موطن الوجع لمدينتي المكلومة ...أعدوه فرحا !
عفــــــــــــــراء حريري العضؤ الموسس في تجمع أبناء عدن صدقتي يا بشرى !...أنهم لا يدركون بأن الفرح لا يقاس بلون الأضواء وحدهاوأن غطت بقوس قزح ؟ وليس لانعكاس ظل فنادق خمسة نجوم بمساحتها وارتفاعها على سطح البحر والإسفلت ؟ وعدد ضيوفنا الخليجيين المقيمين فيها؟ وفخامة ورفاهة السيارات المعتمة نوافذها ، وهي تختطف البصر في سرعتهاالتي تتخطى الإسفلت الأسود الذي سيفضح الوضع كالعادة بعد انتهاء الخليجي، ليتشقق وينقشع ..؟، وحشود الجماهير في أستاذ 22/ مايو ؟ ....لميستطع أنيجعل الفرح نابعا من أعماقنا ! لم يجرؤ على أن يترك مذاقا للفرح إلا وهومصحوبا بالمرارة ؟ وكم هو مريرا طعم الفرح الزائف ، ليس تعجرفا ولكنهالفرح المؤقت / المخدر ؟ ويكذب من يخالفنا الرأي ! فما جدوى فرحنا الذيسبقته "16" سنوات جحاف وستتوالى السنوات عليها من الألم والوجع والحزنوالعزاء ...؟ ،
وغصة العبرة تخنقنا ولا نجيد حتى فن البكاء على أنفسناونحن من تحتنا تسرق حفنات التراب ، وعلى مرمى حجر من أعيننا يردمالبحر..بكائناته وأحيائه ونحن منهم ؟ ونحن مازلنا على أسفل درجة في سلمالمواطنة ؟ بلى عن أي فرح تتشدق أفواه مراسلي قنوات أبوظبي ...وغيرها ؟ألا يعرف ضيوفنا الخليجيين الأشقاء بأن الفرح الحقيقي الذي ينبض به القلب...لتتدفق بخفقه دمائنا / لابد له " علميا " بالانعكاس على ملامحنا "الوجنات ، الشفاه ، الأعين " ؟ ألا يرى الأخوة الخليجيين حجم وملامح منيقدمون العرض أمامهم ، تبدو واضحة جلية ..تسمع منها ..جوع البطون ، وربماأن سلطت أشعة عليها لرأيت بأن تحت الملبس هيكل عظمي خاوي النخاع أو جسدمنتفخا من ضغط الحياة والمعيشة ، أو عظاما متهالكة من هشاشتها ، أوالتهابات المفاصل فيه، أو سكر يحترق به الجسد باحتراق سنوات مضت ، أوورم بدأ يتحول إلى سرطان من الكيماويات المغروسة في كل ورقة خضار وبذرةفاكهة في جسد طفل نحيل فقد براءته من عناء عمره المهلك عنوة ، ربما ليؤديالتدريب مقابل حفنة من المال ستختفي فجأة بين أكف والده لاطعام باقيالأخوة ، أو لدفع فواتير الكهرباء ، أو لشراء القات هروبا من " التعبوالظلم والضيم والقهر...وقائمة طويلة من معاناة مواطن / مواطنة م / عدن (أهالي عدن البسطاء ) " ..وكل هذه الأجساد يسبق الموت خطواتها إلىالمستقبل المجهول ؟ حتى معالم الفرح ، بل الابتسامة غابت عن ثغر الفريقالوطني وشاشة التلفاز تستعرض وجوههم بالترتيب ، لم يكن يبدو على الملامحقلقا أو خوفا كان شيء ما مكسور في ثنايا أفئدتهم ...ترى هل جاء الفريقمجبرا على اللعب أيضا ؟ وهزم أمام فريق من الدرجة الثانية " كما قيل "للمملكة الشقيقة ، 4 أهداف = صفر وكأنه فاقد الانتماء إلى فرحة عدن / كماسميت وفاقد الأمل بأنه ينتمي إلى اليمن ؟ كان بوسع ملامح الفريق أن تصطنعالبسمة مجاملة ، نفاقا ، ريا ....أي شيء مقابل الفرح المقنع لجمهوره ،وما أسهل الزيف والتقنع والكذب ؟؟؟؟. أي فرح هذا الذي يحاصره على مستوى بضعة خطوات من سيري " عسكري / جندي /رجل أمن ، وعلى بضعة كم ميل من انتقالي بين مديريات مدينتي نقطة تفتيش ،وأخرى تبحث عماذا عن طرد مشحون بغضبي وأنا أكرر صدأ صوتي :(ما الذي يجعلالمواطن / المواطنة الخليجي أفضل حالا ووضعا مني حتى وأن كان موظف عاديأو كان أمير هناك لا يجرؤ على السير إلا وهو ممتطيا صهوة حصانه فوق سرجمن ذهب وأنا لدي ثروة من البحر و الأرض والسماء والجبل والسهل والواديتنقرض بوباء الفساد المنقول إلينا والمصابون به كثر، حتى مس الأخلاق فينا/ فأعيانا وأعمانا وأغلق منافذ نسمات الفرح التي كان إلى يوم قريب آت معنسائم البحر، يدغدغ هنيهات من الوقت للإحساس بالأمل ، بأننا سنصبح أفضلحالا في يوما ما ؟ ثم سدت منافذ النسمات بمعمار جميل المظهر لإبهار العين ، وبين كل حجرة فيبناءه سجنت نشوة الأمل القادمة مع عبير النسمات ، فبدا المعمار مشوها ،مخالفا لمواثيق دولية تعنى بالبيئة وقانون سماوي " منحة الله – عز وجل -للإنسان ، وهو المولى الذي خلق الإنسان ودونا عن كل مخلوقاته أكرمه وأعزهوبنعمه التي لا تحصى أغدقه ، وأن عبث بها لعنه فأغرقه ؟ فكيف الأمر وهويسجن الفرح بأوامر حكما مؤبد عن أهل المدينة ؟ عماذا يبحث عن شاب فاض بهالكيل و طفح صبره بشهادته ، فزج الصبر به إلى مسيرات الحراك السلمية ،يبحث عن بصيص من الأمل / يتذوق به فرح حصوله على شهادة جامعية " بتقديرجيد جدا " ألتهمتها ديدان الورق وكستها صفرة الحزن وهو مازال منتظرا فيصفوف البطالة المقنعة وهو ابن المدينة ؟ بينما زميله المتخرج معه "بتقدير مقبول / وهو من خارج المدينة " في ذات اليوم واللحظة والتاريخيصبح وكيلا برتبة فاسد ثاني في إحدى وزارات حكومة الفساد العام ؟ وفجأةمن أجل هذا الفرح يعتقل وغيره قبل أن يحين موعد المباراة بأيام وليالوأيام .. ؟ أي فرح هذا حين تقفز الأسعار بين عشية وضحاها بحجة وصول أهل الخليج ولمأجد أحدهم يهم بشراء أي شيء ؟ بل لم أرى ظل خيالهم في أسواق ومحلات المدينة ! أية فرحة وصباح عدن أشرق بشمسه الدافئة في صيفها البارد " بعدإجازة عيد الأضحى " والشوارع خاوية من أطفال المدارس ، وطلبة وطالبات الثانوية العامة وهم / هن يحملون / تحملن إشراقه شيء ما في دواخلنا ونحننبتهل الله بأن تكون المدينة حين يغدون في عمري عروس فرح حقيقي لم نعشهمنذ 1994م حتى هذه اللحظة المسماة فرح ،.ثكلتني أمي / يا بشرى المجدالمقطري" بأنهم قد اغتالوا فرحي ، وربما يكون فرح غيري، وأنا تحت الإقامةالجبرية في مسكني ، وكما تعلمين كم أعشق الحرية وقول الحق حتى على ذبحعنقي ؟ لأني أمقت المباهج الزائفة ، لفرح مفروض بقوة السلاح و انتشارالعسكر وسيارات النجدة وحاملات مضاد الطائرات ؟ وأدرك يقينا بأن الخليجيالزائر" المواطن " والحاكم من أجل رعيته لايحبذ ولا يود ولا يرغب أنيعيش في مدينته كما أعيش أنا في مدينتي . يدعوني لأعيش الفرح ولم تخلو صحيفة من الصحف عن ذكر الفضائح بين طياتصفحاتها للملايين التي نهبت في التحضير لهذه الفعالية / ليختفي بالقدراتالساحرة للسلطة التنفيذية والمحلية في م/عدن على حجب الواقع وراء الخطابالرسمي ، للحيلولة دون محاسبتنا لهم ؟ أي أنهم باعوا أفراحي مقدما وفرحأهل مدينتي ، مثلما سمح للنخب الاستحواذ على الخيرات وعلى سلطة القرار؟كان الأحرى بدول مجلس التعاون الخليجي وشقيقتنا الكبرى أن تبادر منذالوهلة الأولى لمؤتمر المانحين من خلال مئات التعهدات " المقدمة مناليمن" أن تترجمها إلى تعهدات ملزمة تؤكد مسؤولية السلطة ضمان احترامحقوق الإنسان وصيانة كرامته في عدن وأقول عدن قاصدة /لأنهم يدركون بأنامتداد مدنيتهم ، آت من مدنية مدينتي ، فمسؤولية غضب مدن الجنوب ؟ دونتجاهل المسؤولية عن ضحايا حرب صعده وكل الناس الضعفاء ، البسطاء في اليمنمثلما يعيش المواطن عندهم وأن كان ذلك في أدنى معايير احترام الحقوق ؟لا أن تتعارض مبادرتهم بحدة مع وقائع وممارسات تصدم حسنا الإنساني ومنثم يكشف عن عورة المسمى فرح بجانبه المسرحي الهزلي / السياسي وقواعداللعبة.وتناسوا أن فرح المدينة – هو حق "حس ووجدان وعقل الإنسان" فالإنسان أولى ، والإنسان أولا ؟؟ **
بشرى فضل المقطري / أديبة يمنية .
الناشطة الحقوقية / المحامية : عفراء الحريري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق