الوطن الجنوبي الموحد فوق كل الإعتبارات
المستقبل الجنوبي
على ضوء التباينات الجنوبية – الجنوبية
أكدنا لكم في اكثر من موضوع تم نشره وخاصة ما يتعلق بالمستقبل الجنوبي على ضوء التباينات الجنوبية -الجنوبية حول الإتفاق على تحديد شكل وهوية الجنوب الذي ينشده كل ابناء الجنوب الذي يضمن لهم امنهم واستقرارهم وتطورهم ويوحدهم حوله بصورة اجماعية توافقية على قاعدة التصالح والتسامح الحقيقي النابع من مصلحة الوطن الجنوبي فوق كل الإعتبارات !
لكن التجربة اثبتت ان القوى المحركة للقضية الجنوبية اليوم ترفع شعارات المصالحة الجنوبية - الجنوبية – وانا اقول التجربة ولا اقول ذلك من باب الفقه أو ألإجتهاد أو النوايا ، ترفع هذا الشعار بشكل وتطبقه بشكل آخر . هذه مسألة يجب ان نعطيها اهتماما كبيرا . لم يحصل ان رأيت حزبا سياسيا أو فريقا سياسيا أو منظومة سياسية لمرحلة معينة قد اعطت برنامجا او مشروعا سياسيا يحدد الشكل والهوية لجنوب المستقبل يجمع عليه كل الفرقاء في الساحة الجنوبية في الماضي و الحاضر!. وما يثبت ذلك التباين والإختلاف الواضح والبارز الى السطح بين القوى المحركة للقضية الجنوبية ، والذي قد تكون متفقة على الخلاص من الوضع الحالي وفك الإرتباط به ، لكنها وهذا ليس سرا ولا خفيا على احد بانها لم تجمع حتى اللحظة على ما هو جنوب المستقبل الذي يكون وطنا للجميع وموحدا لكل اطياف العملية السياسية الجنوبية ، بل وما هو أخطر بان البعض لم ينسى الماضي الأليم الذي تجرع الكل من مرارة مآسيه الدامية بسببها وصل الوضع في الجنوب الى ما هو عليه الآن والذي قلنا في ذلك رأينا بانه يجب النضر الى ما هو اهم وهو الخلاص اولا ثم لكل حادث حديث لكن للأسف لم يرضي راينا البعض ممن يرون في تقديم العربة على الحصان هو الأنسب ، وبهذا الحصان وقف وسط العقبة ! ،و لم يستطيع الحركة الى الأمام وهذا ما نحن بصدد البحث عن مخرج يمكن الحصان من مواصلة انطلاقه الى الأمام لإنجاز المهمه على اكمل وجه ومن ثم يمكن للشعب في الجنوب اختيار الطريق الذي يراها مناسبا له في مواصلة المشوار وتحديد الشكل الذي يراه مناسبا له من خلال الإحتكام الى صناديق الإنتخابات.
للأسف ممن يريدون معالجة الخطاء بالخطاء لا يريدون الإعتراف بمثل هذه الظواهر ويعتبرون الحديث عنها مضر بالقضية الجنوبية والتفاهم حولها ، لكنني اقول عكس ذلك فان الوضوح والشفافية في التعامل مع القضية الجنوبية بل والمصارحة فيما بين كل الفرقاء في الساحة الجنوبية هي من توصلنا الى جنوب ذو مستقبل آمن يمكن للجميع التعايش معه والإلتفاف حوله تطبيقا للمقالة المأثورة كل ما كان بدايتة شرط ووضوح كان آخره نور ونجاح ، واثبت ذالك عمليا انه اي حدث في التأريخ ، اذا كان نتيجة رد فعل ، فمصيره الفشل والتناحر لإنه عمل مؤقت ينطوي على الكذب والتحايل والمكايدة والإلتفاف البعض على البعض الآخر ، وهذا ما هو حاصل عمليا في الساحة الجنوبية ، ما يثبت ذلك بان البعض لا يريد ان يعترف ببعضه الآخر وان كل التحالفات الموجودة على الساحة لم ترتكز على قاعدة صلبة مفادها مصلحة الوطن الجنوبي فوق كل الإعتبارات والدليل قلناه في موضوعنا السابق الذي جرى عليه النقاش ، وقد رأيت أخوة تحمسوا وانفعلوا بل ذهب البعض الى ما هو ابعد في الشتم والتخوين وكأنهم هم من لهم صلاحية التشريع لمستقبل الجنوب وللجنوب المطلوب في الحاضر والمستقبل وكأن عشرات من السنين في نضال الحركة الوطنية الجنوبية لم تعد في الحسبان لإنها لا ترضي البعض ممن سمح لهم الإنبعاث مجددا في ممارسة حياتهم الطبيعية ،كما هو الحال عند غيرهم من حلفاء اليوم ، ومثل هؤولاء لا يؤتمن عليهم في المضي معهم الى المجهول ، بحكم عقليتهم التي ما زالت عقلية شمو لية استحواذية تسلطية لا فرق بينهم وبين من سبقوهم ، ولا فرق بينهم وبين نظام صنعاء الدكتاتوري سوى بالإنتماء والهوية ، زد على ذلك اننا لم نتفق هل نحن يمنيون ام لا ؟ وهذا ما زاد الطين بلة ، ووضع الجميع امام خيار صعب مفاده الفرقة والفتنة وضياع القضية برمتها . .
ماذ قلنا عن القوى المحركة للقضية الجنوبية اليوم فمن هي ؟ وماذا يريد كل منهم ؟ واين الصح واين الخطاء وما هو الحل الأنجع في التوصل الى قاسم مشترك في القضية يتفق عليه الجميع ويرضي الشعب الجنوبي قبل غيره لأنه هو صاحب الشأن وهو من يدفع الثمن في كافة المراحل على مدى عقود طويلة من الزمن ، لإن عملية الصراع داخل القيادات الجنوبية بمختلف اطيافها ومشاربها وفترات تواجدها قد انهكها صراع د اخلي ، تصوروا انه ومنذ الستينات وحتى بداية عصر الوحدة بين الشمال والجنوب اليمني قد تم ابادة جيل باكمله وتم تصفية قيادات لمراحل باكملها كله كان صراعا على ما هو الجنوب الذي يجب ان يكون وفقا لمايراه كل منا بمنضوره الخاص وقناعاته الغير قابلة للنقاش او الجدل ، فمن عاش الفترة ما قبل الإستقلال يقول ان ذلك الوضع هو الوضع الأمثل والوضع الصح ، ومن عاش الفترة الممتدة من 1967م وحتى عشية التوحد مع الشمال يقول ان وضعه هو الصح والأقرب الى مصالح الجماهير والفقراء في الجنوب وهو الوضع الشرعي في استعادة الهوية الجنوبية والذي يجب ان يكون ... الخ ، واما من استفاد من الفترة ما بعد الوحدة من الجنوبيون يقول ان هذه الفترة هي الأنسب والأصلح وهذا يدلل لنا ان هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية في الساحة الجنوبية وهذه الإتجاهات يمكن تلخيصها بالتالي :
ا- اتجاه للتيارات السياسية الجنوبية المطالبة باستعادة الوضع للفترة الممتدة من الخمسينات وحتى عشية الإستقلال من الإستعمار البريطاني في 1967م .
ب - اتجاه للتيارات السياسية الجنوبية المطالبة باستعادة الوضع الممتد من 1967م وحتى عشية الدخول في نفق الوحدة الوهمية في 1990م.
ج- اتجاه للتيارات السياسية الجنوبية والقوى المنتفعة من الوضع الممتد منذ العام 1990م وحتى يومنا هذا .
