بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

اللقاء الأول لأبناء الجنوب في المملكة المتحدة في17/ 7/2010م احد ثمار دعوتنا للتوافق والتصالح الجنوبي - الجنوبي




دعوة الى التوافق الجنوبي - الجنوبي لكل ابناء الجنوب في الداخل والخارج
وفقا للتصالح والتسامح وميثاق الشرف

العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف

يا ابنا ء الجنوب الأحرار في الداخل والخارج بصفتي يمني جنوبي واحد قيادات فك الإرتباط الأول في العام 1994م وناشط حراكي ومنفي خارج الوطن منذو 7/7 1994م يوم استطاع تتار الشمال فرض سيطرتهم على تراب الوطن الجنوبي الحبيب با سم شهداء الحراك المطالب بفك الإرتباط للإستقلال وتحقيق المصير وباسم شهداء فك الإرتباط الأول وباسم كل نسور الجو والى جانبهم شهداء القوات المسلحة الجنوبية التي انضمت الى الدفاع عن الجنوب في استعادة دولته والى كل من له صلة بذلك الحدث التأريخي العظيم الأحياء منهم والأموات بل واخص بالذكر اولئك الصقور الذي سطروا بدمائهم الطاهرة و الزكية ملاحم التضحية والفداء والذي نعتبرهم مفخرة للوطن الجنوبي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى والذي للأسف بدأ البعض ينساهم وهم من كان مفخرة الشعب الجنوبي ولا زالوا كذلك ادعو الشعب الجنوبي وكل ابناء الجنوب بمختلف انتمآتهم السياسية والإجتماعية في مثل هذه الضروف العصيبة والمأزق الحرج من جراء الحصار وفرض حالة الطوارىء التي يمر بها الجنوب الحبيب وشعبه المناضل والمضحي بكل مايملك من اجل نيل استقلاله وحريته وخلاصه من المستعمر البغيض الذي استباح الأرض والعرض والإنسان بل واستباح الكرامة والتراث وكل ما له صلة بتاريخ الجنوب القديم والحديث نحن اليوم مطالبون جميعا ودون استثناء في رص الصفوف والتوافق الجنوبي - الجنوبي والإصطفاف جنبا الى جنب بل وما هو ملح يجب علينا الإحتكام به جميعا هو ان نصب كل جهودنا من اجل العمل على توحيد كل المكونات الحراكية وتحت مرجعية وشرعية واحدة لنشكل بذلك جبهة وطنية موحدة عريضة على طول الساحة الجنوبية وعرضها على مستوى الوطن الجنوبي كله مع الأخذ بعين الإعتبار التمثيل للمحافظات الجنوبية بشكل متساوي ومتوازي بالعدد في التمثيل الذي يكون بمثابة اللقاء الموسع على طريق عقد المؤتمر الوطني العام للحراك لتثبيت الشرعية القانونية والمرجعية التي يجمع عليها الأغلبية كي نستطيع ايقاف التشكيك ببعضنا البعض حيث انه في الآونة الأخيرة بدأ البعض منا يشكك بالآخر حتى ولد هذا الشك التراجع لدى الكثيرين من ضعفاء النفوس مما جعلهم ينزلون قناعاتهم الغير مبررة على المواقع بل والبعض ممن يصطاد في الماء العكر استغل مثل هذه الأوضاع المتردية والممنهجة بدافع من نظام الإحتلال لتشويه الحراك ومكوناته والتي للأسف البعض يتفاعل معها بقصد او غير قصد فبدعوتنا هذه والتي هي قناعة كل الشرفاء الذين تقدموا في وقت سابق بمثل هذه الدعوات الموحدة حرصا منا جميعا على انقاذ ما يمكن انقاذه من ما تم انجازه على الصعيد الحراكي واهم تلك الإنجازات هو قناعة شعبنا الجنوبي بان ينزل الى الشارع وبصدور عارية في مواجهة الغزاة من اجل ارغامهم على الرحيل من ارض الجنوب الطاهرة وبصراحة ما تم انجازه حتى اللحظة لم يكن بالشيء الهين كما يتصوره البعص واقسم لكم بالله ان كان هذا التجاوب الشعبي والزخم الجماهيري والتفاهم والتصالح والتسامح الجنوبي متواجدا في العام 1994م يوم بداية الرفض الحقيقي والإصرار من قبل كل الشرفاء في استعادة دولة الجنوب لكنا سهلنا المهمة امام جيل اليوم الذي حسم امره في اخذ المهمة على عاتقه اليوم رغم انه من جيل ما يسمى بالوحدة الوهمية والذي كان الدكتاتور يراهن بان هذا الجيل سيكون موقفه الى جانبه لكن ظنه خاب يوم رأى بان هذا الجيل الشامخ هو من يحرك ويسيطر ويقود الحراك ويضحي من اجل نيل الحرية والإستقلال وبهذه الدعوة ارى ومن اجل تهدئة النفوس واستمرار الحراك ونصرته بما يلي:

1. عل جميع مكونات الحراك الجنوبية القديمة والجديدة الإعتراف ببعضها البعض ويمنع تهميش اي منهم للآخر حتى يتم الجاوس على طاولة حوار وطني جاد يمهد الطريق الى عقد مؤتمر وطني عام ليحدد حاضر ومستقبل الحراك ويجب ان لا يطلق على اي احد او فريق او تيار بانه من ضمن المكونات الأساسية للحراك اذا ما زال غير مقتنع بنهج الحراك الذي اقتنع به شعبنا صاحب المصلحة الحقيقية في هذا الحراك والرفض الشعبي وهو فك الإرتباط واستعادة دولة الجنوب السابقة المعترف بها دوليا من خلال قرارات المجتمع الدولي رقمي 924 و 931 لعام 1994م وعلى جميع القيادات التي ترى في نفسها انها قادرة على الإلتزام بهذا الحراك الشعبي ان تعترف باقدمية الرئيس البيص كمرجعية مؤقته اختارها الشعب الجنوبي في هذه المرحلة حتى يتم عقد المؤتمر ليتخذ قراره النهائي بهذا الخصوص وعلى الرئيس البيض ان يكون آهلا لهذه المهمة من خلال السلوك والتصرف ومتابعة القضية الجنوبية والسعي الى التهيئة الى عقد مؤتمر وطني يتمخض عنه ايجاد مؤسسات حراكية تقود العمل في الداخل والخارج وان يكون ابا للجميع وان لا ينحاز الى جهة بعينها حتى لا يقال عنه في المواقع ما قد قيل من البعض للأسف والذي نرى ان يكون عملنا مسؤولا خدمة ورأفة بشعب الجنوب البطل والذي الجميع يتغنون باسمه وهو رغم ذلك صابر ولكن للصبر حدود فعلى الجميع احترام الشعب ومايطمح به بعد المعاناة التي يعاني منها يوميا اضف الى ذلك التضحيات الجسام الذي قدمها ويقدمها كل يوم حتى كتابة هذا النداء حرصا منا على انقاذ ما يمكن انقاذه من هذا المنجز التأريخي العظيم كما ندعوا الرئيس البيض تسخير كل الجهود المادية والمعنوية لصالح الحراك وللشهداء والجرحى والملاحقين من قبل جحافل الإحتلال واعادة النظر ان وجدت هفوات فيما يخص هذا الجانب .

2 . وقف اي مهاترات اعلامية بل ويجب تسخير كل ما يملكه الحراكيون في مختلف مكوناتهم السياسية من وسائل اعلامية لصالح الحراك ونهجه ويجب التركيز على عكس ما يدور في الساحة الجنوبية من رفض شعبي وجماهيري للتواجد للنظام ( ج.ع.ي ) المحتل وبدون خجل وتوضيح هذا للإشقاء في البلدان العربية ودول الجوار والعالم باسره واظهار الحراك بمظهره الحضاري السلمي كما يجب على كل المنتمين الى الحراك ومناصريه ان يكتبوا ويعلقوا باسمائهم الحقيقية حتى نستطيع فضح اجهزة الأمن لنظام صنعاء بما تقوم به من دس وفتنة عبر المواقع ومن الآن وصاعد نعتبر اي اسم مستعار هو من اجهزة الأمن بغض النظر عن الطرح الذي يطرح وتكون لدينا شجاعة ادبية في النقد البناء وليس الهدام ولا نخاف فلماذا شعبنا في الداخل لا يخاف اجهزة الأمن القمعية وجحافل عسكره الماجورة والصحفيون والإعلاميون في الداخل يناضلون باسمئهم ولا خوف من ذلك اما نحن في اوروبا والوطن العربي نتحدث ونكتب باسماء مستعارة وعناوين وطواطية بالفعل لا تعبر عن كاتبها بشيء..... الخ.

3. على المكونات الحراكية المختلفة على الهوية والسقف والمرجعية ان تؤجل مثل هذا الإختلاف الى ان يتم عقد المؤتمر الوطني العام وعل كل طرف من هذه الأطراف ان يعد برنامجه ومشروعه ليكون ضمن الوثائق التي تناقش في المؤتمر العام للحراك الذي يصر الجميع على التحضير والإعداد لعقده وباقرب وقت ممكن والذي يتم المصادقة اوعدم المصادقة على كل المشاريع والبرامج والمقترحات المقدمة الى المؤتمر بغالبية المؤتمرين والذي يجب ان يكونوا فعلا من كل المكونات السياسية الرئيسية ومن الوجهات الإجتماعية القديمة والجديدة دون استثناء

4 . وقف اي تشكيلات حكومية في الداخل والخارج او هياكل مؤسسية من طرف واحد وخارج الإطار الشرعي للعمل المؤسسي وهو المؤتمر الوطني العام الذي يجب ان يكون هو من له الحق باتخاذ قرارات مصيرية كهذه التي يجب ان تكون الفيصل في حل الخلافات وفض الصراعات الغير مبررة بين ابناء الوطن الجنوبي الواحد وتفويت الفرصة على العدو في النفوذ الى جسد الحراك بغرض اجهاضه وتفتيته من داخله ويجب علينا اعداد استمارة تطهير يكون لها مواصفات محددة يتفق عليها ابناء الجنوب جميعا من خلال تشكيل لجنة خاصة بذلك يدخل ضمنها ممثلين لجميع المكونات ولأن مثل هذا العمل خطير على وحدة الصف الجنوبي فيجب عدم الإنجرار وراء قناعات او نوازع فردية او جماعة بعينها كما هو حاصل الآن والذي كان قد ظهر جزء منه الى السطح مما اخل بالوحدة الوطنية التي نحن بامس الحاجة لها في ضرف صعب كهذا الذي نعيشه اليوم ولولا هذا العمل ما كان ليبرز انزال قناعات او تصريحات من قبل البعض وهم كثر وقد يكونوا محقين بعض الشيء لكن هذا لا يمنحهم الحق بشق الحراك وتشويه صورته خدمة للنظام وبدون مبرر سوى التسابق على الزعامات والطريق السريع الى المعاشيق الذي اؤكد لكم باننا بحاجة الى آلآف الشهداء حتى نستطيع اجتياز هذه الطريق المليئة بالحواجز والأسلاك الشائكة

5. نسمع بين الحين والآخر اتهامات للهيئة الوطنية وتاج بانهم وراء تمزيق العمل الحراكي في الخارج مما دعى البعض الى التصرف خارج اطار العمل المؤسسي في تقديم استقالات ونشرها عبر المواقع فيما يخص هذا الجانب وبصفتي عضو اللجنة العلياء للهيئة الوطنية اطالب كل الإخوان العدول عن تقديم استقالاتهم وتعتبر غير شرعية كونها اتت خارج اطار هيآتهم ونقول لهم نحن بحاجة لبعضنا البعض في مثل هذا الضرف الصعب وما تم طرحه من قبلكم حله يجب ان يكون في اطار العمل المؤسسي و نحن في الهيئة نمد أيدينا للجميع مع التاكيد بنسيان الماضي والآمه ونحتكم لإرادة شعبنا الجنوبي بكل اطيافه السياسية والإجتماعية والمراحل

اؤكد للجميع بان الهيئة سوف توقف اي مهاترات اعلامية او التخوين من طرف واحد على طريق العمل بما تم طرحه في هذه الدعوة ونحب ان نؤكد بان الهيئة وجدت من اجل التوحيد وتحريك المياه الراكدة في العمل الحراكي ولإثبات حسن النية ومجددا ندعوا كل اطياف العمل السياسي في الخارج الى التوحد وباشراف القيادات الرئيسية لكل المكونات في الخارج من خلال عقد لقاء تشاوري على طريق دمج كل هذه المكونات في اطار عمل مؤسسي مشترك مع الإحتفاظ لكل مكون سياسي بحقه التنظيمي الداخلي فقط ولكن ما يخص الخطاب الإعلامي امام العالم والهدف والهوية والمرجعية في الوقت الحاضر يجب ان تكون موحدة حتى يتم انجاز المؤتمر الوطني والمهمة حينها لكل حادث حديث.

6. ندعوا كل مناضلي الحراك وعلى راسهم القيادات الميدانية الرئيسية عدم الإنجرار وراء التسهيلات التي يخطط لها نظام الإحتلال في الخروج من ارض الوطن لأي سبب كان لأن من شان مثل هذه السياسية هو نفي كل نشطاء الحراك بصورة غير مباشرة وخاصة الصف القيادي ثم بعد ذلك يحرك جواسيسة لبث الشبهات والفتنة وزعزعة الثقة المتبادلة بين القيادات الميدانية وجماهير الشعب الحراكية الأبية ويبث الإشاعات بان هناك صفقات تعقد بين النظام وبعص من تم سجنهم ثم اخلاء سبيلهم ومنحهم فرصة مغادرة الوطن كما هو حاصل من اشاعات كثيرة على بعض القيادات التي خرجت للعلاج او لأي سبب آخر بل واقترح با ن يعود الجميع للنضال من الداخل والوقوف الى جانب الشعب في محنته هذه عدى من لديه عذر واضح بهذا الخصوص حتى لا يتهمنا البعض بالمزايدون.

7. نقول للمحتل اجلك قريب وكل ما تخطط له في محاصرة الحراك وتشويه صورته فان شعبنا قادر على افشاله وان كل القوى الخيرة في الساحة الجنوبية من مشائخ وعقال ووجهات اجتماعية واحزاب وهيآت ومجالس وطنية حراكية وقيادات جنوبية وجيش جنوبي واجهزة امن الجنوب السابقة والجديدة لهي معنية بالأمر في افشال هذه الهجمة الشرسة للمحتل والذي يحلم انه سوف يكرر نصره على الجنوب وهو النصر الوحيد واليتيم في معركة ما زالت حربها مفتوحة والذي باذنه تعالى وبفضل ارادة الشعب الجنوبي الصامد واحفاد الشهداء والمناضلين للثورة 14/ من اكتوبر وكل شهداء الثورة الثانية للإستقلال الذي نعيشها معا اليوم نحن كل اطياف الحراك من مختلف محافظات الجنوب حتما ستنتصر ارادة الشعب الجنوبي عاجلا ام آجلا ونقول للمحتل ان كل الخيارات مفتوحة ومشروعة في الدفاع عن النفس وعن الحق في الحرية والإستقلال فلا حرية ولا استقلال بدون ثمن وتضحيات ومن انذر فقد اعذر والعالم يعي كل تحركات النظام اللا انسانية والخارجة عن الأعراف السماوية والله ولي التوفيق نحو التوافق الجنوبي - الجنوبي من اجل انجاز المهمة النبيلة في الإستقلال وتحقيق المصير الخلود لكل شهداء الجنوب في الماضي والحاضر النصر للثورة السلمية الحراكية في الجنوب والله من وراء القصد

العميد / طيار عبد الحافظ العفيف

الاثنين، 2 أغسطس 2010

من مفكرة بريد الحراك الجنوبي ........ الوفاق الجنوبي اعادة تشر المداخلة التي القاها /العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف


المداخلة الاولى ( الوحدة بين الجنوب والشمال وأسباب فشلها )
قدمها/ عضو اللجنة العلياء للهيئة الوطنية
– /العميد /طيار عبدالحافظ العفيف

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ/ رئيس الندوة والأخوة المشرفين
الأخوة/ المشاركون جميعا
الأخوة/ الضيوف الكرام

اسعدتم مساء وبعد بادي ذي بدئ اتقدم بالشكر لكل المنضمين لهذا اللقاء المتواضع احياء للذكرى الواحد وار بعون لأستقلال الجنوب من التواجد الأجنبي والذي يتضمن هذا اللقاء عدد من الفعاليات منها هذه الندوة المتواضعة اذ نعتبر هذا العمل الطيب خطوة مباركة نحو الأمام من خلاله نستطيع مناقشة ومعرفة الكثير عن المتغيرات المتسارعة فيما يخص اليمني الجنوبي ومستقبله على المدى المنظور وهذا ما يهمنا في لقائنا هذا الذي تكسوه الشفافية والبساطة والمصارحة بين الجنوبين ومن له علاقة بالقضية الجنوبية بشكل خاص واليمن بشكل عام من اجل الخروج بمحصلة مرضية نستطيع معا من خلال هذه النتائج قراءة واقع اليمن الجنوبي في الماضي والحاضر وفي المستقبل والبدء في ايجاد البدائل الكفيلة بتامين هذا المستقبل بوضع النقاط على الحروف من الأن وصاعد حتى نستطيع التمكن من الأرساء بقضيتنا الجنوبية الى شاطئ الأمان .

اما فيما يخص موضوعي الذي انا بصدد الحديث عنه المتلخص تحت عنوان الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي واسباب فشلها وما هو سيناريوا المستقبل بعد الفشل الذريع التي منيت به هذه الوحدة فاستطيع القول اننا لا نستطيح الحديث عن موضوع كهذا دون الخوض بمقدمة ولوبسيطة عن ماضي وحاضر اليمن بشكل عام و الجنوب بشكل خاص لعلاقتهما المترابطة فيما يخص الماضي والحاضر والمستقبل وخاصة وانهما يعيشان صراع الوحدة والأنفصال والذي على اساس ذلك يمكن لنااستنتاج من هو المخطئ ومن هو على الصواب في فشل هذه الوحدة والأهم من ذلك معرفة اجندة كل من الشمال والجنوب عن المستقبل المنتضر لليمن وهذا لا يحتاج التدليل بما هي مسببات وصول الوضع الى ما وصل اليه الآن لأنه واضح منذو اللحظة الأولى لأعلان الوحدة المبنية على ردود الأفعال وما بني على رد فعل فمصيره الفشل و ما بني على باطل فهو باطل وهذا الحال ينطبق على وحدة 22من مايو 1990م ففعلا كان التوقعات لها بالفشل صارت حقيقة ويمكن لنا تدليل ذلك من خلال استعراضنا لهذا الجانب بشكل تفصيلي لنضعكم ونضع الجميع بالصورة حتى نستطيع معا بناء مشروع المستقبل الجنوبي على قاعدة الثقة المتبادلة في انقاذ شعبنا من الوضع المتردي الذي يعيشه اليوم على كافة الأصعدة السياسية و الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية .
الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وأسباب فشلها


المدخل:

قبل الدخول لتحليل لكيفية تحقيق الوحدة وأسباب فشلها لابد من أعطاء نظرة موجزة للخلفية التاريخية
لشعب الجنوب و الأساس الموضوعي لإعلان الوحدة بين دولة اليمن الجنوبية و دولة اليمن الشمالية . فمن الناحية التاريخية كان الجنوب سلطنات و إمارات تحكم نفسها بنفسها إلى إن تم احتلالها من قبل بريطانيا قبل ظهور دولة اليمن الشمالية بزمن طويل . و في عهد بريطانيا تم توزيع هذه السلطنات و الامارات الى محميتين لعدن ، هما المحميه الغربيه التي قامت عليها دولة اتحاد الجنوب العربي ، و المحميه الشرقيه التي ظلت خارج الاتحاد الى يوم الاستقلال . وقد جاءت الثوره في الجنوب و حررت الشعب قي الجنوب من الاحتلال البريطاني و اسقطت دولة اتحاد الجنوب العربي و استبدلت هوية الجنوب العربي بهوية الجنوب اليمني و وحدت المحميه الشرقيه مع المحميه الغربيه في دولة اليمن الجنوبيه الشعبيه . اما الاساس الموضوعي لاعلان الوحده بين دولة اليمن الجنوبيه و دولة اليمن الشماليه ، فان هذا الاعلان لم يأت استجابه للتطور الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و استجابه لوحدة السوق مثل الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ حتى الان ، و انما جاء بإراده سياسيه لحكام الدولتين . و الاكثر من ذلك ان هذا الاعلان لم يقم على اسس اقتصاديه و اجتماعيه و ثقافيه متجانسه بين اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه كما حصل في جميع الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ ايضا ، و انما تم هذا الاعلان على اساسين اقتصاديين و اجتماعيين و ثقافيين مختلفين مائة و ثمانين درجه . فقد كان الاقتصاد الوطني في الجنوب عاما و قائما على الملكيه العامه لوسائل الانتاج ، بينما الاقتصاد الوطني في الشمال خاصا و قائما على الملكيه الخاصه لوسائل الانتاج . وتبعا لذلك تكونت التركيبه الاجتماعيه في الشمال من الاغنياء و الفقراء و المتوسطين ، بينما التركيبه الاجتماعيه في الجنوب ظلت من الفقراء فقط . و كانت الثقافه في الجنوب مدنيه و اشتراكيه ، بينما الثقافه في الشمال قبليه و رأسماليه ... الخ . و هذا يعني بان الوحده قد اعلنت خارج اسسها الموضوعيه ، أي خارج اساسها الاقتصادي ، و الاجتماعي ، و الثقافي ، و جاءت باراده سياسيه لحكام الدولتين كما اسلفنا . و هذه الاراده السياسيه قدتم اسقاطها بالحرب .

لقد كان يوم اعلان الوحده في 22 مايو 1990م بين دولة اليمن الجنوبيه و دولة اليمن الشماليه ، هو يوم تدشين قيامها و ليس يوم قيامها من الناحيه العمليه . حيث حددت مرحله انتقاليه لقيامها في الواقع من الناحيه العمليه . و قد سميّت هذه المرحله بالمرحله الانتقاليه نسبة الى و ظيفتها التي تعني الانتقال العملي من دولتي الشطرين الى دولة الوحده وفقا لاتفاقية اعلانها ، و كانت لهذه المرحله مهام بديهيه سبع يتوقف على تحقيقها قيام الوحده في الواقع من الناحيه العمليه وتتعلق بأزالة الاختلافات بين الطرفين وتحقيق التجانس الأقتصادي والأجتماعي والثقافي بينهما كأساس موضوعي لتحقيق الوحدة في الواقع من الناحية العملية ونوجزها بالنقاط الأتية:



: الغاء قوانين التأميم في الجنوب و اعادة جميع الملكيات لمالكيها السابقين و تعويض المنتفعين ، باعتبار ان مثل هذه القوانين لم توجد في الشمال ، و باعتبار انه من غير المعقول بان يظل الجنوب مؤمما و ملكيته للدوله ، و ان يظل الشمال خاليا من التأميم و ملكيته لأهله ، و هما في دوله واحده .

2- البديهيه الثانيه : اعادة شكل الاقتصاد الوطني في الجنوب من الشكل العام الى الشكل الخاص ، أي من القطاع العام الى القطاع الخاص لصالح أبناء الجنوب و حدهم دون غيرهم باعتباره ثروتهم - حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية دوله ، و باعتبار انه من غير المعقول تمليكها لغيرهم . ثم انه بدون ذلك يستحيل التجانس الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي بين الشمال و الجنوب ، و بالتالي تستحيل الوحده من الناحيه الواقعيه .

3- البديهيه الثالثه : ازالة الاختلاف في التركيبه الاجتماعيه بين الشمال و الجنوب عبر ايجاد قطاع خاص و مالكين في الجنوب حتى يتجانس اجتماعيا مع الشمال ، لانه من غير المعقول بان تظل التركيبه الاجتماعيه في الشمال من الاغنياء و الفقراء و المتوسطين ، و ان تظل التركيبه الاجتماعيه في الجنوب من الفقراء فقط ، و هما في دوله واحده .

4- البديهيه الرابعه: استبدال عملة الريال التي تجسد هوية دولة الشمال ، و عملة الدينار التي تجسد هوية دولة الجنوب ، بعملة دولة الوحده المتفق عليها في اتفاقيات الوحده و التي هي الدرهم ، لأن الغاء اي منهما لصالح الاخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الاخر و يلغي مفهوم الوحده .
5- البديهيه الخامسه : ازالة الاختلاف بين اجهزة و مؤسسات الدولتين و توحيدها على قاعدة الاخذ بالافضل المتفق عليه في اتفاقية اعلان الوحده ، لانه من غير المعقول بان تبقى مشطره و بنظامين اداريين مختلفين و هي في دوله واحده ، و لأن حل اجهزة و مؤسسات أي منهما لصالح الاخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الاخر و يلغي مفهوم الوحده .

6- البديهيه السادسه : ازالة الاختلاف بين الثقافه المدنيه في الجنوب و الثقافه القبليه في الشمال لصالح الثقافه المدنيه في الجنوب ، لانه من غير المعقول بان يكون العكس .

7- البديهيه السابعه : ايجاد نظام سياسي جديد ، لا هو نظام الشمال و لا هو نظام الجنوب ، و انما هو نظام يضم الهويتين و يقوم على مبدأ الاخذ بالافضل المتفق عليه في اتفاقية اعلان الوحده ، لان الاخذ بأي من النظامين و الغاء الاخر يجسد هوية طرف على حساب الطرف الاخر و يلغي الوحده . من البديهي بان اعلان الحرب قد ألغى شرعية اعلان الوحده ، و ان الحرب و نتائجها قد مثلت النهايه التامه للوحده و اسقطت شرعية ماتم الاتفاق عليه و خلقت واقعا جديدا لا علاقه له بما تم الاتفاق عليه ، و يمكن ايجاز هذا الواقع الجديد في النقاط التاليه :
1- بعد الحرب مباشره قام الطرف المنتصر بحل كافة الاجهزه و المؤسسات الجنوبيه المدنيه و العسكريه و الامنيه لصالح مؤسسات الشمال ، و عمل على طمس الهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال بما في ذلك ثورة اكتوبر في الجنوب التي اعتبرها مجرد فرع لثورة الشمال و كرٌس لهذا الغرض عشرات الندوات تمهيدا لتذويب الهويه الجنوبيه في الهويه الشماليه و تحويل الوحده السياسيه بين الدولتين الى ضم و الحاق لشرعنة نهب الارض و الثروه في الجنوب و حرمان اهلها منها كما اسلفنا . فالثوره في الجنوب هي امتداد عضوي للمقاومه الشعبيه المتواصله في الجنوب منذ دخول بريطانيا مدينة عدن ، و هي لذلك ليست فرعا للثوره في الشمال ، و انما هي ثوره شعبيه مستقله بذاتها . و من الدلائل الهادفه الى طمس الهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو رفض الحديث عن أي شئ اسمه الجنوب ، و حتى يوم اعلان الوحده تم استبداله بيوم الجمهوريه اليمنيه هروبا من ذكر الوحده ، و قد تم استبدال مفهوم الوحده اليمنيه بمفهوم الوحده الوطنيه للهدف ذاته . كما استبدلت كافة المعالم و التسميات التاريخيه في الجنوب بتسميات شماليه ...الخ ، و حتى اذاعة و تلفزيون عدن تم استبدال اسميهما لنفس الهدف . و قد اصبحت المناهج الدراسيه تكرس تاريخ و هوية الشمال دون الجنوب ، بينما تاريخ و هوية اليمن ككل تتكون من تاريخ و هوية الشطرين كدليل على وجود الوحده . فعند الحديث عن الحكم الامامي في الشمال لا بد من الحديث عن الحكم السلاطيني و الحكم البريطاني في الجنوب ، و عند الحديث عن الثوره في الشمال و مبادئها السته لا بد من الحديث عن الثوره في الجنوب و مبادئها الخمسه ...الخ ، لانه بدون ذلك يسقط مفهوم الوحده و تكون العلاقه بين الشمال و الجنوب علاقة ضم و الحاق و ليست علاقة وحده . و هذا ما هو حاصل منذ حرب 1994م .
2- بعد الحرب تم احتكار السلطه و اصبح القرار السياسي لسلطة الدوله قرارا شماليا خالصا كتحصيل حاصل لنتائج الحرب . و هذا يعني بان السلطه قد فقدت طابعها الوحدوي بعد الحرب و شكلت بذلك دليلا على شطريه النظام و عدم وحدويته . صحيح بان هناك وزراء من الجنوب ، و لكنهم خارج القرار السياسي لسلطة الدوله و يعتبر وجودهم مثل عدمه . و الاهم من ذلك ان النظام يرفض ان يكونوا ممثلين للجنوب ، لانه لا يعترف باي تمثيل سياسي للجنوب بعد الحرب . اما على المستوى المحلي فان اللجان الامنيه في المحافظات و التي هي القياده اليوميه لاكثر القضايا اهمية هي من العسكريين و الامنيين الشماليين الذين يستلمون تعليماتهم من الرئيس . و حتى مسؤولي البطاقات الشخصيه في محافظات الجنوب هم من الشمال ، و الذين بدورهم يقومون بصرف بطاقات شخصيه لمن يأتِ اليهم من مناطقهم الشماليه لتوظيفهم بأسم محافظات الجنوب و توطينهم فيها بدلا عن اهلها الاصليين . و هذا يعني بأن المجالس المحليه التي هي اصلا مجالس بلديات هي الاخرى وجودها مثل عدمه .
3- انه بسبب احتكار السلطه ، فقد تم احتكار الارض و الثروه في الجنوب عبر السلطه باعتبار ان الارض و الثروه في الجنوب هي ملكية الدوله بموجب قوانين التأميم التي مازالت ساريه حتى الان ، و التي تم التمسك بها بعد الحرب . حيث تم الاستيلاء على الاراضي العقاريه ، و على الاراضي الزراعيه ، و على المباني و المنشاءت الحكوميه و المؤسسات الانتاجيه و الخدميه و الورش و المعامل و المصانع و الثروات النفطية و السمكية و غيرها باعتبارها ملكية الدولة . و حتى المشاريع الصغيرة في الجنوب تنفذ من قبل مقاولين شماليين. كما إن القروض من بنك الإسكان و من بنك التسليف الزراعي متسهله لأبناء الشمال و متصعبه على أبناء الجنوب . و هناك تقويض لميناء و مطار عدن لصالح ميناء الحديدة و مطار صنعاء رغم الافضليات الجغرافية و الفنية و الشهرة العالمية لميناء و مطار عدن . و أمٌا عدن كمنطقه حرة و كعاصمه شتوية و اقتصاديه ، فان ذلك لم يتم حتى الآن . و الأخطر من ذلك انه يطبق نظام تمليك الأراضي في الجنوب لأبناء الشمال ، و يطبق نظام التأجير على أبناء الجنوب الذين هم أصحاب الأرض الأصليين . و قد فتحت مكاتب في صنعاء و غيرها من المدن الشمالية لبيع الأراضي في الجنوب باعتبارها ملكا للدولة .
4- لقد شمل الغبن كل الجنوبيين نتيجه لذلك بمن فيهم من كانوا ضد الحزب الاشتراكي ، و بمن فيهم من تبقى في جهاز الدوله من الجنوبيين ، و زاد هذا الغبن أكثر عدم المساواة . فعلى سبيل المثال ، لا شيخ القبيلة في الجنوب مثل شيخ القبيلة في الشمال ، و لا المناضل مثل المناضل ، و لا الشهيد مثل الشهيد ، و لا معاملة المريض مثل المريض ، و لا من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدوله المدني و العسكري مثل نظرائهم الشماليين ، و لا المستثمر الجنوبي مثل المستثمر الشمالي ، و حتى الوزراء لم يكونوا متساويين ....الخ . ناهيك عن مئات الالاف من المدنيين و العسكريين الذين تمت تصفيتهم من اعمالهم المدنيه و العسكريه و هم مازالوا شبابا و لديهم الكفاءات و الخبرات في اعمالهم ، مع العلم بان وظائفهم المدنيه و رتبهم العسكريه هي من دولة الجنوب السابقه و ليست من دولة الوحده . و هذا يعني بإن اجهزة الدوله المدنيه و العسكريه ستصبح قريباخاليه تماما من الجنوبيين . فكما اسلفنا قد تم حل جميع المؤسسات العسكريه و المدنيه الجنوبيه بعد الحرب لصالح مؤسسات الشمال ، و تم تسريح افرادها ، و تمت تصفية كافة مؤسسات القطاع العام بعد ان تم تحويلها الى قطاع خاص لصالح اصحاب السلطه و المال من ابناء الشمال ، بينما الكل يعرف بان القطاع الخاص و كل شئ في الجنوب سابقا قد تم تحويله الى قطاع عام تملكه الدوله مقابل ان تكون الدوله ذاتها هي رأسمال الجميع و مسئوله عن كامل شؤون حياتهم بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائدا في الجنوب . و بحكم انه لا يوجد قطاع خاص في الجنوب ، فان كل ابناء الجنوب قد كانوا موظفين مع الدوله ، و بعد تصفيتهم حاليا من جهاز الدوله اصبحوا عاطلين عن العمل و اطلق عليهم (( حزب خليك في البيت )) اضافةً الى البطاله من الشباب الذين لم يجدوا اعمالا . حيث يتم التوظيف في الجنوب من ابناء الشمال بما في ذلك عمال شركات البترول العامله في الجنوب . و حتى منظمات المجتمع المدني التي منبعها من الجنوب لا يوجد فيها جنوبي على رأس أي منظمه بما في ذلك اتحاد النساء و نقابة الصحفيين ، رغم الكفاءات و الخبرات المتراكمه لدى الجنوبيين ، ناهيك عن وسائل الاعلام و الاحزاب المحصوره تقريبا على ابناء الشمال . كما ان القبول في الكليات العسكريه و الامنيه و الجامعات و المنح الدراسيه في الخارج تكاد ان تكون محصوره على ابناء الشمال بما في ذلك السفارات . و هناك تشجيع رسمي للثأرات القبليه و للثأرات السياسيه في الجنوب و سياسة تجهيل و افقار و تغيير سكاني منظم و ملموس . و قد فرض على ابناء الجنوب الفقر و الجوع و المهانه منذ حرب 1994م ، و اصبحوا مغلوبين على امرهم في كل شئ الى درجة ان من بقي منهم في جهاز الدوله المدني و العسكري اصبح يخفي جنوبيته خوفا على وظيفته او ثروته التي جاد بها النظام عليه ، لانه لا يملك حماية نفسه . هذه هي صورة الواقع في الجنوب الناتج عن الحرب
اما فيما يتعلق باستقراء المستقبل لليمن بصورة عامة وللجنوب بصورة خاصة بعد فشل الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وتوج هذا الفشل بحرب صيف 1994م فأستطيع القول ان الكثير من المفكرين والكتاب واصحاب الراي المستقل قد قالوا كلمتهم فيما يخص هذا الجانب سلبا وايجابا قالوها من خلال الحرص على مستقبل اليمن وامنه واستقراره من ناحية ومن ناحية اخرى من اجل تجنيب المنطقة برمتها دورات عنف جديدة اوصوملة جديدة في المنطقة اثارها السلبية ستعنكس على كل المنطقة التي هي حبلى بمثل هذه المشاكل , وتوجد بين ايدي كل اليمنيين الكثير من الدراسات والأبحاث والكتيبات المتمخضة عن المؤتمرات المحلية والأقليمية وعن المراكز المستقلة بمختلف انتماآتها السياسية وألأجتماعية ووجدنا انه لا احد في مراكز القرار عمل بهذه الأراء والمقترحات ولو بنسبة بسيطة لكي تحل مشكلة الوحدة والأنفصال بطريقة سلمية وودية كما تم انجازها وديا وسلميا عشية التوقيع عليها في 22 من مايو 1990م


الخص لكم ما ورد في احد البحوث عن الوحدة اليمنية وسيناريوا المستقبل الذي قدمه كل من المفكرين العرب المشهورين بحبهم للقضية القومية العربية ووحدتها وقلقهم على مستقبل اليمن وامنه وتفهمهم للقضية الجنوبية وعدالتهم في الطرح المحايد والمنصف وهم عادل الجوجري رئيس معهد الغد العربي والكاتب حسن حامد وهذا الأستنتاج كان بعد عشرة اعوام على اتفاقية الوحدة السلمية بين شطري اليمن في 22/من مايو 1990م.
وكان اهم ما جاء في هذا البحث ما يلي ::

رسمت حرب صيف 1994م المدمرة خطا فاصلا بين وحدة طوعية تحققت في اليمن قبل اربعة اعوام وبين وحدة فيها قدر كبير من غطرسة المنتصر في الحرب وهيمنته.
ولم تكن حرب 1994م سوى صدام بين رؤيتين , رؤية تقليدية مثلتها القوى المحافظة المعبرة عن تحالف المؤتمر الشعبي العام من جهة و الأصوليون المتطرفون في حزب الأصلاح من جهة اخرى , وبين رؤية تحديثية مثلها الحزب الأشتراكي اليمني والقوى التقدمية , وكانت وثيقة العهد ولأتفاق هي ضمير المواطن اليمني وطليعته السياسية , والتي تم اجهاضها ودفنها تحت جنازير الدبابات التي اجتاحت عدن وبقية مدن الجنوب يوم 7/7/1994م
وبعد فشل الوحدة ومشاريع القائمين عليها في تصورنا ان القضية المطروحة اليوم وللمستقبل في اليمن تتعدد مستوياتها هناك التفاصيل اليومية التي يتعامل معها المواطن , في الواقع محصلة سياسات نظام الحكم ورؤيته ومنهجه و ورغم المعاناة التي لا يختلف عليها اثنان , بما في ذلك نظام الحكم الحالي في اليمن ذاته و الذي يعترف في مناسبات عديدة بوجود ازمة اقتصادية طاحنة وفساد مستشر ومشكلات امنية الا ان القضية اعقد من ذلك وهي ما يتعلق بالمستقبل واهم ما فيها هي الأسئلة التالية التي تقلق الصغير قبل الكبير والصديق قبل العدو وهي:
- الى اين اليمن ذاهبة الأن وفي المستقبل؟ - ما هو مشرو ع المعارضة للتغيير على مستوى اليمن اولا وعلى مستو الجنوب ثانيا ؟ - ما هو مستقبل الوحدة اليمنية بعد ان توجت بغزو اليمن الشمال لليمن الجنوبي بقوة السلاح وبعد هذا الغزو رفض الجنوبيون لوحدة القوة والهيمنة والضم والإلحاق ؟
وما هو مستقبل الأنفصال في ضل التباينات الجنوبية – الجنوبية على مستقبل الجنوب ما بعد الأنفصال وعدم وجود رؤياء موحدة ومرجعية موحدة على مستوى الداخل والخارج ؟ - ارى ان كل هذه الأسئلة والتساؤلات مقلقة لكن الأجابات حبلى بالقلق , من ذاك الذي يعرف على وجه التحديد ما تخبئه الأيام لليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص التي تعيش في قلب الأسطورة والحدث؟

ما يهمنا هنا في هذا البحث هو وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمستقبل الجنوب والقضية الحنوبية التي هي في الأخير مستقبل شعب الجنوب باسره دون استثناء فعلينا التعلم من تأريخ الحقبة الزمنية المنصرمة الذي عاشها الجنوب سواء أكان في العهد ما قبل 22 من مايو 1990م أو بعدها وكلنا يعرف حجم المآسي والمعاناة التي عاشها الشعب في الجنووب من جراء اتباع سياسات خاطئة أو القفز عن الواقع المعاش للجنوب وشعبه او من جراء اتخاذ قرارات مصيرية بردود الأفعال والتي حتما مصيرها الفشل .

اننا هنا لسنا بصدد اسستعادة شريط الذكريات المؤلمة في حياة الجنوبيون لكننا ملزمين من الإستفادة القصوى من اخطاء الماضي ومآسيه وخاصة ما يتعلق بوحدة اللحمة الجنوبية والإتفاق على القواسم المشتركة لمختلف القوى السياسية في الساحة الجنوبية علينا معرفة اسباب ا لصراعات الدموية على السلطة في الجنوب والتعلم منها لكننا للأسف لا نرى ان احد قد تعلم من تلك الدروس شيئ يذكر بل العكس نرى اننا مستمرين بنفس الأخطاء بل واكثر وبنفس المدارس السابقة ان صح القول .

انا ارى انه يتطلب منا ان نبني مستقبلنا الجنوبي على قاعدة صلبة غير قابلة للإنهيار وانه يجب علينا اختيار قيادات ذات مقدرة كبيرة من الوعي والإدراك لمتطلبات المرحلة القادمة لإنه وللأسف ان غالبية من يتبنى قضيتنا اليوم لم يكن في المستو ى المطلوب بحكم الماضي لهذا او ذاك ممن تقدموا القافلة فالبعض ما زال اسير الماضي وبنفس المدرسة الشمولية والعمل بسياسة الأمر الواقع وهذ ا ما نراه اليوم من عمل غير مدروس في الإنتقال بالقضية الجنوبية والحراك الجنوبي من وضع الى آخر وبشكل متسارع لن يكون
مستقبله سوى الإصطدام بجدار صلب قد تكون نهاية مؤلمة لهذا المنجز على الصعيد الجنوبي لا سمح الله .

كما ارى انه ينتظرنا مستقبل صعب للغاية وخاصة وان البعض منا يريد أن تسير الأمور وفقا لمشيئته ورؤيته ولا يهم ان وافق معه الآخرون ام لا وهذا يذكرني بفترة ما قبل وبعد الإستقلال 30 من نوفمبر الذي نحتفل اليوم بذكراه الواحد والأربعون عندما كان الصراع والتسابق على استلام الإستقلال والسلطة من قبل رفاق النضال لتحرير الجنوب حينها مما ادى ذالك الإختلاف والتجاوزات الىحرب اهلية مدمرة نعيش مآسيها ومؤثراتها حتى هذه اللحظة بل ورافقتنا تلك السلبيات خلال المسيرة ما بعد الإستقلال حيث تكونت قوى غير متجانسة حتى عشية الإرتماء الغير مدروس الى احضان الإستعمار الداخلي والذي نعيش محنته اليوم وصار شغلنا الشاغل في كيفية التخلص منه وبدلا من ان نستخدم طاقاتنا وقوانا وامكانياتنا الجنوبية ضد الإحتلال الشمالي تحولت هذه الإمكانيات الى سلاح يدمر قدراتنا الجنوبية وذلك لأسباب انانية يفتعلها البعض بقصد او غير قصد المهم انها في الخير تضر بمستقبل عملنا الحراكي وثقته بين اوساط الشعب الجنوبي وهذا ما نراه فعلا سواء اكان على مستوى الداخل او الخارج على حد سوى.

اؤكد لكم و بما لا يدع مجالا للشك انه وفي نهاية المطاف اذا ما استمرينا بنفس المسلك فاننا سنواجه امورا ومستقبلا صعبا لا احد يتكهنها على الإطلاق وان المستفيد من هذه السلوكيات نظام الإحتلال ومرتزقة الجنوب لا احد سواهم .

اذا وبعد ان شخصنا جملة مما ينتظرنا في المستقبل فلماذا لا نستفيد من الشيء الإيجابي الذي يضمن لنا مستقبلا اكيدا للقضية الجنوبية وتحرير الجنوب من براثين الإحتلال وهي كثيرة اهمها:
- الوفاق الوطني والإجماع الجنوبي حول القضية الجنوبية في فك الإرتباط مع النظام الشمالي والذي منحنا الحق هو النظام نفسه عندما اقدم على غزو الجنوب واحتلال ارضه باستخدام القوة في حربه المدمرة للجنوب وشعبه في صيف 1994م.

- الإستتفادة من القرارات الدولية بهذا الخصوص والتي تمنحنا نحن الجنوبيون في استعادة حقنا في الحرية والعيش بكرامة حيث انه ما زال هناك قراران دوليان والمتعلقة بالقضية الجنوبية لم يكن قد تم اغلاقها بالمره لما تتضمنه من التزامات دولية تقع على عاتق نظام صنعاء والذي لم يفي بها حتى اللحظة وهذان القراران هما 924 لعام 1994م والقرار 931 لنفس العام وهذان القراران ما زالا يدعوان نظام الإحتلال للجنوب الى الإلتزام بتعهداته في الجلوس مع الجنوبيين على طاولة واحدة للحوار حول الجنوب ومستقبله ومستقبل الإستقرار في اليمن والمنطقة والتي ما زالت مهددة حتى اللحظة وخاصة وبعد ان استانف الجانب الجنوبي في .المطالبة بحقه في الحرية والإستقلال سلميا كما تمت عليه الوحدة والشراكة سلميا في 22 من مايو 1990م. لكنه وللأسف فان من عقد تمرير هذ ان القراران هو سبب متعلق بنا نحن ابناء الجنوب والسبب الأهم هو غياب الدور للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والذي بهذا الوضع عزز من تكريس بقاء الجنوب محتلا عن طريق القوة وان وحدة القوة تتعارض تماما ومع القرارات آنفة الذكر كما انه الى جانب ذالك يمكن لنا نحن الجنوبيون الإستفادة من تفعيل قرارات الإتحاد الأوربي بهذا الخصوص.

وان من اهم الجوانب الإيجابية التي تخدم قضيتنا الجنوبية وانه من حقنا كجنوبيون الماطالبة بالتحرر وفك الإرتباط مع نظام صنعاء هو ماتم ارتكابه من جرائم بحق الجنوبيون والتي يمكن تفنيدها بالجرائم التالية :
-
الجريمة الأولى : - جريمة الإخلال بالسلم المحلي والدولي من قبل نظام صنعاء من خلال اقدامه على غزو الجنوب عسكريا وعن طريق القوة وهذا ما يمكننا من عدم الإعتراف بهذه الوحدة وانه من حقنا رفضها وفك الإرتباط بها.

الجريمة الثانية : - تتمثل بجريمة الحرب ذاتها لأنه وبهذا الصدد نهج قادة الحرب لنظام صنعاء سياسة الأرض المحروقة واتجهوا بكل ثقلهم نحو غزو الجنوب تحت شعار ( عدن او الموت )
وشعار آخر يقول( الوحدة بالقوة او الموت ) وهذان الشعاران صاحبهما اصدار فتاوى دينية اباحت باسم الإسلام قتل نساء واطفال وشيوخ وشباب الجنوب ونهب ممتلكاتهم وهذا ما يعطيهم الحق عدم البقاء مع هذا النظام تحت سقف واحد مهما كلف الأمر .

الجريمة الثالثة - والتي ارتكبت بحق الجنوبيون هي الجريمة الإنسانية وهي الأهم في بحثنا هذا اذا ما اردنا تحريك قضيتنا على المستوى الدولي والتي يجب توضيحها للعالم وخاصة وان نظام صنعاء قد ارتكب ابشع جريمة بالتاريخ بحق الإنسانية قبل ان تكون بحق الجنوبيون وحدهم من خلال استمراره في فرض وحدة بالقوة عبر ضم الجنوب والحاقه كتابع للشمال مما عكس نفسه على فتح ملفات الإنتهاكات التي لم يشهد مثلها الجنوب في تاريخه القديم والحديث بما حوته من نهب وسلب وتمييز وانتهاك اعراض وقمع الحريات الأساسية واحراق السجلات للمواليد الجنوبيون والمدارس والمعاهد والكليات وملفات الخدمة المدنية والشئون الإجتماعية والأسكان بهدف محو الهوية الجنوبية برمتها كما طرد كافة القوى العاملة الجنوبية من وضائفها دون وجه حق واحالة القوة العسكرية الجنوبية كاملة الى التقاعد الإجباري دون السن القانوني وهذا كجزء من مسلسل يستهدف التغيير الديموجرافي للجنوب كما هو حاصل اليوم في الهجرة من والى المحافظات الجنوبية حيث ان بعض المحافظات قد تجاوز المهاجرون السكان الأصليون كما هو الحال في محافظتي عدن وحضرمو ت.

كما ان من الأمور الأكثر خطورة التي تهدد مستقبل الشعب الجنوبي هي الوضع الإقتصادي والإجتماعي المتدهوور والذي كان سببه الرئيسي الجرائم الثلاث الآنفة الذكر وكاهم نتائج للحرب المدمرة للجنوب واحتلاله عن طريق القوة وهناك بعض الأرقام والمؤشرات التي توحي بمستقبل مظلم للجنوب وشعبه بل ولليمن برمتها ونوجز اهمها بما يلي:

ازدياد تفاقم الأزمة الإقتصادية على المستوى اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص حيث عم الفساد وازداد الوضع الإقتصادي تدهورا ودخل في مستنقع خانق وصلت فيه المديونية للبلاد الى ارقام خياليةلألكثر من عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية والتي كل هذه المد يونية تذهب الى جيوب الحكام والفاسدين وحياة الملايين تزداد سوء حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني لا تمكن المواطنون محدودي الدخل من شراء شيء يقتاتون به حتى صار البعض يقتات من الزبالات وهذا بسبب ارتفاع الأسعار للمواد الساسية لأ كثر من 400% وزادت البطالة لتصل الى اكثر من 80% في الجنوب على وجه التحديد وفرضت ضر ائب خيالية على العاملين وان صح القول فالكل في الجنوب اصبح مرميا في قارعة الطريق بسبب سياسة الإحتلال والتمييز العنصري المفروضة على الجنوبيين بسبب الحرب والحاق الجنوب الى الشمال .

كل هذه العوامل المذكورة سلفا تعطينا الحق كجنوبيون باتباع سياسة التمسك بحيثيات المشكلة وتوضيحها للراي العام المحلي والعا لمي ويمكن لنا حينها ان نقنع العالم بالوقوف الى جانبنا لإيجاد حلا عادلا وشاملا للقضية الجنوبية ولكن كما سبق وان قلت انه لا يمكن اقتناع احد بقضيتنا محليا ا و خارجيا الا متى ما تم الإجماع على راي واحد ومشروع واحد ومرجعية جنوبية واحدة وتمثيل دولي واحد به فقط يمكن لنا ان نكسب عدالة القضية الجنووبية ويتم ارغام نظام صنعاء للأعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس مع الجنوبيين على طاولة واحدة وباشراف الأمم المتحدة التي هي معنية بالدفاع عن قراراتها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية .


وبهذ الحيثيات آنفة الذكر تولدت لدينا قناعات بان الأنفصال بين الشمال والجنوب قادم لا محالة والسبب في ذلك هو نظام صنعاء ولا احد سواه وهذه التوقعات ما زالت رهن اصرار الجنوبيون على تمسكهم بما تم انجازه على هذا الصعيد ومرهون بما يفكر فيه النظام من ردود فعل بهذا الخصوص وكل المؤشرات ان النظام متمترس بشماعة جدار الوحدة الوهمية لكنه مستفيد من ذلك الى حد بعيد وهو ما طال امد بقائه لكن المثل يقول حبل الكذب قصير حتى وان طال.
لهذا فانني استدل من هذا االطرح بانه يتوجب علينا اليوم ومن اجل تامين مستقبل افضل لنا ولأجيالنا القادمة ان ناخذ بعين الأعتبار تجربة الفترة المنصرمة في التاريخ اليمني التي تدفعنا الى ضرورة توجيه مزيدا من الأنتباه وخاصة ونحن اليوم نعيش في ضروف الوحدة الظاهرية والأنفصال الخفي قبل وقت من الزمن لكنه اليوم صار واضحا بما لايدع مجالا للشك فيه وهذا مطلب شعبي قبل ان يكون نخبوي اي ان ظاهرة طموح غالبية الجوبيون في العودة الى ما قبل 1990م اصبح حقيقة ونحن جزء منها وهذا ناتج عن السياسات للوحدة الظاهرية للمنتصر وحدة الظم والألحاق ووحدة القوة والهيمنة والأطرسة حتى اوجدت تفرقة بينة في النظر والتعامل بين الشمال والجنوب بما يؤكد وجود تفرقة لا توحد ومن هذ ا المنطلق لا يمكن للمرء انكار واغفال حقيقة ان رد الفعل السلبي لايولد سوى ردا مماثلا , فالكثيرون ممن عانوا ويلات عنف السلطة الدموية – من التعرض للمضايقات والمطاردات والسجن دون وجه حق والتعذيب والتهميش والطرد من العمل والتسريح المبكر والأفقار اي التجويع والتشريد والأنقاص في المواطنة كل هذه العوامل ادت الى ان الجنوبيون لم يعد امامهم خيار للمستقبل سوى النضال السلمي من اجل تحقيق مصيرهم واستعادة حقهم في الحرية وللأنعتاق من خلال الألتفاف الشعبي حول هيآتهم الوطنية المعبرة عن ارادتهم السياسية في التحرر وتحقيق المصير وهذا ما هو حاصل اليوم وما يكون في المستقبل المنضور رغم انه مسلك له تبعاته من المخاطر لكنه هو الحال الذي اراده القدر لنا نحن الجنوبيون ولا شيء غيره فهو براي الكثيرين الطموح المستقبلي للغالبية العظمى من ابناء الجنوب في الداخل والخارج.

ماتم طرحه هو لكلام استدليناه من طرح لعقول نيرة المراد منه هو لغرض ازالة الشكوك لكل من لا زال يراهن ان هناك امل في بقاء اليمن موحدا على شاكلة وحدة 7/ 7/ 1994م بعد اليوم وان هناك امل في اصلاح ما دمرته الحرب على المستوى االسياسي والأجتماعي والنفسي في الجانب الجنوبي وذالك لكي ننطلق الى ما هو اهم بالنسبة لنا نحن الجنوبيون وهو المضي قدما الى الأمام بما تم انجازه على صعيد القضية الجنوبية والمنجز لا يستهان به رغم انه لم يكون المطلوب وخاصة ما يتعلق بالرؤية المستقبلية لما هو الجنوب الذي نفكر فيه وما هو الشكل الذي يكون اكثر قابلية لدى الشعب الجنوبي واكثر امنا واستقرارا مستفيدين من تجربة العقود المنصرمة الحبلى بالأختلافات والتباينات التي ادت الى مزيدا من التشرذم والحروب الأهلية بين ابناء الوطن الجنوبي الواحد والذي توحد فعلا بعد الأستقلال الأول من الأستعمار الأجنبي في 30/ من /نوفمبر /1967م وبسب تلك التباينات ودورات العنف ادى بنا جميعا للأرتماء الى احضان استعمار جديد ندفع ثمن ذلك غاليا حتى اللحظة وها نحن اليوم نتداول معا كيفية الخروج من هذا المأزق الذي فعلا اصبح شغلنا الشاغل جميعا كجنوبيون احرار.

انا بتصوري لتامين مستقبل ناجح للقضية الجنوبية وللجنوب القادم هو وحدتنا والأتفاق على هدف واحد وقيادة ومرجعية واحدة هذا اولا, اما ما لم يذكر وهو مهم قوله فيجب علينا طرحه ليس لغرض التخويف او زرع فقدان الأمل في تحقيق ما نطمح اليه جميعا لكن الطموح شيء والوقع شيئ آخر فاقل لكم وبصراحة اذا استمرينا على شاكلة الوضع الحالي لمكونات الحراك الجنوبي او بالأصح وضع القوى السياسية التي اخذت على عاتقها حمل الراية للقضية الجنوبية في قيادة الحراك الجنوبي على ما هو عليه الآن فاعذروني هناك الكثير والكثير ما ينتضرنا من مخاطر وتعقيدات قد تؤدي الى افشال الطموح والأنجاز برمته لأننا اولا نحن كجنوبيون في الحراك اتينا من مدارس مختلفة اثرت فينا الصراعات السابقة بالكاد استطعنا فهم بعضنا البعض بعد ان استشعرنا ان الخطر يحدق بالجميع وان العدو اشرس مما نتصور وطموحه القضاء على الجميع وهذا شيء تمثل في اعلان التصالح والتسامح وتوحيد العمل السياسي من خلال الهيآت الوطنية المنتخبة شرعيا رغم وجود بعض الهفوات هذا ما يخص الداخل ولكن للأسف لم يرافق هذه التطوارات على مستوى العمل الوطني في الخارج والدليل ان الهوة بين الأخوة الجنوبيون في الخارج ما زالت كبيرة للأسف وهذا ليس سرا فكلنا نعايش هذا الوضع الذي لا يبشر بخير اذاما استمرينا على نفس الموال والمكايدة السياسية بل وللأسف تحولت من وضع عام الى وضع شخصي في بعض الأوقات والحالات للأسف مجددا لكن الأسف والندم لا يقدم في الأمر شيء ان لم يجلس ابناء الجنوب في الخارج على طاولة مستديرة في حوار جاد للخروج من هذا الوضع والأتفاق على رؤياء موحدة وواضحة لمستقبل الجنوب وعلى ما يتم الأجماع عليه في الداخل حتى نستطيع فعلا الأنتقال بقضيتنا الجنوبية الى طور التدويل والأخذ بعين الأعتبار للمطلب الشعبي الجنوبي في التحرر والأنعتاق وتحقيق المصير حتى لا تخرج القضية الى ما هو اخطر وهو العنف والعنف المضاد وسنصبح صومالا جديدا في المنطقة لا سمح الله


بالأخير نتمنى لهذه الندوة النجاح والتوفيق فيما تطمح اليه وللجنوب التحرر وتحقيق المصير
كما نتمنى لأخواننا في محافظتي حضرموت و المهرة الصبر على ما كتبه الله لهم من بلاء حسن في الكارثة الأخيرة التي حلت بهم ونحث الجميع على الدعم السخي لأخوانهم لفك عنهم ضيقهم وكربتهم والله ولي التوفيق

عضو اللجنة العلياء للهيئة الوطنية للحراك الجنوبي
العميد/ طيار عبدالحافظ العفيف
المملكة المتحدة .
.





الأحد، 1 أغسطس 2010

مقابلة العميد /محمد احمد العمري/ مع عدن برس


العمري : كل الجنوبيين يتحملون مسؤولية تحريك المجتمع الدولي لصالح الحل النهائي

لندن " عدن برس " خاص : 27 – 11 – 2008
دعا العميد الحاج محمد أحمد العمري القيادي الجنوبي في الهيئة الوطنية لدعم حراك أبناء الجنوب في الداخل ، والذي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها ، الى وضع تكتيك يشمل إشراك كل جنوبي قادر على العطاء من العلماء ورجال المال والأعمال والتجار والوجهاء والأعيان ورجال الدين والإعلاميين والعسكريين والحقوقيين وكل فئات الشعب ممن لديهم القدرة على العطاء والتضحية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتضافر سويا من أجل التحرر والانعتاق من سلطة نظام صنعاء المحتل للجنوب ، وقال العمري في حديث لـ" عدن برس " : " ينبغي لوحدة ألأداة ان تكون مصّدر قوّة ورفعة وعّزة،لا مبعث ضعف ، فرقة وانقسام، ولكي تغدو هذه القاعدة بموقع الفعل المستمر من الضروري ان ينعكس ذلك على كل الطيف الجنوبي داخل و خارج الوطن لكي يوحد الجهد في تحريك المجتمع الدولي لصالح الحل النهائي في الفصل بالقضية الجنوبية " .

من بين القيادات العسكرية في الجنوب سابقا عرف العميد الحاج محمد أحمد العمري بتميزه وبصلابة مواقفه العسكرية والانتظام والولاء لخدمة جيش دولة الجنوب سابقا ، له مواقف كثيرة سواء عسكرية قبل حرب عام 1994 أو سياسية ضمن الهيئة الوطنية لأبناء الجنوب لدعم الحراك السلمي في الداخل ، والذي ساهم مع رجال آخرين في تأسيسها هذا العام في المملكة المتحدة ، " عدن برس " أنتهز احتفالات شعبنا خلال الايام القليلة القادمة بالذكرى 41 لاستقلال الجنوب وأجرى هذا اللقاء مع الحاج محمد أحمد العمري كما يحب أن يطلق عليه:

هل لكم من كلمة بيوم الاستقلال؟

لا شك ان يوم الاستقلال الوطني في بلادنا 30 نوفمبر كان ولا يزال يوم مشهود وعلامة مضيئة في التاريخ المعاصر لشعب الجنوب الذي على اساسه توحدت ارضنا وشعبنا عوضا عن الكيانات الصغيرة المحميات والسلطنات والمشيخات في اطار دولة وطنية ديمقراطية اسهم في بنائها وادارتها كل ابناء الجنوب وانتفعوا بالجزء اليسير من خيراتها في التعليم العام والتعليم العالي المجاني واستفادوا من الرعاية الصحية والخدمات الصحية المجانية ونظموا انفسهم في التعاونيات والمزارع والمصانع وساد النظام والقانون الاستقرار على ربوع البلاد وبنيت كفائات جنوبية مقتدره في ادارة الدولة والمجتمع بحق انه يوما لا يمكن طمسه كما تحاول حكومة صنعاء ذلك. من المفارقات العجيبة اننا نحتفل بهذه المناسبة بكامل الحرية هنا في بريطانيا الذي اجبرت على الخروج من ارض الجنوب بفعل الكفاح المسلح الذي دام اربع سنوات وكان كفيلا في تحقيق الاستقلال الوطني لشعب الجنوب. كما تشاهدوا وتراقبوا الاحداث والتطورات في وطننا يصعب على اهلنا الاحتفال بالذكرى 41 ليوم الاستقلال في مدن الجنوب لفعل الحصار العسكري المطبق من قِبل دولة الاحتلال ويبدو ان التاريخ يكرر نفسه بوسائل واساليب اخرى. احياء للذكرى وتخليدا للشهداء وتكريما للمناضلين الذي تركوا لنا ارث التحرر وتمجيدا لشهدا النضال السلمي ينبغي ان تلصى المشاعر ويزداد الزخم سعيا ليوم الحرية والانعتاق



كيف ترى الوضع بعد خروجك من الجنوب منذ اربعة عشر عاما مضت؟

ان الوضع الراهن اليوم هو حصيلة خلفيته آلآولى التي نشاء عليها عند إعلأن التزاوج في الوحدة الاندماجية السياسية السلمية بين قيادتي البلدين؛ الجنوب الذي قامت على أراضيه ثورة ودولة ودستور ومجتمع أكثر تمدنا وله حدود معترف بها دوليا، وفي الشمال ايضا بنيت على ارآضيية دولة تقاسمها تحالف القبا ئل والعسكر لها حدودها ولم يعمل بدستورها وفيها مجتمع تتحكم فيه علاقات القرون الوسطى.

ومن الواضح ان الوحدة التي اعلنت عام 1990 بين النظامين المختلفين لم ترصد لها موازنة لإزالت الفوارق ألآقتصادية،والسياسية والأجتما عية وغيرهما ؛ و لم يتم الاستفتاء على تلك الوحدة من قبل شعبي البلدين كما غاب عنها الحضور الاقليمي لعربي والدولي كشاهد على هذا الحدث الهام ،حيث شُبة تلك الواقعة بعقد السفاح بين زعامت البلدين في نفق ضيق طغت فية العاطفة على القوانين الموضوعية.
لم يمضي وقت طويل على المرحلة ألأنتقا لية حين خدع الجنوبيون الذي جرو ورئ السراب في الانتقال السريع الى صنعاء وتركو ورئهم ارض وثروة وهيئا ت دولة عصرية تعبث بهما قوى الجهل و التخلف بينما اصحاب المشروع الحضاري وجدوا انفسهم محا صرين في بيوت وفنادق عصا بات الحكم في عاصمت دولة الوحدة تُرصد تحركاتهم في كل حين. و من حينها بدأت التصفيات الجسدية واللأنتقا مية لإ أكثر من 150 من ا لقيادات الجنوبية في الأراضي الشما لية بمباركة رئيس الدولة الجنرال على تحت مظلة آلآخذ با لثأر ومحو العار وتواصلت تلك الأعمال آلآنتقامية حتى اعلان الحرب على الجنوب في ابريل عام1994من قبل رئيس الجمهورية.


لقد حشد لتلك الحرب الجهنمية الغير مبررة من قبل الرئيس على مواطنيه كل القوئ الظلآمية في الشروالطغيان ممثلين في تحالف القبا ئل والعسكر،إلأفغان العرب،ارآذل الجنوبين ذوي التأريخ الدموي،والمتطرفين آلآصلأحين.


اذاً لماذا شنت الحرب على الجنوب, وما هي اهدافها؟


كا نت أهداف تلك الحرب تتمثل في تهميش و إقصى دور الشريك السياسي في الوحدة، تفكيك ثم إلغاء القوات المسلحة والأمن ذات الانتماء الجنوبي والاستيلاء على ألأراضي البكر بما تحتويه من خيرات وموارد بدأ بالمخزون النفطي والثروات البحرية ، وأراضي وعقارات الدولة،المصانع والمزارع والتعاونيات وغيرهما. لقد تمكنوا من تحقيق ذالك طوال السنوات الما ضية و لم يكن ذلك ممكن لولا مناصرة بعض الجنوبيين لتلك الحرب القذرة التي شنت على شعب الجنوب.
لاحقا اتضح للجنوبيون ان مصيرهم اصبح على كف عفريت عندئذ تحول الحلم بنعمة الوحدة السلمية الى كابوس حقيقي بلغ ذروته في 7 يوليو 1994م يوم اختل التوازن بين الشمال الغازي والجنوب المحتل, هنا قتلت الوحدة بنار الغدر ، وتكشفت حقائق عدم وجود صدق لحكام الشمال وأعوانهم ، بل تجلت سمات الغدروالمكر ونقض العهود في نسف الاتفاقيات الموقع عليها بين الأخوة أخلاقيا وقانونيا بين الدولتين.


وحينما رأى الجنوبيون ان اراضيهم استبيحت انطلقوا لمقاومة الغزو و شهد ذلك المجتمع الدولي وأصدر قرارين يلزم حاكم صنعاء بسحب قواته من الجنوب غير انه لم يأبه لذلك. استمرت المقاومة تأخذ اشكال و اساليب متعدده محليا وخارجيا لم ينصاع الطاغيه لصوت العقل, بل تمادى في تغير الدستور ليفصل دستور خاص بعصابات حكمه ومسخ رديفات الوحدة الديمقراطية والتعددية ليبقى على كرسي العرش ويهيىء لمملكة جديدة. وشرع في طرد موظفين اجهزة الدوله ذوي الاصول الجنوبية الذين يفوق عددهم ثلاث مئه الف هم قوام اجهزة الدولة ومؤسساتها ، وأرسل الى أراضي اليمن الجنوبي كائنات غريبة نمت وتكاثرت بسرعة فائقة لكي تستحوذ على الخيرات المادية هناك وتنشر الرعب في المجتمع المدني الذي الف على قوة النظام و القانون.


استخدمت سلطة صنعاء الحرب النفسية بشكل رهيب في تسخير وسائل الاعلام بكل انواعها ضد الجنوبيون وفتحت باب الجحيم ونقلت عدوى الفساد المالي الاقتصادي الاخلاقي والاداري الشامل لمناحي الحياة ، وزاد الضنى والجوع بين عامة الناس من سكان الجنوب الذين لم يعهدوا هذه الأوضاع ألنكده ، حيث تجاوزت البطالة نسبه 45% وارتفع مستوى الفقر الى اكثر من 71% وتفاقم ارهاب السلطة على شعب الجنوب في حصار وعسكرة المدن وتشكيل المحاكم العسكرية وقمع اصحاب الرأي والحريات العامة والمطارة والملاحقة لنشطاء المقاومة السلمية وتمزيق النسيج الاجتماعي وانفلات الأمن العام وتحولت البلد الى فوضى عارمه.
لم يتوقف نظام الاحتلال من التفنن في قمع الصوت الجنوبي حيث يستخدم كل نفوذه حاليآ في الحرب الالكترونيه على المواقع الجنوبيه التي غدت تنفذ الى العالم الخارجي لتكشف واقع الحرب المفروضه على أهل اليمن الجنوبي منذو الغزوالعسكري عام 1994م وبنفس القدر يمارس التشويه والتشهير والتهديد وتلفيق التهم الكيدية للناشطين السياسين في الخارج.


لماذا استجاب الشارع الجنوبي لقيادة مجلس المتقاعدين العسكريّن للمطالبه علنا برفض الأحتلال؟


كل تلك التراكمات وغيرها من اعمال التنكيل كمحصلة لنتائج حرب الاحتلال قد هيئه المناخ للغيورين من اهل الجنوب وفي مقدمتهم العاملين في جمعيات المتقاعدين العسكرين والمدنين وفئات الشعب الاخرى الذين اتبعوا طريق النضال السلمي كا اسلوب وثقافه جديده فرضت معادله جديده ايضاً هي قوة الشعب على الارض الذي يرفض الظلم والاضطهاد و الغبن و الباطل والإستبداد الذي مارسه حكام صنعأ على الجنوبيون وقد تحول ذلك الى قانون موضوعي تمثل في عدم الرغبه في العيش تحت وطئة الاذلال والاهانه للارض والانسان والتاريخ.

هذا الوضع غير مجرى الحياه لدى معظم سكان الجنوب الذي هبوا عفويآ خلف عمل جمعيات المتقاعدين بعزيمه فولاذيه ضد الطغاه الغازين تمثل ذلك في الاجتماعات و المسيرات و الاعتصامت في المدن والارياف وهنأ يتضح الامر جليآ ان العصمه بيد الشعب الجنوبي فهو الذي سيختار الوقت المناسب للطلاق من سيطرة المحتل الذي لم يتوان في الطغيان والتجبر بالقتل العمد للمتظاهرين سلميا باستخدام مختلف انواع الاسلحله الذي وقع ضحيتها اكثر من خمسه وثلاثين شهيدا وما يزيد عن سبعين جريح ومعاق واعتقال ما يزيد عن ثمان مئه ناشط سياسي في مدن وقرى الجنوب ويوما عن يوم تزداد خطورة الوضع المتدهور بسبب عدم الاستقرار والتهديدات الأمنيه والمعيشية المتعاضمه التي تنذر بالانهيار الوشيك الذي لا يحمد عقباه.

بصفتك أحد القيادات في الهيئة الوطنية لابناء الجنوب اليمني في بريطانيا , وضح لنا لماذا بنيت هذه الهيئة وما هي اهدافها؟


هذا الكيان يعتبر تكتل وطني يشمل في اطاره كل ابناء اليمن الجنوبي بمختلف انتمائتهم السياسية والفكرية والدينية والاجتماعية وتجمعهم القضية الجنوبية ولا شك يعتبروا من الحراك السياسي السلمي ومساند وداعم له في الخارج حتى يحقق أهدافه المرجوة في التحرر والانعتاق من سيطرة الاحتلال العسكري في بلادنا. اما اهدافه فتشمل ما يلي:
توحيد وتنظم وتنسيق فعاليات ابناء اليمن الجنوبي في المملكة المتحده-
-دعم ومسانده الحراك السلمي حتى تحقيق اهدافه والالتزام بسقف نشاطاته وشعاراته وفق ما تجمع عليه القيادات في الداخل.


ان الدافع لإنشاء هذا الكيان هو عدم وجود امل في إصلاح ما خربته عصابات صنعاء في ارض الجنوب, استعصى الأمر في معالجه كل المعضلات التي صنعوها بأيديهم لذلك لا سبيل امامنا غير الخلاص من الاحتلال وطردهم بأكثر الاساليب جديه واستمرار واتقان وتنوع لكل اشكال النضال المتاحه. هذا ما ينبغي ان تتقنه قياده القوى المحركه بالداخل.


في نظرك, من اين تنبع اهمية وحده القوى المحركه لشعب الجنوب؟


هذه الاوضاع المأساويه تدعوا للقلق الشديد بضرورة ايجاد قياده متجانسه للحراك الجنوبي لذلك تنبع أهمية وحدة القؤى المحركة لشعب الجنوب من حيوية القضيه العادلة التي يناضلوا من أجلها في سبيل التحرر والأنعتاق كما ان أهميتها تكمن في تنظييم وتوجية ارآدت الشعب بهدف البحث عن افضل السبل لإيجاد مفتاح الحل النهائي للوطن المحتل . ان من اهم واجبا ت الطليعة هؤ الترابط الوثيق بينها وبين الشعب ،وعلى هذة القيادة تقع مهام جسيمة للمرحلة القادمة منها وضع تكتيك يشمل إشرآك كل قادر على العطاء من العلما ورجال المال والأعمال والتجار والوجهاء والأعيان ورجال الدين والأعلاميين والعسكرين والحقوقيين وكل فئات الشعب ممن لديهم القدرة على العطاء والتضحية في المجالآت السياسية واللآقتصادية واللأجتماعية والثقافية .

ينبغي لوحدة ألأدآة ان تكون مصّدرقوّة ورفعة وعّزة،لامبعث ضعف ، فرقة وانقسام، ولكي تغدوهذة القاعدة بموقع الفعل المستمر من الضروري ان ينعكس ذلك على كل الطيف الجنوبي داخل و خارج الوطن لكي يوحد الجهد في تحريك المجتمع الدولي لصالح الحل النهائي في الفصل باالقضية الجنوبية.لنعمل على وضع حد لكل اخطاءالماضي وتشتت الرؤى بين حامليها من امثال اصلاح مسار الوحده, تقرير المصير, الحكم المحلي, والانفصال, والفدرالية, والاستقلال, وفك الارتباط. إن الأزمه العميقة الحالية توضح بجلا إن الخلاص الوطني هو المنقض لمعاناتنا وعبر الحوار المسؤول يتطلب الالتقاء لكل تلك الرؤى والاجماع على الهدف الاول وسبل تحقيقه.
وبالتالي نمضي قدماً على قاعدت المصالح المشتركة في الحقوق والواجبات والعيش بحرية على ارضنا والأنتفاع بخيرأتها.

نضالنا السلمي دخل منعطف مهم نحو التقدم في الانتقال من الاحتجاجات العفويه الى العمل المنظم المبني على توجهات هيئات الحراك في المناطق والمديريات وعلى مستوى المحافظات. هذا يعني وجود نقله نوعيه لطبيعة العمل في المرحله القادمة في سبيل إيجاد قياده موحده لاتسثني اي قادر على العطى تقود العمل الى النصر الموزر بعون الله ليغدوا الجنوب هو عقيده الجميع في البحث عن مفتاح الحل الجذري للخلاص من الاحتلال العسكري.


كيف ترىء آفاق المستقبل؟


وعن آفاق المستقبل للكفاح السياسي السلمي يمكننا القول إن العوامل الموضوعيه والذاتيه قد تهيئات اكثر من اي وقت مضى للتحول التدريجي من نصراً الى نصر غير انه ينبغي على العامل الذاتي ان يسمو الى تجاوز الأخطاءات التي وقع فيها الاولون وبالمقابل يلم شمل وحده الاداه المحركه للنظال السلمي من خلال التجانس والانسجام للقواسم المشتركه التي نضالت وتناضل من اجلها الهيئات والجمعيات والمجالس التي تمثل الطلائع المتقدمة في المحافظات مع الاخذ بعين الاعتبار قوى المعارضه في الخارج. ومن الطبيعي ايضا ان تنصب امام القيادة المتجانسة الجديدة مهمه ايجاد رؤيه موحده لمفتاح الخلاص من سيطرة المحتل ليغدو قانون يعمل على تحقيقه كل اهل الجنوب ومن المهام العاجله لتلك القياده المتجانسه هي صياغه تكتيك المرحله القادمه بالتدرج بتحقيق المهام, كذلك وضع إستراتجيه عامه وتفصيليه لوضع البلاد في المجالات السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه والعسكريه والامنيه. التهيئه والاعداد للاستلام السلطه والعمل على تنظيم اجهزتها و مؤسساتها ابتدا بالقرى والمراكز والمديريات وعواصم المحافظات ، ثم تحريك القضية الجنوبية خارجيا بهدف الحصول على الدعم الدولي لعدالتها ، وهنا ينبغي الاستفادة في كل الجنوبين في الشتات ضمن تنسيق وتفويض من قيادة الداخل
وكذلك وضع خطه تحدد استلام التعويضات من دولة الشمال عن ما تعرض له الجنوب من أشكال الاحتلال ومحاكمة مجرمي الحرب.


أخيرا من أين جاء إطلاق لقب القذافي عليكم ، وقد عرفتم في القوات المسلحة في الجنوب بهذا الاسم للرئيس الليبي معمر القذافي ؟


لقب القذافي رافق حياتي العسكرية رغم عدم رضائي من عام 1970 حينما كنت ركن تدريب الكتيبة 13 التي أنظمت من الجيش البدوي الحضرمي مع وحدات من الحرس الخاص في تكوين الواء 22 الذي كان يقوده الشهيد صالح مصلح المجذوب ويمكن السبب في تشددي على تنفيذ برنامج التدريب على هذه الكتيبة البدويه الذي كثيرا ما كانوا يتظلموا الى قائد الواء.




نبذة عن حياة الحاج محمد أحمد العمري


حائز على وسام الأستقلال الوطني 30 نوفمبر وعدد من الأوسمة الرفيعه والمداليات. انظم في وقت مبكر من العمر الى القطاع العسكريبالجبهه القومية بقيادة الشهيد صالح حسين راشد في منطقة الشعيب.
التحق بالقوات المسلحة عام 1968 وعام 1970. تخرج من مدرسة الضباط بتفوق وقد شغل الوظائف القيادية في القوات المسلحة. أول قائد لجزيرة ميون في باب المندب وله واقعه مسجله في عمليات الجيش في التصدي لمحاوله احتلال الجزيره عام 1971. قائد كتيبه 20 من لوأ عبود وهي اول وحده منحت وسام الأخلاص من الدرجه الاولى عام 1971 . عين نائب قائد لوأ 25 ميكا ثم نائب قائد قوات حفظ السلام اليمنية الجنوبية في لبنان .شغل رئيس لجنة الرقابه في القوات المسلحه ثم انتخب سكرتير الدائره التنظيمية في الجنة العسكرية العليا ومدير للدائره السياسية للقوات المسلحه. مثل الجنوب في الجنه العسكريه عن الجامعه العربية للفصل بين القوات اثناء الحرب بين الشمال والجنوب التي وقعت في الاراضي الشمالية. عاد بعد التخرج من الاكادمية وشغل وظيفه مدرس في مدرسه القاده والأركان ثم عين قائد لوأ. شارك في لجان الوحده وبعد اعلان الوحده عين قائد سلاح المهندسين. عرض نفسه واسرته للخطر عندما رفض التوقيع على شيك بمبلغ 70مليون ريال لشركه حفر آبارمياه وهميه تعود ملكيتها للأسره الحاكمه. نشرت صحيفه صوت العمال تاريخ 21.12.1991 كأول قائد جنوبي يتم اطلاق النار على منزله في الحصبه بصنعاء, تعرض كذلك لمحاوله اغتيال فاشله اخرى عندما كان رئيس لجنة تفتيش على المزارع العسكرية خوفا من كشف حجم الفساد فيها. قاوم الغزو العسكري على الجنوب ببساله فائقه مع مجموعه متطوعين للدفاع عن عدن من الاتجاه الشمالي الشرقي. غادر الوطن مكرها يوم 7 يوليو. تم الاستيلاء على داره رقم 827 بحي السعاده وجميع ممتلكاته بأمر من اركان حرب اليمن علي محسن ونفذه قائد الأمن محمد صالح طريق. حرم من كامل حقوقه المكتسبه في الخدمه العسكريه لأكثر من 26 سنه مع ذلك تحمل قسوه ومعانة الاغتراب. حاليا يعيش مع أسرته في اكثر من ثلاثة بلدان.


أجرى اللقاء : لطفي شطارة