بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 يناير 2011

محمد الساحمي في مقال له بعنوان متى ينفض الحراك عباءة الخوف من التخوين

خاص ببريد الحراك الجنوبي
متى ينفض الحراك الجنوبي عباءة الخوف من التخوين
- بقلم: محمد الساحمي
شفيلد – -

إننا نتابع عن كثب ما يدور من تطورات في الداخل ونشيد بالجهود التي تبذل لرص الصفوف من قبل قيادة الحراك، وهذه خطوة ايجابية نحو توحيد كل مكونات الحراك في الداخل مما سيؤدي حتماً الى توحيد مكونات الحراك في الخارج ايضاً.

لقد قرأت في الايام الاخيرة عدد من المقالات منها من يصور كاتبها نفسة مدافعاً عن منطقةً ما لغرض في نفس يعقوب ومنهم من يتهجم على الحزب الاشتراكي الذي رضعوا منه لفترات طويلة وكانوا اكثر المستفيدين من تلك الحقبة وتبوأو مواقع قيادية وأمنية فيه، ولكن يظهر ان المثل القديم القائل "اذا سقط الجمل كثرت السكاكين" ينطبق على واقعنا اليوم. ومنهم ايضاً من يُخون من يتفوه بكلمة فيدرالية دون حتى معرفة المعنى الصحيح للكلمة نفسها، او ماهي ايجابياتها وسلبياتها خصوصاً فيما اذا نظرنا وبجديه من دون المزايادات ودغدغة عواطف ابناء الجنوب من قبل فئات غير مسؤولة الى وضع الجنوب اليوم وعدم وجود البنية التحتية اللازمة من مؤسسات وغيرها لبنأ دولة حديثة مثل ما كان ابان الاستقلال من بريطانيا، فعلينا قبل ان نحكم على اي خيار ان نقييم ما هو الانسب للوضع الذي يعيشة الجنوب اليوم.
أنا لا اُدافع هنا عن الحزب الاشتراكي لانه لايهمني بشئ ولم اكن في يوم من الايام عضواً فيه، ولكنني فقط اتعجب على مثل تلك الحملات. ولا ادافع ايضاً عن الفيدرالية معتبراً اياها خياري الوحيد ولكنني مستعداً لدراسة كل الخيارات المتاحة امامي للاستفادة منها للوصول الى هدفي الرئيسي الذي لا يختلف على هدف اي جنوبي وهو حق تقرير المصير للجنوب. ودعونا ندرس كل الخيارات المتاحة امامنا وهذا لايعني التمسك والتشدد او الانحياز لخيار واحد وكاننا غداً سنحصل على احدهم وبالسهولة التي يصورها لنا البعض دون اي مسؤولية وكأن الاستقلال سيتم غداً مما يسبب وعلى المدى البعيد نوع من التذمر واليأس من انتظار الغد الذي لم يات بعد. ولكننا بدراسة كل الخيارات نكون قد زودنا انفسنا بالمعرفة في حالة عرض احداهم على شعب الجنوب.

ان الدسائس والمؤمرات تحاك للحراك الجنوبي من كل حدبٍ وصوب من داخل وخارج الحراك وأثبتت الايام ان الحراك اصبح مخترق من قبل جهات عدة ويظهر ان إخواننا في قيادة الحراك كانوا الى قبل الاتفاق الاخير مشغولين بما هو اهم من حماية حراكهم الذي بذل من اجله الغالي والنفيس وعوضاً عن التخطيط لإفشال المكائد والدسائس التي تحيط بهم وتوحيد صفوفهم، انشغلوا بامور اخرى.

اليوم مطلوب منا جميعاً الجراءة والشجاعة للتخلص من ثقافة التخوين والسيطرة على العقول واعطاء الناس الفرصة في طرح آرائهم بشكل صريح دون الاحتياج الى ترخيص من الغير او الخوف من التخوين. وعلى الجميع فهم انه ان لم يكن لك رأي يعبر عن مافي داخلك ولايعبر عن وجة نظر اخرين يقومون بأملائها ليلً نهارً عليك فانك ستظل اسير لهم، ولنخرج من الدائرة الصغيرة المفروضة علينا الى حيز اكبر نستمع ونتحاور فيها مع من يخالفنا الرأي بدون خوف.

