بريد الحراك الجنوبي
الوفاق الجنوبي
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الثلاثاء 05-07-2011 07:14 مساء
شبكة الطيف - بقلم/ محمد عباس ناجي
وجدت كثير من الاشكاليات التي أضعفت من قوة وزخم الثورة السلمية الجنوبية, بعضها موضوعية خارجة عن الارادة, وكان من الصعب تجاوزها, وإنما كان يمكن التقليل من تأثيراتها. وبعضها ذاتية كان يمكن عدم حدوثها, ومن بين تلك الاشكاليات أولا: الانقسامات التي ظهرت في جسم الحراك السلمي الجنوبي ولاسيما بعد الاعلان فجأة ودون دراسة متأنية عن تشكيل فصائل مستقلة في شهر أكتوبر عام 2008م ومحاولة جعل تلك الكيانات وكأنها تنظيمات سياسية حزبية تعمل ضد الأطراف الجنوبية الأخرى, ادى ذلك إلى إبهات مكانة الحراك السلمي الجنوبي كحراك وطني شعبي عام, ثم بروز روح التنافس على الزعامات وتولي المناصب القيادية الوهمية والتمسك بها, فكل واحد يريد أن يكون قياديا .
غير أن الاشكالية الثانية وهي الأكبر ظهرت نتيجة انقسامات القيادات الجنوبية في الخارج, وعدم قدرتها على لعب دور إيجابي لصالح القضية الجنوبية على الصعيدين الاقليمي والدولي. وبالتأكيد هناك طرف متعنت على التقارب الجنوبي ـ الجنوبي في الخارج. ونسأل الله له بالهداية.
أما الاشكالية الثالثة التي اكتنفت مسيرة الثورة السلمية الجنوبية هي عدم قدرة قيادات ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي على التقدير السليم لفاعلية الدين الاسلامي كعقدية لشعب الجنوب في تثوير الجماهير للنهوض بقضيتها وترسيخ القناعات الإيمانية بهذه القضية والاستعداد للتضحية في سبيلها, وذلك نتيجة لعدم الاستفادة السليمة من علماء الدين الجنوبيين الاجلاء, وعلماء الدين الجنوبيين الشباب, والذين نقول للأمانة التاريخية أن البعض منهم كان منذ وقت مبكر قد بادر إلى دعم قضية شعب الجنوب, ولكن مع الاسف فروع مجالس الحراك السلمي في المحافظات والمديرات لم تهتم بضمهم إلى قوام قياداتها بما فيها قوام المجلس الأعلى للحراك, والبعض الآخر كان السقف العالي للشعارات التي يرفعها البعض في الحراك تجعل علماء الدين الجنوبيين غير قادرين على تبنيها. بينما نجد بالمقابل الطرف الآخر في الصراع استخدم الدين في الماضي ضد شعب الجنوب, ومن غير المستبعد أن يستخدمه في المستقبل ضد شعب الجنوب حتى بعد سقوط السلطات الحاكمة حاليا.
الاشكالية الرابعة هي عدم تثوير المرأة الجنوبية لتقوم بدورها الوطني في سبيل قضية شعبها بالشكل الذي يتناسب مع الحجم العددي للمرأة الجنوبية, وإرثها النضالي التاريخي الناصع, ومستواها التعليمي والثقافي...الخ. وكذا عدم الاهتمام بإعادة تشكيل منظمات المجتمع الجنوبي, وفي مقدمتها الشباب والطلاب لتكون رافدا قويا للثورة السلمية الجنوبية.
وهناك إشكاليات فرعية ومؤثرة, ومنها ضعف الاستفادة من الكفاءات العلمية والخبرات الجنوبية المقتدرة, وضعف روح العطاء المادي السخي من قبل المواطن الجنوبي, ليس الأغنياء منهم فقط, وإنما حتى الفقراء, وكان الجدير بنشطاء النضال الوطني الجنوبي أن يبدؤوا بأنفسهم في تنظيم حملات التبرعات ثم يعمموها على الجماهير الجنوبية, فأي نضال دون وجود المال الضروري للنفقات تكون تكاليفه باهظة. ولإثبات صحة هذه الاشكالية قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز أنه في عشرات الآيات التي تحث على الجهاد يقدم المال على النفس.
إن الثورة السلمية الجنوبية بعد مضي فترة أربعة أعوام هي في أمس الحاجة في هذه المرحلة إلى وقفة مراجعة تقييمية لمسيرتها تضمن ليس التخلص من الاشكاليات التي ذكرناها أنفا, وإنما إلى التجديد الفعلي في كل المجالات النضالية والقيادية. فأي ثورة لا تجدد ذاتها تهزم ذاتها قبل أن يهزمها الأخرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق