بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 يونيو 2011

برقية للأحبة في (بروكسل)


ALWEFAK-ALGANOBY
برقية للأحبة في (بروكسل)
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الثلاثاء 21-06-2011 04:47 مساء


بسم الله الرحمن الرحيم

شبكة الطيف - بقلم حسين زيد بن يحيى
‪Zid101010@yahoo.com‬
اعتقد آن أوان الترجل عن التعلق على حبل فسحة المساحة الحرة ما بين الأمل و الرجاء قد أزفت , بعد أن سئمنا طول المراهنة على لعلى و عسى أن يهدي الله في علاه من كان سبب معاناتنا الراهنة , بعيدا عن روح الشماتة المقيتة و بقيم التصالح والتسامح مدماك و حدتنا الوطنية الذي سيظل بابه مفتوحا حتى مرور آخر جنوبي من الساحات المقابلة عائدا للوطن , نوايا الخير هذه -أيضا- لا تعطي أحدا صك حق استمراء جعل (الوطن) حقل تجارب للعثرات المتكررة , خاصة بعد دروس الماضي المريرة و المكلفة لم يعد مقبولا نهج الحزب و الفرد الواحد و القائد , لان اللوحة تكون في أجمل و أبهى صورها إذا تعددت ألوانها الزاهية , كذا الحدائق الغناء روعة شذاها ناتج عن التداخل المتناغم لروائح مختلف أزهارها , كذلك المجتمع أي مجتمع بطبيعته متعدد و متنوع وهو ما يريد شعب الجنوب أن يستوعبه المجتمعون في (بروكسل) الذي يأتي بعد لقاء (القاهرة) , بصوت عال كفى ثلاثة عقود (30 نوفمبر 67م – 21 مايو 90م ) من صراعات بين الأخوة الأعداء , فقد آن الأوان لتحكيم العقل حيث ما نرجوه من (الرفاق) التواضع والترجل عن بروجهم العاجية العالية , من خلال التعاطي مع الممكن المستطاع رفضا لمنطق : (حبتي أو الديك) الذي ضيعتنا , دون أن يعني بالضرورة التخلي عن أحلامنا المشروعة , كما إن من أعلن الحرب على الجنوب يا أحبه ليس الرئيس الحبيب المهندس حيدر ابوبكر العطاس أو سيدي الرئيس الوالد علي ناصر محمد حتى يوجه البعض السهام إليهما , لذلك نحن أحوج ما نكون لسياسة و خطاب يفك أولا أيدي الخبرة من (...) حبه حبه دون أن نذهب للفوضى الخلاقة و أبين نموذجا لمن يتوهم عدم الحاجة لمرحلة انتقالية مؤقتة.

فشهادة منا للتاريخ حتى مع من يظن إننا بالصف المقابل ضدا , كان خطاب الأستاذ العزيز المناضل علي سالم البيض الأمين العام الأسبق لحزب الجنوب الكبير (الاشتراكي) , بذكرى فك الارتباط 21 مايو 2011م تحولا ثوريا في التعاطي البرجماتي مع الحق الجنوبي الذي لا يسقط بالتقادم , المتمثل بدعوته لدول مجلس تعاون الخليج العربية لعقد مؤتمر وطني يمني لمناقشة الأزمة ضربة معلم , حيث لم يعد خافيا على الداخل أو الخارج سواء بسواء أن جذر الأزمة الراهنة جنوبيا بامتياز , تسببت به حرب احتلال (الشمال اليمن) للجنوب صيف 94م , فالنظام الحالي المطلوب إسقاطه رأى بتصاعد الحراك التحرري الجنوبي خطرا على استمرار وجوده , توافق طرفي النظام الرئيس صالح و (اللقاء المشترك) على تأجيل الانتخابات النيابية التي كان متوقعا مقاطعتها , أعطية السلطة متسعا من الوقت لتصفية الثورة السلمية للحراك عسكريا و امنيا , فشل السلطة بمسعاها دفع (اللقاء المشترك) لافتعال الثورة الشبابية الأحمرية العسكرية القبلية لاحتواء (الحراك) و إنقاذ النظام (سلطة + معارضة ) من المسائلة عن جرائمهما , تلك المحاولة الالتفافية ساهمت بالحد من اندفاعات الحراك و لكن يظل السبب الرئيسي في تعثره داخليا ناجما عن تصاعد خلافات أجنحته , بالطبع الجميع يتحمل المسئولية و تظل البداية من الشواذ التي (دست) بتعمد على المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب الذي كان لي شرف المشاركة بتأسيسه ممثلا بنزق الأمين العام السابق لمجلس الحراك المقال , هذا الإقرار بالمقابل لا يعفي من المسئولية الذين داهنوا دعوات عناصر يعرف الجميع أنها دخيلة على (الحراك) وجاءت إليه ركضا وراء المال المدنس الذي أفسده , فاصلت بعد ذلك لقاءات (لودر) و (شبوة) للانقلاب على العمل المؤسسي المتمثل بالرئيس الرمز للمجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي الوالد حسن احمد باعوم و نائبه الأول المناضل صلاح الشنفره .

للمرة الأخيرة سنتعلق على حبل فسحه مساحة الأمل و الرجاء ما بين (القاهرة) و (بروكسل) لعلى وعسى أن يذهب الجميع لمؤتمر وطني جنوبي توافقي موحد بالداخل , فهل سيستمع الأحبة لهذه البرقية القادمة من عصلة – زنجبار – آبين المحترقة بنيران عليا آل الأحمر الدمويان نأمل .. والله فعال لما يريد.
خور مكسر عدن2162011م
*منسق ملتقى آبين للتصالح والتسامح والتضامن

الاثنين، 20 يونيو 2011

ثورة التغير يقودها قراصنة النظام بامتياز

الوفاق الجنوبي
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الأحد 21-08-2011 09:17 مساء
بقلم : أنيس المفلحي



ثورة التغيير يقودها قراصنة النظام بامتياز







حسّب قراءتنا للأمور من خلال متابعتي المستمرة لكل مجريات الإحداث والتطورات المتصاعدة لما تسمى بثورة التغير السلمية التي هبت رياحها الساخنة منُذ ما يقارب من سبعة أشهر إرجاء اليمن الشمالي , إيماناً من الشعب بانتزاع الحرية والعيش الكريم في هذا الكون الصغير واحترام مبادئ أدميتهم المهدرة كضمان للبقاء والاستمرار في العيش بمعاني الحرية السياسية والاجتماعية كما هو حال بعض شعوب البلدان الحرة , وفي الأساس جاءت ثورة التغير في الشمال في تقديري تعبيراً عن حاجة الشعب للخروج من سجن النظام الذي وضعوا بداخله لسنون طوال , بالإضافة لتجديد الحلم الضائع ولتحديد مستقبل الديمقراطية ورسم خارطة المشهد السياسي كهدف استراتيجي في المرحلة المقبلة والذي طال أمد انتظاره عند الكثيرين من الشباب في صنعاء , وإمام صحوة ضمير الشعب في الشمال على الرغم من إنها جاءت متأخرة نوع ما , لكنها أصبحت هذه الصحوة كخيار بكل تأكيد صعب وغال ثمنه لانتزاع الحرية,خيار سيدفع بوضع ألأجيال الشابة المؤلم والمأساوي الذي تعايش معهُ في ظل نظام صالح إلى حقيقة ومصير واحده وهو المواجه المباشرة والملموسة دون العودة أو التراجع لاجتثاث قوى التسلط والفساد والديكتاتورية .
واليوم كما تعلمون تحرك قطار الثورة في الشمال بعد عناء ورجاء وترقب متفاعلاً مع التحول والتغير ليشق طريقة إلى النور محركاً معهُ برك من المياه الراكدة بعزيمة وقوة لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن لتدك نظام الفساد وأركانه , ذلك النظام العائلي الطائفي المذهبي الذي غرس جذوره الفساده بحوافره القذرة المليئة بجيف ميكروبات المتنفذين الطغاة من جبابرة وأركان نظام علي عبدالله صالح وجميعنا يعرف انهُ كبيرهم الذي علمهم السحر, ذلك الطاغية الذي اخضع شعبه لقانون الغاب والبقاء للأقوى دون حياة أو رادع ديني أو أخلاقي أنساني , فقد سلب إرادة وكرامة شعبه لسنوات طوال ما قبل الوحدة المغدوره , بل وصلت الأمور فيهم إلى إفساد الحياة الاجتماعية والمدنية في الجنوب المحتل متشبثين بغطاء وقداسة الوحدة , فقد طالة أياديهم النجسة أرض الجنوب المحتلة ونهبوا خيراتها سماء وبحر وأبادوا أهلها المسالمين بحقد دفين تكنها أنفسهم ولم يكتفوا بذلك لكنهم ساروا بمخططات ممنهجه لإفساد كل شي في الحياة الاجتماعية حتى مسخ الأخلاق والقيم العالية التي تميز بها الإنسان الجنوبي عن غيره .
ولا شك أن عنفوان ثورة التغير بعد ان تحرك قطارها إذ كانت ملامح بدايتها حماسية تبُشّر بعنصر المفاجئات والمباهج والأمل الذي كان مفقوداً لزمن طويل عند أولئك الشباب , مستمدين قوتهم التي كسرة حاجز الخوف والرهبة بشجاعة بفضل من الله سبحانه تعالى و بفضل ثورة شعبنا الجنوبي المباركة التي انطلقت مبكراً جداً وأصبحت كدليل تسترشد بها الشعوب العربية بثوراتهم التي نجحت بعضها في إطاحة أعتا الأنظمة المحنطة عرفتها تاريخ تلك الشعوب المعاصرة .
لكن ومع الأسف الشديد ما حدث كان تشخيص الثوار لكثير من الأمور خاطئ وبالتالي أثرت سلبا بشكل خطير ومباشر على مجريات ومسار ومعطيات الثورة , فكانت شيئاً مفاجئً ومختلفاً لكل توقعات المراقبين فقد واجهت ثورة شباب التغير معضلات وانحرافات في الثوابت أدت إلى وقوعها في فخ ومستنقع عشوائية المواقف والقرارات التافهة المتخاذلة التي جرتهم على غفلة خلف أوهام وأمال عتاولت وقراصنة النظام الانقلابيين الذين تسللوا كالثعالب وانظموا إلى ثورتهم كي يتمكنوا من الاستحواذ والسيطرة عليها حتى يتم حصار الشعب المتظاهرين سليماً في مناطق محدودة , لتكون ثورة الشعب بعيدة عن خط المواجهة مع النظام , لذلك نجح أولئك القراصنة من منع الشعب الثائر من الاستيلاء واقتحام المرافق الحكومية التي يعتمد نظام صالح على أدارت شئونه التخريبية لإرباك الثوار مثل الإعلام والقصر الجمهوري وبعض الوزارات الهامة , وهذا دليل أخر على وجود خلل وغياب النضوج ووعي التعاطي مع هذه المرحلة الحساسة والقصور في التخطيط عند ساست الثورة فكرياً وسياسياً , كما كان ينبغي على شباب التغير أن يستفيد من عامل الوقت لحسم المعركة حتى لا يعطي مجال ومساحة زمنية اكبر للنظام في اتخاذ أي تدابير احترازية ضد ثورتهم لذلك كانت التقديرات والتقييمات الخاطئة لقيادات الثورة قد أوقعهم في فخ الهلاك والانقضاض والسيطرة المطلقة من قبل قراصنة النظام ولصوص الثورات اللذين اخرجوا ثورة الشباب عن هدفها , فبات ذلك الخطأ يفرض نفسه عليهم وعلى مسار ثورتهم بلا منازع , وهذا يعطي تفسيراً وحداً وهي أن كل المؤشرات اتضحت معالمها جلياً بمعنى أن ثورة الشباب السلمية قد انتهت بشكل مخجل وغير مشرف بسبب تعاطيهم مع قراصنة النظام المتسللين للثورة اللذين يسعون ألان إلى جر البلاد إلى حرب أهلية وتناحر ممكن تستعر نيرانها في أي لحظة قادمة .
وهناك قاعدة تاريخية أساسية يعرفها الجميع والتي تجمع هذه الإطراف المتنازعة والمتصارعة في اليمن الشمالي و تعتبر هذه القاعدة كقاسم ورابط عميق ومشترك بين قراصنة النظام المتسللين للثورة وبين نظام صالح وأركانه , وهي التشبث بالسلطة وكرسي العرش الذي لا يقبل القسمة على الأغلبية العامة من الشعب اليمني ممن هم على المذهب السُني , ويبدو ان تاريخ الاصطفاف الطائفي المذهبي الزيدي في اليمن يعيد نفسه بشكل أخر وإمام ظروف أخرى .
وأخيراً وليس أخراً واهّم بل لا يفهم تاريخ اليمن مع احترامنا الشديد من يضُن أن بعد رحيل صالح ستكون هناك دولة مؤسسات مدينة ومجتمع مدني بديلاً عنه , لكن سر اللغز يكمن في تمرد أبناء الشيخ زعيم الأغلبية وحلفائه من جعبة رئيسهم القبيلي , كما أن من الغريب والعجيب أن يكون القبيلي تلميذاً في مدرسة الديمقراطية لأنها تعتبر رحلة شاقة علية ووصمت عار على جبين القبيلي .
نختم بقول الشاعر أبو القاسم ألشابي ..من لا يحب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر.. لذلك نعلم أن شعبنا في الجنوب يدرك حقيقة مسلسل القراصنة و القبيلي تماماً , كما أن أجدادنا في الجنوب تاريخياً تعرضوا لمثل هذه المواقف لكنهم صعدوا الجبال,وبكل تأكيد شعبنا في الجنوب اليوم لن يبقى بين الحفر ....
بقلم الكابتن / أنيس قاسم المفلحي

شبكة الطيف الاخبارية

أهمية التقييم والتجديد للثورة السلمية الجنوبية لضمان استمرارها وانتصارها.









بريد الحراك الجنوبي




الوفاق الجنوبي
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الثلاثاء 05-07-2011 07:14 مساء

شبكة الطيف - بقلم/ محمد عباس ناجي
وجدت كثير من الاشكاليات التي أضعفت من قوة وزخم الثورة السلمية الجنوبية, بعضها موضوعية خارجة عن الارادة, وكان من الصعب تجاوزها, وإنما كان يمكن التقليل من تأثيراتها. وبعضها ذاتية كان يمكن عدم حدوثها, ومن بين تلك الاشكاليات أولا: الانقسامات التي ظهرت في جسم الحراك السلمي الجنوبي ولاسيما بعد الاعلان فجأة ودون دراسة متأنية عن تشكيل فصائل مستقلة في شهر أكتوبر عام 2008م ومحاولة جعل تلك الكيانات وكأنها تنظيمات سياسية حزبية تعمل ضد الأطراف الجنوبية الأخرى, ادى ذلك إلى إبهات مكانة الحراك السلمي الجنوبي كحراك وطني شعبي عام, ثم بروز روح التنافس على الزعامات وتولي المناصب القيادية الوهمية والتمسك بها, فكل واحد يريد أن يكون قياديا .
غير أن الاشكالية الثانية وهي الأكبر ظهرت نتيجة انقسامات القيادات الجنوبية في الخارج, وعدم قدرتها على لعب دور إيجابي لصالح القضية الجنوبية على الصعيدين الاقليمي والدولي. وبالتأكيد هناك طرف متعنت على التقارب الجنوبي ـ الجنوبي في الخارج. ونسأل الله له بالهداية.
أما الاشكالية الثالثة التي اكتنفت مسيرة الثورة السلمية الجنوبية هي عدم قدرة قيادات ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي على التقدير السليم لفاعلية الدين الاسلامي كعقدية لشعب الجنوب في تثوير الجماهير للنهوض بقضيتها وترسيخ القناعات الإيمانية بهذه القضية والاستعداد للتضحية في سبيلها, وذلك نتيجة لعدم الاستفادة السليمة من علماء الدين الجنوبيين الاجلاء, وعلماء الدين الجنوبيين الشباب, والذين نقول للأمانة التاريخية أن البعض منهم كان منذ وقت مبكر قد بادر إلى دعم قضية شعب الجنوب, ولكن مع الاسف فروع مجالس الحراك السلمي في المحافظات والمديرات لم تهتم بضمهم إلى قوام قياداتها بما فيها قوام المجلس الأعلى للحراك, والبعض الآخر كان السقف العالي للشعارات التي يرفعها البعض في الحراك تجعل علماء الدين الجنوبيين غير قادرين على تبنيها. بينما نجد بالمقابل الطرف الآخر في الصراع استخدم الدين في الماضي ضد شعب الجنوب, ومن غير المستبعد أن يستخدمه في المستقبل ضد شعب الجنوب حتى بعد سقوط السلطات الحاكمة حاليا.
الاشكالية الرابعة هي عدم تثوير المرأة الجنوبية لتقوم بدورها الوطني في سبيل قضية شعبها بالشكل الذي يتناسب مع الحجم العددي للمرأة الجنوبية, وإرثها النضالي التاريخي الناصع, ومستواها التعليمي والثقافي...الخ. وكذا عدم الاهتمام بإعادة تشكيل منظمات المجتمع الجنوبي, وفي مقدمتها الشباب والطلاب لتكون رافدا قويا للثورة السلمية الجنوبية.
وهناك إشكاليات فرعية ومؤثرة, ومنها ضعف الاستفادة من الكفاءات العلمية والخبرات الجنوبية المقتدرة, وضعف روح العطاء المادي السخي من قبل المواطن الجنوبي, ليس الأغنياء منهم فقط, وإنما حتى الفقراء, وكان الجدير بنشطاء النضال الوطني الجنوبي أن يبدؤوا بأنفسهم في تنظيم حملات التبرعات ثم يعمموها على الجماهير الجنوبية, فأي نضال دون وجود المال الضروري للنفقات تكون تكاليفه باهظة. ولإثبات صحة هذه الاشكالية قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز أنه في عشرات الآيات التي تحث على الجهاد يقدم المال على النفس.
إن الثورة السلمية الجنوبية بعد مضي فترة أربعة أعوام هي في أمس الحاجة في هذه المرحلة إلى وقفة مراجعة تقييمية لمسيرتها تضمن ليس التخلص من الاشكاليات التي ذكرناها أنفا, وإنما إلى التجديد الفعلي في كل المجالات النضالية والقيادية. فأي ثورة لا تجدد ذاتها تهزم ذاتها قبل أن يهزمها الأخرون.


الفيدرالية احتلالٌ ثانٍ للجنوب ..!





الوفاق الجنوبي
بواسطة: ابو معتز القسيمي
بتاريخ : الخميس 30-06-2011 06:00 مساء
نقلا عن :-
شبكة الطيف - بقلم : وهيب الحاجب
لا مناص من حل سياسي يفضي إليه الصراع المتنامي في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى العام 90م ، ولا ضير في البحث عن مخارجَ توافقيةٍ لما بات يعرف بـ"القضية الجنوبية" التي تُعدُّ محور الارتكاز لأزمات اليمن شمالا وجنوبا .. هذا ما يقتضيه المنطق السياسي ويتطلبه الفعل الموضوعي والعقلاني مع قضية معقدة وشائكة كالجنوب ، وهذا أيضا ما يفترض أن تُسلّم به وتحتكم إليه القوى المتصارعة والأحزاب السياسية كافة بغض النظر عن طبيعة الحل ودلالاته .
لكنّ شيئاً من هذا القبيل لم يلحْ في الأفق بعد ؛ إذ إن القضية الجنوبية لا تزال _على المستوى السياسي_ صراعا داخل البيت الجنوبي نفسه ولم ترتقِ إلى مستوى التناول الرسمي لدى أحزاب المعارضة أو على أدنى تقدير اعتبارها أحد أهداف ومطالب ثورة التغيير في الشمال ، وبمعنى أوضح أن الجنوب كقضية سياسية في المقام الأول لا تمثّل لأحزاب المعارضة اليمنية وقوى التغيير رقما أو طرفا سياسيا بالمعادلة الحاصلة اليوم رغم الخصوصية التي تتميز بها احتجاجات شعب الجنوب استنادا إلى أن الجنوب شريك رئيس في السلطة والثروة ، بل بدت بعض رموز المعارضة تكشف عن أوراقها للتعامل مع القضية الجنوبية وحراكها السلمي بعد إسقاط النظام معتبرة "الحراك الجنوبي" المطالب بفك الارتباط من بقايا النظام وبالتالي يتطلب إنهاؤه والقضاء على فلوله .
إذن هكذا هو المشهد اليمني حتى الآن: صراعٌ بين سلطة ومعارضة في الشمال وسقوطٌ وشيك للنظام أو جزء منه ، حراكٌ شعبي يطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة في الجنوب يقابله تجاهلٌ ورفض وتحقير وعدم اعتراف من القوى والأطراف المتصارعة (أو المتناحرة) على السلطة في الشمال ، مع تمسّك احتجاجات الجنوب (العفوية) بمطلب فك الارتباط .. لكن اللافت في هذا المشهد والمثير للجدل السياسي هو ما برز أخيرا من مبادرات سياسية قدمها قادة جنوبيون معارضون في الخارج والداخل كطرح "الفيدرالية" الذي خرج به لقاء القاهرة بزعامة على ناصر محمد وحيدر العطاس ، ثم لقاء بروكسل المنعقد بزعامة البيض نهاية الأسبوع الفائت والذي خرج برؤيتين مغايرتين للقاء القاهرة تمثلتا بالتمسك بمطلب (فك الارتباط) أو حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بالاستفتاء على (فك الارتباط أو الفيدرالية أو الوحدة) ، ومع أن المبادرة الأولى لاقت رفضا وسخطا لدى فصائل الحراك الجنوبي التي تعمل في الداخل وتقود الاحتجاجات إلا إن الثانية لم تحضَ بالتأييد الكافي أو الزخم الإعلامي أو حتى التناول الشعبي لدى حراك الداخل لأسباب لا أعتقدُ أنها رافضةٌ لرؤية لقاء بروكسل أو تتعارض معه بل يبدو أن السبب عائد إلى فقدان الثقة الشعبية في معارضي الخارج ومبادراتهم غير المجدية وغير النافعة لحسم القضية سواء (نحو الجنوب أم نحو الشمال) وذلك بسبب عدم قدرة هذه المبادرات وصانعيها على التأثير في النظام والمعارضة أو الضغط للاعتراف بالقضية الجنوبية تمهيدا للحوار ، سياسيا ، بشأنها . أضف إلى ذلك ازدواجية المواقف لدى بعض القيادات التي جمعت بين لقائي القاهرة وبروكسل والحراك الجنوبي وبين المشترك ومطالب التغيير أو بين بعض منها . كل هذه الأمور مجتمعة جعلت من الحراك الجنوبي وقياداته الميدانية في الداخل يتمسكون بفك الارتباط ويرفضون أية مبادرات وحلول غيره حتى وإن كانت أكثر نفعا للجنوبيين من فك الارتباط .
وبالنظر إلى هاتين المبادرتين اللتين ما تزالان محط خلاف "ومناكفات" داخل البيت الجنوبي ولم تتجاوزاه إلى الطرف الآخر في الشمال (سلطة ومعارضة) سنلاحظ أن "الفيدرالية" مرفوضة في الوقت الراهن من كل الأطراف السياسية في الشمال وتعتبرها شكلا من أشكال الانفصال أو خطوة أولى له لكنها _أي المعارضة الطامحة للسلطة_ تنظر إلى الفيدرالية "كخط رجعة" في حال قويت شوكة الاحتجاجات المطالبة بفك الارتباط أو استقوت بدعم وتأييد خارجي ، وذلك _طبعا_ بدليل المراوغة وسياسة المد والجزر التي تتعامل بها هذه الأحزاب مع القضية الجنوبية والحراك السلمي ، يقابل ذلك الرفض أيضا رفض شديد من مكونات الحراك الجنوبي ؛ مما يبشر بانسداد مبكر لآفاق التسوية السياسية مع الجنوب ويدفع الجنوبيين إلى تساؤلات منطقية عن مصير قضيتهم بعد انتقال السلطة والجيش والأمن إلى يد المعارضة التي تستكثر عليهم (اليوم) حتى الفيدرالية .!
أما في حال فرض الواقع حكما فيدراليا بين الجنوب والشمال فلا أعتقد أن الحكومة المحلية لإقليم الجنوب قادرة على كبح جماح النفوذ القبلي والعشائري الشمالي من التسلل إلى الجنوب والتأثير في هيئاته الصانعة للقرار والتحكم بمقدراته وثرواته ، أضف إلى ذلك الهيمنة العسكرية والأمنية التي ستعتمد عليها (السلطة المركزية) في صنعاء لإبقاء الجنوب تحت (الوصاية) المركزية وبالتالي إبقاء وضع ما بعد حرب 94م وما قبل الفيدرالية هو السائد .

في حقيقة الأمر أن خلاف الجنوبيين حول رؤية موحدة واختلافهم على وحل مرضٍ للجميع يسهل للأطراف الشمالية الطامعة لاسيما فلول النظام (الساقط) .. يسهل لها إبقاء محافظات الجنوب مرتعا للفيد والغنيمة حتى في حال الحكومة الفيدرالية بالجنوب .

ومن هنا أخلص _أنا شخصيا_ إلى أن فرض الفيدرالية على الجنوب في هذا الوقت لن يجدي نفعا لا للجنوبيين ولا للشماليين على حد سواء ؛ إذ إن الثورة السلمية في الجنوب قامت بسبب مظالم الجنوبيين ونهب حقوقهم وإقصائهم من الشراكة وكل ما طال أرضهم من ممارسات بعد حرب 94م .. وهي الممارسات ذاتها التي لن يكون الحكم الفيدرالي قادرا على رفعها عن الجنوب والجنوبيين ، وبالتالي سيظل الوضع كما هو عليه منذ حرب احتلال الجنوب مع فارق صغير هو (شرعنة) النهب والفيد واستباحة الجنوب وطنا ومواطنا ؛ بيد أن فرض هذا الحل لن يكون نهاية المطاف لحراك الشعب الجنوبي ومطلب قضيته الذي سيبقى هدفا استراتيجيا ، بل لا غضاضة أو غرابة أو استغراب من أن يكون فرض الفيدرالية هذه هو فرض على الجنوبيين باللجوء إلى وسائل المقاومة والمواجهة لاستعادة دولتهم لاسيما وأن "المقاومة المسلحة" كانت في فترات سابقة نقطة خلاف بين عدد من فصائل الحراك الجنوبي .. فهل ستجمع الفيدرالية الجنوبيين على هذا الخيار أم تفرقهم وتُوقِهم في شرك احتلال ثانٍ ومعقّد لوطنهم المحتل ..؟؟

hajebpress@hotmail.com

الفيدرالية احتلالٌ ثانٍ للجنوب ..!









الوفاق الجنوبي
بواسطة: ابو معتز القسيمي
بتاريخ : الخميس 30-06-2011 06:00 مساء




نقلا عن:-
شبكة الطيف - بقلم : وهيب الحاجب
لا مناص من حل سياسي يفضي إليه الصراع المتنامي في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى العام 90م ، ولا ضير في البحث عن مخارجَ توافقيةٍ لما بات يعرف بـ"القضية الجنوبية" التي تُعدُّ محور الارتكاز لأزمات اليمن شمالا وجنوبا .. هذا ما يقتضيه المنطق السياسي ويتطلبه الفعل الموضوعي والعقلاني مع قضية معقدة وشائكة كالجنوب ، وهذا أيضا ما يفترض أن تُسلّم به وتحتكم إليه القوى المتصارعة والأحزاب السياسية كافة بغض النظر عن طبيعة الحل ودلالاته .
لكنّ شيئاً من هذا القبيل لم يلحْ في الأفق بعد ؛ إذ إن القضية الجنوبية لا تزال _على المستوى السياسي_ صراعا داخل البيت الجنوبي نفسه ولم ترتقِ إلى مستوى التناول الرسمي لدى أحزاب المعارضة أو على أدنى تقدير اعتبارها أحد أهداف ومطالب ثورة التغيير في الشمال ، وبمعنى أوضح أن الجنوب كقضية سياسية في المقام الأول لا تمثّل لأحزاب المعارضة اليمنية وقوى التغيير رقما أو طرفا سياسيا بالمعادلة الحاصلة اليوم رغم الخصوصية التي تتميز بها احتجاجات شعب الجنوب استنادا إلى أن الجنوب شريك رئيس في السلطة والثروة ، بل بدت بعض رموز المعارضة تكشف عن أوراقها للتعامل مع القضية الجنوبية وحراكها السلمي بعد إسقاط النظام معتبرة "الحراك الجنوبي" المطالب بفك الارتباط من بقايا النظام وبالتالي يتطلب إنهاؤه والقضاء على فلوله .
إذن هكذا هو المشهد اليمني حتى الآن: صراعٌ بين سلطة ومعارضة في الشمال وسقوطٌ وشيك للنظام أو جزء منه ، حراكٌ شعبي يطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة في الجنوب يقابله تجاهلٌ ورفض وتحقير وعدم اعتراف من القوى والأطراف المتصارعة (أو المتناحرة) على السلطة في الشمال ، مع تمسّك احتجاجات الجنوب (العفوية) بمطلب فك الارتباط .. لكن اللافت في هذا المشهد والمثير للجدل السياسي هو ما برز أخيرا من مبادرات سياسية قدمها قادة جنوبيون معارضون في الخارج والداخل كطرح "الفيدرالية" الذي خرج به لقاء القاهرة بزعامة على ناصر محمد وحيدر العطاس ، ثم لقاء بروكسل المنعقد بزعامة البيض نهاية الأسبوع الفائت والذي خرج برؤيتين مغايرتين للقاء القاهرة تمثلتا بالتمسك بمطلب (فك الارتباط) أو حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بالاستفتاء على (فك الارتباط أو الفيدرالية أو الوحدة) ، ومع أن المبادرة الأولى لاقت رفضا وسخطا لدى فصائل الحراك الجنوبي التي تعمل في الداخل وتقود الاحتجاجات إلا إن الثانية لم تحضَ بالتأييد الكافي أو الزخم الإعلامي أو حتى التناول الشعبي لدى حراك الداخل لأسباب لا أعتقدُ أنها رافضةٌ لرؤية لقاء بروكسل أو تتعارض معه بل يبدو أن السبب عائد إلى فقدان الثقة الشعبية في معارضي الخارج ومبادراتهم غير المجدية وغير النافعة لحسم القضية سواء (نحو الجنوب أم نحو الشمال) وذلك بسبب عدم قدرة هذه المبادرات وصانعيها على التأثير في النظام والمعارضة أو الضغط للاعتراف بالقضية الجنوبية تمهيدا للحوار ، سياسيا ، بشأنها . أضف إلى ذلك ازدواجية المواقف لدى بعض القيادات التي جمعت بين لقائي القاهرة وبروكسل والحراك الجنوبي وبين المشترك ومطالب التغيير أو بين بعض منها . كل هذه الأمور مجتمعة جعلت من الحراك الجنوبي وقياداته الميدانية في الداخل يتمسكون بفك الارتباط ويرفضون أية مبادرات وحلول غيره حتى وإن كانت أكثر نفعا للجنوبيين من فك الارتباط .
وبالنظر إلى هاتين المبادرتين اللتين ما تزالان محط خلاف "ومناكفات" داخل البيت الجنوبي ولم تتجاوزاه إلى الطرف الآخر في الشمال (سلطة ومعارضة) سنلاحظ أن "الفيدرالية" مرفوضة في الوقت الراهن من كل الأطراف السياسية في الشمال وتعتبرها شكلا من أشكال الانفصال أو خطوة أولى له لكنها _أي المعارضة الطامحة للسلطة_ تنظر إلى الفيدرالية "كخط رجعة" في حال قويت شوكة الاحتجاجات المطالبة بفك الارتباط أو استقوت بدعم وتأييد خارجي ، وذلك _طبعا_ بدليل المراوغة وسياسة المد والجزر التي تتعامل بها هذه الأحزاب مع القضية الجنوبية والحراك السلمي ، يقابل ذلك الرفض أيضا رفض شديد من مكونات الحراك الجنوبي ؛ مما يبشر بانسداد مبكر لآفاق التسوية السياسية مع الجنوب ويدفع الجنوبيين إلى تساؤلات منطقية عن مصير قضيتهم بعد انتقال السلطة والجيش والأمن إلى يد المعارضة التي تستكثر عليهم (اليوم) حتى الفيدرالية .!
أما في حال فرض الواقع حكما فيدراليا بين الجنوب والشمال فلا أعتقد أن الحكومة المحلية لإقليم الجنوب قادرة على كبح جماح النفوذ القبلي والعشائري الشمالي من التسلل إلى الجنوب والتأثير في هيئاته الصانعة للقرار والتحكم بمقدراته وثرواته ، أضف إلى ذلك الهيمنة العسكرية والأمنية التي ستعتمد عليها (السلطة المركزية) في صنعاء لإبقاء الجنوب تحت (الوصاية) المركزية وبالتالي إبقاء وضع ما بعد حرب 94م وما قبل الفيدرالية هو السائد .

في حقيقة الأمر أن خلاف الجنوبيين حول رؤية موحدة واختلافهم على وحل مرضٍ للجميع يسهل للأطراف الشمالية الطامعة لاسيما فلول النظام (الساقط) .. يسهل لها إبقاء محافظات الجنوب مرتعا للفيد والغنيمة حتى في حال الحكومة الفيدرالية بالجنوب .

ومن هنا أخلص _أنا شخصيا_ إلى أن فرض الفيدرالية على الجنوب في هذا الوقت لن يجدي نفعا لا للجنوبيين ولا للشماليين على حد سواء ؛ إذ إن الثورة السلمية في الجنوب قامت بسبب مظالم الجنوبيين ونهب حقوقهم وإقصائهم من الشراكة وكل ما طال أرضهم من ممارسات بعد حرب 94م .. وهي الممارسات ذاتها التي لن يكون الحكم الفيدرالي قادرا على رفعها عن الجنوب والجنوبيين ، وبالتالي سيظل الوضع كما هو عليه منذ حرب احتلال الجنوب مع فارق صغير هو (شرعنة) النهب والفيد واستباحة الجنوب وطنا ومواطنا ؛ بيد أن فرض هذا الحل لن يكون نهاية المطاف لحراك الشعب الجنوبي ومطلب قضيته الذي سيبقى هدفا استراتيجيا ، بل لا غضاضة أو غرابة أو استغراب من أن يكون فرض الفيدرالية هذه هو فرض على الجنوبيين باللجوء إلى وسائل المقاومة والمواجهة لاستعادة دولتهم لاسيما وأن "المقاومة المسلحة" كانت في فترات سابقة نقطة خلاف بين عدد من فصائل الحراك الجنوبي .. فهل ستجمع الفيدرالية الجنوبيين على هذا الخيار أم تفرقهم وتُوقِهم في شرك احتلال ثانٍ ومعقّد لوطنهم المحتل ..؟؟

hajebpress@hotmail.com

أنا أمن قومي!!



الوفاق الجنوبي للكتابات والأراء الحرة
باسم محمد الشعيبي
التاريخ : الأحد / 19 يونيو حزيران 2011
مما لا تستطيع غرابيل الباطل حجبه القول إن حقيقة الثورة الشبابية اندلعت لتواجه نظام يقوم على منظومة من المفاهيم ألا أخلاقية محاولة إسقاطه ومعه إسقاط أدوات حكمه الباطلة , هكذا كانت البداية وهكذا كانت الغاية إلا إنه وحينما سلمت رقبة الثورة الشبابية لمقصلة الحزبية ليُستصنع من جلاوزة " حزب الرئيس وقت الشدة " ثواراً تغييرين فإن نتيجة ذلك كان حصول تسرب أخلاقي في قيم الثورة وهذا أمر طبيعي فإستصناع ثوار من شركاء وصانعي المأساة التي يثور عليها اليوم الجميع أمر مخالف للعرف الثوري والناموس التغيري الشامل.

وكنتيجة طبيعة للماضي الواحد لدخلاء الثورة هولاء مع النظام المراد ثورياً إسقاطه فإن استنساخ أدوات الحاكم نفسها وقدومها معهم إلى صف الثورة وبالذات في طرق معاملته لغيره في الساحة كانت السمة الأبرز لشهور من تواجد هولاء على قمة الثورة وعلى منصتها الإعلامية التي أطلقوا منها سهامهم على الجميع تحت شعار " من لم يكن معنا 100% فهو ضدنا " وإن كنا جميعاً ننظر بعين القبول إلى الاسلوب المتبع للماكينة الإعلامية لهم في مواجهتهم لإعلام السلطة فإن النتيجة العملية لهذا الشعار كانت حملة ترهيب فكري وتخوين كبيرة مورست ضد الحراك السلمي الجنوبي طوال الأربعة الأشهر الماضية من عمر الثورة الشبابية ربط خلالها وبسياسة ممنهجة بكل مناقص النظام فتارة يوصف الحراك الشعبي بالبلاطجة وتارة بالعملاء وتارة برجال الأمن القومي وفي أحسن الأحوال بمدسوسيهم.

من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه وبالعودة إلى شواهد الفترة الماضية سنجد نماذج كثيرة للكذب الإعلامي المفضوح ضد ثورة الجنوب وحراكه السلمي فقد نشر موقع مأرب برس ومواقع أحزاب المشترك ومنتدى ثورة شباب اليمن وكان ذلك بتاريخ 28فبراير2011م خبر تحت عنوان " التوجيه المعنوي للجيش يطبع أعلام الانفصال والملكية ويوزعها على المتظاهرين " وأضافت قناة سهيل على الخبر من جهتها " انه الآن في عدن تم إلقاء أعلام انفصالية وبعض المنشورات المحرضة للمعتصمين في المعلا فيما قامت السيارة بالفرار بعد أن رمتها بجانب المتظاهرين والمعتصمين" , العجيب الغريب أنه ورغم مرور ثلاثة أشهر على الخبر لم نجد علم واحد من تلك الأعلام المطبوعة ولم نرى منها راية واحدة رفعت في إي مسيرة فأين الأعلام يا " سهيل الإعلام " ؟.

اختلاق الكذبات الكبرى من قبل قناة سهيل وموقع مأرب برس كان مستمراً والكذبة الجديدة كانت هذه المرة من كرش محافظة لحج وذلك بتاريخ 4مارس 2011م فقد جاء في موقع مأرب برس وقناة سهيل الأتي " ويقف خلف توزيع أعلام الانفصال والدفع نحو تبني شعارات الحراك الجنوبي الداعية إلى فك الارتباط, في هذا التوقيت, قائد اللواء 33 مدرع العميد جبران الحاشدي , طبقا لما أكدته مصادر خاصة بـ"مأرب برس" وهذا الخبر هو الآخر أثبتت تقادم الأيام كذبه وزيف ترويجه فقد أتى الجواب الشافي والكافي من العميد مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية العسكرية الحاكم العسكري لسلطة صنعاء في الجنوب بتاريخ الأول من مايو2011 وبعد أكثر من شهرين من الحملة الإعلامية التي استهدفت الحراك الجنوبي فقد جاء الخبر في موقع مأرب برس نفسه وهذا جزء منه " وكانت مصادر محلية قالت لمأرب برس ان قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة التقى بلجنة وساطة وأبدى استعداده لإعادة فتح مخيم ساحة الشهداء للمعتصمين شريطة تنفيذ ثلاثة شروط " , الشرط الأهم الذي يعنينا من بين تلك الشروط الثلاثة كان الشرط الذي يقضي برفع أعلام الجمهورية اليمنية في المخيم الذي كان يرفع الأعلام السوداء , غريب !! .. ما الذي حدث .؟ ... الم يكن زميله الحاشدي في كرش يوزع الأعلام الانفصالية وآخرون في التوجيه المعنوي يطبعوهن بحسب ما دأبت سهيل وإعلام الإصلاح على ترويجه , فعلاً فنحن في زمن العجب إخواني فقناة سهيل والإصلاح يقولون بان رفع أعلام الجنوب يخدم السلطة رغم أن أول شرط للسلطة كان لإرجاع ساحة المنصورة هو رفع أعلام اليمن , أنفسهم هولاء يتحدثون عن عمالة الحراك للسلطة رغماً انه وفقط في مهرجاناته في 27 ابريل و 21 مايو تغلق السلطات و ليومين منافذ عدن في وجه أنصاره مانعة دخول السيارات إلى عدن إلا باستثناءات قليلة تخص ذوي العائلات!!
الحملة الإعلامية التي قادها حزب الإصلاح وقيادات في المشترك وعبر إمكانيات إعلامية ضخمة كانت تتركز حول اتهام الحراك الجنوبي بإنه مدفوع من النظام وان الذين يرفعون العلم الوطني الجنوبي عملاء مع الطاغية صالح وعلى هذا الأساس ونحو توطين هذا الاعتقاد في عقول الناس عملوا ولعل ما نشر أيضا في الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم يومها و الذي كان نصه " كما أن قادة النظام اليوم أفرجوا عن باعوم احد قادة الحراك الجنوبي وقاموا بالاتصال مع طارق الفضلي وذلك لتحريضهم على الخروج في مسيرات تنادي بالانفصال مع مكافآت مجزية لهم !! " ... نعم لا تستغربوا ذلك فباعوم الذي لا يزال مسجونا لليوم والساعة ولا يدري أحد مصيره قد أفرج عنه وقبل أشهر ولكن فقط في وسائل الإعلام الإصلاحية ومنتدياتهم.

الطعن في الشرف النضالي للقيادة الجنوبية في الحراك كان هدف مهم لهذه الحملة فلم يكفيهم بأن يصبح باعوم السجين السياسي الوحيد من كل خصوم صالح عميلاً للسلطة وباحث عن " مكافآت مجزية " ففي شريط نفس القناة ظهر خبر يقول بان الرئيس اليمني اجتمع مع قيادات من الحراك الجنوبي في صنعاء بحضور بن دغر والاتفاق معهم على إعلان انفصال الجنوب ...و في نفس الوقت كان هناك خبر آخر قد أذيع حول مخطط تسليم مبنى إذاعة قناة عدن " الحكومية " لعناصر الحراك لإذاعة بيان "الانفصال " عبرها .. إستغباء للعقول ما بعده إستغباء وعطفاً على كل هذا هل للحراك مجلس في صنعاء أو قيادات هناك حتى يذهبوا لصالح للقائه وحوراه.. أيضا هل سمع منكم أحد البيان التلفزيوني للقناة بعد مرور شهور على الاجتماع المزعوم ... أنا لم أسمع والإجابة لكم !!

مناضل كباعوم ولإجل قضيته الجنوبية دخل سجون عدة على طول اليمن وعرضها وعرفها أكثر من معرفته بأسواق مقر سكنه المكلا فتارة معتقلاً تجده في المكلا وتارة في الضالع وتارة في عدن ومرة في صنعاء ومرة مرحلاً إلى إب ومع كل هذا يصبح وبجرة قلم عميلاً وباحث عن المكافآت.

عندما تتشقلب الحقائق ويصبح المناضل باعوم عميلاً فليس من الغريب بعد ذلك أن تأتي قناة سهيل لتصف قيادات الحراك الأخرى بالبلاطجة فقد وصفت هذه القناة المشاركون في ندوة سياسية نظمها الحراك الجنوبي وحضرها قيادات بارزة في الحراك بالــ"بلاطجة " متهمة إياهم بأنهم تلقوا أموال من نظام الرئيس صالح مقابل إقامتهم لفعاليتهم التضامنية مع باعوم في عدن وبثت القناة في مساء نفس يوم إقامة الندوة في حي عبدالعزيز خبراً مفاده " أن مجموعة من البلاطجة مدعومين من القيادي البارز في الحزب الحاكم والمؤتمر الشعبي العام عبدالكريم شائف أقاموا فعالية احتجاجية ورفعوا الأعلام الشطرية في إشارة منها إلى المشاركين في الندوة والذي كان من بينهم معتقلين سابقين في سجون السلطة كعلي هيثم الغريب ود علي جار الله و د عبدالحميد شكري والسفير السابق قاسم عسكر جبران.

على مستوى النشاطات والفعاليات والمسيرات الشبابية الأسبوعية التي تقام مساء كل خميس في عدن فقد درجت قناة سهيل الفضائية على توصيفها بفعاليات لبلاطجة مع ترويج محموم لأحاديث يصدرها بعض منتسبو الإصلاح عن ارتباطها بالمسئول المؤتمري رجل السلطة في عدن عبد الكريم شائف متهمين الشباب الذين يخرجون في المظاهرات بإنهم يدعون " للانفصال " بدعم من النظام .

ربما قد يكون لكم عهداً باتهامات السلطة للحراك وكيف كانت تجمع كل منقصة لتلصقها بظهر الحراك فطوال أربع سنوات كالت السلطة تهم لا تعد ولا تحصى للحراك فتارة بالسلب والنهب وتارة بالاعتداء على فراشين وباعة متجولين ومرات عده بقطع الطرق ولكنه وفي كل هذه المرات لم تصل في تطرفها إلا أن تتهم مسيرة للحراك بالاعتداء على النساء وضربهن ليس ذلك التزاماً منها بمعيار شرف الخلاف الأخلاقي فهي بريئة وفي حل من إي التزام أخلاقي ولكن لإن تهمة كهذه ستكون نقمة على وسائل إعلامها ولن يجدون إي ساذج ليصدقها , ولكن ولإننا في زمن العجب الثوري فقد جاء إعلام الإصلاح بما لم يأتي به إعلام السلطة وظهرت هذه التهمة على لسان إعلامه كتهمه جديدة كانت السلطات قد فوتتها فقد أورد موقع مأرب برس يوم الخميس بتاريخ 28 إبريل خبر مقتبس منه الأتي " في حين تحدث مصدر محلي عن مهاجمة مجاميع مجهولة ترفع أعلام انفصالية ساحة الحرية بكريتر محافظة عدن مساء اليوم .... وقال شهود عيان بأن المهاجمين حطموا مكان القسم النسائي من الاعتصام واعتدوا على المعتصمات المتواجدات نتج عنه جرح عدة معتصمات وتعرض أخريات للضرب، فيما لوحظ تواجد باصات محملة بأشخاص مجهولين من خارج المحافظة. كما لوحظ تواجد طقم أمن مركزي يسير خلف المهاجمين لحمايتهم ومنع الاعتداء عليهم "
طوال عهدي بالحراك ومنذ أربع سنوات أعرف أن الأطقم العسكرية للأمن للمركزي دائما تأتي من المقدمة لتفتح فوهات نيرانها لتصوبها إلى صدور المتظاهرين لترديهم شهداء , أشهدكم أني ومن مأرب برس فقط عرفت أن هناك أطقم عسكرية تحمي مظاهرات الحراك .

حضرموت هي الأخرى لم تكن بعيده عن نفس المشهد الترهيبي هذا فقد نشر موقع حضرموت اليوم وهو الموقع الإصلاحي الناطق بلسان إصلاحيي حضرموت في تاريخ 24\5 خبر ما قال انه اعتداء لبلاطجة الحراك على الساحة وللزوم التعاطف ولكسبه وخاصة إنه إذا علمنا أن لهذا الحزب باع طويل في الإستغلال السياسي للإسلام فقد أورد الموقع في سياق اتهامه لمظاهرة الحراك الجنوبي تلك بان المشاركين فيها " جاءوا إلى ساحة التغيير مرددين شعارات لا أخلاقية مخلة بالأدب والأخلاق الإسلامية".

إنا رصدنا لكل هذا ليس تتبع عثرات وتلقف أخطاء بل هو كشف منهج وتبيان حقيقة يصر البعض على إغماض عيناه عنها بانقياد أعمى وراء عاطفة قد سبق وإن أوردتنا مسالك المهالك.
ليفق من يظن من الجنوبين أن خير قادم من صنعاء فدين ساسة صنعاء واحد وكلاهما سلطة ومعارضة قد يختلفون فيما بينهم وقد يعلن أحدهما ثورته ضد الآخر ولكنهم يتفقون على إسقاط حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم.

كان النظام ولازال يقول عن الجنوبيين أنصار الحراك بأنهم عصابات تخريب يتبعون المشترك والآن يقول الإصلاح عن الحراك بأنهم بلاطجة يتبعون النظام و لاحظوا كلا الطرفين لا يريدان النظر إلى الجنوبيين في الحراك إلا كعصابات ومخربين وبلاطجة لتبرير قمعهم وإسقاط حقهم في أرضهم ووطنهم , اجتمعوا معاً في كذب اللسان وكذب اللسان من فضول كذب القلب فلا تأمنوا الكاذبين على ود ولا تثقوا منهم بعهد واهربوا من وجوهم الهرب كله فأخوف ما يخاف على الشعوب هم حملة القضايا الكاذبين فاليوم الحراك بلاطجة وغداً من مخلفات نظام صالح ومن بقايا فلوله الشاردة.

النظام خاب في مسعاه وفشل في كل مخططاته ضد الحراك وستخيب مساعي غيره فحراكاً شعبيا غرسه الأبطال المخلصين وسُقي بدماء الشهداء الجنوبيين ونمى واشتد سيقانه وغار جذوره بصمود شعب جنوبي مقدام لن يهتز لوشاية واشي ولن يجتث بفعل حملة مسمومة من إي كان وسيستمر في مسيرته حتى النصر وتحقيق المراد الجنوبي ومن سيظن أن حملات كهذه ستضعف الحراك أو ستوهن شوكته فهو واهم فليس هناك من دافع أكبر نحو الثورة وتصعيد أمرها من هجمات من يظن أن الحراك له خصم.

وبإيماننا المطلق بكل هذا فواجب أن لا نغفل بعض الآثار المترتبة على حملات كهذه وأولها إن هذه الحملات المسمومة التي يظن مطلقيها والبعض غيرهم في إنها تستهدف الحراك هي بحقيقتها تستهدف الجنوب كل الجنوب لإن مثل هذه الحملات تسعى لتأسيس مجتمع سياسي جنوبي متشقق لا قواعد مشتركة له يبني عليها خلافاته وتبايناته وما حالة الإفلاس الثورية لعدن وانقسامها إلا نتيجة طبيعة لعمل الإصلاح الإعلامي هذا.

الحقيقة الثانية أن هذه الحملات الإعلامية وفي ظل الزخم الثوري الذي يغلق البعض عقله معه ستؤسس ولو عند القليل وعياً زائفاً ستبنى عليه قناعات وتوجهات مستقبلية و لن تزول بسهولة ولعل المتتبع إلى خطابات بعض شباب الثورة المؤدلجين حزبياً في بعض ساحات عدن سيجد ما نحذر منه على ألسنتهم فهذا مثلاً مجد خالد نائب اتحاد منتديات شباب التغيير بمحافظة عدن وفي ظهور له على قناة سهيل قبل عدة أيام وفي رده على سؤال للمذيع حول المشاكل التي تواجههم في عدن كشباب لثورة التغيير فكانت إجابته في سياق ما نتحدث عنه في كون الأمن القومي يقوم بدعم من يسمون أنفسهم انفصاليين وهم من يقومون على محاوله تعطيل مسار الثورة في عدن , في الختام , حراك المخربين على لسان الشرعية الدستورية أو حراك البلاطجة في أفواه الشرعية الثورية لن يصنع في الأمر فرق ولن يكون ذا قيمة فالأسماء لا تضر متى ما وضحت الغايات وانكشف سمو الأهداف فلا تحجبكم الألفاظ عن الحقائق ولا الأسماء عن الغايات ولا الأعراض عن الجواهر , الحراك هو الحراك الشعبي الجنوبي وإن كان انصاره بنظركم عملاء وامن قومي وبلاطجة فيشرفنا ذلك ونحن والتاريخ نفخر بذلك.


الثلاثاء، 14 يونيو 2011

أسرار تجنيد رئيس اليمن المخلوع في الاستخبارات الأميركية



الوفاق الجنوبي للكتابات والأراء الحرة

بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الثلاثاء 14-06-2011 04:44 مساء
شبكة الطيف - بقلم:عادل الجوجري
في خبر يكشف عن تورط على عبد الله صالح النظام الحاكم السابق في صنعاء والمخلوع بإرادة شعبية في علاقة مشبوهة مع جهاز الاستخبارات الأميركية "سي-آي إيه" أكد مسؤولون أميركيون أن وكالة الاستخبارات الأميركية "سي أي إيه" ستعاود طلعاتها الجوية في سماء اليمن باستخدام طائرات مسلحة من دون طيار فوق اليمن، موسّعة بذلك نطاق عمليات البحث عن ناشطي تنظيم "القاعدة" ،ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:بأي حق تقوم الطائرات الأميركية بالطيران في المجال الجوي اليمني بدون إذن وبدون أن تسمح لها السلطات بذلك؟
والإجابة تكمن في اتفاق سري وقعه الرئيس المخلوع والذي لازال يحكم من خلال فلول النظام تم بينه والاستخبارات الأميركية في إطار ماسمى بالحرب على الإرهاب ، وأعطى الحق لطائرات أميركية بطيار وبدون طيار بالقيام بعمليات مسلحة في الأراضي اليمنية.
ومن جهته كشف بوب وورد في كتاب عن المخابرات الأمريكية ،أنّ المخابرات الأمريكية وظفّت بعض الرؤساء العرب وكانت تدفع لهم أجورا منتظمة في حسابات مختلفة .
وكشف الكاتب جيرمي سكايل تقريرا حول "لعبة الولايات المتحدة الخطرة في اليمن"، الذي نشر في مجلة (ذا ناشيونال) الأمريكية الأربعاء الماضي (30 مارس).
والتقرير الذي جاء في 16 صفحة (A4) سرد تفاصيل اللعبة الأمريكية مع الرئيس صالح فيما يسمى بالحرب على الإرهاب على مدى العقد الماضي بدءا من العام 2000 وحتى هذا العام، مؤخراً مراحلها والاتفاقيات السرية غير المعلنة والعمليات المختلفة التي نفذتها الإدارة الأمريكية وردود الأفعال من قبل تنظيم القاعدة والشعب والمجتمع الدولي لاسيما الأمريكي.
وإذ كشف التقرير أسلوب تعامل الرئيس صالح المخادع مع شعبه وحلفائه على السواء، فقد خلص في نهاية المطاف إلى حقيقة جاءت على لسان أحد ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية السابقين، ومفادها: أن سقوط صالح "يوفر فرصة للشعب اليمني لبناء دولة أكثر حداثة". لكنه وفي الوقت نفسه، "يخلق تحديا للولايات المتحدة بخصوص مواصلة واشنطن لسياستها في مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة".
وحول هذه الازدواجية الثنائية المعقدة يخوض الكاتب في تاريخ طويل من العلاقات الأمريكية السرية مع نظام صالح، اتسمت معظمها بتقديم تنازلات كبيرة من طرف صالح وصلت حد التفريط بالسيادة، مقابل الحصول على صفقات سياسية ومالية، لعل أهمها تلك التي أبرمت مع بوش الابن بتمكين القوات الأمريكية من العمل في الأراضي اليمنية بشكل غير مشروط، مقابل أن تحفظ أمريكا للرئيس صالح ماء وجهه أمام شعبه مع تقديم مساعدات مالية كبيرة من الجانب الأمريكي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي"وهي أموال لم تدخل اغلبها خزينة البلاد وإنما تم تسريبها في أنابيب الفساد السرية التي يملك مفاتيحها صالح وإخوته وأولاده" وهي الاتفاقية التي واصل الرئيس الجديد أوباما العمل عليها بعد أن تمكنت إدارة سلفه من تقديم مبررات لتثبيت المبدأ الخاص بتوسيع العمليات العسكرية في اليمن لخدمة المصالح القومية لأمريكيا.


وكشفت وثائق ويكيليكس المسربة السرية عن اليمن والتي بلغت أكثر من ألف وتسعمائة وواحد وخمسين وثيقة تتصل باليمن، كشفت عن الكثير من المعلومات المتعلقة بالتعاون اليمني الأمريكي وبخاصة التي تحدثت عن أن الحكومة اليمنية كذبت على الشعب بشان الهجمات الصاروخية التي ضربة قرية المعجلة بمحافظة "أبين" وأنها هي من فتحت المجال للطيران الأمريكي بضرب المدينة بالصواريخ.
وتقول مصادر في واشنطن أن صالح سمح لطائرات أميركية بدون طيار بالقيام بعمليات مسلحة أكثر من 20مرة في الأجواء اليمنية من بينها قتل احد القياديين في تنظيم القاعدة ،وان صالح كان يغطي عمل الطائرات الأميركية بالادعاء أنها طائرات يمنية.

وبحسب شهادة الكولونيل المتقاعد من الجيش الأمريكي جورج باتريك لانغ، وهو من قدامى الضباط المخضرمين في القوات الخاصة، والذي عرف صالح منذ 1979، بعد أن عمل لسنوات كملحق دفاعي وعسكري لوزارة الدفاع في اليمن، قال إن صالح أثبت أنه بارع في إشغال القبائل بعضها ضد بعض لإضعافها وليبقى هو صاحب السلطة الأقوى. وأضاف: "ثمة دائماً توازن غير ثابت بين سلطة الحكومة وسلطة هذه المجموعات القبلية واسعة الانتشار"، ولذلك يخلص لتقرير نتيجة مفادها "إن القبائل هي من ستحدد مستقبل اليمن، وليس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
علاقة صالح بالقاعدة
-----------------------
أما بالنسبة لتاريخ صالح مع القاعدة، فقد استهلها الكاتب بالتطرق للحرب السوفيتية في أفغانستان التي دعمتها الولايات المتحدة، وانضم خلالها الآلاف من اليمنيين للجهاد بعضهم نسقوا ومولوا مباشرة من قبل حكومة صالح نفسه. وحين عاد الجهاديون إلى وطنهم الأم –يقول الكاتب– فإن صالح منحهم ملاذا آمنا. وأشار الكاتب إلى مقابلة أجريت مع الرئيس اليمني في النيويورك تايمز في العام 2008، قال فيها "نظراً للتعددية السياسية في اليمن، فقد قررنا أن لا ندخل في مواجهة مع هذه الحركات". وهنا يوضح الكاتب: أن حركة الجهاد، الحركة التي تزعمها أيمن الظواهري، الطبيب المصري الذي ترقى ليصبح الرجل الثاني بعد بن لادن، أنشأ واحدة من أكبر الخلايا في اليمن في التسعينيات.
وعليه، يضيف الكاتب: أن صالح نظر إلى تنظيم القاعدة كحليف مناسب لبعض الوقت، يمكنه أن يستغله لحمايته من التهديدات المحدقة التي تهدد سلطته، بما في ذلك الحراك السلمي في الجنوب و الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية
هجمات بدون استئذان
----------------------
وبعد قيام ثورة الشعب اليمني لم تعد الاستخبارات الأميركية في حاجة إلى استئذان القصر الجمهوري للقيام بعمليات استطلاع فوق مأرب وأبين بسبب تفكك بنية النظام الحاكم في صنعاء وعدم قدرته في السيطرة على جهاز الاستخبارات اليمني والذي تم اختراقه من قبل أجهزة عديدة بعد أن انشق عدد من الضباط عنه.
وقال مسؤولون أميركيون أن وكالة الاستخبارات الأميركية ستعمل جنباً إلى جنب وبتنسيق وثيق مع قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية، التي كانت تنظم طلعات لطائرات "بريداتور" وطائرات من دون طيار أخرى فوق اليمن خلال السنة الفائتة.
وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه لحساسية العمليات في اليمن، إن قرار إرسال طائرات من دون طيار تابعة لل "سي أي إيه" لتنفيذ طلعات في اليمن يأتي مع انهيار التعاون بين قوات العمليات الخاصة الأميركية ووحدات مكافحة الإرهاب اليمنية في ظل الاضطراب السياسي في البلاد.
وكشف المسؤول أن طائرات أميركية بدون طيار زودت صالح في بداية التظاهرات بصور تكشف عن حجم التظاهرات والاعتصامات،وبناء عليها تم وضع خطة لمحاصرة ساحة التغيير في صنعاء،كما قامت الطائرات الأميركية بتصوير وقائع استيلاء جماعات مسلحة على مدينة زنجبار في محافظة أبين ،والمواجهات التي جرت بعد ذلك في محافظة تعز ،وان هذه الصور تم تسليم نسخة منها إلى القصر الجمهوري وأخرى إلى مقر الاستخبارات الأميركية .
وتعترف الحكومة الأميركية بدور علي عبد الله صالح في رعاية المصالح الأميركية في اليمن والبحر الأحمر ومنحها تسهيلات جوية وبحرية في سقطري وفي ميناء عدن ،لكن الحكومة الأميركية لم تكشف عن المقابل الذي حصل عليه الرئيس اليمني المخلوع سواء في صورة راتب سنوي يحول له إلى حساب خاص أو امتيازات تعلق بتوفير ملاذ آمن له بعد نجاح الثورة واستكمال مهمتها وهي لاشك رتبت له الأمر بشكل كامل وامن في السعودية مثلما أمنت من قبل الملجأ الآمن لبن علي رئيس تونس المخلوع الذي ثبت انه لم يكن عميلا للاستخبارات الأميركية فحسب وإنما أيضا للموساد الصهيوني.
بقلم المناضل القومي الإستاذ/عادل جوجري

السبت، 11 يونيو 2011

اليمن: فيدرالية القبائل المسلحة

الوفاق الجنوبي
نقلا عن :- رأي / كُتاب إيلاف
بدور زكي محمد

GMT 12:30:00 2011 الجمعة 10 يونيو 17Share
بعد أربعة أعوام على قيام الوحدة بين جنوب اليمن وشماله وقبل بدء حرب التوحيد القسري في العام 1994 باشهر قليلة، التقيت صديقة يمنية من حضرموت، المدينة العريقة في تاريخها وتجارتها، فضلاً عن مواهب شعبها، سألتها عن حال بلادها وما أصابها من منافع التقاء" الشطرين" ، فقالت مازحةً وجادة في آن: ألخص لك "مكاسب" الجنوب من الوحدة بثلاث: إباحة تعدد الزوجات، ترويج اقتناء السلاح ورفع التقنين عن تعاطي القات . ومن المعروف ان القانون الجنوبي كان يفرض ضوابط مشددة على التعدد، ويسمح بشراء القات في يوم واحد من الاسبوع، كما يمنع اقتناء السلاح)، تذكرت هذه السيدة وزوجها القيادي المناضل في الحزب الاشتراكي اليمني الذي قتل غدرا في تلك الحرب، وأنا أتابع بألم تساقط الضحايا الثائرين الذين لايجدون العلاج الكافي او يلفظون انفاسهم قبل ان تمتد لهم يد العون، بينما يجد الطاغية فرصة للعلاج بأرقى المشافي وهو المتسبب بكوارث الشعب اليمني، منذ ان امتدت يده الآثمة للمساهمة في اغتيال الرئيس اليمني الاسبق إبراهيم الحمدي واخيه المقدم عبد الله، في العام ،1977 وتحمله وزرتصفية االمنتفضين في العام 1978، ومسؤوليته عن اغتيال عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية، ومشايخ من مدينة تعز. ثم تزاحمت خطاياه في السنين اللاحقة،حين تراكمت العقبات في طريق دولة الوحدة وقادت الى توقيعه لوثيقة العهد والاتفاق مع قادة الجنوب، فما كان منه الا ان انقلب عليها ومزقها، ليشعل حرباً شعواء، ويعلن انتصار"الوحدة" فوق أشلاء ابناء الجنوب، ثم ليطبق بحكمه على صدور شعب اليمن ويكمم أفواهه. وبينما راح الهتاف يعلو ضد طغيانه، والأرض تستغيث من وقع أقدام أتباعه، والساحات تزهو بقامات النساء والرجال، معاً لصناعة الأمل بعهد جديد، انطلقت قذائف الحل الأمثل من مكان ما، لتصيب علي عبد الله صالح، وتنهي آخر حلقة من مسلسل غروره وصلفه، فاتحة الباب لتنفيذ المبادرة الخليجية. ها قد اختلف حلفاء الامس (آل الأحمر وصالح) وتصارعوا من اجل البقاء في السلطة، في مواجهة صرخة الشارع الغاضبة والرافضة لنهج أركان الحكم جميعاً. وسواء جاءت الضربة من منطقة عائلة الأحمر المتنفذة، أو من تدبير ضباط مقربين من صالح، فان ذلك لا يغير من ضرورتها وسلامة توقيتها. ولا يمكن برأيي النظر الى سفر الرئيس المصاب الى السعودية، الا كونه تعبيرا عن عملية إلقاء قبض ملطفة قام بها أصدقاء له، طالما انتشلوه من مآزق كبيرة، وغفروا له زلات خطيرة، كان اسوأها وقوفه الى جانب صدام بعد غزوه لدولة الكويت، وتسببه بقطع أرزاق الالوف من اليمنيين الذين كانوا يعملون آمنين في الكويت. فالمملكة العربية السعودية وعبر عقود ماضية، كانت قوة اساسية في مجمل الصراعات اليمنية، الداخلية منها والخارجية، وبشكل خاص منذ أن ناهضت الحكم الجمهوري وعارضت التدخل المصري العسكري في اليمن بعد العام 1962 الذي استهدف إنقاذ الجمهوية، وتكريس سياسة عبد الناصر في تزعم البلدان العربية. وقد شكلت السعودية ما عرف آنذاك ب "اللجنة الخاصة" في العام ،1962 برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز وكان الغرض منها دعم مقاومة الملكيين للنظام الجمهوري الذي انتهى حكم أول رؤسائه المشير عبد الله السلال في العام 1967 بنفيه خارج البلاد، ولكن دون عودة الملكية. ويذكر ان هذه اللجنة مازالت قائمة، وتتنوع اهتماماتها مابين دعم شيوخ قبائل معينين ورعايتهم،الى تمويل مشاريع كبيرة، وحل كبريات المشاكل في اليمن، وهي تتمتع بميزانية طائلة، هذا على اختلاف المصادر في تقييم عملها ومدى ضرورتها، وبصرف النظر عما يثار بشأنها من اعتراضات.

وللوقوف على إمكانات حل الأزمة اليمنية، يستحسن الأقتراب من حيثيات مبادرة الأشقاء، فهي تنص على تعهد رئيس الجمهورية منذ اليوم الاول لتوقيعه على المبادرة، بأن يكلف المعارضة " بتشكيل حكومة وفاق وطني بنسبة 50 في المئة لكل طرف (الحكومة والمعارضة) على أن تشكل الحكومة خلال مدة لا تزيد على سبعة أيام من تاريخ التكليف.. " ومقابل ذلك يتعهد مجلس النواب، مشتملا على ممثلي المعارضة، بان يوافقوا على قوانين تكفل للرئيس وبعض ممن عمل تحت إمرته، حصانة من الملاحقة القانونية.
- و" في اليوم الثلاثين من بداية الاتفاق وبعد إقرار مجلس النواب بما فيه المعارضة لقانون الضمانات يقدم الرئيس استقالته إلى مجلس النواب ويصبح نائب الرئيس هو الرئيس الشرعي بالإنابة بعد مصادقة مجلس النواب على استقالة الرئيس"
وبعد ذلك تشير المبادرة الى وجوب دعوة الرئيس بالإنابة الى انتخابات رئاسية، والى تشكيل لجنة لإعداد دستور جديد واستفتاء الشعب عليه، ومن ثم الدعوة الى انتخابات برلمانية، وتشكيل حكومة من قبل الحزب الذي يفوز بأعلى الاصوات. وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد عبرا عن رعايتهما لهذا الاتفاق.
وقبل التطرق الى حظوظ المبادرة من النجاح، من المفيد الاشارة الى الدور الفعال للمملكة السعودية في معالجة التصدعات في بنية الحكم اليمني، وذلك عبر علاقاتها المتميزة بالشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد ومؤسس حزب التجمع اليمني للإصلاح في العام 1990، الذي عمل جاهدا لمساعدة علي عبد الله صالح في تبوأ مراكز متقدمة في الدولة، ثم إيصاله الى الرئاسة في سنة 1978 ، وظل الشيخ مواظبا على إسناد صالح، ولولاه لما ظل في الحكم طيلة هذه المدة. وبعد وفاته في سنة 2007 بويع ابنة صادق الاحمر لمشيخة حاشد، وكان قد عاهد أبيه على استمرار الولاء للرئيس، لكنه نكث بوعده بعدما شهد ثورة الشارع، فانحاز لها بنية تصدرها والمحافظة على مكانة مشيخته وامتيازاتها، لا حبا بالثوار أو اقتناعا بمطالبهم، وهنا تجدر الاشارة الى ما يقال عن اخ الشيخ، حميد الاحمر،من انه اتخذ مواقف معارضة لنظام صالح منذ ما قبل العام 2008 وزاد عليها بعد هذا التاريخ بان دعى الى هبّة أو ثورة شعبية، وفي الوقت نفسه اجرى اتصالات مع اقطاب في المعارضة الجنوبية والتقى بعضهم في عواصم خليجية، بهدف التنسيق معهم للاطاحة بحكم صالح، ولكن بعيدا عن فكرة الخروج على دولة الوحدة.

ومهما كانت حظوظ النجاح لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، فإنها ستواجه معوقات كثيرة، ليس ضمنها بالطبع توقيع الرئيس لأنه فقد امكانية المعارضة. أولى العقبات هي تشكيل حكومة وفاق وطني بين المعارضة واطراف الحكم، أي حكومة ضعيفة تتجاذبها الإرادات والتوجهات المختلفة، ما يقف حائلا بينها وبين تحقيق مطالب الشعب، كما ان الثائرين الذين أوجدوا متطلبات التغيير وفرضوه بقوة الاحتجاج وشموله، غير ممثلين في المعارضة المعترف بها. بالاضافة الى ذلك فان الانتخابات التي سيدعو لها الرئيس لن تأتي بجديد يعتد به في خارطة الاحزاب الفاعلة، ولكون الظروف السياسية وما شهده اليمن من صراع دموي، يحتاجان الى فترة نقاهة طويلة يسود فيها الأمن ويتأمن ولو الحد الأدنى من متطلبات المعيشة للناس، ما يقلل من احتمالات استغلال أصواتهم الانتخابية تحت طائلة الحاجة. إن الثورة غالبا ما تؤدي الى حالة من الفوضى، تستثمرها الاطراف القوية والمنظمة، وعاملا القوة والتنظيم لا يتوفران حاليا لثوار اليمن، لذلك فإن أي استعجال بإجراء الانتخابات سيصب في مصلحة الاحزاب القوية والثرية (الاصلاح والمؤتمر الوطني)، وهي نفسها التي شكلت بنية الحكم. إن هذا بلا شك ما لا تعترض عليه المبادرة، بل ربما هي تسعى اليه، لكنه لا يؤدي الى حل الأزمة اليمنية ولا ينهي غضب الشارع، ومفعوله اشبه بهدنة مؤقتة.
أما مسألة الاتفاق على دستور جديد فهي مرتبطة بمن سيفوز باكبر حصة في برلمان ما بعد الانتخابات، ومهما قيل عن حجّية استشارة الشعب أواستفتاء رأيه بشأن نصوص الدستور، فإن الواقع لا يشير الى تقدم في وعي الناس أو معرفة كافية بدلالات النصوص وما تعنيه في التطبيق، فضلاً عن ان المواد الخاصة بحقوق الانسان الاساسية في معظم الدساتير العربية لاتجد طريقها الى الحياة العامة. وكأننا هنا نستنسخ التجربة العراقية، فبعد القضاء على صدام حسين في العام 2003 ، تكاثرت الدعوات المطالبة بإجراء الإنتخابات، فاجريت على عجل وكان من نتائجها صياغة دستور مرتبك وفاسد في بعض جوانبه، على الرغم من توافره على بعض النصوص والمبادئ الجيدة.
والأقرب الى الواقع كما يبدو لي سواء تعلق الامر بالمبادرة الخليجية او غيرها، إن الحل لمشكلات اليمن المستعصية في ظل مجتمع يسود فيه الولاء القبلي قبل الوطني، فالقبيلة في اليمن الشمالي، بخاصة هي الوطن، وهي التي تحمي افرادها بسلاحها، وبهذا المعنى فهي دويلة مصغرة، الحل في أن تتحول مناطق القبائل الى فيدراليات تتحد في إطار الدولة اليمنية، وهذا لا يخرج عن الأسس القانونية لمبدأ الفيدرالية، فالقبائل تتمتع بكيانات مستقلة عن الدولة، ولديها هيئات أركانها العسكرية غير المعلنة، ومخزون سلاحها الذي لا يقتصر على المسدسات والبنادق، وانما يشمل قواعد اطلاق الصواريخ والراجمات والمدافع وما شابه ذلك، وفي هذا السياق اتذكر قول أحد السياسيين الجنوبيين، ساخرا من الواقع اليمني المسلح: " نحن أكثر تطوراً من الولايات المتحدة، فماذا لديهم غير الاسلحة الخفيفة ". وبهذا الوصف فإنه لا مجال للقفز على سلطة القبائل الواقعية، فان اي مشكلة واي حل لايمكن ان يتم دون الإتفاق مع زعمائها والتراضي معهم. إن مشكلة انتشار السلاح لا ينبغي ان يستهان بها، ومعروف في اميركا، إن أي محاولة إصلاحية تتناول الحد من تجارة السلاح وتحديد اقتنائه أو منعه، تجابه بمقاومة شديدة، هذا في مجتمع مدني ومؤسساتي متطور فكيف الحال في اليمن. وهذا ما ادركته المملكة السعودية وعملت باتجاهه في مراحل تاريخية مختلفة عبر اللجنة الخاصة التي مر ذكرها وغيرها من الآليات. وكمثال على ذلك ما ذكر من ان ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، استقبل عدداً من مشايخ المناطق والمحافظات الحدودية بين اليمن والسعودية (صعدة، الجوف، مأرب، عمران)، وغيرهم ، مما جاوز المئة وذلك وفي إطارالبحث عن إمكانات السيطرة على حركة الحوثيين.

إن ما تقدم من التفاصيل أكثر تعلقا بشمال اليمن، فمن المعلوم إن محافظات الجنوب خضعت لحكم مركزي قوي منذ قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد الاستقلال، ونجحت حكومتها في إرساء هيبة الدولة لما اعتمدته من نهج شمولي، فالجنوب لم يكن يشكو من آفة السلاح وتضخم القبائل، وعلى الرغم من فرض الوحدة بالقوة والتغيرات التي حصلت في بنية المجتمع، فان الذاكرة ما زالت حية ويمكن للناس ان يستحضروها ليدركوا كم اضّر بهم الاندماج مع الشمال. ومن الملاحظ على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، انها ركزت على مسألة السلطة وحيثيات تداولها، ونهجها السياسي، أي انها على حد قول الدكتور محمد حيدرة مسدوس، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، الذي يثني على المبادرة ويرى انها عقلانية ومخرج معقول، لكنها" جاءت استجابة لواقع الشمال وليس الجنوب " (مقتطف من حديثه الى قناة الحرة في الثاني عشر من نيسان)، فالجنوب برأيه غير مشمول بها، لان الجنوبيين يبحثون عن وطن جرى احتلاله من قبل سلطة الشمال، وان هذا الاحتلال أو الاستيطان هو اسوأ من الاحتلال البريطاني، على حد قوله . وباعتقادي ان هذا القول لا يبتعد عن الصواب، وقد تمنى الدكتور مسدوس على اخوته الخليجيين ان يلتفتوا الى جنوب اليمن، ولكن هل تقابل مثل هذه الامنيات بالاستجابة، أم ان التراث الماركسي لقادة الجنوب مازال حاضراً في الذهنية السياسية الخليجية؟ سؤال مشروع يجدر ان يحظى بجواب قبل ان تتمدد القاعدة في محافظات الجنوب، وكان علي عبد صالح في سياسته الشرّيرة لإخضاع الجنوبين، قد اطلق يد السلفيين ضدهم، لقهر نزعتهم التطورية والغاء ما تم لهم من مكاسب اجتماعية، على الرغم من كثير من المؤاخذات على نهج الحكم الاشتراكي قبل الوحدة. وليس احتلال مسلحي القاعدة لجزء من مدينة زنجبار في محافظة أبين الجنوبية، خاليا من دلالة، كما انه لم تسجل عمليات مهمة للقاعدة في شمال اليمن خلال سنوات طويلة.

القيادات الجنوبية الذين يخدمون نظام صنعاء اليوم لن نجامل مواقفهم الخاطئة المخزية وسيكون إمامهم مستقبلاً غامضاً

ALWEFAK-ALGANOBY

القيادات الجنوبية الذين يخدمون نظام صنعاء اليوم لن نجامل مواقفهم الخاطئة المخزية وسيكون إمامهم مستقبلاً غامضاً
الكابتن انيس المفلحي في تصريح لــ
الأربعاء , 23 فبراير, 2011, 05:51

الكابتن انيس المفلحي في تصريح سابق لقناة العربية
في البداية نسأل الله عز وجل بأن يتغمد أرواح شهدائنا الإبرار من شبابنا المستبسل في ميادين الحرية والكرامة والعزة والشرف بأن يدخلهم فسيح جنانه , أولئك الذين سقطوا منذُ بداية الثورة السلمية في كافة إرجاء المحافظات الجنوبية عامة وفي عدن عاصمة الجنوب الأبدية خاصة , كما نتمنى الشفاء العاجل لجرحانا وفك كرب وقيد أسرانا , ونحنيه بالسلام على شعبنا الجنوبي يوم يثور ويوم ينتصر ....


ومن هنا ننتهز الفرصة من إننا نكرر ندائنا اليوم وبعد ان وصل السيل الزبى وطفح الكيل , بل وصلت مآسي شعبنا الجنوبي إلى طريق مسدود من جرائم الإبادة ضد الإنسانية التي يرتكبها نظام صنعاء الديكتاتوري في اليمن الجنوبي هذا النظام الذي يتخبط بل يعيش في حالة إفلاس وفي حالة احتضار وفي رمقه الأخير , الذي يفرط في ارتكاب جرائمه يقتل بدم بارد باستخدام كتائب وحدات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي ووحداته الخاصة والمأجورين المرتزقة , الذين يتلقون أوامر وتعليمات المباشرة من الديكتاتور علي عبدالله صالح , و ينفذها القتلة في عدن العميد عبدالله قيران والعميد مهدي مقوله , لقتل شعبنا الجنوبي بالهوية والبطاقة , فكم سقط من الشباب المسالم الجنوبي وجرح المئات منهم في مظاهراتهم السلمية , واعتقال الإلف وزجهم في غياهب سجونه هذه الجرائم التي يندى لها الجبين وتدمع العين ...

و ستغرب ونستهجن وندين ردة فعل القيادات الجنوبية الذين يعملون في سلطة نظام صنعاء و يكتفون بالوعيد والتهديد في قتل وتصفية وقمع ومطاردة الشباب الثائر في الجنوب , ولا بد لنا من توجه ندائنا ومناشدتنا العاجلة لتلك القيادات الجنوبية من نائب الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وغيرهم من المستضعفين الجنوبيين في سلطة صنعاء بأن عليهم التفكير جيداُ وتحكيم لغة العقل والعدول في تحديد مواقفكم السياسية والأخلاقية مع شعبكم الجنوبي أو بقائكم مع الإله العسكرية الفاشية لرئيس نظامهم التي تبطش بشعبكم ونقول لأولئك القيادات الجنوبية اليوم لن نجامل مواقفكم الخاطئة المخزية , وسيكون إمامكم مستقبلاً غامضاً ينتظركم في حال تخاذلكم ...

إننا نهنئ و نبشر شبابنا و رجالات وأطفال ونساء وشيوخ شعبنا الجنوبي من ان بصمودكم وصلابة شعلة وحدة صفوفكم في عدن قد قصمتم ظهر نظام صنعاء , وأنكم تسطرون أروع ملاحم الانتصار بتضحياتكم وفدائكم ,, فلا عزة ولا كرمه لنا إلا بالنصر أو الشهادة , ونحن صمودنا معكم في بلا الشتات نستميته من نبراس شعلة صمودكم الأسطوري , ولن نتراجع حتى النصر النهائي القريب أيها الشعب الجنوبي العظيم .



و نؤكد لشعبنا الجنوبي على انهُ لا يجب انتظار مواقف العالم ألان , لأنها لن تكون مصدر انتصاركم , لكن انتصاركم يكمن في استمرار نضالكم الدؤوب وصمودكم على ساحة ميادين الحرية في عدن وفي كافة المحافظات الجنوبية , كما إننا في المقابل نقول لهذا النظام الزائل لن تسقط جرائمكم بالتقادم ضد شعبنا مهما طال الزمان وان حسابكم سيكون عسيراً وسنلاحقكم أينما كنتم مع إذنابكم وزبانيتكم من الزنادقة , فجرائمكم عار وخزي ستطاردكم حتى وان اختبأتم في جحور الفئران ....



نعاهد الله تعالى وجماهير شعبنا الجنوبي بالوفاء لكل قطرة دم شهيد نزفت وسالت , ولن نفرط بدمائهم التي روت ثرى الأرض الجنوبية , و سنمضي قدما معكم في مسيرتنا حتى نحرر ثرى الوطن من دنس نظام صنعاء وزبانيته , ونطمئن شعبنا في الداخل من ان كل شريف وحر جنوبي في بلاد الشتات مسؤول مسئولية دينية ووطنية وأخلاقية وسنضع أنفسنا وكل إمكانياتنا تحت خدمة شعبنا وثورتنا الجنوبية المباركة والله ولي التوفيق .....



الكابتن أنيس قاسم المفلحي رئيس الدائرة السياسية لجالية أبناء اليمن الجنوبي الأمريكية

الجمعة، 3 يونيو 2011

كيف يمكن للجنوبيين إيجاد حل عادل لقضيتهم ؟


الوفاق الجنوبي

كيف يمكن للجنوبيين إيجاد حل عادل لقضيتهم ؟
بواسطة: ابو معتز القسيمي
بتاريخ : الجمعة 03-06-2011 02:37 صباحا


شبكة الطيف - بقلم :العميد علي محمد السعدي
يمر الجنوب اليوم بظروف بالغة التعقيد والصعوبة وتحتاج مجتمعة إلى وقفة جادة من كل أبناءه بهدف الخروج به من النفق المظلم الذي ساقته إليه ممارسات نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وفي ذلك يمكن الاتفاق على ان الجنوب لن ينهض ولن تقوم له قائمة إلا بتكاتف جميع أبناءه ومضيهم في طريق واحدة هدفها تلبية تطلعات شعبه.



حينما انتفض الجنوب في العام 2007 وخرج الآلاف من أبناءه في مسيرات غضب عارمة كان بذلك يؤسس لثقافة التصالح والتسامح التي أعلنت ان الجنوب أرضا وشعب طوى كل صفحاته الماضية ومضى في طريقه على قاعدة ان الجنوب لكل أبناءه وان مايحدث على الأرض لايمت بصلة إلى الوحدة التي تم الإعلان عنها والتي تم الاتفاق عليها في العام 1990 .



اليوم وبعد اربع سنوات من النضال الجنوبي الذي تمكن من ان يكون مدرسة نضال عالمية استمدت منها شعوب العالم اجمع في احتجاجاتها الأخيرة معاني وأصول النضال السلمي اعتقد انه يجب علينا نحن كجنوبيين ان نتوقف مليا لكي نراجع مسيرة نضال شعبنا في الجنوب والطريقة المثلى التي ستحقق الأهداف والتطلعات لهذا الشعب العظيم .



بحسب رأيي المتواضع فانني اعتقد بان "الحراك الجنوبي" هو في الأساس حركة سياسية شعبية ظهرت نتيجة لاختلال العلاقة التي قامت بين الشمال والجنوب حينما قررا الدخول في شراكة سياسية قائمة على روح المساواة والعدالة والحقوق والواجبات وبغض النظر عن رايي في هذه الشراكة التي اراء انها وجدت ميتة من يومها ولكن هذه العلاقة بغض النظر عن كيفية وجدت تعرضت ايضا لاختلال كبير بشن الشمال حربه الظالمة على الجنوب واقصائه ونهب ثرواته ومحاولة طمس تاريخه والممارسات في هذا الاطار كثيرة ومتعددة .وكانت جميع هذه النتائج انعكست على الواقع الجنوبي من وحدة شراكه الى احتلال للجنوب واعتباره غنيمة حرب وفيد لنظام الجمهورية العربيه اليمنيه المنتصر عسكريا على الشريك الجنوبي.



اذا فالمعادلة الأولى في هذا الاطار هي الاتفاق على ان هنالك اختلال في الشراكة السياسية بين الشمال والجنوب والتي أنتجت لاحقا اختلالا على مستويات عدة بين الشمال والجنوب والمعادلة الثانية هي ان التحرك الشعبي في الجنوب "الحراك الجنوبي" كانت تحركا سياسيا بغطاء شعبي هدفه البعض إصلاح الاختلال الذي تعرضت له العلاقة بين الشمال والجنوب والبعض الاخر والاكبر نسبه في الحراك هدفه استعادة ارضه لان الوحدة انتهت بالحرب .



ونتفق في هذا الاطار ان الأساس في الحراك الجنوبي كحركة سياسيه هو ايمان جميع الأطراف فيه بان العلاقة بين الشمال والجنوب علاقة تعرضت لخلل وان ماحدث في الجنوب منذ العام 1994 وحتى اليوم لايتصل بأي صلة بالوحدة السياسية الطوعية التي تمت بين الشمال والجنوب .



الأمر الأول اعتقد ان القيادات السياسية في الحراك الجنوبي كحركة سياسية تتفق عليه اتفاقا مجملا بل انه من أهم اساسيات هذا الكيان السياسي والا لما تم تسميته "بالحراك الجنوبي ".

الأمر الآخر وهو ذو أهمية كبيرة ويجب ان نتوقف امامها مليا وهي الوسيلة التي يمكن لنا بها ان نصلح الاختلال الذي شاب العلاقة السياسية مع الشمال وماهي وسائله وهنا مربط الفرس.



اليوم ونحن نعيش مرحلة غاية الحرج في تاريخ الجنوب اعتقد انه من الواجب ان نكرس لثقافة القبول بالاخر ورفض الوصاية وطرح المشاريع السياسية واعتبارها جزء من المقدسات التي لايمكن القفز عليها أو تجاوزها .. كيف.؟



علينا ان نتفق في الجنوب بان الشعب ولا شيء غير الشعب هو مصدر شرعية كل المشاريع السياسية وليست التكوينات السياسية بما معناه يجب ان تكون الساحة السياسية مشرعة لكل المشاريع السياسية المختلفة والتي تتضمن حلا لقضية الجنوب .



وفي هذا الاطار يجب ان نؤكد ونشدد على انه من حق أي تيار سياسي جنوبي ان يضع الحل الخاص به لقضية الجنوب ويعرضه للشعب والشعب هو فقط وحده من يقرر فيما اذا كان يقبل بهذا الحل السياسي من عدمه.

لكي نبني جنوب جديد يقبل بالاخر ويتسع للجميع علينا إلا نضع من تعدد الحلول لقضية الجنوب مشكله للمرور عبرها الى التنافر والانشقاق وان ينصب بعضا وصيا على الشعب بل انه يجب ان نفسح المجال لكل الأطراف السياسية بان تعرض برامجها السياسية ورواها وحلولها وان يكون تمثيل حضور الجميع متساويا ولا نعتدي على الآخر منا بالإقصاء والتخوين فلجنوب لكل أبنائه وقضيته هي قضية الجميع.



علينا اليوم الاعتراف بأنه من حق أي تيار سياسي المطالبة باستقلال الجنوب ومن حق الأطراف الأخرى أيضا المطالبة بتطبيق النظام الفيدرالي كحل لقضية الجنوب بل انه يجب علينا القبول بأي تيار سياسي جنوبي ينادي باستمرار الوحدة اليمنية وحتى ان وجد تيار جنوبي ينادي بإنكار القضية الجنوبية من عدمها فعلينا القبول بالجميع شريطة ان نقول للجميع بأنهم موكلون للشعب والشعب هو فقط من يقرر ويختار فان أراد الشعب في الجنوب بالاستقلال في دولة مستقلة فعلى الأطراف الأخرى احترام رغبة الشعب وحتى ان قال الشعب في الجنوب بأنه يريد علي عبدالله صالح فهذا من حقه ولا اعتراض على ذلك.



في الجنوب اليوم يجب ان نؤسس لوطن كبير يتسع الجميع وألا نمارس الإقصاء ضد بعضنا البعض لان ممارسة الإقصاء اليوم ضد بعضنا البعض يعني غدا التخوين وتكرار ماسي الماضي التي لن تعود باذن الله طالما والكل متفق على الجنوب لكل أبنائه وان الشعب هو مصدر قوة أي مشروع سياسي كان.

حمى الله الجنوب وحمى شعبه وآلف بين قلوب أبنائه وهداهم إلى الطريق السليم



*قيادي في الحراك الجنوبي السلمي