و لكل اتجاه وجهة نظره الخاصة به عن الجنوب والمستقبل الجنوبي ، والصراع في اوجه بين هذه القوى المختلفة اختلافا واضحا رغم محاولة البعض الى انكار ذلك ، لكنها الحقيقة التي يجب معالجتها والوقوف امامها ولن يتم ذلك الا من خلال عقد مؤتمر وطني على مستوى الداخل اولا والخارج ثانيا ،تشترك فيه كل اطياف العملية السياسية في الجنوب ،اذا ما اردنا تحقيق الهدف الإستراتيجي الذي نناضل من اجله بل ومن اجله نضج الوضع الى حراك شعبي سلمي مطالبا بفك الإرتباط واستعادة الهوية والدولة الجنوبية ، وباي شكل من الأشكال .
انا أرى ان مثل هذه الإجتهادات الغير مبررة من قبل البعض انما هو اجتهاد لإدخال الوضع الجنوبي الى نفق مظلم جديد ، مكررين الخطاء التأريخي الذي ذهب بنا الى وحدة وهمية لم نحصد منها سوى الويلات والدمار والشر والفرقة والحروب والتشرد والقضاء على كل ما تم انجازه على الصعيد الوطني الجنوبي الموحد والخلاص من الإستعمار والتبعية والحكم الفردي – السلاطيني المشائخي -القبلي ، ومن الوضع الشمولي المتسلط ، وتخلصنا من آفات اجتماعية ضلت تعيش معنا لقرون من الزمن كالفقر والمرض والجهل والأمية والثأر والتشتت والعزلة ، الى ان اتت الثورة 14 من اكتوبر وخلصت شعب الجنوب من هذه الويلات رغم بعض الهفوات والسلبيات التي كان من الممكن تفاديها وحلها عبر المصالحة الوطنية والتفاهم والجلوس على طاولة الحوار الجنوبي – الجنوبي ، لرسم معالم وسياسات المستقبل الذي يرضي الجميع ويؤمن المواطنة المتساوية والمتكافئة للجميع على مستوى الساحة الجنوبية بأكملها ، قبل الدخول في نفق الوحدة الوهمية مع الشمال ، والتي رضخ لها واستحسن الذهاب اليها غالبية الفرقاء في الساحة هربا الى الأمام في حل مشاكلهم عند البعض واستعادة الوضع والإنبعاث مجددا عبر جسر الوحدة عند البعض الآخر ، هذه هي الحقائق التأريخية التي لا يمكن لأحد منا نكرانها أو تجاهلها ، اضف الى ذلك وكلنا شاهدين على عصرنا الممتد من النصف الأخير للقرن العشرين وحتى يومنا هذا ان الشعب الجنوبي كما هو الحال الشعب في الشمال كانوا يريدون التجديد بانظمتهم آملين ان يجدوا وضعا افضل مما كان عند كل منهما والتي كانت اوضاعا دكتاتورية تستمد قوتها من لغة العنف والعنف المضاد ومن اللجوء الى الإحتماء القبلي والعشائري والشللي والمناطقي والحزبي والإحتراب في بعض الحالات ، الم نكن نعيش دورات عنف متواصلة تحصد الأخضر واليابس ؟، وكلفتنا الكثير بل وبسبب ذلك وصل بنا الوضع الى ما هو عليه حاليا ، ولكن كان التوقع عكس ما كان يفتكره الشعبين في الشمال وفي الجنوب على حد سوى والدليل ان كل تلك الطموحات توجت بحرب ضروس بين الشمال والجنوب ما زالت مستعرة حتى اللحظة رغم حسم معركتها الأولى لصالح الشمال لكن الجنوبيون غير مقتنعين بهذه النتيجة فاستأنفوا الحرب باسلوب حضاري جديد وهو المطالبة باستعادة وضعهم السابق سلميا ، اي وضع سابق هذا ما نحن بصدد الإتفاق عليه وحسمه عبر المؤتمر الوطني الذي يتطلب عقده وباسرع وقت ممكن من قبل كل اطياف العمل اليساسي الجنوبي للخروج من هذه الدوامة ، التي تقلق الجميع وتتوه الجميع عن الهدف الأسمى الذي وجد الحراك السلمي الجنوبي من اجله ولا شيء سواه منطلقين بذلك من الشعار القائل الوطن الجنوبي الموحد فوق كل الإعتبارات.
واليوم وبعد خروج الرئيس البيض بدأت الأمور أكثر وضوحا وسهولة في لملمة الشمل الجنوبي في اطار مجلس الثورة الذي اقتنع به غالبية اطياف العمل السياسي في الداخل والخارج وخاصة وبعد ان اجمع الجميع في الداخل والخارج على ان يكون البيض رئيسا له و المرجعية الشرعية للجميع في هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تأريخ اليمن الجنوبي والذي أكد هو الآخر استعداده لممارسة ما تبقى له من حياته السياسية في اعادة الإعتبار للجنوب الذي كان سببا في الذهاب به الى وحدة النفق لأسباب كلنا يعرفها لا داعي هنا ذكرها , لأننا اليوم في وضع استثنائي يتطلب منا النظر الى الأمام الذي يوحد نضالنا وجهودنا نحو استعادة دولتنا وليس الى الخلف الذي يفرق الشمل ويشتت الجهود ويعيد مآسي الماضي الأليمة الذي ندفع ثمنها حتى اللحظة .
وبعد ان توحد الجنوبيون في الداخل ضمن مجلس قيادة الثورة لا ارى سببا للأخوة في الخارج يبقون ممزقين , ولا من باب المنطق ان يتمترس كل منهم خارج اطار ما وصل اليه الداخل و هذا اذا ما اردنا ان نتجنب عدم تكرار اخطاء الماضي والمضي قدما الى الأمام في استعادة الحق المسلوب بقوة السلاح من قبل نظام صنعاء المتهالك باذنه تعالى , والذي ننصحه بتحكيم العقل والمنطق في اعطاء كل ذو حق حقه ويا دار ما دخلك شر ونقول له ان اول شيء يجب ان يعمله هو اطلاق سراح السجناء الأبرياء من ابناء اليمن عامة والجنوب خاصة ليثبت حسن نيته بحل الأمور سلميا في العودة بالإمور الى وضعه الطبيعي من خلال فض الشراكة السلمية كما تمت سلميا افضل من الحرب والإحتراب والمكابرة على شيئء واضح لايمكن مقدرة احد نكرانه مهما بلغ به العناد والكبرياء لأنه بعناده هذا سيجلب لليمن مزيدا من الويلات وما اكثرها .
هذه ارائنا الخاصة واراء غالبية ابناء الجنوب ممن نناقش معهم مثل هذه القضاياء ، المنطلقة من الحرص على القضية الجنوبية ووحدتها والوطن ولا شيء سواه ، طا لما ونحن على سفينة ابحار واحدة ، ومستقبل جنوبي واحد ، والله من وراء القصد .
نكتفي بمناقشة مثل هذه الأسئلة كتنشيط للذاكرة بمناسبة الذكرى 46 للثورة 14من اكتوبر الخالدة والذكرى 41 للإستقلال من الإستعمار الأجنبي والذي اقترح على ان تنظم فعاليات جنوبية بهذه المناسبات الجنوبية والتي يحاول نظام صنعاء ان يستخدمها ويستخدم تأريخها لصالحة املا في القضاء على الحراك ونهجه السلمي .
ونقول لكل ابناء الجنوب احذروا الطابور الخامس الذي يسعى جاهد لعرقلة التقارب الجنوبي – الجنوبي ويسعى الى عرقلة كل ما تم انجازه على الصعيد الوطني من مصالحة وتوحد حول مجلس الثورة الذي يعتبر بمثابة القاعدة التي يتم عقد المؤتمر الوطني الجنوبي القادم عليها .
قال تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا . وقال ايضا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر . صدق الله العظيم
وما ضاع حق وراءه مطالب . عبد الحافظ العفيف المملكة المتحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق