. الكل تحت ظل توازن لايقوى طرف على ميلان الكفة فيه. وهو النتيجة الوحيدة التي خلصت اليها المبادرة الخليجية؟
لتبقى مظلة تحتها أحتمت من الهزيمة.
هذا الوضع يقابله في الجنوب خيار واقع آخر في لارجعة عن خيار استعادة الهوية والدولة الجنوبية صمام أمان مستقبل الأجيال والخروج الآمن من هذا المأزق الملعون؟ رغم تلوين المشهد الأمني والعسكري في الجنوب بصبغات القاعدة وانصار الشريعة لكن هذا الأخراج أصبح جسما غريبا لايقبله النسيج الأجتماعي والسياسي والثقافي ويرفضه الموروث الحضاري عن أجندة حياتة جملة وتفصيلا. هذة العملية الشعبية الجنوبية كرد فعل لتلك المؤامرات تجد في توحيد مكونات حراك الأستقلال شروط أكتمال نجاحها وفق ما ناديت به مرارا على توسيع قاعدة المشاركة في الهوية والدولة؟
في ظل هذة التوازنات وفي الغد القريب سيدرك عبدربه أن طريق الجنوب طوق نجاة الى وطنه دونما لا يدفع ضريبة البقاء في صنعاء مهما بلغت قوة ودرجة تأمين العم سام. كون صنعاء لاتقبل أحد من خارج الطائفة لعدم أمتلاكة مزايا ثوابت المذهب, ومهما كان الغالب قوي في الملعب؟
نصيحة ومن القلب لتبقى فريضة لتلتقي النوارس عند صيرة والخليج بعد رحلة العذاب وليتعلم ويعتبر الكل أن الجنوب وطن الجميع دون أنتقاص؟
وعلى الكل أدراك حقيقة من كان السبب في أستدراجنا الى وضع كهذا دونما نبحث عن طرائق الخروج الى الحاضر والمستقبل. ونحن بمعنى من كان لديه القرار حينه في سدة الحكم وغامر دون مشاركة الشعب في الجنوب وأغرق الجنوب في محيطات عبر نفق المغامرات . ولهذا يكون هذا الدرس قوة توحد الكل تحت سقف الوطم وبمرجعية واحدة تفضي بالكل الى النجاح بصواب ومعاني الهدف وضمانة الضمير الحي.
ليعرف القاصي والداني أنه برغم وضع الحال ووزر السنوات والمعاناة الجنوب حتما الى أهله آت من غير البشوات ولا الأمللآت؟ وعلى أبناء الجنوب فهم اللهجة قبل اللغة كي يخرجوا من المحنة ولايكرروا تجربة منظمة التحرير الفلسطينية؟. وهي الحالة التي يرسمها المشهد وتوضحها الصورة في ما نعانيه اليوم.
وسيبقى الزمن حاكم وشاهد من هو الأساس مهما تعددت المبررات؟
فلا نعيب جنوبنا طالما العيب فينا؟؟
*كاتب وباحث أكاديمي
لندن في 25 أبريل 2012
|
الخميس، 12 أبريل 2012
هولوكست اخر ؟........
| ||||||
View Post on Facebook · Edit email settings · R |
الأربعاء، 11 أبريل 2012
الثورة المصرية على كف عفريت
To اتحاد الصحفيين والاعلاميين الناصرييين
Adel Elgogary posted in اتحاد الصحفيين والاعلاميين الناصرييين
Adel Elgogary 10 April 17:13
الثورة المصرية على كف عفريت
بقلم:عادل الجوجري
في اللحظة الأخيرة وقبل ساعات من إغلاق باب الترشيح لأول انتخابات رئاسية بعد خلع مبارك من الحكم تقدم عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية السابقة بأوراق الترشيح وسط "زفة" إعلامية وحراسة من قوات الشرطة يتقدمها عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء حمدي بادين وأشيع أن سليمان قدم 112ألف توكيل قال انه جمعها في 24ساعة من 15محافظة وهوة رقم مبالغ فيه وهو أعلى رقم في توكيلات كل المرشحين.
فهل شكل بروز سليمان على المسرح المصري بعد الثورة انقلابا ديمقراطيا أم أن فلول مبارك كانت تخطط لمثل هذه اللحظة المخابراتية؟
وهل جاء قرار الترشح ردا على قيام الإخوان بترشيح خيرت الشاطر"ومحمد مرسي احتياطيا" في سباق الرئاسة؟
وهل حقا انزعج المجلس العسكري من ترشح إخواني لرئاسة مصر ،وهو غير ماوعدوا به من قبل؟
القرار/القنبلة جاء في توقيت دقيق وبناء على معلومات أو استطلاع رأي اثبت تراجع شعبية الإخوان والسلفيين في مصر بعد سلسلة قرارات أثبتت أنهم ابعد مايكونان عن الديمقراطية والمشاركة وان الإخوان والسلفيين من أنصار المغالبة لاالمشاركة.
كيف؟
التهم تحالف الاخوان والسلفيين في 50يوما مؤسستين تشريعيتين هما مجلسي الشعب والشوري واحتكرا اكثر من 75%من مقاعد المؤسستين،ويطرا في البرلمان على رئاسة 13لجنة فرعية من اصل 19لجنة كما عملا بكل قوة على احتكار عملية كتابة الدستور الجديد،واخترعا تفسيرا خاصا للمادة 60 من الإعلان الدستوري بحيث يضمنان 70%على الأقل من أعضاء لجنة ال100فهبت مصر عن بكرة أبيها :الناصريون والليبراليون والماركسيون والاهم من ذلك كله الأزهر والكنيسة والنوبيون والحرفيون كلهم في جانب والإخوان والسلفيون في جانب آخر
وانتهى الأمر إلى صدور لحكم قضائي بوقف عمل لجنة الدستور وارتبط بذلك أيضا أن "لحس" الإخوان كلامهم ووعدهم بتأييد مرشح غير إسلامي ولاحتى له مرجعية إسلامية فإذا بهم يرشحون كبيرهم الذي علمهم السحر والشطارة والكمبيوتر المهندس خيرت الشاطر.
وكان طبيعيا أن تنطلق المدافع كلها في توقيت واحد ضد هذا الشاطر الذي كذب وعلى المرشد الذي لم يرشد إلا إخوانه،وبدءا من الصحف القومية والخاصة والحزبية إلى فضائيات لها أول وليس لها آخر جاء الهجوم كاسحا ضد الإخوان والسلفيين فارتكبوا حماقات أخرى منها وصف المرشد للصحفيين بأنهم جنود فرعون،وادعى ان الصحافة المصرية يسيطر عليها الليبراليون أعداء الإخوان.
المهم انه في الوقت الذي كان الهجوم قد بلغ ذروته ضد الإخوان خرج من القمقم أو من بين عيدان الدرة جنرال مركون على الرف ويبدو أن جهة ما كانت تدخره لمثل هذه اللحظة.
لقد كان الجنرال عمر سليمان يتمنع عن الترشح رغم نداءات بعض أنصاره الذي لايعرف أحد لهم أصلا أو فصلا والمهم انه ظهر على المسرح وسط ترحيب إعلامي ليس في المحروسة فحسب وإنما وهذا هو الأهم في تل أبيب.
لقد حانت لحظة الحقيقة وجاءك الموت ياتارك الصلاة والثورة والديمقراطية؟
ولقد حانت لحظة الإعلان الحقيقي عن الثورة المضادة بشخوصها ومؤسساتها ومهما اقسم المشير طنطاوي انه لايوجد مرشح للجيش وان المجلس يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ، وان سليمان له جمهوره فلن يصدقه احد لسبب بسيط هو أن المرء لايلدغ من طنطاوي مرتين.
والمصريون لدغوا مرات ومرات ،فلازال مبارك يواصل"الدلع" في محاكمة اقرب إلى مسرح العبث ولم تسترد مصر مليما من المليارات التي هربت ولازال حزب مبارك ورموز المجلس العسكري الذين عينهم مبارك يحكمون البلاد فوضعوا الإعلان الدستوري الذي حولهم إلى 19 فرعونا بدلا من فرعون واحد ،وهم يستعدون للمشاركة في وضع ضمانات لهم في الدستور الجديد وسط اعتراضات شعبية وصفقات غير مرئية والمهم أن الثورة المصرية المباركة صارت في خطر بل أن المحروسة نفسها صارت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
لماذا؟
لأن الرجل الغامض"بسلامته كان جزءا أصيلا من نظام مبارك وكان الصندوق الأسود لذلك النظام الفاسد،جلس في منصب مدير الاستخبارات المصرية 15سنة متتالية ،و" عيَّنه مبارك، في رُبْع الساعة الأخير من حُكْمِه، نائباً له، ثمَّ فوَّض إليه سلطاته وصلاحياته، لعلَّ سفينة نظام الحكم تنجو من الغرق في بحر الثورة، ثمَّ كلَّفته المؤسَّسة العسكرية بمهمة "إعلان تخلِّي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليف "هذا الرئيس المعزول" للمجلس العسكري الأعلى بإدارة شؤون البلاد"، ثمَّ دعاه "المجلس العسكري الأعلى"، وبصفة كونه المتوفِّر، سِرّا وعلانيةً، على إعداد العُدَّة للانتقال بمصر من "عهد الثورة" إلى "عهد الثورة المضادة"، إلى التواري، والاعتصام بحبل الصَّمت، والاستراحة التي تشبه استراحة المُحارِب، ثمَّ أخرجه، وعلى حين غرة، من الظلمات إلى النور، مُلْبِساً إيَّاه لبوس "المُنْقِذ" و"المُخلِّص" لـ"الدولة"، أيْ لنظام الحكم فاقِد "الرأس"، إذا ما سُيِّرت رياح انتخابات رئاسة الجمهورية بما يَضْمَن له الفوز بكرسيِّ الرئاسة؛ وإنَّه لكرسيٌّ لو تَعْلمون عظيم!
والمجلس العسكري أذكى من الجميع ،وقد ساعده "هبل الإخوان والسلفيين الذين اعتبروه في محطات عديدة خطا احمر وكانوا يصرخون في الفضائيات بهذه العبارة الجوفاء فصار كل الخطوط وفي يديه كل الألوان والأختام،وصار المجلس يهدد الإخوان قبل أي طرف أخر بل صارت اللعب على المكشوف وراح الإخوان يبحثون عن نصير لهم في معركتهم مع المجلس فلن يجدوا ليسبب بسيط هو أن الإخوان لم ينصروا الثوار حين رفعوا شعار"يسقط حكم العسكر " بل تراجعوا بحثا عن مكاسب صغيرة فإذا المجلس العسكري اليوم يهددهم بكل ماحصلوا عليه بما في ذلك شرعية حزبهم وانتخاباتهم وبرلمانهم.
ويبدو أن الكعكة في يد الإخوان والسلفيين عجبة فلم يهنأوا بها منذ حاولوا التهامها وحدهم ،فوجدوا في الحلق ألف عسكري ومخبر ثم جاءهم زعيم المخبرين،الذي يعرف اتيكيت التهام "كعكة السلطة"،فهو من سلالة الجنرال بونابرت الذي كان يوقع أو على طريقة عادل إمام" "سيني" على الأطباق الفخمة،وهو يعرف كيف يقع الإخوان بعد اقل من 60يوما من انتخابهم في تناقض مع كل مفردات السياسة في بر مصر فيظهر في التوقيت المناسب ليهدد الثورة ليقول للجميع"كش ملك"...فهل يستفيق القوم من سباتهم وأنانيتهم وغرورهم أم يتركون الساحة لمن لايرحم؟
هل يعودون إلى رحم الثورة مجددا فيولدون من جديد بطريقة طبيعية لا قيصرية ويعيشون في كنف الديمقراطية أم أنها الحرب مع المجلس والجنرال البونابرتي وهي حرب محسومة سلفا منذ عام 1954عندما هزمهم عبد الناصر بالضربة القاضية؟
لايزال الكتاب مفتوحا لمن يريد أن يقرأ ويفهم ويستوعب ويقرر التكتل مرة أخرى من بعد التبعثر،وان يتحالف الجميع بعد أن تشتتوا بين القبائل والأحزاب ،وان يعودا إلى الميدان الذي طهرهم من غرورهم ذات يوم لكنهم لازالوا يحتاجون إلى الثورة.
وسرعان ما جَعَلَهم الوهم ضحية لعاقبة من عواقبه ألا وهي "الحماقة"؛ فلمَّا ارتفع فيهم منسوبها ظَنُّوا أنَّ السلطة كلها أتتهم منقادةً إليهم تجرجر أذيالها، وكأنَّها لم تكن تصلح إلاَّ لهم، وكأنَّهم لم يكونوا يصلحون إلاَّ لها؛ وشرعوا يتعرُّون من كل ثيابٍ "جميلة" لبسوها عن اضطِّرار، فأخافوا وأفزعوا "الآخر"، المختلف عنهم، والمخالِف لهم، فتمزَّقت "الثورة"، بسيفهم، جسداً وروحاً، سلاحاً وهدفاً، فما كان من المتربِّصين بها الدوائر إلاَّ أنْ خرجوا على الشعب وثورته شاهرين عمرو سليمان لعلَّه يأتي بمعجزة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء!
إنَّه لجَبَل الثورة يتمخَّض؛ فهل يَقْبَل "ميدان التحرير" لهذا الجَبَل العظيم المُتمخِّض أنْ يَلِدَ فأراً؟!
"الحلُّ" في متناوَل الأيدي، أيدي الحريصين على الثورة، وعلى بلوغها هدفها النهائي والذي هو على مرمى حجر من "ميدان التحرير"؛ فما على أولئك الذين اتَّحَدوا في الثورة، وبها، إلاَّ أنْ يعودوا جميعاً، وسريعاً، إلى اتِّحادهم "الثوري" ضدَّ نظام الحكم نفسه، وضدَّ عمرو سليمان، بصفة كونه الجسد الذي فيه حلَّت روح مبارك، وليستأنفوا الصراع من "الميدان" نفسه، وليزجُّوا الآن بـ"مجلس الشعب"، وبـ"الجمعية التأسيسية"، في هذا الصراع، "شعارهم" الآن "لا انتخابات رئاسية قبل دستور جديد يُقَرُّ في استفتاء شعبي"؛ وعلى مُعدِّي مشروع الدستور الجديد أنْ يُضمِّنوه من النصوص والبنود والمواد ما يَجْعَل منصب رئيس الجمهورية كمنصب ملكة بريطانيا لجهة ما يتمتَّع به صاحبه من سلطات وصلاحيات، وما يَضْمَن، في الوقت نفسه، تركيزاً للسلطة التنفيذية في حكومة منبثقة من البرلمان؛ وليأتِ، بعد ذلك، من يأتي إلى منصب رئيس الجمهورية؛ فإنَّ "فَرْعَنة" سلطات وصلاحيات صاحب هذا المنصب هو الطَّامة الكبرى؛ وعندئذٍ، يَرُدَّ "ميدان التحرير" كَيْد لاعبي ورقة "عمرو سليمان" في نحورهم!.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)