في رأيي يجب ان يبحث ابناء الجنوب في الحراك على استراتيجية جديدة للعمل السياسي والبحث عن الوسائل للوصول لاهدافهم، وهناك اهداف تكتيكية قصيرة المدى واخرى استراتيجية بعيدة المدى في وضع الجنوب اليوم واوضحها بالتالي :

١- قريبة المدى وتكمن في دراسة الواقع الذي نعيش فيه والتقييم الصحيح للأحداث المتواجدة وكيفية اسغلالها واستثمارها لمصلحة القضية الجنوبية. وهذا يشرع استخدام كل الوسائل المتاحة والبحث عن عدوا العدو للتحالف معه كالمثل القائل "عدو عدوي هو صديقي".

٢- بعيدة المدى فهي المطالب والأهداف الرئيسية والتي يراد الوصول اليها في نهاية المطاف وهذة في نظري تظل من الثوابت.

يجب التنوية لحقيقة كلنا ندركها الا وهي ان السلطة ومنذ فترة طويلة سخرت كل إمكانياتها للنيل من الحراك وتفتيتة اكان من داخل الحراك او خارجه واستخدمت كل الأساليب ومنها النبش في ماضي الخلافات الجنوبية والتي تجاوزها ابناء الجنوب يوم اعلان التصالح والتسامح، ودعم ثقافة التخوين التي يتغنى بها البعض من إخواننا الجنوبيين بوعي وبدون وعي.

ولهذة الأسباب نجحت السلطة في عزل الحراك عن الواقع الذي يعيش فيه وقوقعته في مناطق محدودة وتسبب ذلك في اغلاق باب الحوار مع اي طرف اخر بما فيه مصلحة العمل واصبح الحراك متقوقع في مكانه يستلم الضربة تلو الاخرى ومنشغل بالخلافات الداخلية. ونتج عن ذلك تمكن السلطة من تحويل مدينة عدن الى ثكنة عسكرية ولف حولها وبعض مناطق الجنوب حزاماً امنياً وتمكنت من الهجوم عسكرياً على الكثير من مناطق الجنوب، وقد اعطت ايضاً بعض التصريحات الغير مسؤولة في الحراك ذريعة للوجود العسكري والأمني المكثف في مناطق الجنوب واحياء معسكرات لاسخدامها مجدداً، والتي كانت ومنذً حرب صيف 94 اطلالاً. ومثل هذا ما كان ليتم لوكان هناك عمل سياسي صحيح في الحراك.

واذا نجحت الانتخابات القادمة، ولا اقول هنا اذا تمت لانها في اليمن ممكن تتم، والتي دون شك ستستغلها السلطة لخلق الفتن في الجنوب من خلال ترشيح اشخاص من نفس المناطق كي تحدث صراعات بين ابناء المنطقة الواحدة من الممانعين والمؤيدين للانتخابات، فانها بذلك تخطط لضرب الحراك ضربة قاضية لن يفيق منها لفترة طويلة تمهيداً لإعادة رسم الجنوب بالطريقة التي تضمن بقائها واستمرارها ومحو القضية والهوية الجنوبية وتحويل الجنوب الى ساحة صراعات بين أبنائها.

إذاً ماذا يجب على الحراك عمله:

١- البحث عن القضايا التي من خلالها تلغي شرعية الواقع المفروض اليوم في الجنوب، وفي الوقت الحاضر القضية الرئيسية والتي تهم السلطة هي تمرير الانتخابات. ونجاح الانتخابات يعتبر بمثابة استفتاء ان الحراك لا وجود له اطلاقاً في الجنوب وكل مايصير هو مجموعة مشاغبة خارجة عن القانون من الذين فقدوا مصالحهم كما تدعي وهذه احد الخطوات لتثبيت شرعيتها وتقول للعالم بان الحراك والقضية الجنوبية لاوجود لها على ارض الواقع وان شعب الجنوب اعطى للسلطة شرعيتها من خلال المشاركة في الانتخابات.

٢- على الحراك البحث بشتى الوسائل الممكنة عن من لهم مصلحة في مقاطعة وإفشال الانتخابات والتحالف معهم لإفشال هذا المخطط والذي ينوي النظام به ضرب الكل دون استثناء. وهذا لايعني التخلي عن أهداف الحراك الرئيسية او الاندماج تحت مظلة ايٍاً من هذه الأطراف لان الحراك اليوم اصبح قوة على ارض الواقع لايستهان بها، ولكن التحالف سوف يمكن الحراك من تحقيق احد الاهداف قريبة المدى. وفي اعتقادي ان هذه الخطوة تحتاج الى جراءة وشجاعة من قادة الحراك والتغلب على عامل الخوف من التخوين والعمالة وفي نهاية المطاف العمل الصحيح هو الذي سوف يسود.

بقلم محمد الساحمي

شفيلد

13 من يناير 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق