بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 22 ديسمبر 2012
الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012
ترتيب البيت الجنوبي اليوم قد أصبح مهمة ملحة وهماً وهاجساً لكل جنوبي
ترتيب البيت الجنوبي اليوم قد أصبح مهمة ملحة وهماً وهاجساً لكل جنوبي
إن ا لقضية الجنوبية هي قضية شعب وأرض وإنسان ودولة وهوية وتاريخ وهي قضية سياسية لا تقبل المساومة ولا يمكن لأحد تجاهلها أو اختزالها أو المتاجرة فيها . الجنوب كل الجنوب هو ملك لكل أبنائه من أقصاهم إلى أدناهم على اختلاف عشائرهم وقبائلهم ومناطقهم وانتماءاتهم ومشاربعهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية .
مرسلة بواسطة alafif55 في 4:24 ص ترتيب البيت الجنوبي اليوم قد أصبح مهمة ملحة وهماً وهاجساً لكل جنوبي
الشعب الجنوبي هو المرجعية الوحيدة لحل القضية الجنوبية وصاحب الحق الأول في تقرير المصيرالجنوبي
إن الوضع الذي يعيشه ويمر به الجنوب بات اخطر من اي وقت مظا ويتعلق عليه مصير ومستقبل الجنوب كله (نكون أو لا نكون )الأمر الذي يتطلب الإسراع في ترتيب البيت الجنوبي على قاعدة الشراكة واحترام وقبول الأخر تجسيدا لعملية التصالح والتسامح وتشكيل إطارا سياسياً جامعاً وموحداً يستطيع أن يقود وينظم جهود ونضال الجنوبيين من خلال اطار جنوبي جامع يتوحد الجنوبيين تحته على اسس وثوابت مشتركة تسمح للقيام بخطوات عملية على ارض الواقع بعيداً عن التظيرالعقيم والمبالغة في ترجمة نقاط التباين التي هي محدودة ولا تستدعي القطيعة والتباعد بين ابناء الجنوب خاصةً في الضروف الحالية والمؤامرات المتعددة والمستجدات الخطيرة التي يعرف عنها الجميع.
وبرغم ما حققه الحراك الجنوبي السلمي من ايجابيات ومكاسب لصالح قضية الشعب الجنوبي العادلة والمشروعة وما قدمه من تضحيات وصمود وبطولات ،، إلا انه ينبغي علينا الاعتراف أن الحراك لم يستطيع مع الأسف أن ينتج قيادة جنوبية موحدة وفاعلة لقيادة الحراك الجنوبي بحجم ومستوى القضية الجنوبية قادرة على السير فيها بثبات قدما - ولم تستطيع قيادات الحراك في الداخل والخارج إن توحد وتنظم عملها أو إن توجد على الأقل آليات للعمل المشترك والتنسيق الجنوبي لتوحيد وتنظيم الإمكانيات والطاقات الجنوبية وللعمل السياسي والإعلامي والدبلوماسي الموحد والمنظم.
وكان لتعدد هذه المكونات وتعدد القيادات وخلافاتها تأثيرا سلبيا اضعف الحراك واضعف تعاطي وتعاطف وتأييد الشارع الجنوبي والخارجي بشكل عام نتيجة لضعف الأداء السياسي وتناقضه وتخبطه وعدم منهجية الخطاب السياسي والإعلامي والعمل الدبلوماسي وتوحيد الإمكانيات المادية ومعالجة قضايا الشهداء والجرحى والمعتقلين بشكل موحد ومنظم الأمر الذي أدى الى تبعثر وتشتت الجهود والإمكانيات وأصبح الحراك أشبه بالسفينة التي تعوم بدون ربان تتقاذفها الأمواج وتتهددها الأخطار .
وأمام هذا الواقع الذي وصل إليه الحراك وما يتعرض له الجنوب من تدمير وفوضى وانفلات امني ومخاطر حقيقية عليه ارضاً وشعباً فان المسؤولية الجسيمة تقع اليوم بدرجة رئيسية على مختلف النخب السياسية والاجتماعية والمشايخ والعقلاء وكافة الجنوبيين الشرفاء في الداخل والخارج لمواجهة هذه المخاطر والتحديات التي لا يمكن للجنوبيين من مواجهتها إلا من خلال وحدتهم وترتيب البيت الجنوبي وتشكيل قيادة جنوبية موحدة قادرة على السير بالقضية الجنوبية بنجاح وتأمينها من الزلات والمخاطر- ولن يتحقق لنا ذلك دون التنسيق والتوحيد على قاعدة التصالح والتسامح والشراكة وقبول الأخر واستعادة الثقة وإيجاد تطمينات لكل الأطراف الجنوبية وللخارج كذلك .
إن ترتيب البيت الجنوبي اليوم قد أصبح مهمة ملحة وهماً وهاجساً لكل جنوبي بل وأصبح مطلب مستعجل أكدوا عليه الجنوبيين في العديد من مناشداتهم ولقاءاتهم المختلفة في الداخل والخارج وما نسمعة هذه الأيام من دعوات لعقد حوارات جنوبية جنوبية لتحقيق هذه الغاية على طريق الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر جنوبي شامل لمختلف القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج ما هو الا تأكيد على ذلك.
ولذلك فان المصلحة الوطنية الجنوبية تقتضي من مختلف هذه النخب بتنوع توجهاتها ومشاريعها فتح حوار واسع والجلوس على طاولة الحوار للتشاور للخروج برؤية تلبي طموحات وتطلعات الشعب الجنوبي في تقرير مصيره على طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بدايةً في الاتفاق على مبادئ عامة وقواسم مشتركة يتوافق عليها كل الجنوبيين ويحتكم ويتقيد فيها الجميع ويعمل على هداها الشعب الجنوبي المرجعية الوحيدة لحل القضية الجنوبية وصاحب الحق الأول في تقرير المصير..
إن الحوار المطلوب اليوم بل والمفروض هو ذلك الحوار الذي لا يستثني احد لان مصلحة الجنوب تتطلب من مختلف قواه السياسية إن تتحاور للخروج بقواسم مشتركة تردم الهوة الموجودة وتوجد قنوات للعمل المشترك وجسور للتواصل توفر إمكانية ترتيب البيت الجنوبي للرقي بنضالنا وتأمين مسيرته ومواجهة التحديات والمخاطر المتزايدة على الجنوب يومًأ بعد يوم . ومن هذا المنطلق واثقون ان اي نجاح على مستوى تنسيق العمل الجنوبي سيعود بالفائدة على وضع ابناء الجنوب بشكل عام في الداخل والخارج وذلك لما تحظى به المكونات والشخصيات الجنوبية في الخارج من تأثيرعلى قيادات الحراك في الداخل والخارج – وعلى امل ان تسهم هذه الجهود في تهيئة الضروف على طريق الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الجنوبي المنشود على ارض الجنوب الحبيبة.
____________________________________________
هناك جملة من الأسس والمبادئ يجمع عليها ويتفق بشأنها أغلب الجنوبيين إن لم يكن جميعهم، ويقتضي الواجب اعتبارها من الثوابت والمسلمات المتفق عليها والتي لا يجوز أن تكون محل خلاف حولها، وتعد أساساً للحوار الجنوبي. وتتمثل هذه المبادئ في الآتي :-
1. أن الجنوب أرضاً وشعباً هو جزء أصيل من الأمة العربية والإسلامية ، ويستمد وجوده من تراثه التاريخي والحضاري المستند على مبادئ الإسلام الحنيف، على قاعدة ومنهج الوسطية والاعتدال، وبامتداداته الإنسانية القائمة على احترام الشعوب والأمم الأخرى على اختلاف أجناسها ودياناتها ولغاتها، وحقها في العيش بحرية وكرامة وصيانة حقوق الإنسان كما حددتها المواثيق والاتفاقيات الدولية. 2.
2- ونؤمن ونقر جميعا إن الجنوب كل الجنوب هو ملك لكل أبنائه من أقصاهم إلى أدناهم على اختلاف عشائرهم وقبائلهم ومناطقهم وانتماءاتهم ومشاربعهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية و بالتالي فان كل أبناء الجنوب متساوين في الحقوق والواجبات وشركاء في السلطة والثروة وانه محال أن تنفرد قبيلة أو منطقة أو أسرة أو حزب في حكم الجنوب والتحكم بالثروة دون إشراك ومشاركة كل الجنوبيين .
3. أن القضية الجنوبية هي ملك لكل الجنوبيين دون استثناء، وليست حكراً على طرف أو جهة أو جماعة أو منطقة أو تنظيم أو أفراد بعينهم، و حق الجنوبي في إبداء رأيه وتقديم تصوره عن قضيته هو حق أصيل لا يجوز منعه أو التضييق عليه أو ممارسة أشكال الإقصاء والتخوين والتشكيك والادعاء باحتكار الحقيقة.
ايضاً إن القضية الجنوبية هي قضية شعب وأرض وإنسان ودولة وهوية وتاريخ وهي قضية سياسية لا تقبل المساومة ولا يمكن لأحد تجاهلها أو اختزالها أو المتاجرة فيها الاعتراف بفضل وأسبقية الحراك السلمي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية, والسعي نحو تحقيق التقارب والتوحد بين مكوناته المختلفة.
اي أن الحراك الجنوبي السلمي هو الحامل الرئيس للقضية الجنوبية كحركة شعبية سلمية جاءت على اثر فشل الوحدة بعد حرب 94م ونتيجة لمعانات وقهر وإلغاء وتهميش شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهي حركة تنادي باستعادة حقها في الوطن والحرية والسيادة وليست حركة مطلبيه ولا انفصالية لان الجنوب تاريخيا كان كيان ودولة مستقلة ذات هوية وتاريخ مستقل بغض النظر عن التسمية اليمنية.
4. حق الشعب في الجنوب في تقرير مصيره، وعدم مصادرة هذا الحق من أي كان، والاحتكام إلى ما يقره ويقرره غالبية الجنوبيين فيما يتصل بالقضايا المصيرية التي تحدد مستقبله وتطلعاته . اي الإقرار أن الشعب الجنوبي هو المرجعية الوحيدة لحل القضية الجنوبية وصاحب الحق الأول في تقرير المصير – وعلى إن تعمل كل القوى السياسية بمختلف توجهاتها على تجسيد أرادة الشعب الجنوبي في تحقيق تطلعاته وطموحاته في استعادة دولته المستفلة من خلال تسخير مختلف الإمكانيات السياسية والإعلامية والمادية لتحقيق ذلك.
5. أن الحوار الإيجابي هو الوسيلة الوحيدة لمناقشة جميع المسائل المتعلقة بالقضية الجنوبية، على قاعدة المساواة بين جميع أطراف الحوار دون شروط مسبقة أو أملاءات.
6. إن الوسيلة لتحقيق هدف الجنوبيين لاستعادة دولتهم هو النضال السلمي سلاح العصر الراهن الذي اثبت فاعليته كشكل حضاري فاعل وآمن اقل تكلفة ويؤسس لثقافة جديدة خالية من العنف والاحتكام للسلاح في حل الخلافات والمنازعات في المستقبل.
7. تعميق ونشر ثقافة التصالح والتسامح وان ينطلق الجنوبيين بمختلف توجهاتهم السياسية وتنوعها من التجسيد الحقيقي لعملية التصالح والتسامح كأساس صحيح وقاعدة صلبة لبنا المستقبل وحل مختلف التباينان والإشكاليات إيمانا بان الجنوب ملك الجميع ويتسع للجميع والكل شركاء فيه وان نعمل جمعيا على تحويل عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة في التعامل والتعاطي مع بعضنا البعض وفي حل التباينات والخلافات .
8. إن الدولة الجنوبية التي يناضل الجنوبيين من اجل استعادتها ككيان هي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بصفتها القانونية والاعتبارية وبكامل سيادتها وأراضيها ، وان دولة المستقبل التي ينشد بنائها الجنوبيين ليست دولة الحزب الاشتراكي ولا عودة حكم السلاطين وأنما هي دولة النظام والقانون دولة المؤسسات المدنية الحديثة التي تقوم على أساس الشراكة الوطنية الحقيقية في الثروة وفي السلطة وفي إدارة أبناء المناطق شؤون مناطقهم بأنفسهم وفق الكفاءات والتخصصات العلمية ،، دولة تؤمن وتحقق للجنوبيين طموحاتهم في حياة حرة كريمة في مجتمع أمن مستقر يسوده العدل والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان والحريات .
9. التمسك بالديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وضمان وحماية حقوق الناس والحريات واحترام الأديان وعدم التدخل في شؤون الغير وتجريم استخدام أجهزة الدولة العسكرية والمدنية والمال العام لصالح أي حزب أو مؤسسة في قمع الحريات.
ان الوحدة الأندماجية التي تمت بين جهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990 قد انتهت بتاريخ 7 يوليو 1994 بأحتلال الشمال للجنوب. ثانياً: ان الوضع القائم في الجنوب منذُ 7 يوليو 1994 هو وضع أحتلال. ثالثاً: ان الشعب الجنوبي المحتل هو صاحب الحق في تقرير مصيرة وأن اي نتائج لأاي حوار يجب ان تخضع لأستفتاء الشعب الجنوبي حولها. رابعاً: ان المعني في الأستفتاء هو شعب دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. خامساً: ان اي مفاوضات يجب ان تتم بين من يمثل الجمهورية العربية اليمنية وبين الممثل الشرعي لشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهو الحراك السلمي الجنوبي ممثلاً بالقيادة التي سيتم الأتفاق عليها للقيام بذلك الدور. سادساً: ان اي مفواضات يجب ان تتم تحت رعاية ورقابة دولية وفقاً للقانون الدولي على قاعدة قراري مجلس الأمن 924 و931 سابعاً: الاعتراف والغاء الفتوى الدينية التكفيرية ضد شعب الجنوب ثامناً: الاعتراف بالممارسات والإنتهاكات القمعية اثناء النضال السلمي لشعب الجنوب وإيجاد الالية من الامم المتحدة لتوثيق ورصد الانتهاكات للقانون والاتفاقيات الدولية
1. احترام وجهات النظر والرؤى المتباينة بشأن حل القضية الجنوبية والتصورات المتعلقة بمستقبل الجنوب أرضاً وإنسانا، وعدم ممارسة أي شكل من أشكال التشكيك أو التخوين أو الإقصاء، وبأية وسيلة كانت، والعمل على إفساح المجال لتلك الرؤى ووجهات النظر أن تعبر عن ذاتها بحرية، والتحاور معها بعقلانية للوصول إلى قناعات مشتركة كلما كان ذلك ممكناً.
2. محاربة الأفكار المتطرفة وممارسة الإرهاب بجميع أشكاله السياسية والدينية والفكرية، وفضح ومقاومة الممارسات المرتبطة به، والعمل على تنوير أفراد المجتمع ودفعهم نحو المساهمة في عزلها والقضاء عليها.
3. إدانة ومحاربة جميع أعمال التقطع والاختطاف والسلب والنهب للأموال والممتلكات العامة والخاصة والتي تتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف، وتتعارض مع أسس دولة النظام والقانون.
4. الوقوف بوجه جميع الاعتداءات بحق الجنوب أرضاً وشعباً، سواء كان مصدرها السلطة الحاكمة أو الأفراد أو الجماعات المتطرفة، والعمل على إعادة جميع الحقوق المسلوبة باستخدام مختلف الوسائل بما في ذلك اللجؤ إلى الهيئات والمنظمات الدولية.
5. الاتفاق على تجاوز صراعات الماضي المريرة منذ بداية النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني وحتى الآن، والاعتراف بكل الأخطاء التي ارتكبت خلال تلك الفترة.
6. العمل على تجسيد مبدأ ” التصالح والتسامح ” في الممارسة العملية، وتحويله إلى فعل حقيقي وواقعي يستوعب كل مراحل العمل السياسي بدءاً من خمسينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر، وعدم جعله مقتصراً على جماعة معينة أو فترة صراع بعينها.
7. الاهتمام بأسر وأبناء وأهالي شهداء وشهيدات النضال السلمي الجنوبي منذ انطلاقته الأولى، ورعاية الجرحى والمصابين، ومتابعة قضايا المعتقلين والمفقودين.
8. العمل على استعادة تاريخ الجنوب وتراثه الثقافي والحضاري الذي تعرض للطمس المتعمد منذ قيام الوحدة بين الجنوب والشمال ، وإعادة الوجه المتمدن للمجتمع الجنوبي.
9. محاربة كل أشكال التشويه ومحاولات غرس الثقافات والسلوكيات الغريبة والمستهجنة في المجتمع، بما في ذلك محاولات غرس البؤر الإرهابية المتطرفة البعيدة عن قيمنا وأخلاقياتنا وتعاليم ديننا الحنيف.
10. اعتبار ميثاق الشرف قاعدة للانطلاق نحو حوار جنوبي – جنوبي يفضي إلى عقد مؤتمر وطني جنوبي، يجمع شتات جميع قوى النضال السلمي الجنوبي المؤمنة بعدالة القضية الجنوبية ، ويقود إلى تحقيق تطلعات الشعب ويحقق أمانيه. يواجه الجنوب اليوم مؤامرات شتى ومخاطر كثيرة وتحديات كبيرة في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد والتي تتطلب بالضرورة من مختلف القوى السياسية الجنوبية سرعة التحرك للجلوس لتدارس هذه الأوضاع الخطيرة ووضع الخطط والمعالجات واتخاذ موقف موحد ومشرف إزائها للدفاع عن الأرض والعرض وحماية الأرواح والممتلكات وإعادة الأمن والاستقرار ولن يتحقق ذلك ألا باستشعار الجنوبيين لهذه المخاطر والتحديات ورص صفوفهم ولن يستطيع الجنوبيين من رص صفوفهم لمواجهة ومجابهة هذه التحديات والمخاطر دون تقييم ومعرفة الجنوبيين لنقاط ضعفهم والتحرر منها وامتلاكهم لعناصر القوة والمحافظة عليها من خلال الارتقاء بالحراك الجنوبي السلمي وفي الخطاب السياسي والإعلامي وإخراجه من التخبط والعشوائية إلى العمل المؤسسي المنظم القائم على وضوح ووحدة الرؤية الثاقبة السليمة لمجريات الأمور على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي وفي كيفية التعاطي مع المستجدات والمعطيات الجديدة وبلورة رؤية تحدد بوضوح نظرة وموقف الحراك من مختلف القضايا والتي تأتي في مقدمتها:
- تعريف القضية الجنوبية, مضمونها وأهدافها ومن هم أعدائها ، ومن هم حلفائها وأصدقائها داخليا وخارجيا.
- وضع تصور لخارطة طريق للعمل الميداني والسياسي والإعلامي والدبلوماسي مع ضرورة انتهاج العمل المؤسسي المنظم لذلك.
أن مشكلة الجنوبيين ليس فقط في غياب الرؤية الموحدة بل وفي غياب القيادة الجنوبية الموحدة كذلك ، وهو السؤال الذي يطاردنا ويحرجنا به المجتمع الإقليمي والدولي اليوم, لماذا انتم غير موحدين ؟؟ لماذا لم تمتلكون رؤية موحده لقضيتكم ؟؟؟؟ ولماذا لم تتفقوا على قيادة تمثل الجنوب ؟؟؟ وهو سؤال طرح ويطرح بإلحاح في الفترة الأخيرة ويتكرر من قبل جميع من تطرح عليه القضية الجنوبية وفي كل المحافل التي يتم التطرق بها الى القضية الجنوبية.
الخميس، 15 نوفمبر 2012
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012
صفقة لصوص الثورات ...
صفقة لصوص الثورات
...احمد عبداللاه
١)
للتأكيد : لصوص الثورات ، تسمية واقعيه للصوص الحياة .
إنهم عباره عن نخب استقوت بالمال وقدسية الخطاب الموظف سياسياً، ضحلة في فكرها ومشاريعها ، لم تحتاج سوى أياماً قليله منذ انطلاق الثورات ( الربيع ) ، حتى انقضّت كاللبوات المصابه بمجاعة سرمديه على طلائع الشباب واستدرجتهم بكفاءة كبيره على خلفية معارضتها الرسميه للانظمه وتنظيمها وقدراتها الماديه مسنودة بالأعلام الرهيب الذي لعب دوراً حاسما .
٢)
كثيرون من وصفوا ثورات الشباب بانها ثورات بريئه انتفض من خلالها البسطاء وصغار السن متمردين على وضع مأساوي للحياة والعيش بسبب فساد الانظمه وتخلي الدوله عن القيام بواجباتها إزاء التنمية والخدمات وإدارة الاقتصاد بشكل يحقق الاستقرار والرفاهيه والتوازن بين طبقات المجتمع، فأصيبت المجتمعات بانحدار عنيف نحو الفقر والتمزق وضياع الأمل في قدرة تلك الانظمه على الإصلاح السياسي الاقتصادي وتنمية القيم الحضاريه الحديثه .
ومع الاخذ بالمعطى الهام وهو ضعف طيف اليسار بشكل عام ، فقد وجدت الاحزاب الاسلاميه غنيمتها التاريخيه لتلتهم دماء الثوار وتركب الحشود نحو السلطه .
لكن الصفقة الكبرى التي تمت هنا كانت بين جماعات الإخوان والغرب البعيد ، ومن منطلق ان جماعات الإخوان كانت الأكثر تنظيماً وجاهزيه فقد رأى الغرب ومازال بانه يجب التعامل معها وفق منهج براجماتي بغية تقليل الخسائر ، وان عليه ان يضع يده مع القوة الجديده التي ستؤثر على المسارات السياسيه في المنطقة بأسرها خلال السنوات القادمه بغض النظر عن فكرها وايديولوجيتها او نخبها الدينيه المختلفه .. فالغرب يهدف إلى نزع أنياب الإسلام السياسي ووضعه في مواجهة التطرف ، بالإضافة الى تدجينه من خلال التعامل المباشر مع معضلات المجتمعات من مواقع السلطه بحيث تتوسع الفجوه الطبيعيه بين الخطاب الديني والسلوك الواقعي ،
وفي المقابل تحظى جماعات الإسلام السياسي بالسلطه دون اي معارضة تذكر من الغرب او الدول الاقليميه الدائره في فلكه .
٣)
هذا الإطار العام من التحليل قد يندرج في الاكليشيهات السياسيه التي باتت تتناغم عند كثير من المحللين ولا يرى احد جديد فيها !
حسناً ربما الجديد المضاف هنا هو حول تلك الأكثر لصوصية في التاريخ البشري الحديث ، بل والأكثر ازدواجيه في تعاطيها مع المسائل السياسيه والمعضلات التي يواجهها المجتمع .. هي النموذج اليمني الأكثر شَرَه وشغف بالحكم منذ ان تخلّق من ضلع السلطه في بداية التسعينات وامتلأت رئتاه بأكسجين الحياة تحت كنفها . بدأ بتجربة تنظيمية فريده مثلت اندماج شيوخ الافتاء ومشائخ ألقبائل وقيادات عسكريه ورجال المال وشخصيات وجهاديين في عملية انصهار تم تصميمها على عجل لمواجهة مشروع الوحده الوليد . ومنذ ذلك الحين حتى الان رأينا عجائب هائله لايهضمها اي خيال سياسي خصب .
بعد ان تم ابتلاع الكتل البشريه العظيمه التي زلزلت الأرض في الساحات الشماليه ، وقطف ثمار الدماء المستباحة حينها ، وتقاسم السلطه الانتقاليه احس تجمع الاسلام السياسي القبلي ان وجوده يترسخ بثبات على الأرض ، فاتجه جنوباً لمحاولة تدمير ثورة شعب لا يسعى لتغيير السلطه او ترحيلها بل يسعى من اجل مصيره وبقائه كما يجب على قيد الكرامه والحياه . ان هذا الامر هو ما يغير في الاكليشيهات المحفورة على صفيح التحليل العام لواقع قوى الإسلام السياسي .
أنْ يتم ابتلاع ثوره تطالب برحيل الدكتاتوريه فهذا ما رأينا وعشنا لكن ان تتم المحاوله الجاده لابتلاع شعب يسعى لاستعادة حقوقه الحيويه فهذا امر جديد يثير القلق الشديد، لان المؤشر هنا يضع القوى الاسلاميه في اليمن على نقيضين ، ففي حين تدعي الثوريه في الشمال فإنها تكرس فكرة الهيمنه القسريه في الجنوب ، التي استنكرتها وهي في المعارضه ، مستخدمة المال السياسي والخطاب الديني وهما شقّا الاحتراف المهني لتحقيق الاهداف .
بعد ان تم ابتلاع الكتل البشريه العظيمه التي زلزلت الأرض في الساحات الشماليه ، وقطف ثمار الدماء المستباحة حينها ، وتقاسم السلطه الانتقاليه احس تجمع الاسلام السياسي القبلي ان وجوده يترسخ بثبات على الأرض ، فاتجه جنوباً لمحاولة تدمير ثورة شعب لا يسعى لتغيير السلطه او ترحيلها بل يسعى من اجل مصيره وبقائه كما يجب على قيد الكرامه والحياه . ان هذا الامر هو ما يغير في الاكليشيهات المحفورة على صفيح التحليل العام لواقع قوى الإسلام السياسي .
أنْ يتم ابتلاع ثوره تطالب برحيل الدكتاتوريه فهذا ما رأينا وعشنا لكن ان تتم المحاوله الجاده لابتلاع شعب يسعى لاستعادة حقوقه الحيويه فهذا امر جديد يثير القلق الشديد، لان المؤشر هنا يضع القوى الاسلاميه في اليمن على نقيضين ، ففي حين تدعي الثوريه في الشمال فإنها تكرس فكرة الهيمنه القسريه في الجنوب ، التي استنكرتها وهي في المعارضه ، مستخدمة المال السياسي والخطاب الديني وهما شقّا الاحتراف المهني لتحقيق الاهداف .
أنْ يتم ابتلاع ثوره تطالب برحيل الدكتاتوريه فهذا ما رأينا وعشنا لكن ان تتم المحاوله الجاده لابتلاع شعب يسعى لاستعادة حقوقه الحيويه فهذا امر جديد يثير القلق الشديد، لان المؤشر هنا يضع القوى الاسلاميه في اليمن على نقيضين ، ففي حين تدعي الثوريه في الشمال فإنها تكرس فكرة الهيمنه القسريه في الجنوب ، التي استنكرتها وهي في المعارضه ، مستخدمة المال السياسي والخطاب الديني وهما شقّا الاحتراف المهني لتحقيق الاهداف .
ومن هنا ربما لا يدرك هذا التيار حجم التحديات التي يسعى لمواجهتها : فهو شريك وخصم للحزب الذي انبثق أصلاً منه وهو طرف رئيسي في الصراع الطائفي ، كما وانه يضع نفسه في مواجهة قوى المجتمع المدني الواسعه إضافة للصراع المفتوح مع ثورة شعب الجنوب ، وكأننا في سياق حديث عن دولة عظمى وليس تجمع يسعى بماله وجمعياته لاحتواء كل من يقع عليه بصره ، هذا الامر لم يعد مفهوماً في قواميس السياسه الواقعيه بل انه يدخل في نظرية التوحش الممسوس وجنون الهيمنه المطلقه وتنتفي عنه أدنى صفة القيم الجديده التي يسعى لتحقيقها المجتمع .
ان تجمع الإسلام السياسي في اليمن ربما في نشوة العظمه لم يعد يدرك حجم الويلات التي يفتحها على نفسه كما انه يجهل ان المال والجمعيات والإعلام والفتاوى لا تكفي لان يواجه بنفسه استحقاقات تاريخيه كبيره او يذيب جبال صلده من الضرورات التي يتعين مواجهتها ببصيرة سياسية واقعيه وليس بلهجة العنتريات القبليه او خطابات المساجد والفتاوى . ان اي محاوله بنظرنا للسيطره على الساحات الجنوبيه
ماهي سوى محاوله للانتحار السياسي هناك حيث اثبت الجنوبيون غير مره غلبتهم المطلقه في كل مناسبه .
لكن الامر الأكثر خطوره هنا والذي يجب التنبيه اليه هو ان تمادي هذه القوى لفرض هيمنتها على الجنوب
يعني الدخول في صراع مفتوح مع شعب تصبح وسائل الصراع فيه مفتوحة ومشروعه أيضاً بما فيها وسائل القوه التي نعتقد بانها آتية لا محال إذا استفحل الامر ووجد الجنوبيون انفسهم محاصرين ومتروكين للصوص الحياه غنيمة ، وربما لا يدرك احد ان اكثر ما يوحد الجنوبيين هو اللحظه التي يحسون فيها بان كل ما حولهم وما يأتيهم من الشمال هو مجرد زيف وخديعة . وفي اعتقادنا ان القادم القريب سيكشف ان الجنوب أقوى بكثير مما يعتقد هو ذاته وان لديه من أسباب القوه ما يجعله قادر على صنع الانتصار النهائي المؤكد.
لقد عرفنا منذ زمن ان التيارات الاسلاميه في بعض الدول واجهت السلطه كمعارضه سلميه مغموره او ظاهره حسب تجربة كل بلد حتى أتت لحظة الثوار الحقيقيين فانتصرت بهم تلك القوى .. لكننا لم نقرأ او نعرف في كل تاريخنا القديم والحديث ان اي قوى اسلاميه قد واجهت شعب بهدف الهيمنه عليه وكسر إرادته وهو ما يحصل اليوم للاسف في معركة مفتوحة الأفق بين تيارات دينيه قبليه شماليه وشعب الجنوب .
وللقارئ ان يدرك بشكل او بآخر بان الغلبه دوماً للشعوب ، خاصة وقد أصبحت تعي تماماً من هم لصوص الحياه .
تم
لكن الامر الأكثر خطوره هنا والذي يجب التنبيه اليه هو ان تمادي هذه القوى لفرض هيمنتها على الجنوب
يعني الدخول في صراع مفتوح مع شعب تصبح وسائل الصراع فيه مفتوحة ومشروعه أيضاً بما فيها وسائل القوه التي نعتقد بانها آتية لا محال إذا استفحل الامر ووجد الجنوبيون انفسهم محاصرين ومتروكين للصوص الحياه غنيمة ، وربما لا يدرك احد ان اكثر ما يوحد الجنوبيين هو اللحظه التي يحسون فيها بان كل ما حولهم وما يأتيهم من الشمال هو مجرد زيف وخديعة . وفي اعتقادنا ان القادم القريب سيكشف ان الجنوب أقوى بكثير مما يعتقد هو ذاته وان لديه من أسباب القوه ما يجعله قادر على صنع الانتصار النهائي المؤكد.
لقد عرفنا منذ زمن ان التيارات الاسلاميه في بعض الدول واجهت السلطه كمعارضه سلميه مغموره او ظاهره حسب تجربة كل بلد حتى أتت لحظة الثوار الحقيقيين فانتصرت بهم تلك القوى .. لكننا لم نقرأ او نعرف في كل تاريخنا القديم والحديث ان اي قوى اسلاميه قد واجهت شعب بهدف الهيمنه عليه وكسر إرادته وهو ما يحصل اليوم للاسف في معركة مفتوحة الأفق بين تيارات دينيه قبليه شماليه وشعب الجنوب .
وللقارئ ان يدرك بشكل او بآخر بان الغلبه دوماً للشعوب ، خاصة وقد أصبحت تعي تماماً من هم لصوص الحياه .
تم
وهكذا وصل لصوص الثورات النقيه الى كرسي السلطه على جسد الثوار دون ثمن يذكر .
الأربعاء، 3 أكتوبر 2012
البيض - باعوم (اختلاف الشَبَهْ)
احمد عبداللاهالخميس 04 أكتوبر 2012 01:35 صباحاً
لهذين القائدين تشابه كبير في المكونات العامة للشخصية وفي تاريخهما النضالي والسياسي منذ عقود خلت حيث آتيا من بيئة ثقافيه اجتماعيه واحده مع اختلاف بعض التفاصيل التي تدخل في دائرة ( الشخصنة ) او الخصائص الحيوية الإنسانية ، تلك المكتسبة من ظروف المنشأ الخاصة بكل منهما التي تمنح أي فرد خصوصية شخصيه ذاتيه في الحضور و السلوك .
ان وعي الرجلين تشكل وتحزَّب في إطار المنظومة الفكرية الثورية ربما منذ ان تفتَّح على القيم الوطنية القومية في تلك الحقبة الزمنية التي سبقت استقلال الجنوب ، ثم تطورت تجاربهما وخبراتهما داخل الحزب والدولة الجنوبية بالرغم من تمايز مواقعهما وطريقة عملهما أو أدائهما .. والمرجح ان أغلبية الاصطفافات التي فرضتها الصراعات المتعددة داخل الحزب بين منعطف وآخر قد تجاذبَتْهما إلى اتخاذ مواقف مشتركه أو متشابهه.
وان كان هناك اختلافات في الطبيعة الإنسانية العامة أو في قدرات تفسير وتحليل مجريات الأحداث في أي زمن فان هذا أمر وارد حتى في إطار أي توأمه بيولوجيه ، وبالتأكيد ان تعقيدات كثير من الأوضاع التي مر بها الجنوب تفرض فروقاً نسبيه بين رؤى الرجلين ولكن ليس بالشكل الحاد في حدود معرفتي على الأقل .
إلا إنهما في إي تشخيص عام متشابهان كقائدين يتصفان بالحدة والثبات أمام الضرورات .
لا اعلم ان كان إعلان الوحدة الفورية جداً والتي أُعلنت بشكل مفاجئ ، خارج التدابير الاحترازية ، لعملية تاريخيه بهذا الحجم وترتبت عليها مخاطر كارثية ، ودون وجود إي ضمانات لاستمرارها سلمياً حتى من الزاوية النظرية ، لا اعلم ان كان ذلك قد وضع القائدين على مفترق نفسي لوقت ما ؟ ربما ،
لكن حرب ٩٤ وماتلاها كان حدثاً مزلزلاً وضع الجنوب بأكمله خارج الوجود بقيَمِه الإنسانية الحقيقية وانصرف أبناؤه للبحث عن وسائل البقاء كيفما كانت.
وبسببها تباعد البيض وباعوم جغرافياً مع الاعتقاد بان كل منهما وفي موقعه ظل مسكونَاً بهاجس واحد كما هو عند كل أبناء الجنوب وهو استعادت الدولة.
ظهر الزعيم باعوم بشكل مبكر من خلال رفضه العلني لواقع ما بعد ٩٤ ثم أصبح في ميادين النضال مع الجماهير ، التي أوصلها حال الظلم والموت البطيء إلى وضع ثوري قل مثيله في تاريخ الثورات مقدمةً تضحيات كبيره ونموذجاً سبَّاقاً في سلميته وعنفوانه، وظل حسن باعوم مرتبطاً من خلال وجوده الفيزيائي المادي والروحي في الميادين بعيد عن الصحافة والوسائط الأخرى وكان وحده من يذكِّر بالأسماء القيادية القديمة التي تزاملت وترافقت طوال حقبه من الزمن .. وبالطبع تعرض باعوم كما يعلم الجميع للملاحقات والعذابات الكثيرة وأصبح من مقيمي السجون الرهيبة في أوقات كثيرة آخرها خلال فترة انتفاضة التغيير في الشمال والتي لم تُنْسِ الحكام المتهاوين حقدهم على الشخصية المحورية الرئيسة في حراك الجنوب حسن باعوم ، وبالتأكيد تحمل صنوف كثيرة من العذاب في عمر تجاوز سني حيويته تماماً مُظهراً ثباتاً وصموداً أسطوريين .
وأكثر ما يلتفت إليه الناس ان الرجل لم يتزحزح عن موقفه أبداً ولم يسعٓ لتحقيق ذاته على أي صعيد.
كل ذلك اكسب الرجل جماهيرية كبيره وحضور شعبي كاسح كزعيم ميداني أرهق صموده كل من حاول النيل منه. وبغض النظر عن أي تاريخ فردي فان حسن باعوم رمزٌ جنوبيٌ استثنائي في زمن الضرورات الكبرى مهما حاول الآخرون خلط التاريخ الذي ولّى بالحاضر ، (الضرورة) .. حتى ان الإنسان ينتابه الخجل ان حاول الأقدام على تجريح هذا الرجل لأي غرض كان.
ومن زاوية أخرى ظهر علي سالم البيض خلال احتدام الحراك ، بعد تغييب قسري ، متنقلاً بين دول الشتات ووطَّد اتصالاته وعلاقاته بكل قيادات الحراك ، ووضع قضية الجنوب كقضية سياسيه أمام العالم لما يتمتع به من مكانه كطرف وشريك في عملية الوحدة وقاد عملية الدفاع عن الجنوب خلال حرب ٩٤ من موقعه السياسي ثم أعلن وبتأييد كامل من رفاقه عن قيام جمهورية اليمن الديمقراطية ، التي لم يكتب لها ميلاد لعوامل كثيرة أهمها حال التمزق الذي عاشه الجنوب منذ سنوات قبل الوحدة والتفوق العسكري والبشري للشمال وخذلان العالم للحق الجنوبي آنذاك .
وبالرغم ان النخب الجنوبية في غالبها تنتقد بشده أداء قيادة الاشتراكي على مدى تاريخه وصراعاته والذي تتوج باتخاذ أمينه العام قرار الدخول في وحدة فوريه مالبثت حتى أهلكت كل القيم المادية والروحية لشعب صغير لم يألف أو يتربى على الحياة خارج إطار الدولة والقانون ،
بالرغم من ذلك فان الجماهير في وضعها المأساوي وحالتها الثورية العارمة وبشكل تلقائي وجدت في البيض منقذاً يستمد شرعيته ليس من كونه كان قائداً للحزب الاشتراكي أو لأنه من وقَّع وثيقة الوحدة دون تفويض احد ولكن يستمد مشروعيته بشكل اكبر من الالتفاف الجماهيري حول مشروعه الهادف لاستقلال الجنوب ، ومن ضرورات مرحليه متعددة، وأصبح الرجل في الوعي الشعبي يمثل رمزية قائد حمل نواياه الوطنية الصادقة ، تجاه الوحدة التي لم يكن قد ابتدعها لكنها كانت مستمده من شعارات قوميه متأصلة في وجدان الشعوب في عهود سابقه ومن أهداف الحزب الاشتراكي النظرية التي وضعت مسالة الوحدة كمُقَدَّس مصيري وقدري حملته أجيال من الزعامات والنخب مارسوا بسط الوعي هذا في إطار حلم لا يُمَس حتى أصبح مسلمه توقف حيالها إي اجتهاد للعقل وحملت الجميع على الصمت عند الإعلان عن الوحدة الفورية ، خوفاً من تسجيل مواقف محسوبة لعرقلة وحدة ظل الجميع يعبدونها كصنم في محراب الايدولوجيا وتم إغفال الحد الأدنى من الشروط الاحترازية في وثيقة الإعلان عن قيام دولة الوحدة ودون اعتراف تام حينها ان كانت ضرورة ام عقيدة نظريه .. كل ذلك مع عدم التنبؤ بإمكانية الخديعة من قبل الشريك الشمالي أوقعت القائد البيض ورفاقه في مقام من يحمل وزراً يسعى إلى الخلاص من حمله عبر قيادة شعبه نحو الاستقلال .
لقد دخل البيض الوحدة يحمل النوايا ويده خالية من إي ضمان متجرداً عن كل أسباب التكافؤ او التوازن فأصبح سهل الهضم وغُدِر به بطريقة تصل إلى أعلى مراتب الخديعة في التراث التاريخي للأحداث ،
لكن الرجل يتمتع بقاعدة شعبيه كبيره لثقة الجماهير التامة بأنه سيقودها للخلاص بعد تجربته المرة .
ولقد تقبلت الجماهير ظهور البيض منذ سنوات بحماس منقطع النظير ناسية عتابها وحنقها واعتبرته رمزية سياسيه كبيره وضرورية يعرفها العالم والدول المحيطة ليعمل علناً على استعادة دولة تم سلبها بالقوة أمام العالم .
اذاً فالرئيس البيض والزعيم باعوم ( كما يُلَقبان ) رغم التباعد الجغرافي إلا إنهما منذ البداية كانا يحملان مشروع استقلال الجنوب بل إنهما يتمتعان بقاعدة شعبيه واحده فالولاء للبيض وباعوم واحد بين كل القواعد الشعبية ولا اعتقد ان من يحب البيض يستطيع ان يكره باعوم والعكس وحتى في لحظة الاختلاف المفاجئ حول مؤتمر المجلس الأعلى والذي ظهرت إرهاصاته منذ فترة ليست بعيده .
اختلاف الشَبَه له كثير من النماذج التاريخية على مستويات عده ، الأفراد الجماعات وحتى الأديان السماوية ، وبأوجه عده يأخذ ابعاداً مختلفة وأشكال متنوعة دون ان يكون هناك نموذج واحد يقود لنتيجة واحده .. فالمسألة برمّٓتها تتعلق بالمسبب الرئيسي فإن كان تقنياً فان الاختلاف سيتلاشى لا محال وان كان هناك مُنْزَلق تحركه تباينات رئيسه في الوسائل فيجب عدم الاستهانة به وتصبح الحاجة إلى حوار فوري أمر ملح لإجراء مراجعة حكيمة وبالطبع هذا يعتمد على إرادة الزعيمين ويقظة أبناء الجنوب حول الضرورات التي تحتم عدم الاصطفاف الحاد لأنه ضرر مخيف.
ان اختلاف الشبٓهْ قد يصبح خطيراً فظلم ذوي القربى الذين لهم هدف واحد وقاعدة شعبيه واحده ويمثلا رافعتي مشروع الاستقلال ، يصبح أكثر مرارة من إي اختلاف تفرضه ضرورة التنوع .
وهذه المسألة لها تأثير نفسي ومعنوي على الجماهير كون القائدين يحملان مشروع شعبي صرف ويتطابقان في خطابهما ونظرتهما لخيار الحل لقضية الجنوب وظلتا صورتاهما مرافقة لعَلَم الجنوب في كل فعالية جنوبية.
أنني لا اعتقد ولا أحب ان اعتقد ان خلاف الزعيمين له مُؤثِّر يتجاوز حدود الجنوب أو يستمدانه من اجتهادات حول ما يجب ان تكون عليه العلاقات الخارجية بالذات مع القوى الإقليمية الرئيسة ، مهما كان هذا التباين في الاجتهاد ، او ان أمر كهذا يصبح في صميم الاختلاف أو محركاً له . فالبيض وباعوم لا تنقصهما الخبرة والدراية بحساسية القضية الجنوبية وضرورة تجنيبها من أي صراعات إقليميه بل إنهما قادرَين على توظيف أي علاقة خارجية ان كانت ضرورية لمصلحة الجنوب.
ان أي سياسي مدرك تماماً بان قطبي الإقليم الرئيسين يتسابقا لضمان ولاءات
وتبعية القوى المؤثرة داخل شعوب المنطقة بأي ثمن واستثمارها في تنمية نفوذهما ، ونرى في السياق كيف امتد صراعهما على الساحة الشمالية ليصبح في المستقبل القريب الصراع الرئيسي هناك شئنا ان أبينا.
لكن الجنوب ليس لديه أي عوامل موضوعية لهكذا نفوذ أو صراع ، فلا توجد إي تبعية تاريخيه متا صله لأي من قطبي الإقليم كما انه لا توجد إي مكونات اجتماعيه كبيره ارتبطت مصالحها بأي جهة خارجية فشعب الجنوب خال من الكيانات القبلية المتأصلة والتي تمتلك جذور تاريخيه وتعيش تحت رعاية أي من دول الجوار مثلما هو الحال عند القبائل الشمالية الكبيرة ، ومن جهة أخرى وهذا مهم للغاية فان الجنوب خال من أي صراع طائفي يتم تغذيته من الدول الخارجية ، كما ان الجنوب في كل تاريخه كان دولة مستقلة في قراراتها عن محيطها الإقليمي بأقطابه ، وتهابها كل دول الجوار .. ولم يتذكر احد ان شخصيات لها وزن اجتماعي أو مناطقي ارتبطت مصالحها بالخارج.
ان هذا يجعل إي تخوف من إي امتداد للصراعات الدائرة في الساحة الشمالية إلى الجنوب مجرد اجتهاد او ظن احترازي إذ انه وان حصل شيء من هذا الأمر فانه لن يكون عميق البتة ويصطدم مباشره بثقافة الجنوبيين المتأصلة فيهم عبر الأجيال .
لكن بالرغم من ذلك لا يمنع ان تلك الدول تسعى لاستقطاب الشخصيات الكبيرة ذات الوزن الجماهيري أكانت فدراليه أم استقلاليته او تحاول مد جسور ما وهذا أمر مفهوم من زاوية المصالح للدول الكبيرة في المنطقة لمحاولة التأثير وامتلاك أوراق مختلفة لأي تسويات تتم فيها عمليات مقايضة ما ، دون الالتفات إلى الحقوق العامة للشعب ، وهذا منهج سياسي براجماتي للدول التي تتسابق على النفوذ.
والشمال نموذج حي حيث توغلت فيه قوى إقليمية منذ تاريخ بعيد وأصبحت المؤثر الأول في توجيه الأحداث هناك بشكل عام رغم محاولة الخروج بين وقت وأخر من دائرتها المحكمة .. الا ان النتيجة كانت دوماً هي العودة لبيت الطاعة .
أنني أسوق ذلك ليس من اجل التلميح إلى شيء محدد ولكن وجدت الأمر هذا ضرورة حتى لا يدخل في سياق كثير من التحليلات النخبوية حتى وان كانت مجرده عن أي غرض ، و أتمنى ان لا تتمادى النخب والأقلام في الذهاب بعيداً عن تقييم حالة اختلاف في تطبيق الوسائل إلى قراءات تهدف استجلاء خلفيات ثقيلة المعاني بعيدة عن الحقيقة .
وأكرر أنني لا أحب ان اعتقد بان خلاف الزعيمين له امتداد خارج إطار تدافع الوسائل والخلافات التقنية أو التنظيمية أو قوام الهيئات في قيادة المجلس الأعلى للحراك.
وفي هذا السياق أدعو كل من تهمه قضية الجنوب إلى الابتعاد عن الاصطفافات العدائية أو التطبيل والتسويق والتهويل لهذا الخلاف على المواقع الإعلامية أو في المجالس العادية وتحميله ما ليس فيه وارتجال أسباب للإثارة .. بل أدعو إلى تلافي هذا الصدع التنظيمي ووضع أي معالجه تجعل مؤتمر ٣٠ سبتمبر والمؤتمر القادم فعاليتين متكاملتين في إطار حراكي واحد وان نتجنب التحشيد وإصدار بيانات التأييد أو الاستنكار ... خاصة والجنوب بحاجة ماسه في هذه المرحلة لتجنب أي خلافات جديدة و لديه ما يكفي من الاستحقاقات والتحديات وما تتطلبه تلك من تضحيات قادمة.
ان الحراك الجنوبي الشعبي في الأول والأخير أهم من المجالس والمؤتمرات والزعامات وما تلك المؤتمرات سوى ظاهره تنظيميه تضع محددات نظريه وأدبيات وتنتخب هيئات ، يمكن ان تعقد في أي وقت وان لم تعقد سيظل الحراك باقياً ولا يعتقد احد ان عقْدها ضرورة تحتم ان يتحمل الجنوب شقاقاً لأجلها مهما كان حجمه .
ينتابني الإحساس احياناً كأننا عشنا مراحل تدرجت فيها الألوان واحد تلو الآخر نحو الرمادي الفسيح الذي نحاول الخروج منه الآن إلى لون ما سيشبه الحياة ، وسوف يأتي ،
وكأن لوحة الجورنيكا لبيكاسو سرد تشكيلي لتلك المراحل اللونية.. انه أمر حياة لم تمض منسجمة قط . لكن الدنيا والتاريخ يشهدان الان عملية ولادة الجديد فينا الذي لن توقفه أي قوة مهما كانت .
أخيرا لكل النخب والأقلام ولكل القادة أقول لا تستثمروا حماس الشباب أو منظمات المجتمع الوليدة ، من اجل توجيهها هنا أو هناك في هذا الظرف.
ولكل قادة الجنوب استقلاليين أم فدراليين أقول لقد تعب الناس من الحياة وانتم لم تتعبوا من الخلافات على أشكالها .. فلا تجعلوا أقوالكم فوق أفعال وتضحيات الجنوب .
لقد تناسى الناس تاريخ قيادات الجنوب أجمعين بفعل الضرورة فاحترموا أيها القادة عطش الجنوب للحرية وليكن تنوعكم بنّٓاء طبيعي متكامل وعقلاني تتبادلون فيه أدواراً بحنكه ودهاء فأنتم أمام خصم يحمل دهاء شيطاني، ومحاطين بإقليم تحكمه قواعد المصالح والصراع في آن واحد ، وله أجندات تتسع لما هو ابعد من جغرافيته.
*خاص عدن الغد
اقرأ المزيد من عدن الغد | آراء واتجاهات | البيض - باعوم (اختلاف الشَبَهْ) http://adenalghad.net/articles/3578.htm#ixzz28HfL0haT
السبت، 29 سبتمبر 2012
تجميد الأموال سبب تأجيل مؤتمر المجلس الأعلى للحراك
عبدالسلام بن عاطف جابر إقرأ المزيد: http://www.al-dhala.com/vb/showthread.php?t=96687#ixzz27qnqCGaW
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
التعليقات
من باع نفسه رخيصه يصبر على الذل والعار
عاشت الجنوب حره ابيه
الموت للغادرين والخائنينشبكة أخبار صدى عدن